المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : مليونية التصالح والتسامح تجاوزت الأرقام المتوقعة.. فأحبطت محاولات إفشالها


سامي غالب
01-16-2013, 01:09 AM
مثلت مليونية الـ13 من يناير ذكرى التصالح والتسامح الجنوبي حدثاً تاريخياً هام أظهر من خلاله الجنوبيين تمسكهم بأهداف ثورتهم التحررية بل وإصرارهم اللامحدود في مواصلة مسيرة الثورة حتى تتحقق أهدافها المتمثلة بالتحرير والاستقلال واستعادة الدولة، كما أنها أظهرت وبصدق عن قدراتهم على تجاوز الخلافات وطي صفحات الماضي بكل آلامه ومآسيه كتجسيد حقيقي لمبدأ التصالح والتسامح مؤكدين بذلك روح التلاحم الوطني والكفاحي والترابط الفكري والثقافي والأخلاقي الذي تميز به الجنوبيون.

إذاً فمليونية ذكرى التصالح والتسامح قد تجاوزت كل الأرقام المتوقعة وأحبطت كل المؤامرات الهادفة إلى إفشالها هي لوحة جنوبية متميزة عبرت عن روح الوفاء وصحوة الضمير الجنوبي.

مليونية تجاوزت الماضي فحددت معالم الحاضر لبناء المستقبل باعتبارها رائعة جنوبية لن تُنسى من ذاكرة التاريخ.

لذلك فالتصالح والتسامح هو الحدث الحقيقي الذي من خلاله تمكن أبناء الجنوب من رص صفوفهم ولملمت أشلائهم المتناثرة بفعل الاحتلال اليمني، ليتمكن بعد ذلك من الإعداد والتحضير لمشروع ثوري يحقق لأبناء الجنوب آمالهم وتطلعاتهم بنيل الحرية والاستقلال واستعادة الدولة.

باعتبار دعوة التصالح والتسامح الذي كانت جمعية ردفان بالعاصمة عدن هي انطلاقته الأولى في الـ13 من يناير 2006م أولى خطوات العمل الثوري التحرري الذي على أساسه تم انطلاقة الحراك السلمي لتحرير واستقلال الجنوب في الـ7 من يوليو 2007م أول حركة ثورية سلمية في وطننا العربي مع اختلاف أهداف الثورة الجنوبية ذات الطابع التحرري عن غيرها من ثورات الربيع العربي المطالبة بتغيير أنظمتها الدكتاتورية وبهذا يكون التصالح والتسامح الجنوبي هو شمعة الربيع العربي.

وبذلك شكل الاحتفال بالذكرى السابعة للتصالح والتسامح الحدث التاريخي انتصار حقيقي لإرادة شعبية لا يمكن لها أن تُهزم مهما كانت العوائق والصعوبات أو تعددت مؤامرات نظام الاحتلال اليمني الهادفة إلى تفكيك وحدة الصف الجنوبي من خلال إنتاج قوى سياسية موالية للنظام وعناصر جنوبية لا تزال بشكل أو بآخر تحت سيطرة النظام وإلباسها عبائة جنوبية لم تكن جديرة بارتدائها للعمل من خلالها على تمرير بعض المشاريع التآمرية كأسلوب لضرب الثورة الجنوبية من الداخل والقضاء عليها وعلى طابعها السلمي والحضاري.

الأمر الذي ضاعف من حجم المسئولية الملقاة على عاتق قوى التحرير والاستقلال الجنوبية بكل مكوناتها الثورية للعمل على حماية الثورة وتحصينها من فيروسات نظام الاحتلال الوبائية ومن ثم وقف مسلسلات النسخ والمسخ والتفريخ الذي ينتهجها نظام الاحتلال وتفنن بإنتاجها.

وفعلاً أبدعت قوى التحرير والاستقلال الجنوبية التي أظهرت مؤشرات النصر القادم من خلال تلاحمها الوثيق واستمرارها في عملية التصعيد الثوري أوصلتنا إلى مليونية مميزة حققت نتائج سياسية وجماهيرية أخرست كل الأفواه التي تفوح منها رائحة الحقد والكراهية لأبناء الجنوب بكل أطيافهم السياسية وشرائحهم الاجتماعية.

مليونية أظهرت تكافل حقيقي من أجل النجاح وأثبتت الهوية والانتماء لهذه الأرض.