المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : مقتل 2180يمنيا وجرح 11الفا آخرين خلال ستة اشهر من "إنجازات" حكومة المؤتمر في الطرقات


تاج عدن
01-20-2007, 03:02 AM
مقتل 2180يمنيا وجرح 11الفا آخرين خلال ستة اشهر من "إنجازات" حكومة المؤتمر في الطرقات
12/01/2007 م - 03:33:45

طريق سمارة /ارشيف
لا تزال حوادث المرور في اليمن، تحصد أرواح آلاف اليمنيين سنويا، الأمر الذي دفع بعض المعلقين إلى القول بأن ضحايا الحوادث في اليمن، أصبحوا يفوقون ضحايا الحروب المسلحة في المنطقة، وأن ما خلفته تلك الحروب قد لا يقل ضراوة عما خلفته الحوادث من وفيات وإصابات مختلفة ونساء أرامل وأطفال يتامى.

وفي أحدث مأساة مرورية لقي ثلاثة صحفيين مصرعهم صباح الأربعاء (10/1)، بمحافظة لحج، جنوب البلاد على طريق عدن - تعز. وأوضح مسؤول في نقابة الصحفيين اليمنيين أن الصحفيين الثلاثة هم: إياد عصام سعيد سالم الرئيس التنفيذي لصحيفة /صم بم/ المشهورة بانتقاداتها الساخرة، ورئيس تحريرها محمد أبو بكر الميوني، ونعمة عبد العزيز المحررة في فرع /وكالة الأنباء اليمنية/ في عدن.

وقال محمد ثابت نائب رئيس نقابة الصحفيين في عدن "إن الزملاء الثلاثة توفوا في حادث مروري أثناء عودتهم من مدينة تعز بعد أن كانوا في مهمة إخراج صحيفة (صم بم)". ويأتي الحادث المروري بعد عيد الأضحى، ليذكر بحادث وفاة مشابه للصحفي حميد شحرة رئيس تحرير صحيفة "الناس" الأهلية بعد عيد الفطر الماضي.

وقالت أوساط مقربة من أسرة الصحفي إياد، إنه كان يستعد لإحياء الذكرى الأولى لوفاة والده الصحفي، عصام سعيد سالم نائب رئيس تحرير /14 أكتوبر/ الذي توفي في 13 كانون ثان (يناير) 2006.

وتعليقا على الحادث، قال مروان دماج الأمين العام لنقابة الصحفيين اليمنيين بالنيابة لوكالة "قدس برس": "ما كدنا نستفيق من هول الحادث المروري الذي أودى بحياة الصحفي حميد شحرة حتى نسمع عن مأساة تذهب بروح ثلاثة صحفيين وفي أقل من ثلاثة أشهر".

وأكد دماج أن الصمت إزاء تصاعد أعداد الحوادث المرورية جريمة، مطالبا الحكومة بتحمل مسؤوليتها في العمل من أجل الحد من الظاهرة، وداعيا الصحفيين اليمنيين إلى تنظيم حملات إعلامية قوية لكشف الأسباب التي أدت إلى تصاعد الحوادث المرورية خلال الفترة المنصرم، مشيرا إلى أن أكثر من 55 شخصا توفوا فقط خلال إجازة عيد الأضحى.

ويرى الصحفي محمد الغباري، أن ضحايا الحوادث المرورية في اليمن كل يوم يفوقون ضحايا الحروب المسلحة في المنطقة، وأن المطالبات بتشديد الإجراءات على قيادة السيارات تتحول إلى مواسم للابتزاز.

ويشير إلى "غياب الإجراءات المتبعة في كل بقاع الأرض والتي تبدأ بعدم السماح للأشخاص بتملك سيارات إلا في حال حصولهم على رخصة قيادة"، ملفتاً إلى أن "أداء رجال المرور لا يجب أن يتركز في المدن فقط كما هو الحال الآن، فكوارث السيارات غالباً ما تكون على الخطوط الطويلة حيث يسمح للسيارات بالسفر دون التأكد من صلاحياتها، والركاب لا يلتزمون بربط حزام الأمان، والطرقات مليئة بالحفر والمطبات وخالية من الإشارات والعلامات التي تبصِّر السائقين بالنقاط العسكرية، ومحطات النفط والاستراحات والمناطق الآهلة بالسكان، والأسواق والمدارس حتى يتفادوا الحوادث".

ويضيف الغباري "المرور لا ينبغي أن تقتصر مهمته على تحرير وثيقة مخالفة أو أن يحرك (الونش) لرفع السيارات في الشوارع"، ويستدرك: "بل إن الواجب يقتضي من إدارة المرور أن تدرس أسباب كثرة الحوادث في ظل الارتفاع المخيف للضحايا".

ويتابع "ولنا أن نسألها لماذا تصمم طرقاتنا خلافاً للمعايير العالمية؟! ولماذا تنفجر إطارات السيارات مع أنها جديدة؟! وما مدى جودة قطع الغيار المستوردة والسيارات أيضا، وملاءمتها للبلاد من حيث تصميم الطرقات أو الأحوال المناخية؟ كيف يسمح لليمن أن تصبح مكباً للسيارات المصنعة أصلاً للدول الأوروبية والأمريكية؟ وهل لذلك علاقة بكثرة الحوادث؟ ولماذا تغيب لدينا مواصفات ومقاييس المركبات؟ لماذا يسمح للناقلات بالسير في الطرقات دون الالتزام بالأوزان والأحمال المسموح بها؟"، حسب تعليقه.

وحسب الإحصاءات الرسمية، فإن حصيلة هذه الحوادث المسجلة منها ارتفعت إلى نحو 370 شخصا من القتلى والجرحى، خلال 10 أيام، ابتداء من 25 تشرين ثان (نوفمبر) وحتى 2 كانون أول (ديسمبر) ‏2007‏، في حين كانت وسائل الإعلام الرسمية تنقل خبراً آخر من محافظة ذمار القريبة من العاصمة صنعاء، وأرجع المصدر المروري، كما في كل مرة، أسباب الحادث إلى السرعة الزائدة، وعدم التقيد بقواعد وإرشادات المرور، داعياً السائقين إلى أخذ الحيطة والحذر من السرعة الزائدة حفاظاً على سلامة أرواحهم.

ووفقا للمعلومات المتوفرة من الإدارة العامة للمرور فقد وصل إجمالي عدد الحوادث المرورية المسجلة في عموم المناطق اليمنية، خلال الفترة من كانون ثاني (يناير) حتى تشرين ثاني (نوفمبر) من العام 2006، إلى 6 آلاف و425 حادثة، نتج عنها وفاة نحو 2180 وإصابة أكثر من 11 ألفا آخرين، إضافة إلى خسائر مادية بمئات الملايين من الريالات.

وعلى الرغم من الأرقام المتصاعدة للحوادث المرورية، فإن مراقبين يؤكدون أن أياً من الجهات الحكومية أو الشعبية أو الأحزاب السياسية، لم تهتم أو تلتفت إلى هذه "المحرقة" التي تفتك باليمنيين، أو على حد وصفهم بـ "المعركة التي تحصد عشرات الآلاف منهم سنوياً، بين قتلى ومعاقين وأرامل وأيتام ومسجونين معسرين، ومليارات الريالات من الخسائر المادية.

نقلا عن العربية نت