المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : الحال الذي لا يسر ..!!


العبد لله بو صالح
08-20-2014, 11:05 PM
الحال الذي لا يسر ..!!

أحمد عمر بن فريد
20/8/2014


يبدو لي انه حتى ذلك الذي كان يجز رؤوس الضحايا من الجنود الأبرياء بتلك الطريقة الإجرامية البشعة كان يعلم تماما ماذا يفعل , بدليل ان " كاميرا " ذات تقنية عالية المستوى كانت في مكانها الصحيح على رأسه من أجل تصوير الحدث. إذ أن إستراتيجية " الدم " ونشر صور الرعب من اجل إحداث " الرهبة والخوف " في النفس البشرية – الخصم المفترض - كانت هدفا للتنظيم الإرهابي . ويبدو لي أيضا أن " الحوثي " بما يفعل الآن من تصعيد وانتشار وتمكن على الأرض يعلم هو الآخر إلى أين يسير والى أين سينتهي به الحال بالضبط ! .. وبكل تأكيد يوجد في نفس الوقت لدى الرئيس هادي خططه واستراتيجياته لمواجهة الأحداث وصناعتها , كما أن شيئا مماثلا يوجد لدى قوى التجمع اليمني للإصلاح على مختلف تنوعاتها ! ولا يمكن إلا ان يكون الرئيس السابق صالح يملك هو الآخر مايمكن ان يواجه به تطورات الموقف على إي مستوى كان .

إذا .. " كل اللاعبين " الرئيسيين على المشهد السياسي يملكون خططا وبرامج واستراتيجيات واضحة يسيرون على هديها .. إلا نحن في الجنوب " أصحاب القضية الرئيسية " يبدو ان حالنا هو الحال الوحيد الذي لايسر ! لأنه من الواضح جدا , أننا نسير على غير هدى ! ومن الواضح جدا – ويؤسفني ان أقول هذا – ان الفعل الوحيد الذي نتقنه أيما إتقان هو كيفية مواجهتنا لبعضنا البعض , وكيفية عرقلة جهودنا المشتركة , من خلال زرع الألغام والمطبات والعراقيل في طريق إي جهد جنوبي صادق ينوي تقديم الخير لقضيته ولشعبه ! .. اثبتنا إننا أصحاب " مدرسة عريقة " في التخوين والإقصاء وتوزيع صكوك الوطنية على من نشاء ونحرمها على من نشاء ! .. ولقد أثبتت القوى الجنوبية خلال الأسبوع الماضي عبر بياناتها " الكثيرة – المتضاربة " ان ما نقوم به حاليا لا يتجاوز في توصيفه حد العبث الحقيقي .. والتوهان الكارثي .

فمن عبق هذه مدرسة التخوين العريقة باتت ( جريدة الأيام ) بقدرة قادر الطرف الوحيد الذي يستحق ان ترفع في وجهه " يافطات " التخوين والاتهام في مسيراتنا الظافرة في عدن ! في حين لو أدرك احد هؤلاء المراهقين الوطنيين ماذا قدمت ( الأيام ) للجنوب لفر إلى مخبأه خزيا وخجلا وحياء , ومن جهة أخرى بات " المؤتمر الجامع " هو الخصم الرئيسي لبعض قوانا الوطنية الفتية التي كان عليها ان تستنزف ثلثي مداد حبر بيانتها في إدانة هذا الجهد الوطني ووترك المساحات فارغة لكثير من القضايا الملحة الطارئة على المشهد الجنوبي ! .. دع عنك إبداعات المبدعين في نشر " الأخبار " و " الأنباء " حول المؤتمرات واللقاءات والمؤامرات التي يقال ان هذا الجنوبي يحيكها ضد وطنه وضد شعبه .

أتاحت لي " القاهرة " فرصة نادرة للالتقاء بزملاء وقياديين جنوبيين , ودارت خلال تلك الفترة مع عدد كبير منهم " حوارت جادة " .. وتواصلنا " معا " بعدد اكبر من القيادات المعروفة في الداخل و الخارج , وسمعنا " معا " كلاما أطيب وألذ من العسل حول أهمية " وحدة الصف " الجنوبي , وحول أهمية " الحوار " وحول ضرورة " الإيثار " وتقديم الغالي والنفيس من اجل الوطن ومن اجل ذلك العدد الكبير من الشهداء الذين قدموا أرواحهم فداء للجنوب .. فكيف بنا " نحن " لا نستطيع ان نقدم – في المقابل – ما هو اقل كلفة واقل شأنا واقل أهمية !!

الكل ممن تحدثت معهم كان يقول ماكنت أود ان اسمعه منه ! .. ولا يمكنني ان اشكك في لحظة واحدة من لحظات حديثنا وحوارنا معا أنها لم تكن صادقة أو جادة أو أنها كانت نوعا من أنواع المجاملة وجبر الخواطر , ولكنه يحق لي ان أتساءل بجدية : كيف يمكن ان يتحول الكلام إلى حقيقية مالم يقترن " القول " ب " العمل " .

تحدثت إلى الشيخ / احمد بامعلم .. الاستاذ / ناصر الخبجي .. المناضل / شلال بن علي شائع .. الشيخ / حسين بن شعيب .. أجرينا معهم مكالمات هاتفية " مطولة " وسمعنا من كل واحد منهم على حدة ما يثلج الصدر ويسر الخاطر ! .. الكل متفق على " وحدة الهدف "وعلى " وحدة القيادة " .. فإذا كان الأمر كذلك .. فمالذي يمنع إذا من تحويل هذا الكلام المسئول إلى فعل على الأرض ؟ .. وإذا كانت هذه هي رغبتنا وتلك هي تطلعاتنا وذلك هو واجبنا الوطني , فماهو السبب الرئيسي ياترى الذي يقف حائلا وعائقا وسدا منيعا أمام تحويل هذا الاستحقاق الوطني إلى مشروع يجري تنفيذه على الأرض على قدم وساق ؟!! .

شخصيا لا استطيع ان افهم صعوبة واستحالة ان يذهب القيادي ( س ) إلى حيث يمكن ان يجد القيادي ( ص ) كبادرة حسن نية منه .. وكنوع من التواضع وكرم الأخلاق لكي يجري مع زميله الآخر حوارا جادا حول إمكانية تجاوز كل تلك الصعوبات والعوائق التي وضعناها بأنفسنا أمام مسارنا جميعا فباتت تعطل حركتنا وتوحدنا , ولا يمكنني شخصيا ان افهم أو ان أتقبل ان هناك " أسباب موضوعية " تحول دون وحدتنا تستعصي الحل إلى حد الخرافي !! .. خاصة إذا ما وجدت الرغبة ووجدت الإرادة والعزيمة لتحقيق ذلك .

لماذا يصرف التكتل الجنوبي ( م ) يومين كاملين في اجتماعاته لكي يتحفنا ببيان محبط وغير مسئول في آخر المطاف ! في حين ان ذلك الوقت المنصرف عبثا كان يمكن صرفه بالتمام والكمال مع " الآخر الجنوبي " للبحث بجدية في كيفية الخروج معا من هذا المأزق المهلك لنا جميعا. ولماذا يقطع القيادي ( ع ) الف كيلو متر إلى عدن لكي تقتصر " مهمته الوطنية " على الجلوس من زملائه في ذات المكون السياسي الذي ينتمي له دون ان يكلف خاطره رفع سماعة الهاتف إلى زميله في النضال الذي له معه بعضا من التباينات تستحق ذلك الوقت وتلك الرحلة الشاقة .

يا أبناء الجنوب الأحرار .. عليكم ان تدركوا الحقائق التالية :

1 – يوجد للحوثي حليف استراتيجي نعرفه جميعا .. ولكن مالا نعرفه هو ان هذا الحليف لا يمكن ان يكون حليفا لنا - بأي حال من الأحوال - ولكنه يمكن ان يستخدمنا من اجل " التخديم " لحليفه الأول والأخير , وبما يعطي الانطباع للبعض منا بأنه حليف له أيضا وهو ليس كذلك ولن يكون في إي مرحلة وتحت إي ظرف.

2 – لقد أدار الشقيق العربي – القريب والبعيد – لنا ظهره بالكامل وأعلن عبر أكثر من موقف وفي أكثر من مرحلة ان مشروعنا في التحرير والاستقلال يتعارض مع مصالحه وخططه ورؤيته للمنطقة وعلينا ان نكف تماما عن الجري خلف سراب لن يأتي .

3 – ان الأحداث التي نشاهدها في العراق وفي سوريا وفي بعض الدول العربية والتي تبدو اقرب ما تكون إلى " الخيال " حيث تظهر الدواعش كسيدة للموقف , هي مشاهد لايمكن الحديث عنها بنوع من التلقائية أو التحليل السياسي الساذج ! .. لأن ما حدث ومايحدث في حضرموت ولحج ومن قبلهما شبوة وأبين ليؤكد بما لايدع مجالا للشك ان " البذرة " موجودة على تربتنا وان استزراعها في مساحات اوسع مسألة مرتبطة بمعطيات الأحداث في دول عربية أخرى ثم لن تلبث ان تنتقل ألينا كتحصيل حاصل.. فآن الأوان لمواجهة كل الآفات .

4 – ان الاعتماد على الذات الجنوبية " تموينا " و " تنظيما " و " إرادة " و" أداة " تعتبر مسألة إستراتيجية لا يجب ان تسبقها اية اوهام أخرى مع التأكيد على ان هذه " الذات الجنوبية " تمتلك كل اسباب النصر المؤزر بحول الله وقوته .. ويكفي ان نقول إننا أصحاب الأرض واصحاب الحق وان شعبنا " الخاسر الأول " من هذا الوضع الكارثي هو الذي قف على ترابنا الوطني عبر التاريخ وليس لي شعب أخر غيره .

5 – ان اكبر ما يعيقنا عن التوحد هو " الأنا " .. الأنا التي تنتج الأنانية والبحث عن المكاسب الشخصية " الفردية والجماعية " .. ومتى ماتحررت ارادتنا الوطنية من هذه الذاتية المهلكة سنجد انفسنا على الدرب الصحيح الذي سيقودنا إلى تحقيق جميع اهدافنا الوطنية المشروعة . ان قهر الذات يتطلب كرم كبير مصروف للوطن وللشعب ... فمالذي يمنعنا ايها " القادة العظام " من تقديم شيئا من كرم الذات لمن يستحق .. وهل يوجد من يستحق تضحية وكرما أكثر من هذا الوطن المحتل ؟!!