المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : (حديث الأربعاء )باختصار.. لن يشارك الجنوب في الحوار


روابي الجنوب
02-13-2013, 09:19 PM
(حديث الأربعاء )باختصار.. لن يشارك الجنوب في الحوار

أحمد عمر بن فريد

الأربعاء 13 فبراير 2013

جميع القوى السياسية الجنوبية "بلا استثناء"
أعلنت بصريح العبارة أنها لن تشارك فيما يسمى
بـ"الحوار الوطني" المزمع عقده في صنعاء يوم 18 مارس
القادم. ولم يتأخر أي فصيل جنوبي عن تحديد موقفه
الواضح من هذه القضية التي تكاد تكون من الناحية العملية
"الملف الوحيد" الذي اجمع بشأنه الجنوبيون قاطبة
وبصورة قطعية الدلالة.



الكل حدد أنه لن يشارك في أي حوار إلا على
اساس تقابل طرفين متكافئين للجنوب وللشمال
وتحت رعاية اقليمية أو دولية وفي دولة أخرى غير اليمن
وبما يلبي إرادة شعب الجنوب في الحرية والاستقلال
, وعلى هذا الأساس يمكننا أن نقول إن ما سوى ذلك
هو مجرد "عبث في عبث".. وشيء من اللهو وإضاعة للوقت,
وعلى المجتمع الدولي ودول الخليج بشكل أدق أن تعي
هذه الحقيقة وتدركها جيدا, فلا جرجرة أعضاء مجلس
الأمن إلى صنعاء لعقد جلستهم هناك ستجدي أو يمكنها
أن تتجاوز حدود "السياحة السياسية" إن جاز التعبير, ولا
التهديد والوعيد باتخاذ عقوبات تجاه من يسمونه بمعرقل الحوار
سوف تجدي نفعا. لأن أقصى عقاب يمكن أن يطال أي شعب في
العالم هو أن يقع تحت هيمنة "الاحتلال" وشعبنا في الجنوب
اليوم يعيش هذا الاحتلال الظرف الاستثنائي في أبشع صوره
وأشكاله.. إذاً لا عقوبة أشد من ذلك يمكن التهديد بها!.



أما القيادات السياسية والوجاهات الاجتماعية
الجنوبية من الرؤساء والوزراء والمشايخ والسلاطين
والأمراء السابقين - والحمدلله - فأحسن واحد منهم يملك
"إقامة دائمة" في هذه الدولة العربية أو تلك، شأنه شأن أي
"عامل" جاء من سيرلانكا أو من الفلبين, ولا يملك من حطام هذه
الدنيا "واحدا من المليون" مما بات يملكه حميد الأحمر على سبيل
المثال! والمؤسف حقا والمثير للدهشة وللاستغراب أن جميع هؤلاء
ومع مرور الزمن "تعودوا" هذه الحالة الاستثنائية "الذليلة" التي
تشكل حياتهم وتؤطرها, حتى بات الجنوب, ذلك الوطن العريض,
الغني, القادر على إعادة الاعتبار لهم بكل ما تعنيه هذه
الكلمة من معنى لا يستحق منهم نفس النسبة مما
يراه مراهق جنوبي يصارع قوى الاستكبار في عدن
من أجل حريته وكرامته واستقلاله!.



لكن المؤسف حقا والذي لا أستطيع أن أفهمه
حتى الآن, أن يأتي الأستاذ عبدالله الأصنج "القيادي
الجنوبي" ليقول في حوار أجرته معه مؤخرا جريدة
(الشرق الأوسط): إن نقطة الضعف في المبادرة الخليجية
أنها لا تملك كرباجا!.. أو ليس لها مخالب حتى تستطيع أن
تهدد بها "الطرف" الذي لا ينصاع لبنودها العادلة ويقبل بها
كما هي. وكأنما صاحبنا يطالب شعب الجنوب بأسره أن يلتحق
بهذا الحوار ويذهب برفقة مندوبه الخاص لطفي شطارة إلى
بيت الطاعة في صنعاء، وإلا فإن "الكرباج" الذي يفترض أن
يكون ملحقا بالمبادرة سيكون من نصيبه!..

ماذا هذا الكلام يا أستاذ عبدالله؟!.

إذاً.. باختصار.. لن يشارك الجنوب في هذا الحوار,
وعلى هذا الأساس يمكن القول إن "الحلقة" سوف
تبقى مفرغة من مضمونها, ولن تجد قوى الاحتلال والاستعمار
من يتحاور معها في ما يخص الجنوب سوى عدد قليل ممن
يسمون أنفسهم "جنوبيين".. وهم في حقيقة الأمر ليسوا إ
لا "بضاعتهم التي ردت إليهم".

لكن على القوى الجنوبية الحرة أن تعي وتدرك, أن شعب
الجنوب قد أعيته خلافتاهم وأنانيتهم التي لا يبدو أن لها نهاية
تلوح في الأفق!. قال لي أحد الشرفاء هاتفيا: يا أخي.. كلهم
ينادون بوحدة الصف الجنوبي, ولم أسمع أي قيادي منهم
إلا ويقول إنني مع وحدة الصف وأسعى إليها ما استطعت
ولكنه من الناحية العملية أبعد ما يكون عن ذلك! لأن
الحال لو كان كذلك لما وجدت عقبات كأداء يمكنها أن
تعيق هذا الاستحقاق الوطني الجنوبي المنشود بعد


الآن! خاصة وقد استطاعت الجماهير العظيمة أن ترغم
الكثير من القيادات الجنوبية على تغيير مواقفها المتخاذلة
السابقة, فباتت اليوم تعزف نفس أنشودة الحرية والاستقلال
ولم يشذ عن هذا النشيد الوطني أحد على الإطلاق, فما
هو المانع إذا من أن ينخرط الكل الجنوبي في عملية سياسية
رشيدة يمكنها أن تنتهي بهم إلى وحدة حقيقية، أعتقد أنه
ا شرط الانتصار السياسي لقضية الجنوب.


[فقط الأعضاء المسجلين والمفعلين يمكنهم رؤية الوصلات]

*خاص لعدن الغد