المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : الضالع ضلع الجنوب الذي لا ينكسر ( بقلم منصور صالح )


روابي الجنوب
02-19-2014, 04:37 PM
الضالع .. ضلع الجنوب الذي لا ينكسر

[فقط الأعضاء المسجلين والمفعلين يمكنهم رؤية الوصلات]



منصور صالح
الضالع مجددا تحت القصف،ونزيف الدم وازهاق الأرواح لنساء
واطفال وشيوخ وشباب الضالع في تواصل لاينقطع ولا فواصل فيه ،
وكأننا -بل نحن فعلا -أمام حرب إبادة جماعية هدفها القضاء على
الحرث والنسل في هذه المدينة الباسلة ، دون مبرر سوى
أنها مدينة جبلت على رفض الذل والمهانة وتاريخها
لا يعرف الركوع لغير الله.


هي معركة إبادة غير متكافئة تدور رحاها على رقعة هذه
المدينة الصغيرة جغرافيا، الكبيرة والعظيمة تاريخا ومكانة ،
معركة تقف فيها راجمات الصواريخ والكاتيوشا وقذائف المدفعية والدبابات
،في مواجهة نساء وأطفال عزل آمنين في منازلهم، وتحت ذرائع واهية
أكبرها الإدعاء بوجود مسلحين بين هذه المنازل يحاصرون الجيش
ويهددون مستقبل الوطن بأسلحة فتاكة وثقيلة هي
المسدس والكلاشنكوف.


في كل يوم يسقط عشرات الشهداء والجرحى ،
ولا شيء يبرر هذا العدوان الهمجي الذي يحصد ضحاياه ،
وبعنف لانظير له من بين الشيوخ والنساء والأطفال، الذين يمثل
سقوطهم إدانة أخلاقية سافرة لهذه الحرب ومنفذيها ومن يقف
ورائها ويدعم ويكرم قادتها ويبارك نتائجها
ويبتهج لسقوط ضحاياها.



كما أن لاشيء يمنح القتلة بقيادة ضبعان ومن
فوقه رؤسائه وسادته ،عذرا لسفك هذه الدماء ،التي تراق
بحقد دفين ودم بارد ،بل أن أي محاولة من رعاة هذه الحرب
وإعلامهم غير المهني وغير الإنساني، لإدانة الضحية وتبرير
جرائم الجلاد انما هي الوجه الآخر لهذه الهجمية البربرية
العفنة التي تكشف عن خلق غير سوي لأبطالها وداعميهم.


الضالع تتألم وتبكي على دماء أبنائها الذين يقتلون
عند غروب كل شمس أوإشراقتها هذه هي الحقيقة المرة
اليوم وكل يوم ، لكن عزاؤها ومبعث فخرها ،أنها لا تستسلم
أو تركع ،وعلى من يحمل في داخله رغبة دفينة للانتقام منها
ويظن ان بمقدوره ان يخضعها ورجالها،من خلال إعمال القتل
اليومي والمستمر في صفوف أبنائها ،ان يعلم انه في حالة
وهم كبير ،ويجهل الكثير عن تاريخ الضالع والتكوين السيكولوجي
لأبنائها ،وبالتالي فعليه توطين نفسه بأنه سيجد منها ما يضره ولايسره
،ويضاعف من وجعه من هذه المدينة الأشداء رجالها وشبابها
وحتى أطفالها ممن يشهد لهم الماضي البعيد قبل القريب،
أنهم ماعرفوا الانكسار قط ولا تقبلوا مرارة الذل أو رضوا به ،
وماتعايشوا في تاريخهم أبدا مع الخضوع والخنوع لمن هم
أشد بأسا وقوه ، ممن يحاول اخضاعهم
اليوم بأيدي مرتعشة ،وعزائم واهنة.




يؤمن القتلة والمجرمون ،ويؤلمهم ان الضالع كانت
ولازالت وستظل هي رمز الثورة الجنوبية ،وان في كسر
إرادة أبناء الضالع كسر للإرادة الجنوبية التواقة للحرية ،وغاب
عن هؤلاء ان الضالع تدرك بدورها أهميتها ومكانتها هذه،وبأنها
تعد ذاتها الضلع المتين الذي يشد من أزر الجسد الجنوبي
،ويعينه على الثبات ،ويمده بعوامل القوة والصمود
ولذلك فهي تحرص على ان تظل الضلع الذي لايكسر
مهما تلقى من ضربات عنيفة ، ومهما
تألم وقدم من ضحايا أبرياء عزل ومسالمين.