المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : بيان للسلطان غالب بن عوض القعيطي بمناسبة الذكرى الخامسة والأربعين للاستقلال الأول


روابي الجنوب
11-29-2012, 06:21 AM
بيان للسلطان غالب بن عوض القعيطي بمناسبة
الذكرى الخامسة والأربعين للاستقلال الأول

[فقط الأعضاء المسجلين والمفعلين يمكنهم رؤية الوصلات] VCN8UAiPffYYhgi8mxYH8x99oE

الحمد لله رب العالمين، والعاقبة للمتقين، والصلاة
والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين صلى
الله عليه وعلى آله وأصحابه وسلم.


أما بعد، يا جماهير شعبنا المناضل الصامد في
كل مكان في الداخل والخارج، إنني وقبل أن أتوجه
إليكم بخطابي هذا، أقف تحية إجلال لشهدائنا الأبرار
الذين جادوا بدمائهم الزكية الطاهرة وبذلوا الغالي
والرخيص من أجل هذا الوطن، فنحن مطالبون جميعا
أن لا نخون هذه التضحيات والدماء التي ارتوت بها
أرضنا الحبيبة لكي نكسر القيود بنيل جميع حقوقنا
المشروعة وتحقيق أهدافنا الشريفة ولننطلق نحو
مستقبل مشرق أسوة بالأمم الأخرى. فلا يجوز أبدا بأي
حال من الأحوال أن نطأ هذه الدماء والتضحيات بأقدامنا، أو
نجعلها سلّما للتحزبات والمصالح الشخصية، وحرام حرام أن
يقهر هذا الشعب المرابط الأبي بسببها والذي لا زال يعاني
الويل وصنوف الظلم والجور والاضطهاد وهو يتطلع إلى ني
جميع حقوقه وفقا لرغباته ومصالحه أسوة بجميع الشعوب
الأخرى بعد أن قدم التضحيات الكبيرة على اختلاف
أشكالها بنبل وسخاء ودون أنانية. ألا فليتق الله
أقوام لا تنبض قلوبهم بهموم
وطنهم ومعاناة إخوتهم.


يا شعبنا الكبير، استسمحكم في وقفة أخرى
مع أسرانا الأبطال الذين هم ليوث نضالنا وصناديد
قضيتنا وصمودنا الشعبي المبارك، عجل الله بفك أسرهم
، فإن زئيرهم وهم خلف القضبان سوف يهز بمشيئة الله
وقدرته معقل كل ظالم وغاصب وسيقتلعه من جذوره. فأهيب
بالجميع بالدعاء لهم والتضرع إلى الله بأن يعجل لهم جل
شأنه بالفرج، وإنني اسأل الله بإلحاح الشفاء العاجل
والكامل لجرحانا الذين تحملوا الآلام، مع الشكر والتقدير
والدعاء لكل من قدم وتحمل تضحية من اجل وطنهم
وأمتهم فأقول لهم شكر الله سعيكم، سائلا منكم المزيد
من الصبر والتحمل، وان تتسلوا بقول الله تعالى "إن تكونوا
تألمون فإنهم يألمون كما تألمون وترجون من الله
ما لا يرجون وكان الله عليما حكيما".

يا شعبنا الذي نفاخر به أمام شعوب العالم،
إنه لزاما علينا أن نعي متطلبات المرحلة، فأهم
متطلباتها أن يسود بيننا مبدأ التصالح والتسامح فاحذروا
أن يختل البناء فيحل العناء لان مبدأ التصالح والتسامح هو
السيف الذي نصول به على كل ظالم وغاصب ونذود به عن
الوطن، وهو السهم الذي نحمي به ظهورنا عند التحام
الصفوف، فيا أيها الأبطال، الحذر الحذر!! فلا تستبقوا الغنائم
قبل الانتهاء من تحقيق الأهداف، فشعبنا ما زال في
الميدان يكافح وينافح، فلا تخذلوه بالتسابق على
الحطام على حسابه فإن ذلك
لا يليق بالسلوك الإسلامي.


يا أبناء وطننا الحبيب، إنني أقف على مسافة
واحدة منكم لكني أرى من الضروري وضع الأسس
والقواعد للعمل الموحد وأرى ضرورة الالتزام بالثوابت
الوطنية التي توافق عليها شعبنا وأقام عليها نضاله
وكما أدعو إلى عدم الفوضوية في العمل والمواقف
والولاءات التي تضر بقضيتنا فلا نجلب وصاية علينا وعلى
شعبنا الذي تعس ولسوف يتعس بها مستقبلا إن لم
نتدارك خطورة الموقف مع أنني اعتقد أن شعبنا قد
وعى الدروس من ماضيه المرير.

ياشعبنا المرابط في كل مكان من ديار وطننا
الغالي وخارجه، اعلموا أنكم انتم وحدكم من سيحقق
مصيركم واختيار نظام حكم بلادكم من خلال السبل
الشوروية والاستفتاءات الجماهيرية، فأنتم قادرون
على تعدي محنتكم والرجوع إلى تاريخكم
وحضارتكم العريقة كما أنكم قادرون أيضا
على اتخاذ الخطى المناسبة استجابة
لكل ظرف بحسب ما تتطلبه حاجة الوطن
لتحقيق آمال كل مواطن نحو مستقبل مشرق
. فلو استبعدتم الشعارات المستوردة من عملكم
الجماهيري التي تشوه صورة قضيتكم في الخارج
، لكان نجاحا كبيرا لكم تلكم الشعارات التي
لا معنى لها في واقعكم النضالي اليوم بل
تعد نقطة اختلافات، فأهيب بكم أن تنحوها
جانبا ولا تلوثوا بها نضالكم الوطني الإنساني الشريف.


ياعلماء جنوبنا الغالي الموقرين، أنتم الصف الأول
في جهادنا ضد كل معادي لحقوقنا الطبيعية المشروعة
وقضيتنا الإنسانية، فأنظار الشعب تستشرفكم وترقب
كلمتكم ودوركم في توجيهه إلى طريق الصواب، فانتم
بإذن الله من يحرك القلوب ويرسم الدروب وبدعواتكم
الصالحة تفرج الكروب، فنسأل الله لكم جميعا التوفيق.


أبنائي وإخواني الأعزاء شباب وطننا الغالي والنخب
والأكاديميين والعسكريين، إن الوطن ينتظركم لتبنوه
بسواعدكم الصادقة الطاهرة، لقد حملتكم أمتكم هذه
الأمانة، لأنكم أجدر بحملها فالنصر انتم صانعوه، والمجد
أنتم مشيدوه، لقد قدمتم الكثير لقضيتكم كما لا زلتم
تقدمون الغالي والرخيص ، فالوطن يطالبكم المزيد،
رصوا الصفوف ووحدوا الكلمة وانطلقوا إلى هدفكم ولا
تلتفتوا خلفكم، أصبروا على ما أصابكم في سبيل
قضيتكم العادلة، فالنصر بإذن الله قريب.

أيها الشعب الكريم المكافح، ياقبائلنا ومشائخ قبائلنا
ورموز مجتمعنا المناضل على جميع الأصعدة، الكبير
فيكم والصغير، أنتم حصننا المنيع ضد من يريد أن يطوعنا
جبرا وقهرا خلاف إرادتنا ومصالحنا، نحن ولدنا أحرارا وحيينا
أحرارا وسوف ننتقل إلى البارئ بمشيئته أحرارا، فداء في
سبيل الإيمان والوطن. فأوصيكم بإلحاح مرارا وتكرارا أن
توحدوا كلمتكم وصفوفكم وتتخلوا عن الأنانية والمصالح
الفردية والتكبر والغرور، وعودوا إلى ما يهدينا إليه ديننا
الحنيف من الوئام ووحدة الصف واستجيبوا لنبرات المخوة
الصادقة مع نسيان خلافات الماضي، لان فيها مفتاح
تنظيم حياتكم وتوحد كلمتكم، وإياكم أن تصغروا في
أعين أعداء قضيتكم الشريفة، فأنتم جميعا ودون
استثناء الجنود لوطنكم وأمركم بين أيديكم.


يا محيطنا الإقليمي الكريم، إن هذا الشعب الذي يكن
لكم كل وفاء وود وإخلاص وامتنان، يعدكم أعز أهله وأشقائه
ومن المحسنين إليه منذ القدم، وها هو يناشدكم الآن في
معاناته المؤلمة باسم الإخوة ونخوة الدين الحنيف وتعاليمه
السماوية أن لا تهملوه في محنته فقد يدخل بيننا أعداء الله
ورسوله لاستغلال الفراغ وزرع المزيد من الفتن التي نحن
جميعا في غنى عنها. فكل الذي يريده شعبنا هو حقه
الطبيعي في تقرير مصيره بنفسه والاستمتاع
بالاستقرار والطمأنينة التي حرم منها منذ
فترة طويلة بعد أن استمتع بها قرونا مديدة.
فهل هذه الرغبة من قبله تعد غير طبيعية
أو غير إنسانية أو تجاوز من قبله في حقوق
الغير كشعب تليد معترف بذاتيته منذ القدم، وهو ي
تمنى للجميع كل خير من منطلق مشاعر الإخوة
الصادقة وسلوكيات حسن الجوار. وأناشد في هذا
الشأن الضمير الإنساني العالمي أن لا يتجاهل
أو يهمل حقوق ومصالح هذا الشعب المسكين
المحروم من أبسط حقوقه الإنسانية والمغلوب
على أمره قهرا والعمل ضد إرادته.

وختاما، مع تقديم بالغ المعذرة على
هذه الإطالة، أقول اللهم إليك نشكو ضعف قوتنا،
وقلة حيلتنا وهواننا على الناس، يا ارحم الراحمين
، إلى من تكلنا؟ إلى بعيد يتجهمنا؟ أم إلى عدو
ملكته أمرنا؟ إن لم يكن بك علينا غضب فلا
نبالي ولكن عافيتك أوسع علينا.
نعوذ بنور وجهك الذي أشرقت له الظلمات وصلح
عليه أمر الدنيا والآخرة من أن ينزل بنا غضبك، أو يحل
علينا سخطك. لك العتبى حتى ترضى ولا حول
ولا قوة إلا بالله العلي العظيم القدوس والصلاة
والسلام على اشرف الأنبياء والمرسلين
والحمد لله رب العالمين.
الفقير إلى عفو ربه
السلطان غالب بن عوض القعيطي

المراقب العربي
12-03-2012, 05:59 AM
بيان للسلطان غالب بن عوض القعيطي بمناسبة
الذكرى الخامسة والأربعين للاستقلال الأول

[فقط الأعضاء المسجلين والمفعلين يمكنهم رؤية الوصلات] VCN8UAiPffYYhgi8mxYH8x99oE

الحمد لله رب العالمين، والعاقبة للمتقين، والصلاة
والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين صلى
الله عليه وعلى آله وأصحابه وسلم.


أما بعد، يا جماهير شعبنا المناضل الصامد في
كل مكان في الداخل والخارج، إنني وقبل أن أتوجه
إليكم بخطابي هذا، أقف تحية إجلال لشهدائنا الأبرار
الذين جادوا بدمائهم الزكية الطاهرة وبذلوا الغالي
والرخيص من أجل هذا الوطن، فنحن مطالبون جميعا
أن لا نخون هذه التضحيات والدماء التي ارتوت بها
أرضنا الحبيبة لكي نكسر القيود بنيل جميع حقوقنا
المشروعة وتحقيق أهدافنا الشريفة ولننطلق نحو
مستقبل مشرق أسوة بالأمم الأخرى. فلا يجوز أبدا بأي
حال من الأحوال أن نطأ هذه الدماء والتضحيات بأقدامنا، أو
نجعلها سلّما للتحزبات والمصالح الشخصية، وحرام حرام أن
يقهر هذا الشعب المرابط الأبي بسببها والذي لا زال يعاني
الويل وصنوف الظلم والجور والاضطهاد وهو يتطلع إلى ني
جميع حقوقه وفقا لرغباته ومصالحه أسوة بجميع الشعوب
الأخرى بعد أن قدم التضحيات الكبيرة على اختلاف
أشكالها بنبل وسخاء ودون أنانية. ألا فليتق الله
أقوام لا تنبض قلوبهم بهموم
وطنهم ومعاناة إخوتهم.


يا شعبنا الكبير، استسمحكم في وقفة أخرى
مع أسرانا الأبطال الذين هم ليوث نضالنا وصناديد
قضيتنا وصمودنا الشعبي المبارك، عجل الله بفك أسرهم
، فإن زئيرهم وهم خلف القضبان سوف يهز بمشيئة الله
وقدرته معقل كل ظالم وغاصب وسيقتلعه من جذوره. فأهيب
بالجميع بالدعاء لهم والتضرع إلى الله بأن يعجل لهم جل
شأنه بالفرج، وإنني اسأل الله بإلحاح الشفاء العاجل
والكامل لجرحانا الذين تحملوا الآلام، مع الشكر والتقدير
والدعاء لكل من قدم وتحمل تضحية من اجل وطنهم
وأمتهم فأقول لهم شكر الله سعيكم، سائلا منكم المزيد
من الصبر والتحمل، وان تتسلوا بقول الله تعالى "إن تكونوا
تألمون فإنهم يألمون كما تألمون وترجون من الله
ما لا يرجون وكان الله عليما حكيما".

يا شعبنا الذي نفاخر به أمام شعوب العالم،
إنه لزاما علينا أن نعي متطلبات المرحلة، فأهم
متطلباتها أن يسود بيننا مبدأ التصالح والتسامح فاحذروا
أن يختل البناء فيحل العناء لان مبدأ التصالح والتسامح هو
السيف الذي نصول به على كل ظالم وغاصب ونذود به عن
الوطن، وهو السهم الذي نحمي به ظهورنا عند التحام
الصفوف، فيا أيها الأبطال، الحذر الحذر!! فلا تستبقوا الغنائم
قبل الانتهاء من تحقيق الأهداف، فشعبنا ما زال في
الميدان يكافح وينافح، فلا تخذلوه بالتسابق على
الحطام على حسابه فإن ذلك
لا يليق بالسلوك الإسلامي.


يا أبناء وطننا الحبيب، إنني أقف على مسافة
واحدة منكم لكني أرى من الضروري وضع الأسس
والقواعد للعمل الموحد وأرى ضرورة الالتزام بالثوابت
الوطنية التي توافق عليها شعبنا وأقام عليها نضاله
وكما أدعو إلى عدم الفوضوية في العمل والمواقف
والولاءات التي تضر بقضيتنا فلا نجلب وصاية علينا وعلى
شعبنا الذي تعس ولسوف يتعس بها مستقبلا إن لم
نتدارك خطورة الموقف مع أنني اعتقد أن شعبنا قد
وعى الدروس من ماضيه المرير.

ياشعبنا المرابط في كل مكان من ديار وطننا
الغالي وخارجه، اعلموا أنكم انتم وحدكم من سيحقق
مصيركم واختيار نظام حكم بلادكم من خلال السبل
الشوروية والاستفتاءات الجماهيرية، فأنتم قادرون
على تعدي محنتكم والرجوع إلى تاريخكم
وحضارتكم العريقة كما أنكم قادرون أيضا
على اتخاذ الخطى المناسبة استجابة
لكل ظرف بحسب ما تتطلبه حاجة الوطن
لتحقيق آمال كل مواطن نحو مستقبل مشرق
. فلو استبعدتم الشعارات المستوردة من عملكم
الجماهيري التي تشوه صورة قضيتكم في الخارج
، لكان نجاحا كبيرا لكم تلكم الشعارات التي
لا معنى لها في واقعكم النضالي اليوم بل
تعد نقطة اختلافات، فأهيب بكم أن تنحوها
جانبا ولا تلوثوا بها نضالكم الوطني الإنساني الشريف.


ياعلماء جنوبنا الغالي الموقرين، أنتم الصف الأول
في جهادنا ضد كل معادي لحقوقنا الطبيعية المشروعة
وقضيتنا الإنسانية، فأنظار الشعب تستشرفكم وترقب
كلمتكم ودوركم في توجيهه إلى طريق الصواب، فانتم
بإذن الله من يحرك القلوب ويرسم الدروب وبدعواتكم
الصالحة تفرج الكروب، فنسأل الله لكم جميعا التوفيق.


أبنائي وإخواني الأعزاء شباب وطننا الغالي والنخب
والأكاديميين والعسكريين، إن الوطن ينتظركم لتبنوه
بسواعدكم الصادقة الطاهرة، لقد حملتكم أمتكم هذه
الأمانة، لأنكم أجدر بحملها فالنصر انتم صانعوه، والمجد
أنتم مشيدوه، لقد قدمتم الكثير لقضيتكم كما لا زلتم
تقدمون الغالي والرخيص ، فالوطن يطالبكم المزيد،
رصوا الصفوف ووحدوا الكلمة وانطلقوا إلى هدفكم ولا
تلتفتوا خلفكم، أصبروا على ما أصابكم في سبيل
قضيتكم العادلة، فالنصر بإذن الله قريب.

أيها الشعب الكريم المكافح، ياقبائلنا ومشائخ قبائلنا
ورموز مجتمعنا المناضل على جميع الأصعدة، الكبير
فيكم والصغير، أنتم حصننا المنيع ضد من يريد أن يطوعنا
جبرا وقهرا خلاف إرادتنا ومصالحنا، نحن ولدنا أحرارا وحيينا
أحرارا وسوف ننتقل إلى البارئ بمشيئته أحرارا، فداء في
سبيل الإيمان والوطن. فأوصيكم بإلحاح مرارا وتكرارا أن
توحدوا كلمتكم وصفوفكم وتتخلوا عن الأنانية والمصالح
الفردية والتكبر والغرور، وعودوا إلى ما يهدينا إليه ديننا
الحنيف من الوئام ووحدة الصف واستجيبوا لنبرات المخوة
الصادقة مع نسيان خلافات الماضي، لان فيها مفتاح
تنظيم حياتكم وتوحد كلمتكم، وإياكم أن تصغروا في
أعين أعداء قضيتكم الشريفة، فأنتم جميعا ودون
استثناء الجنود لوطنكم وأمركم بين أيديكم.


يا محيطنا الإقليمي الكريم، إن هذا الشعب الذي يكن
لكم كل وفاء وود وإخلاص وامتنان، يعدكم أعز أهله وأشقائه
ومن المحسنين إليه منذ القدم، وها هو يناشدكم الآن في
معاناته المؤلمة باسم الإخوة ونخوة الدين الحنيف وتعاليمه
السماوية أن لا تهملوه في محنته فقد يدخل بيننا أعداء الله
ورسوله لاستغلال الفراغ وزرع المزيد من الفتن التي نحن
جميعا في غنى عنها. فكل الذي يريده شعبنا هو حقه
الطبيعي في تقرير مصيره بنفسه والاستمتاع
بالاستقرار والطمأنينة التي حرم منها منذ
فترة طويلة بعد أن استمتع بها قرونا مديدة.
فهل هذه الرغبة من قبله تعد غير طبيعية
أو غير إنسانية أو تجاوز من قبله في حقوق
الغير كشعب تليد معترف بذاتيته منذ القدم، وهو ي
تمنى للجميع كل خير من منطلق مشاعر الإخوة
الصادقة وسلوكيات حسن الجوار. وأناشد في هذا
الشأن الضمير الإنساني العالمي أن لا يتجاهل
أو يهمل حقوق ومصالح هذا الشعب المسكين
المحروم من أبسط حقوقه الإنسانية والمغلوب
على أمره قهرا والعمل ضد إرادته.

وختاما، مع تقديم بالغ المعذرة على
هذه الإطالة، أقول اللهم إليك نشكو ضعف قوتنا،
وقلة حيلتنا وهواننا على الناس، يا ارحم الراحمين
، إلى من تكلنا؟ إلى بعيد يتجهمنا؟ أم إلى عدو
ملكته أمرنا؟ إن لم يكن بك علينا غضب فلا
نبالي ولكن عافيتك أوسع علينا.
نعوذ بنور وجهك الذي أشرقت له الظلمات وصلح
عليه أمر الدنيا والآخرة من أن ينزل بنا غضبك، أو يحل
علينا سخطك. لك العتبى حتى ترضى ولا حول
ولا قوة إلا بالله العلي العظيم القدوس والصلاة
والسلام على اشرف الأنبياء والمرسلين
والحمد لله رب العالمين.
الفقير إلى عفو ربه
السلطان غالب بن عوض القعيطي










--------------------------------------------------------------------------------------------------------

التمس العذر من السلطان غالب القعيطي
-------------------------------------------------


الرئيس ناصر :نحن مع الخيار الذي يرتضيه الشعب في الجنوب سواء بالوحدة أو الفيدرالية أو
الرئيس ناصر :نحن مع الخيار الذي يرتضيه الشعب في الجنوب
سواء بالوحدة أو الفيدرالية أو فك الارتباط



اكد الرئيس الجنوبي السابق علي ناصر محمد
ان هناك متزايد سواءً على المستوى الوطني أو
على المستويين الاقليمي والدولي بأن هناك قضية
جنوبية عادلة، وان هذه القضية ينبغي ان تجد حلاً
عادلاً لها يرضي الشعب في الجنوب ونحن مع الخيار
الذي يرتضيه الشعب في الجنوب سواء بالوحدة
أو الفيدرالية أو فك الارتباط


وقال علي ناصر في حوار مع صحيفة "26 سبتمبر
" التابعة للجيش اليمني ان هناك ثلاثة خيارات
مطروحة اليوم على الساحة الجنوبية وربما أكثر
.. الوحدة، الفيدرالية، فك الارتباط أو استعادة الدولة
أو التحرير والاستقلال حسب هذه المسميات..
ونحن في الأول والأخير مع الخيار الذي
يرتضيه الشعب في الجنوب.

حاوره: طاهر العبسي :نائب مدير التحرير





العيد الوطني ال45 للاستقلال ال30 من
نوفمبر67م مناسبة خالدة في تاريخ شعبنا
المعاصر.. ماذا يحضركم القول بهذا العيد العظيم؟



>> بداية نترحم على أرواح شهداء حرب
التحرير والاستقلال المجيد، وبهذه المناسبة
نتوجه بخالص التهاني القلبية الحارة إلى شعبنا
، وإلى الاخ عبدربه منصور هادي رئيس الجمهورية
وكافة المناضلين الذين قدموا التضحيات الغالية وقوافل
الشهداء من أجل حرية واستقلال جنوبنا الحبيب
وتحريره من الاحتلال البريطاني حتى تحقيق النصر
في 30نوفمبر 1967م وقيام جمهورية اليمن الجنوبية
الشعبية برئاسة المناضل قحطان محمد الشعبي.



دولة قوية



> في ال30 من نوفمبر الحالي يحل العيد
ال(45) للاستقلال.. وهناك من يحضر لاحتفال
مليوني في الجنوب بهذه المناسبة.. ترى
ما الذي بقي من الاستقلال العظيم
حتى يحتفل به الناس؟



>> للاستقلال الوطني ذكرى ومعانٍ عظيمة،
فمجرد التحرر من الاحتلال البريطاني وتوحيد
السلطنات والمشيخات في دولة واحدة قوية والانجازات
التي حققتها هذه الدولة محلياً واقليمياً ودولياً، كل
هذا وغيره لا يمكن التقليل منها، والناس الذين عاشوا
هذه الفترة أو الذين جاؤوا بعد ذلك لازالوا يذكرونها
بالخير ويحنون إليها خاصة بعد أن فقدوها، ونحن ندعو
كافة قوى الحراك لاحترام هذه المناسبة الوطنية
العزيزة على قلوبنا جميعاً وأن لا تتحول هذه
المناسبة إلى مثار للخلاف والاختلاف بينهم
مهما تباينت وجهات النظر أو مواقع الاحتفال.



مصالح الشعب



> لكن ألم يكن للتجربة التي قامت
بعد الاستقلال سلبياتها أيضاً ؟



>> بالتأكيد.. فهي تجربة إنسانية شأنها شأن
التجارب الإنسانية الأخرى، فقد كان لها ايجابياتها
كما كان لها سلبياتها.. بعض السلبيات قاتلة بكل
أسف ومازال شعبنا في الجنوب يدفع ثمنها حتى اليوم
وتتمثل بدرجة أساسية في نوازع التطرف والمزايدات
التي ظلت سمة مصاحبة للتجربة في أغلب مراحلها
عند البعض والتي لم يكن لها علاقة بمصالح الشعب
حتى وإن ارتدى اصحابها مسوح الثورية، وقد تأثرت بعض
القيادات بتنظيرات بعض العناصر الفلسطينية التي جعلت
من اليمن الجنوبي حقلاً لتنظيراتها التي ليس لها علاقة
بواقعنا فاوقعوا التجربة في صراعات تارة باسم
اليمين الرجعي واخرى باسم اليسار الانتهازي
وثالثة باسم اليمين الانتهازي.. وكانت النتيجة
ان أكلت الثورة أبناءها والسلطة أكلت رجالها.



هروب



> هل تلمح سيادة الرئيس على أن الجنوب
دخل إلى الوحدة وهو في حالة ضعف، وأن ما
حدث بعد ذلك من الانفراد بالجنوب واخرجه من
الشراكة الوطنية في الوحدة كان بسبب ذلك؟



>> إلى حد كبير.. نعم، بالاضافة إلى أخطاء
وخطايا أخرى ارتكبها الذين أداروا دولة الوحدة، وكان
يفترض بالجنوب أن يستعيد وحدته الوطنية بعد هذا
الصراع الذي مر به الجنوب منذ 1967م وما بعدها. وقبل
الوحدة دعونا إلى حل صراعات الماضي جميعها،
ولكن تلك الدعوة لم تلق الاستجابة من اخوتنا لسنوات
لاحقة برغم تكرارنا لها واستعدادنا لتقديم ما يلزمها لكي
تنجح.. كان الجنوب سيزداد منعة وقوة بتحقيق
تلك المصالحة بدلاً من الركض إلى الوحدة بدون
تبصر عميق ثم الهروب منها أيضاً بدون دراسة
ولا تفكير بالنتائج.. والذي دفع الثمن في الأخير
هو الشعب في الجنوب.



قلعة رأسمالية



> فلنعد إلى السلبيات التي رافقت
التجربة في الجنوب، أشرت إلى خطر التنظيرات
اليسارية الواردة من الخارج، ألم يكن لها صدى
ومروجون في الداخل أو حتى أدوات؟



>> بالطبع.. وإلا لما حققت أهدافها.. البعض بوعي
وآخرون بدون وعي انساقوا وراء تلك الشعارات
وجعلوا منها سلاحاً في تأجيج الخلافات التي سرعان
ما تتحول الى خلاف.. بعض المزايدات كانت شكلية
وأحياناً مضحكة كالاعتراض على إقامة «النوافير
في بعض الجولات (الدوارات) في عدن، أو الاعتراض
على مستوى ارتفاع فندق عدن في خورمكسر من
فئة الخمس نجوم والقول عنه بأنه قلعة من قلاع
الرأسمالية، أو انشاء مجمعات استهلاكية في المعلا
وخور مكسر والشيخ عثمان والبريقة واعتبر ذلك من
مظاهر النمط الاستهلاكي الخليجي، أو كما اعتبر استخدام
المكيفات في مدن شديدة الحرارة والرطوبة كعدن من
مظاهر «البرجزة»، وكذلك التلفزيونات الملونة بل
إن البعض كان يزايد على استخراج النفط من
قبل «شركة أجيب الايطالية» في شرمة
بحضرموت ولماذا لم يستخرج
ايام الرؤساء قبلك!



المؤسف أن البعض كان يصدق نفسه حين يقول
مثل هذه الأمور فحتى النظام الاشتراكي يستهدف
في الأخير رفاهية المواطنين وتوفير افضل مستوى
من المعيشة لهم.. وهذا شأن اي نظام اجتماعي
في العالم، وعندنا في الجنوب كنا نجتهد لكي
نحقق الحد الأدنى من متطلبات السكان المعيشية،
وهذا ما استطعنا تحقيقه الى حد ما.



تجربة الجنوب



> كثر الحديث عن قلة موارد الدولة
في الجنوب بعد الاستقلال، لكن ألم يكن
موقع عدن الاستراتيجي والسمعة الدولية التي
اكتسبها ميناؤها الدولي كمنظقة
تجارة حرة كافيين كموارد؟



>> قلة موارد الدولة في الجنوب كان حقيقة
، فلم نكن نملك نفطاً ولا غازاً كما هو الحال اليوم،
ولكن حتى تلك الموارد على قلتها كنا نوظفها
خير توظيف في التنمية، كما كنا نستخدم القروض
والمساعدات الدولية في اماكنها الصحيحة بشهادة
منظمات الأمم المتحدة، واتفق معك على الموقع
الاستراتيجي المهم لعدن، والسمعة الدولية لها
كميناء عالمي ومنطقة تجارة حرة وكان يمكن
الاستفادة من هذه الميزات في توفير مصدر دخل
يرفد ميزانية الدولة برافد مالي مهم، ولكن بكل أسف
حالت بعض الظروف الموضوعية والاحداث في المنطقة
دون ذلك كاغلاق قناة السويس بعد حرب حزيران
(يونيو) 1967م ونشوء موانئ منافسة، ناهيك عن
المواقف السياسية تجاه النظام في عدن، كل
هذا وغيره حال دون الاستفادة القصوى من امكانيات
موقع عدن الاستراتيجي ومينائها الذي ندفع بين
الحين والاخر ثمن هذا الموقع الاستراتيجي
المهم.. كما انه لا يمكن الاعتماد على مصد
ر واحد للثروة او الدخل.



بناء الدولة



> لا يستطيع أياً كان انكار جهودكم
الوطنية في ايجاد دولة النظام والقانون في الشطر
الجنوبي (سابقاً) هل في اعتقادكم بالامكان
تكرار هذه التجربة اي دولة النظام والقانون
على مستوى اليمن عموماً ؟!



>> لا ادعي انني صاحب الفضل الوحيد
في ذلك، بل كان معي اخوة شاركوني المسؤولية
في الوصول الى مثل هذه الدولة ويجب الاعتراف لهم
بالفضل وتقدير جهودهم في هذا الشأن، كما كان لتأييد
الجماهير والتفافها حول التجربة دور في ارساء هذه الدولة
كما انني عندما وصلت الى سدة الحكم الاولى استفدت
من سلبيات وايجابيات الذين سبقوني واجرينا عملية
مراجعة لتجربة السنوات الماضية قبل عام 1980
دون ان يكون ذلك تراجعاً عن توجهات النظام، اهم
ما حققناه على هذا الطريق هو الامن والاستقرار
وتوفير الغذاء والسكن المناسب والتطبيب والتعلم المجاني
للناس في الجنوب الذين لايمكن بدونهم احداث أي تنمية،
كما قمنا بعملية تأهيل وتدريب لعدد كبير من الكوادر المدنية
والعسكرية في الداخل والخارج اضافة الى الانفراج على
المستوى المحلي والاقليمي والدولي، وهذا لا يعني
انه لم يكن هناك من له وجهة نظر مغايرة لتوجهنا وهذا
امر طبيعي في اي نظام سياسي.. ولكن الشعب في
الجنوب في اغلبيته كان يدعم هذا التوجه لانه
ينسجم ويستجيب لمصالحه الوطنية والحياتية.



هذا من ناحية ومن ناحية اخرى فان بناء الدولة
في الجنوب تم عبر عملية تراكمية طويلة فقد اورثت لنا
بريطانيا عند خروجها من الجنوب وانهاء احتلالها له جهازاً
ادارياً ونظاماً مالياً ومحاسبياً متطوراً ونواة جيش وامن
ومؤسسات اقتصادية وبنكية وعملة خاصة اعتمدنا عليها
في اعادة بناء الدولة الجديدة بعد الاستقلال بالرغم من
بعض الاخطاء والدعوات التي كانت تطالب بتدمير
جهاز الدولة القديم وتصفية الجيش والامن التي وجدت
بعض الصدى ففقدنا عدداً لابأس به من افضل الكوادر
المدنية والعسكرية التي هاجرت واستفادت من خبرتها
بعض الدول المجاورة لكننا سرعان ما اوقفنا هذه العملية
كما رفدنا الجهازين الاداري والعسكري بمكونات وكوادر وطنية
جديدة والتي لعبت دوراً كبيراً في ارساء نظام الدولة والقانون
بالاضافة الى التشريعات والقوانين التي ترسخ
مبدأ المساواة وتحقيق العدالة بين جميع المواطنين،
وتحقيق عملية التنمية، والامن والاستقرار ..



أمثلة حية



> هل يمكن سرد بعض الأمثلة على ذلك ؟!



>> ربما يكون ضرب الامثلة هنا مفيداً على
مدى ما حققته هذه المسألة من نجاح وعلى مدى
احترام وامتثال المواطنين للنظام والقانون، المثال الاول
، انه على مدى قرابة عشرين عاماً من عمر تجربة الدولة
في الجنوب لم تسجل حالة ثأر واحدة منذ اعلان الصلح
العام بين القبائل في عهد الرئيس قحطان الشعبي المبرم
لمدة عام واحد فقط ومع ذلك التزم به الجميع قرابة عقدين
كاملين دون الحاجة الى تجديده حتى اعلان الوحدة،
وهذا دليل على ان الناس يريدون السلام
والخير لهم ولبلادهم وهو ما نفتقده الآن.



المثال الثاني:
ان سيارة شحن لاحد المواطنين
تعرضت لعطل في المحفد بمحافظة أبين وهي
منطقة غير آمنة في السابق لصعوبة الطريق، وتركها
صاحبها في نفس الموقع وعاد إليها بعد عشر
ة أيام تقريباً فوجدها في نفس المكان الذي
تركها فيه وبكامل حمولتها من القمح
والأرز دون ان يتعرض لها احد.



المثال الثالث:
اتذكر أن احد المواطنين في
غيل بن يُمين بحضرموت اخذ يصرخ ونحن في مهرجان
جماهيري وهو يشير نحوي: «مظلوم.. مظلوم يا رئيس !
! بعد نهاية المهرجان دعوته وسألته عن مظلمته وكنت
اعتقد انه تعرض لظلم شديد من الاجهزة المحلية.. ولكني
فوجئت عندما قال لي انه يطلب السماح باطلاق عشر
طلقات فقط احتفالاً بزواج ولديه والشرطة المحلية لا تسمح
بذلك تطبيقاً لنظام عدم اطلاق الاعيرة النارية.
. فما كان مني إلا ان أمرت قائد حراستي ان يعطيه
رشاشه ومعه خمسون طلقة لكي يحتفل بعرس ولديه
وقد طار الرجل من الفرح وأخذ يهتف بحياة الثورة والنظام
وعاشت العدالة واعاده بعد الحفل الى قيادة الشرطة في
المركز. انظر الى أي مدى هو التزام الناس عندما يجدون
النظام والقانون وانه يسري على الجميع دون استثناء
ولا محسوبية، وانه سن لتحقيق مصالح الجميع حتى
على بعد800 كلم من عدن في اقصى الصحراء
. ولنا ان نقارنه بما يحدث اليوم!



المثال الرابع:

وقد يكون هذا المثال هو الابلغ على مدى
التزام الناس بالنظام والقانون فقد بلغ نظام
اصلاح السجون في الجنوب حداً سمحنا فيه للمساجين
الذين يبدون حسن السيرة والسلوك الذهاب في
اجازة يومي الخميس والجمعة لزيارة أهاليهم بدلاً
من ان يأتوهم لزيارتهم.. ولم يشهد تطبيق هذا
النظام سوى حالة فرار واحدة تم ضبط واعادة صاحبها
إلى السجن.. كما جاء ترتيب أحد مساجين السجن
المركزي في عدن الأول على الثانوية العامة في
الجمهورية في إحدى السنوات واسمه ناصر صالح جبران
وكرمناه في عيد العلم واعفيناه من قضاء بقية محكوميته
تقديراً لتفوقه.. كان سجن المنصور قد تحول إلى مركز
لتأهيل المعتقلين في عدة مهن كالنجارة، والحدادة،
والكهرباء، والبناء بالاضافة إلى إتاحة الفرص
لمن يرغب منهم في مواصلة الدراسة والتعليم..



وعودة إلى سؤالك وإن اطلت عليك في الاجابة،
كنا نأمل أن تتم الاستفادة من تجربة بناء دولة المؤسسات
والقانون في الجنوب لبناء دولة اليمن الواحدة ان يؤخ
ذ بأفضليات تجربة الشطرين لكن هذا لم يحدث بكل اسف
وجرى إعادة انتاج نظام ما قبل الدولة وتقويض اسس الدولة
الجنوبية وتحطيم مؤسساتها.. نعتقد ان بناء الدولة المدنية
الحديثة دولة النظام والقانون والمؤسسات والمواطنة
المتساوية ودعم المجتمع المدني أمر ملح لاحداث
التغيير الذي طالبت به ثورة شباب التغيير السلمية
للتأسيس لمرحلة تاريخية
جديدة في اليمن شمالاً وجنوباً.



باختصار كان القانون ينطبق على الجميع
صغيراً أو كبيراً وهي الميزة التي تمتعت بها تلك التجربة،
"فعندما يصلح الرأس يصلح الناس".



القضية الجنوبية



> من خلال رؤيتكم السياسية المتزنة
التي تحظى باحترام كبير من قبل الشعب اليمني
في الجنوب والشمال.. كيف تفسرون مضامين
القضية الجنوبية وخيارات الحل؟!



>> هناك اليوم اعتراف متزايد سواءً على المستوى
الوطني أو على المستويين الاقليمي والدولي
بأن هناك قضية جنوبية عادلة، وان هذه القضية
ينبغي ان تجد حلاً عادلاً لها يرضي الشعب في الجنوب
ونحن مع الخيار الذي يرتضيه الشعب في الجنوب
سواء بالوحدة أو الفيدرالية أو فك الارتباط ..

مشروع قديم



> لكن البعض يقول أو يخشى ان يكون مشروع
الفيدرالية الذي طرحه مؤتمر القاهرة والمكونة
من إقليمين شمالي وجنوبي خطوة نحو الانفصال
خاصة أنها مشروطة بفترة خمس سنوات
يعقبها استفتاء لشعب الجنوب ؟



>> فكرة الفيدرالية من إقليمين ليست فكرة جديدة،
وان تبناها مؤتمر القاهرة المشار إليه.. طرحت فكرة
لفيدرالية في عام 1989م كمشروع لتوحيد اليمن وكان
ذلك قبل الزيارة التي قام بها الرئيس السابق علي
عبدالله صالح إلى عدن في نوفمبر من نفس العام
وبحضور الدكتور عبدالكريم الارياني، وتم اقتراح توحيد
الدفاع والخارجية والمالية كخطوة أولى وقد حمل معه
هذا المشروع الى الاخوة في عدن وتحدث به أمام
اللجنة المركزية للحزب الاشتراكي خلال
تلك الزيارة المشار إليها آنفاً.



الفيدرالية كمخرج



> هذه وجهة نظركم ماذا عن
الموقف الاقليمي من الفيدرالية ؟



>> لتجنب خطر الانقسام والحرب التي
كانت على الأبواب التقيت بوزير خارجية عمان
يوسف بن علوي في منزلي بدمشق وقلت له
ان الفيدرالية هي الحل بعد أن تفاقمت الخلافات
بين الاخوين الرئيس السابق علي عبدالله صالح
ونائبه علي سالم البيض وكررت هذا الموقف للشيخ
زايد بن سلطان رئيس دولة الامارات العربية المتحدة-
رحمه الله– قبل اندلاع الحرب بفترة وجيزة، وصارحت
الاخ علي سالم البيض بموقفي ورؤيتي هذه عندما
التقيت به في أبريل عام 1994م في أبو ظبي–
ثم مع الرئيس علي عبدالله صالح في نفس الشهر عندما
التقينا في قطر.. قلنا بهذا الحل–الفيدرالية- كمخرج للأزمة
التي اعترت دولة الوحدة في وقت مبكر من قيامها ولكن
أحداً لم يستمع إلينا ويأخذ بجدية وواقعية الحل الذي
طرحناه لأن طبول الحرب كانت تدق على أبواب المسؤولين
في كل من صنعاء وعدن والمليارات من الدولارات تضخ
لهم شمالاً وجنوباً والنتيجة كما نراها اليوم معروفة الشعب
دفع ثمن هذه الحرب.



معضلة الوحدة



> وهل ان مشروع الفيدرالية هو المناسب
للنظام السياسي الجديد في اليمن؟!



>> من تجارب الوحدات الفيدرالية والاندماجي
ة الماثلة أمامنا في التاريخ السياسي العربي المعاصر
الوحدة المصرية السورية، والوحدة اليمنية الاندماجية
اللتان تمتا بصورة ارتجالية وغير متدرجة أو مدروسة نجد
ان هذا النوع من الوحدة لا يملك امكانية البقاء والصمود.
. الوحدة المصرية السورية انفرط عقدها بعد ثلاث
سنوات تقريباً والوحدة اليمنية حملت معها بذور الشقاق
والأزمة في السنتين الاولى منها ولا تزال ازمتها مستمرة
حتى اليوم ، ولم تحل حرب 1994م معضلة الوحدة بل
على العكس اضافت إليها تعقيدات جديدة وخطيرة
بالمقابل عندنا تجارب وحدوية أو اتحادية فيدرالية أخرى
وهي تجارب ناجحة وصمدت أمام التحديات وحققت
نجاحات ماثلة أمام أعيننا، ويمكن الاشارة إلى
تجربة دولة الامارات العربية المتحدة وتجربة
ماليزيا وتجارب دول اخرى.



ثلاثة خيارات



> ماذا لو لم يتم قبول مشروعكم الفيدرالي
بين الشطرين وتحت التجربة لمدة خمس سنوات
وما هي البدائل لديكم؟



>> هناك ثلاثة خيارات مطروحة اليوم على
الساحة الجنوبية وربما أكثر.. الوحدة، الفيدرالية،
فك الارتباط أو استعادة الدولة أو التحرير والاستقلال
حسب هذه المسميات.. ونحن في الأول والأخير
مع الخيار الذي يرتضيه الشعب في الجنوب.



وقائع الاحداث



> ماذا لو تحدثنا عن نوفمبر 1989م هل كانت
تلك الاتفاقية الوحدوية غير مدروسة وغير مستوعبة
لمجمل الاحتمالات وأدت فعلاً إلى قرارات خاطئة؟!



>> هذا ما أثبتته الوقائع والاحداث فعلاً بدليل
ما نراه ونعيشه اليوم.. دعني أخبرك بما سمعته
من الأخ علي سالم البيض عندما التقيت به مؤخراً في
بيروت الشهر الماضي لقد سألته: من هو صاحب
فكرة (إخراج اليمن من النفق) التي يرددها البعض..
أنت أم علي عبدالله صالح؟ فأكد لي انه «أي البيض» هو
صاحب الفكرة، وقد صارح بها علي صالح عندما خرجا من
الرئاسة ودخلا نفق «جولد مور» كان الرئيس علي عبدالله
صالح هو الذي يقود السيارة ونائب الرئيس علي سالم
البيض إلى جانبه عندما سأله أن اليمن يمر في نفق
كهذا.. فلماذا لا نخرجه من هذا النفق وقد وافق علي
صالح على ذلك وبدلاً من مواصلة الطريق إلى «جولد مور
طلب منه البيض أن يذهبا إلى بيته في كريتر.. وخلال هذه
الدقائق أو الثواني القليلة اتخذا القرار بالوحدة الاندماجية
دون العودة إلى الهيئات التشريعية المفترضة في عدن
وصنعاء أو إلى الشعب للاستفتاء على الوحدة وفقاً لدستور
دولة الوحدة الذي اتفقنا عليه عام 1981م وبعد أن تناول
الغداء والقات كلفا وزيري الوحدة راشد محمد ثابت ويحيى
العرشي بصياغة البيان أو "اتفاق 30 نوفمبر" ودعيا بقية
أعضاء الوفدين لحضور حفل التوقيع، من الناحية الدستورية
كان يفترض ان يوقع الاتفاق مع الرئيس علي عبدالله
صالح الأخ حيدر أبوبكر العطاس بوصفه
الرئيس ولكن ذلك لم يحدث.



وبما أن الارسال التلفزيوني قد اغلق، فقد
أصدروا الأوامر إليه بافتتاح الارسال بعد منتصف
الليل لإعلان أو إذاعة بيان الاتفاق المفاجأة
مما أذهل العالم كله.



حديث النفق



> هذا ما قاله الأخ علي البيض لكم،
فماذا عن موقف الرئيس علي عبدالله صالح؟



>> لقد أكد لي الرئيس علي عبدالله صالح
من ناحيته صحة تلك الواقعة في آخر مكالمة
بيني وبينه، وقال إن حديث النفق سبقه حديث في
اجتماع للجنة المركزية للحزب الاشتراكي اليمني
والمسؤولين في الجنوب وفي ذلك الاجتماع قال الرئيس
علي عبدالله صالح أنه خلال زيارته لعدن سمع من الناس
هتافات تطالب بالوحدة الفورية وأنه عرض على الاخوة في
الجنوب ان يختاروا بين الوحدة الفورية أو الفيدرالية أو
الكونفيدرالية أو المجلس اليمني الأعلى الذي تشكل
في 30 نوفمبر 1981م عند أول زيارة قام بها الى عدن،
وقال لي علي صالح في حديثه الاخير معي ان الاخوة
في عدن اختاروا الوحدة الاندماجية (بعد حديثه
هو البيض في نفق غولد مور المذكور).



حينها رحبنا بالوحدة رغم ما لنا من مآخذ على
الطريقة التي تمت بها برغم انها تجاهلتنا كقوة
سياسية مؤثرة بالاضافة الى قوى سياسية أخرى
، وشملت الصفقة بينهما إخراجنا من اليمن وقبلنا
بهذه التضحية من أجل الوحدة.. وقلت وقتها كما اذكر:
"لقد جرى اقتسام السلطة والثروة والزمرة !" ...



وحدة الصف



> نشرتم مؤخراً الرسالة الموجهة منكم الى
الرئيس علي سالم البيض حول ملابسات اللقاء
الذي جرى بينكما في بيروت فما حقيقة
ما جرى في تلك اللقاءات؟!



>> خلال اللقاء مع الاخ علي سالم البيض، والذي
حضر– إحدى جلساته- الأستاذ فخري كريم اتفقنا
على صياغة مسودة ورقة مشتركة لحوار جنوبي–
جنوبي تقدم إلى اجتماع مصغر يعقد في القاهرة
في الأسبوع الأول من نوفمبر الحالي للقيادات
والمكونات الجنوبية، واتفقنا على قوام هذه اللجنة
وطبيعتها ومهمتها وتحديد اسمائها، حيث انه كان من
المقرر ان تعقد هناك لقاءات جنوبية– جنوبية يشارك فيها
المهندس حيدر ابو بكر العطاس والمناضل حسن باعوم
رئيس المجلس الاعلى للحراك الجنوبي الذي لبى دعوة
حضور هذا الاجتماع رغم ظروفه الصحية والاستاذ
عبدالرحمن الجفري والشيخ عبدالعزيز المفلحي
والسيد مصطفى العيدروس منصب عدن والسيدة جهاد
عباس والكابتن سعيد يافعي والاخوة شعفل عمر وصالح
شايف ومحمد علي القيرحي ومطهر مسعد وعبدالله الهيثمي
والسلطان احمد عبدالله الفضلي وغيرهم من القيادات الجنوبية،
ولكن مع الأسف تراجع عنها في اليوم التالي، وفي
تصريح صادر عن مكتبه ليس له علاقة بما تم الاتفاق
عليه وهو أن تقوم اللجنة المقترحة بيننا بصياغة
تلك الرؤية وليس مكتبه في بيروت.



وحرصاً مني على تعزيز وحدة الصف الجنوبي،
وعلى علاقاتي الطيبة مع الاخ علي سالم البيض كنت
أفضل عدم اثارة هذا الموضوع، ولكن بعدما صدر
عن مكتبه من بلاغ صحفي وصف بالمهم.. أجد
نفسي مضطراً لتوضيح ما يلي :



- إن اللقاء الذي تم في بيروت تطرق إلى الحوار الجنوبي
– الجنوبي، وإلى مشاركة الاخ البيض في لقاء القاهرة
مع جمال بن عمر والترتيبات التي
طلبها لزيارته لجمهورية مصر العربية.



- وما صدر عن مكتب الاخ البيض ومعنون ب:
رؤية بشأن عقد لقاءات وحوارات جنوبية– جنوبية
تسلمت نسخة منه ونسخة منها للاستاذ فخري كريم،
ولم تكن رسالة موجهة لي شخصياً حتى يتطلب مني
الرد على ما جاء فيها، والتعليق الوحيد على تلك
الرؤية أنها صدرت خلافاً على ما جرى الاتفاق
عليه في اللقاء كما أشرنا آنفاً .



أما فيما يتعلق بأن الاخ البيض لم يتلق
دعوة رسمية من السفير جمال بن عمر لحضور
لقاء القاهرة بالقيادات الجنوبية، فقد وجه المبعوث
ث الأممي الدعوة له شخصياً بحضوري وحضور الاستاذ
فخري كريم عبر الهاتف بينهما، وقد ابدى
البيض موافقته على ذلك.



وقد وصف الأستاذ فخري كريم اللقاء المشترك بين
"الاخوين العليين" حسب تعبيره وما تمخض عنه من
اتفاق أولي على المضي في التحضير للقاء القاهرة،
ثم الانتقال الى اللقاء مع ممثل الأمين العام للأمم المتحدة
، بأنه مبعث تفاؤل وابتهاج له وذلك في رسالة مشتركة
وجهها الى كلينا (علي ناصر محمد
، وعلي سالم البيض).



وتستدعي مني الامانة التاريخية أن أضع أمام
شعبنا في الجنوب والرأي العام حقيقة ما جرى في
ذلك اللقاء، وقد نشرت رسالتي للاخ علي سالم البيض
بتاريخ 31-10-2012م حول الموضوع نفسه ، ونحن نؤكد
حرصنا الشديد على التواصل مع الاخ علي سالم
البيض ومع كافة القيادات والمكونات السياسية في
الجنوب والشمال بهدف إخراج الجنوب واليمن بشكل
عام الى بر الأمان، ونؤكد على أن الخلافات تضعف
القضية الجنوبية العادلة ولا تخدم الشعب في الجنوب
ولا التضحيات العظيمة التي قدمها في سبيل انتصارها.



تجاوز الماضي



> هذا التقاطع في مواقفكم مع علي البيض
حول كيفية حل القضية الجنوبية والمشاركة في مؤتمر
الحوار الوطني.. هل ثمة مخرج
يجمعكم قريباً على رؤية واحدة !؟



>> لا توجد مشكلة على الصعيد الشخصي
مع الأخ علي سالم البيض ولا مع الاخوة الذين اختلفنا
واياهم في بعض المراحل عندما كنا في السلطة في الجنوب
بل تجمعنا وإياهم القضية الجنوبية العادلة وان وجدت مثل
هذه الاختلافات فهي كانت في الماضي تباينات في وجهات
النظر حول رؤيتنا لمستقبل الجنوب وعلاقاته اليمنية والاقليمية
والدولية التي لم تكن تفهم من البعض وتطورت فيما بعد الى
تأزيم للوضع وإلى الاحداث التي مر بها الجنوب لم نكن
كلنا على نفس المستوى من الادراك في اهمية تجربة
الدولة التي بنيناها ولا ادراك اهمية الموقع الاستراتيجي لعدن
والجنوب الذي احتفظت به بريطانيا على مدى اكثر من قرن
وربع بينما أضعناه في أقل من عقدين بالصراعات التي
لا مبرر لها.. ونحن نتباكى اليوم على «اللبن المسكوب»
أو على خراب البصرة كما يقال.. نحن وشعبنا ندفع
ثمن تلك الاخطاء وتلك الحماقات حتى اليوم.



شعبنا تجاوز اخطاء الماضي واستفاد من
التجارب المريرة التي مررنا بها في عملية التصالح
والتسامح التي اطلقها مقدماً مآثر عظيمة، بينما لايزال
البعض بكل أسف يجتر الماضي وكما قلت في سياق
سابق فنحن حريصون على التواصل مع كافة القيادات
والمكونات الجنوبية للاتفاق على رؤى موحدة وهذا
ما نعمل له من خلال عقد مؤتمر الحوار الجنوبي-
الجنوبي ونحن جميعاً مسؤولون عن كل ما جرى في
الماضي والمهم ان نستفيد من دروسه وعبره.



وحدة الشعب



> إذا ما أصر البيض وتيار فك الارتباط على
موقفه.. كيف تتوقعون مصير القضية الجنوبية والجنوب؟



>> مصير القضية الجنوبية والجنوب هو أمر بيد
الشعب في الجنوب وحده، وليس هناك من يستطيع
مصادرة إرادته أو يعتقد ان الحل بيده وحده.. الشعب
في الجنوب بعد أن تشتت قياداته عقب حرب 1994م
انتفض ضد سياسة الضم والإلحاق والإقصاء وسياسة
النهب المنظم لأراضيه وثرواته، وضد الظلم الذي لحق
به ولم ينتظر الحل من هذه القيادات التي استيقظت
من صدمتها وسباتها العميق على أصوات
نضال الجماهير وحراكها السلمي.



ثورة الشباب



> من وجهة نظركم ماهي طبيعة المعوقات
التي لا تزال تشكل خطراً يهدد التسوية
السياسية، وكيف ينبغي تجاوزها؟



>> واجه اليمن في السنوات الأخيرة العديد
من الأزمات الخطيرة أهمها القضية الجنوبية، وحروب
صعدة الست العبثية، واستشراء الفساد، والارهاب،
والفقر والعجز عن تلبية متطلبات التنمية، وحاجات المواطنين
وتعطل النمو الاقتصادي والاجتماعي.. وللأسف لم تنتبه
السلطة والمعارضة إلى هذه المخاطر التي تهدد الوحدة
والسلم الاجتماعي إلا بعد سنوات من الحراك الجنوبي
السلمي الشعبي، وبعد ثورة التغيير السلمية في العام
الماضي.. حينها فقط هرعوا إلى البحث عن حل سياسي
للأزمة المستفحلة والذي تمثل في المبادرة الخليجية
المدعمة أممياً.. الأخطار ما زالت محدقة باليمن في
غياب حلول للازمات التي يعاني منها، وهي تنتظر الحل
من أصحاب القرار وبقية القوى السياسية والاجتماعية
واستمرار بقائها دون حل حتى الآن يشكل أهم المعوقات
في وجه العملية السياسية الجارية ويشكل خطراً على
التسوية وعلى مستقبل البلاد والعباد.



كافة الملفات



> أين برأيكم يمكن انعقاد فعاليات
مؤتمر الحوار الوطني ولماذا؟



>> ليس المهم أين يعقد مؤتمر الحوار سواء عقد
في اليمن أم في خارجه.. بل المهم أن تهيأ الظروف
لإنجاح الحوار، وذلك بمعالجة كافة الملفات والقضايا
الشائكة في اليمن- جنوباً وشمالاً- ما لم تهيأ الأرضية
المناسبة وتتخذ اجراءات ملموسة لبناء الثقة فلا جدوى
من الحوار ولا من الاختلاف حول مكان انعقاده.. هذا فيه
إهدار للوقت والجهد والمال ويصيب الناس الذين
يتطلعون الى المستقبل بتفاؤل بخيبة أمل كبيرة.



الرعاية الدولية



> هل أنتم مع حضور ومشاركة
سفراء الدول الراعية للمبادرة الخليجية وممثل الأمين
العام للأمم المتحدة جلسات الحوار.. أم تعتبرون مشاركتهم
ستؤدي إلى فرض بعض الأجندة على المتحاورين؟!



>> نثمن جهود سفراء الدول الراعية للمبادرة الخليجية
ونرحب بحضورهم ومشاركتهم في الحوار، ونرى أن
الرعاية الدولية تمثل ضمانة لتنفيذ المبادرة ولمخرجات
الحوار الوطني المزمع عقده، وكما جاء في بيان شيوخ
قبائل بعض المحافظات الشمالية في القاهرة، فإن الدول
الراعية ومجلس الأمن هما الطرفان الأمثل لمثل
هذه الضمانة والرقابة الدولية.



عدالة القضية



> الانقسامات الحالية بين تيارات ومكونات
الحراك الجنوبي، إلى أي مدى ستؤثر سلباً
على مسارات القضية الجنوبية؟



>> هي اختلافات في الرأي ووجهات النظر وليس
حل القضية الجنوبية وعدالتها وهذا أمر مشروع في
العمل السياسي وعلينا أن نحترم كل الرؤى والآراء
شرط ألا تؤدي إلى الانقسام، وتجري في نطاق التعدد
الذي يعزز وحدة الحراك ولا يضعفه.. وأكرر هنا ما سبق
وأكدت عليه في السابق بأن قوة القضية الجنوبية والحراك
الجنوبي السلمي الشعبي في وحدته ومقتله..
ومقتل القضية الجنوبية في اختلافه وتشرذمه.



المؤتمر الجنوبي



> ماهو موقفكم من بيان (العطاس– باعوم–
الجفري) الذي صدر مؤخراً ويثني على خيار ا
لاستقلال واستعادة دولة الجنوب؟



>> هو موقف يندرج في إطار الجهود التي
تبذل لتوحيد الصف الجنوبي على اختلاف رؤاه
وتوجهاته.. ونأمل ان تستكمل الجهود مع كافة
القوى السياسية والاجتماعية الجنوبية للتوصل الى
رؤى سياسية ومرجعية سياسية واحدة، وهذا ما
نسعى إليه من خلال المؤتمر الجنوبي– ا
الجنوبي الذي يجري التحضير له..



مع الحوار



> هل ستشاركون في مؤتمر الحوار الوطني
.. وهل ستكون مشاركتكم بالحضور
الشخصي أم بممثلين عنكم؟



>> من حيث المبدأ وكما أعلنت أكثر من مرة
نحن مع الحوار ومع حل المشاكل بالطرق السلمية.
. ولهذه الغاية نحن في حوار مستمر مع كافة القوى
والمكونات السياسية والاجتماعية على مستوى الجنوب
والشمال.. بالإضافة إلى اللقاءات والحوارات التي أجريناها
ونجريها مع ممثلي الاتحاد الأوروبي ولجنة التواصل وإدارة
الأزمات الدولية ومع ممثل الأمين العام للأمم المتحدة في
اليمن السيد جمال بن عمر وسفيري الاتحاد الروسي وبريطانيا
... كنا نامل ومازلنا أن يسبق الحوار معالجة تقوم بها
السلطة لإزالة آثار حرب عام 1994م على الجنوب وما نجم
عنها وتبعها خلال السنوات الاخيرة كنوع من بناء الثقة وإيجاد
الأرضية الملائمة لإجراء مثل هذا الحوار، وقد تقدمنا بحزمة من
المطالب المشروعة للبدء باجراءات ملموسة تسهل مهمة الحوار
ومنها استعادة الممتلكات الخاصة والعامة، وعودة المسرحين
المدنيين والعسكريين إلى أعمالهم، واطلاق سراح المعتقلين
وتعويض اسر الشهداء، وتعويض (صحيفة الايام) وغيرها من
المطالب، ولكننا لم نلمس شيئاً على الارض حتى اليوم..
وعلى العموم ليس هناك من طريق آخر لحل قضية الجنوب
وبقية القضايا العالقة والمضي في العملية السياسية
الجارية في اليمن إلا عبر الحوار والحلول السلمية.. سبق
لشعبنا في الجنوب والشمال أن جرب الحلول الاخرى،
أي الحل بالحرب واستخدام القوة وأثبت فشله.. لا بديل
عن الحوار سوى الفوضى والحرب والمجهول .



تنمية المنطقة



> كيف تنظرون الى قضية صعدة ؟!



>>نحن ضد الحروب العبثية الستة التي تعرضت
لهاصعدة والتي تسببت لأبنائها وللبلاد بمآسٍ لاحصر
لها والحقت بها أضراراً سياسية واقتصادية واجتماعية وضحايا
بشرية انهكت الطرفين واستنفدت موارد الدولة بدلاًمن
استخدامها في تنمية صعدة وبقية البلاد، وقد تجاوزت
مخاطر تلك الحروب العبثية اليمن إلى دول الجوار وعلينا
الاستفادة من دروس تلك الحروب التي لا طائل من
ورائها حتى لا تتكرر مرة أخرى سواءً في صعدة أو في
غيرها أو نبحث في الجذور والاسباب التي أدت إليها ونعمل
على إيجاد حل عادل لها بمعالجة الآثار الناجمة عنها
وإعادة إعمار ما دمرته والشروع في عملية تنمية المنطقة
التي عانت وحرمت كثيراً من أبسط فرص التطور وهذا
ينطبق على مناطق اخرى وكثيرة في اليمن.



وحدة الحراك



> البعض يرى ضرورة دخول قوى
الحراك الجنوبي برؤية موحدة الى مؤتمر الحوار.
. أنتم كيف ترون ذلك؟



>> هذا رأي سليم ونحن نتفق معه كل الاتفاق
لأن وحدة الحراك الجنوبي وامتلاكه لرؤية موحدة
يعزز موقعه في مؤتمر الحوار ويساعد على انتصار
قضيتهم العادلة بينما ان التشرذم
يضعف الحراك والقضية معاً.



ليس لمصلحته



> الاطراف السياسية الرافضة للحوار
ومنها تيار علي سالم البيض تعتبر خارجة عن
الاجماع الوطني والاقليمي والدولي.. كيف
تنظرون إلى موقف وأطروحات هذا التيار؟



>> نأمل أن يشارك هذا التيار وما يمثله في
الحوار الوطني لأن مقاطعته ليس لمصلحته أو
في مصلحة القضية الجنوبية.



تهديد الاستقرار



> هناك مخاوف حقيقية لدى بعض الأطراف في
العملية السياسية تتمثل باحتمالات حدوث صراع مذهبي
مسلح بين الحوثيين والتجمع اليمني للاصلاح..
. كيف ترون أبعاد هكذا صراع ومخاطره ؟ وما هو موقفكم
وموقف ابناء الجنوب من هكذا صراع ؟



>> مبدئياً واخلاقياً ووطنياً نحن ضد الصراع الطائفي
والمذهبي سواء كان مسلحاً أو غيره، لأنه يضر
بالنسيج الاجتماعي ويهدد الوحدة الوطنية والسلم
الاجتماعي، ويضر بأمن واستقرار اليمن والمنطقة،
وعلى الجميع وكل الغيورين ان يعملوا كل ما في
وسعهم لمنع هذه الفتن وتجنيب البلد والشعب
ويلاتها وحل كل هذه الخلافات بالحوار والطرق السلمية.



بناء يمن جديد



> ما تقييمكم لمجمل الجهود
الوطنية والاقليمية والدولية الهادفة الانتقال بالوطن
الى الدولة المدنية الحديثة التي تشكل
أساس بناء اليمن الجديد؟



>> كان هذا أحد مطالب ثورة الشباب السلمية
والقوى السياسية الجديدة في المجتمع.. ونحن
نقدر كل الجهود المبذولة على هذا الصعيد، لأن
الانتقال الى الدولة المدنية سوف يؤسس
فعلاً لبناء يمن جديد مزدهر.



رؤية موحدة



> ماهي نصيحتكم لكافة اطراف العملية
السياسية وبصفة خاصة للحراك الجنوبي؟



>> ليست نصيحة.. ولكن نأمل من جميع
أطراف العملية السياسية ان ينخرطوا في الحوار
والعملية السياسية الجارية في اليمن ويعملوا بقدر
استطاعتهم على انجاحهما حتى يخرج البلد إلى
برالامان وبالنسبة للحراك الجنوبي السلمي نامل ان
يتجاوز خلافاته ويعمل على تعزيز وحدته التي هي مصدر
قوة له ولقضيته العادلة، وأن ينخرط في الحوار برؤية موحدة..
المهم ألا تكون هناك خطوط حمراء أو سقف محدود
للحوار وأن تعبر كل الاطراف المشاركة فيه عن نفسها
ورؤاها بصراحة وشفافية وأن تتوصل إلى حلول أيضاً.



المبادرة الوطنية



> ما رأيكم في البيان الذي أصدرته من
القاهرة مؤخراً شخصيات قبلية بارزة تنتمي
إلى المحافظات الشمالية والذي يتضمن فيدرالية
من إقليمين وفيدرالية فرعية ضمن دولة الاتحاد الفرعية؟



>> قرأنا البيان باهتمام بالغ، والذي أكد
على أن القضية الجنوبية قضية سياسية عادلة
بامتياز وهي المدخل والمفتاح لحل كل أزمات
البلد، ولقد أكد البيان بأن الحل يكمن بالفيدرالية
بإقليمين ومن هنا تأتي أهمية بيان الشخصيات
القبلية في الشمال الذي نأمل
الانصات إلى مبادرتهم الوطنية.



ونحن نرحب بكافة المقترحات لحل الأزمة
اليمنية والقضية الجنوبية وتبقى الكلمة الأخيرة لشعبنا.


اقرأ المزيد من عدن الغد | حوارات | الر ئيس ناصر :نحن مع الخيار الذي يرتضيه الشعب في الجنوب سواء بالوحدة أو الفيدرالية أو فك الارتباط [فقط الأعضاء المسجلين والمفعلين يمكنهم رؤية الوصلات]