المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : لطفي امان اسطورة الثائر الشاعر


روابي عدن
11-15-2014, 11:49 PM
من لايعرف اسطورة عدن وشاعرها الثائر لطفي جعفر امان وملاحمة الشعرية التي رافقت مرحلة الكفاح المسلح ضد بريطانيا العظمى ومنها:
يامزهري الحزين
اخي كبلوني
والعشرات من القصائد والتي سندكرها لاحقا قبل ان تطفى الكهرباء كالعادة
والى تكمله الموضوع وقت اخر دمتم بود

العبد لله بو صالح
11-16-2014, 11:52 AM
أكيد أختي روابي عدن الشاعر الكبير لطفي امان اشهر من نار على علم كما يقولون .
وفي انتظار اثراءنا بالمزيد ..
لك التحية

روابي الجنوب
11-16-2014, 02:37 PM
تم تثبيت الموضوع ت
شكرا اختي روابي عدن
على هذه اللفتة الكريمةمنك لشاعرنا لطفي جعفر امان

روابي عدن
11-16-2014, 03:48 PM
تم تثبيت الموضوع ت
شكرا اختي روابي عدن
على هذه اللفتة الكريمةمنك لشاعرنا لطفي جعفر امان





شكراًًجزيلاً ع التثبيت لموضوع الهامة العدنية لطفي امان

روابي عدن
11-16-2014, 03:50 PM
لأول مرة .. بلادي حرة

لطفي جعفر امان


كلما حلّت ذكرى يوم (الجلاء) تنهمر في رأسي الأسئلة وتجتاحني الحماسة العارمة. لمعرفة كيف بدت صورة (عدن) في ذلك اليوم العابق بحياة جديدة وروح جديدة، وآخر محتل أجنبي يرحل من على أرضنا وتنسحب جحافله من حدود بحرنا وسمائنا من حياتنا كلها..؟! فقد كنَّا صغاراً على أن نفهم ماذا تعني حكاية الجلاء، لكنّ يخيل إليّ إنني شهدت ذلك النهار بأحاسيس ومشاعر غامضة، غير واضحة ومشوشة، محاطاً بما يشبه شلالات الضياء، وابتهاجات الأعياد الباهرة.. فمن تراه استطاع أن يرسم خطوط تلك اللوحة لنهار (عدن) في ذلك اليوم الزاهي الذي تلوّنت آفاقه بالبهاء والسناء وانمحت من على جبينه ألوان القتامة والحزن التي خلفتها عصور الطغيان وعبودية الاحتلال الأجنبي إلى الأبد ..؟؟

مَنْ تراهُ استطاع أن يرسم الأفق الذي أضاءت فيه شمس (الجنوب) لأول مرة ساطعة متوهجة (شمس الرجال والبنادق معاً) حينما أجبرنا شمس الإمبراطورية على الغروب؟؟

كيف تراه كان لون الفجر في ذلك النهار السعيد، ورائحة الهواء والتراب، وبريق النجوم، ولون أزهار الحدائق وتضاريس الأرض وصخور الجبال، وحجارة الشوارع.. كل تلك الأشياء الحميمة التي طالما كانت باهتة كئيبة في زمن الاحتلال كيف بدت في أعين الناس في ذلك النهار؟

هل عادت إليها ألوان الحياة الزاهية وبهائها، كما يُعيد المطر الخضرة للأرض المجدبة، وكما تـُعيد السيول الهادرة للصخور والجبال ميلاد الجداول؟؟

كيف كان بريق أعين الرجال والنساء حينما سمعوا بالخبر الذي طالما انتظروه (129) عاماً؟.

وكيف كانت مشاعرهم حينما تحرروا لأول مرة من أغلال وقيود السجن الكبير الذي اعتقلهم وراء قضبانه الإنجليز ما يقارب قرناً ونيف؟ كيف ركضوا في الشوارع ليعبروا عن فرحهم.. الشوارع التي صارت ملكاً لهم؟

كيف تبادلوا التهاني في ذلك اليوم لأول مرة، وبكوا من الفرح لأول مرة؟ وصرخوا ملء حناجرهم (المجد للوطن) دون خوف أو تحفظ لأول مرة؟

كيف مارسوا خصوصيتهم في الشوارع، المقاهي والجوامع، و.. من دون أن يُصادر حريتهم أحد لأول مرة؟؟

كيف بدت عدن من دون عساكر الإنجليز، وعملاء الإنجليز وكلاب الإنجليز لأول مره..؟

كيف شعر المناضلون الأبطال حينما جلدهم وجع الأماكن التي تحمل تواقيع دماء رفاقهم الشهداء الذين صنعوا رعد ما قبل العاصفة، وغيَّروا وجه الوطن لأول مرة؟

كيف بدا نهار (عدن) يوم الجلاء من دون ضجيج الانفجارات ومطر الرصاص الذي كان معزوفة الجنوب الدائمة لأول مرة ؟؟


أحمد بن أحمد قا سم
برأيي من غير الشعر باستطاعته أن يقدِّم لنا تلك الشهادة الصادقة للصورة التي بدت عليها (عدن والجنوب كله)، يوم الجلاء العظيم، من غير الشعب بإمكانه أن يتولى تلك المهمة النبيلة بما يملكه من طاقة مشحونة بالحب والثورة والحزن والتمرد والغضب ((أليس الشعراء هم حافظوا ذاكرة الشعوب ومسجلو أمجادها من أسفار الخلود)).

نعم.. لقد كان الشعراء روح الثورة وشعلتها المتوقدة طليعتها وقادتها الذين صمدوا لعنف المجابهة وحملوا نبوءة الثورة الآتية وعبروا بصدق وحرارة وروح وثابة متمردة عن أحلام وتطلعات الناس للحرية والخلاص والغد الأفضل والأجمل.

ولست أبالغ إن قلت إنّ أجمل ما تركه هؤلاء الشعراء الفرسان من إرثٍ شعري يتمثل في القصائد الوطنية التي ظلت محتفظة بروحها الوطنية الوثابة حتى هذه اللحظة وكانت ((بمنزلة ملاحم نابضة بما يعتمل في نفوس أبناء اليمن من حقدٍ وثورة على المستعمر)) والقائمة طويلة الزبيري والبردوني، محمد سعيد جرادة، إدريس حنبلة، لقمان وغانم، لطفي جعفر أمان.. ولكنني اكتفي في هذه الإلمامة بتقديم قصيدة (بلادي حرة) للشاعر الراحل ((لطفي جعفر أمان)) التي تـُعد من أجمل قصائده الوطنية التي نظمها بعد خروج المستعمر من الجنوب المحتل والقصيدة المذكورة في تقديري من القصائد البديعة التي قدّمت شهادة صادقة للمشهد الجنوبي في يوم الجلاء العظيم.. (متوهجاً بالنصر.. طافحاً بالضياء الباهر) :

على أرضنا .. بعد طول الكفاح

تجلّى الصباح .. لأول مرة

وطار الفضاء طليقاً رحيباً

بأجنحة النور ينساب ثره

وقبلت الشمس سُمر الحياة

وقد عقدوا النصر من بعد ثوره

وغنى لنا مهرجان الزمان


بأعياد وحدتنا المستقره

وأقبل يزهو ربيع الخلود

وموكب ثورتنا الضخم إثره

تزين إكليله ألف زهره

وينشر من دمنا الحر عطره

ويرسم فوق اللواء الحقوق

حروفاً تضيء ... لأول مره :بلادي حره

تحرر شعبي .. ففي كل بيتٍ

ترف نجوم.. ويورق بدر

وفوق شواطئنا الراقصات

مع النور.. فاض من الخلد فجر

وضم مراعينا والحقول

جناح غمير العبير أغر

وحتى الشياه تكاد تطير

وتشدو بحرية .. لا تقر

وحتى الصحاري كأن الربيع

حواها. وزينها ... فهي خضر

فضائي حُر .. وطيري حُر

أجل قد صحونا لأول مره

لنحيا الحياة .. لأول مره

بلادي حره ..

روابي عدن
11-16-2014, 03:58 PM
في ذكرى ميلاده (12 مايو 1928)
الشاعر لطفي جعفر أمان صرخة وطن في كلمة شعرية

صورة الكاتب وشقيقته مع خاله لطفي جعفر أمان


م . عصمت خليل
يصادف الثاني عشر من مايو ذكرى ميلاد شاعرنا اليمني الكبير لطفي جعفر أمان الذي ولد في حارة القاضي بكريتر - مدينة عدن ونشأ في أسرة عريقة مثقفة ومتعلمة “أسرة أمان” وفي تربة فنية خصبة ساعدته على كتابة الشعر، حيث كتب في منتصف الخمسينيات قصيدة “سأنتقم” التي كانت صرخته الحقيقية الأولى التي تحمل في مضامينها الوطنية الواضحة شعوراً صادقاً وهو يطالب بحق الإنسان اليمني في وطنه واحترام إنسانيته وهو في ريعان شبابه لم يتجاوز العشرين من العمر حيث قال فيها:

أخي كبلوني

وغل لساني .. واتهموني

باني تعاليت في عفتي

ووزعت روحي على تربتي

فتخنق أنفاسهم قبضتي

لأني أفرس حريتي

لذا كبلوني

وغل لساني واتهموني

.... ألخ

ارتبطت قصائد لطفي جعفر أمان الوطنية والرومانسية بوجدان كل مستمع يمني في جنوب أو شمال الوطن آنذاك، وصدر له عدة دواوين “بقايا نغم - 1948”، “الدرب الأخضر/ وكانت لنا أيام - 1962”، “ليل إلى متى 1964” و “إليكم يا إخوتي - 1969” وقد كشف لنا لطفي أمان في كل عمل منها عن زاوية محددة من قصائده الوطنية والرومانسية وغيرها في تجربته الإبداعية المتعددة الاتجاهات.

إلا أنني في هذه المناسبة “ذكرى ميلاد لطفي أمان” يسرني أن أتناول الجانب الرومانسي في شاعرنا خصوصاً في ديوانه “ليالي” الذي أصدره دون أن يتمكن من إعادة طباعته منذ صدوره عام 1960، حيث كان أول تجربة إبداعية متعددة الاتجاهات تتضمن كلمات أغان عدنية ثم تلحينها وغناؤها من قبل العديد من فنانينا الكبار أمثال “محمد مرشد ناجي” حفظه الله وأطال بعمره “أبوبكر سالم بلفقيه” و”سالم أحمد بامدهف” و “فتحية الصغيرة” و “محمد صالح همشري” و “أبوبكر فارع” و “ياسين فارع” و” عبدالكريم توفيق” وغيرهم من الفنانين في مدينة عدن.

في ديوان لطفي جعفر أمان “ليالي” قال لأعزائه القراء جميعاً...

“هذه “ليالي” بين يديك .. كلمات غمست في بركة من أنغام .. فاح حوضها من رصف “شمسان” الأصيل ... وسقيها المعطر من أوتار طالما حركت قلب هذا “الجنوب” الحبيب!

هذه “ليالي” بين يديك .. كل حرف منها إما دمعة من نار تاهت في واد من ليل الحرمان! .. أو بسمة من ورود خطرت على شفة أمل ريان!.. وأنت وأنا إما أن نبكي أو نبتهج. وصدى مشاعرنا في قلوب الآخرين هو يقظة الوجدان الإنساني الذي يعيش في أحضان الحب!. والذين يسخرون من الحب يتنكرون لواقعهم .. لوجودهم .. لآدميتهم .. بل ولنوعهم .. ذلك لأنه حتى الحيوان لا يستغني عن الحب!! ... ألخ”

وقد أشار لطفي في كلمته في افتتاحية ديوانه “ليالي” إلى بعض أصدقائه الذين ساهموا في إخراج هذا الديوان مثل الشاعر الغنائي الفنان “علي أمان” محرر مجلة “أنغام” الفنية حفظه الله وأطال في عمره والفنان “محمد شفيق” رحمه الله وغيرهم.

ومن الأغاني العدنية التي كتبها لطفي جعفر أمان في ديوانه “ليالي”:



“في جفونك

مرود السحر استوى

يا مكحل بالهوى

شوف ما سويت بالقلب التوى

وهوى

من عيونك .. ألخ



وأغنية “قالت لي”



قالت لي ليش في الهوى *** تبكي وتتألم

قلت اللي حب أنكوى *** بالنار وأتوسم

....الخ



وأغنية “في الليل”:

في الليل والدنيـــا *** نايمة بلا أحــلام *** إلا انشغـال قلبي

قلبي اللي بك يحيا *** *** ويصورك أنغــام *** تنساب مـن حبي

....الخ



وأخيراً أغنية “قلبه سأل قلبي”



قلبه ســـأل قلبي *** وعيونه تلعب بي

من علمــك تهوى *** وتكثر الشكــــوى

علشان يزيد حبي!

بعيونه يسألنا *** يزيد في أشجاني

والنظرة تقلنا *** وتحيينا من ثاني

وعاده يسألنا

من علمك تهوى *** وتكثر الشكوى

علشان يزيد حبي!

….. الخ

جميع كلمات الأغاني العدنية أعلاه لشاعرنا لطفي جعفر أمان لحنها وغناها الفنان الكبير المرحوم “أحمد بن أحمد قاسم”.

أما الفنان الكبير “سالم أحمد بامدهف” لحن وغنى بعض كلمات أغاني لطفي جعفر أمان منها:



* “نجوى الليل”



ياليـل نجومـك عيون *** في كل عين دمعة

يشهد علينا السكون *** السهد واللـــوعـــة

وتمد نورها الحنـون *** العطف والسلـوى

حتى النجوم تهــوى *** ياليــــل وتتذكــــر

مثلي أنا وتسهر

ياليل!

…الخ



* “ما شي كماك”



من جمالك من دلالك من بهاك

كل من شافك يقول ما شي كماك

كل ما في السحر من فتنة حواك

ورمى كل القلوب صرعى هواك

وأنا ما حب حد شريكي في هواك

..الخ



* وأخيراً كلمات أغنية “ألومك واعاتبك”



ألومك وأعاتبك *** لأني أحبك

أحبك

وليش بس تزعل *** تقول لي خدعتـــك

وحلفاني يبطـــل *** وعمري ما خنتـك

وأحلــف بحبــــي *** وقلبي يصونـــك

وبرضـــه تقول لي *** بأني أخـــونــــك

بأني خدعتـــــك *** وعمري ما خنتك

وأرجع أعاتبــــك *** لأني أحبـــــــــك

أحبك

..الخ



لم يكتب شاعرنا لطفي جعفر أمان أغاني عدنية فقط بل أيضاً لحن بعض كلمات أغانيه لبعض الفنانين المشهورين في عدن .. مثل “فين حلفانك” التي غناها الفنان “أحمد ناجي قاسم” رحمه الله وأسكنه جناته الوسيعة وأغنية للفنانة “فتحية الصغيرة حفظها الله وأطال في عمرها والتي تقول كلماتها:



“ما كانش ظني”

ما كـــــــانش ظنـــي *** تغــــــدر وتخوننـــــــــي

بعد اللي كـان *** بينـــــــــك وبينـــــــــــي

ما كانش ظني

دمعي عليك مشغـــول *** وأنت نــــاسينــــــــــــي

والليل علي يطــــــول *** ولا طيف يواسينـــــــــــي

وكان خيالك يسعدني *** لو حتى لحظة تغيب عني

مــــا كـــــــانش ظني *** تغــــــدر وتخوننـــــــــي

بعد اللي كـــــــــــــان *** بينـــــــــك وبينـــــــــــي

ما كانش ظني

وعلينا ألا ننسى أن الشاعر والأديب الراحل لطفي جعفر أمان كان ولا يزال من أبرز الشعراء والأدباء في اليمن وله عدة مواقف وطنية في القصيدة الوطنية التي ظلت معه تصاحبه ويصاحبها منذ خطواته الأولى في الإبداع الشعري الوطني والرومانسي.

روابي عدن
11-16-2014, 04:04 PM
الشاعر الكبير لطفي جعفر أمان.. رحلة عطاء حافلة


إعداد / كرم خالد أمان

برحيل فقيدنا الكبير الشاعر العدني (لطفي جعفر علي أمان) ، بعد رحلة عطاء حافلة في الشعر الرومانسي الذي وصل به إلى العالمية، إلى جانب ماتميزت به أشعاره من الوطنية، حيث له عدة قصائد وطنية نظمها وقالها إبان الاحتلال البريطاني لعدن وقصائد تغنى بها في يوم الاستقلال الوطني الأول، مشواره الأدبي كان زاخراً كونه قد بدأ في العمل الأدبي في فترة مبكرة جداً من حياته عندما أصدر ديوانه الأول ”بقايا نغم“ وهو في العقد الثاني من عمره .

بداية مشواره الأدبي

كان ميلاد الشاعر لطفي جعفر أمان وديوانه الأول ”بقايا نغم“ في عام 1948م الذي له خصوصية في وجدان الإنسان العربي وهو عام النكسة ، وكان ديوانه بقايا نغم عنواناً ترك في النفس حيرة وتساؤل !! أية قيثارة تحطمت ولم يبق منها غير أنغام حزينة بين أوتار ممزقة ؟؟



ومن بقايا أنغامه أراد لطفي أن يخاطب الحياة والناس، وحاول أن يعزف لحنه الحزين :

ما غايتي ياقلب في هذه الحياة ؟ وما المصير ؟

أطوي فلاة العمر .. لا ادري إلى أين أسير

باكي الشباب .. مضيع الآمال .. موهون الضمير

ألقي الحياة أثيمة .. طفحت بألوان الشرور

تختال في برد الجمال .. وتحته الإثم الكبير

فتاكة النظرات .. تعبق بالحليل وبالحقير

ودعتها بين الصخور .. فلا أنيس .. ولا سمير

وكأنني الميت الغريب .. تغافلت عنه القبور



يعتبر الشاعر لطفي جعفر أمان احد الرواد الذين تقف أعمالهم في مصاف الإبداع الأدبي الإنساني الخالد في ثقافتنا المعاصرة ، ولكن هذا الشاعر لم ينل حقه من البحث والدرس ، وحتى أعماله أضحت مجهولة للقارئ منذ سنوات ، فأصبح من يبحث عن أعمال لطفي ، مثل مايبحث عن الماء في صحراء قاحلة ، وهو الشاعر المتعدد المواهب في عالم الإبداع ، ولو نال حقه من الاهتمام بتراثه لأصبح قمة شعرية على مستوى الوطن العربي ، ولو ترجمت أعماله إلى لغات أخرى لأصبح شاعراً تذوب قصائده في وجدان كل من يجد في أشعاره أحاسيس تربط بينه وبين لطفي . فالعالمية في شعر لطفي رؤية إنسانية لقضايا الإنسان ، فهو الشاعر الذي نظم القصيدة ومعاناة الإنسان الذي ينبض في جوهرها .

هذا هو لطفي الشاعر الذي مات ، والقصيدة ابتسامة على شفتيه ، والفنان الذي أعطى من عمق التجربة ، فأصبحت قصائده جزءاً من كياننا ، وحياته صورة من تاريخنا ، وخلوده صورة مشرفة لنا أمام الغير .

لطفي جعفر أمان احد أولئك الشعراء الذين تسكن أرواحهم في أشعارهم ، فتضل أطيافاً تستشف بين صورة وظلال من خلال كلمات تحيا مع عبير الحياة ومشاعر الناس ، فتصبح مع الأيام ذاكرة نحتت على جدرانها أحاسيس أمة ، فأصبحت شهادة لميلاد حياة تنبض في شرايين شعب .

فالقصيدة عند لطفي صورة من الذات الأخرى التي يبحر من خلالها إلى تلك العوالم النائية في كيان الإنسان ليجعل منها جسراً يربط بين الإنسان وعالمه ، لذلك تكتسب القصيدة في شعره أبعاداً إنسانية تتساقط أمامها كل حواجز الانفصال وتذوب فيها كل فواصل التقاطع .

أشهر قصائده الوطنية

من أجمل قصائد الشاعر لطفي جعفر أمان ذات البعد الوطني الإنساني (في موكب الثورة) من ديوان إليكم يا أخوتي ، فهي إن كانت أغنية لعيد الاستقلال الأول في بلادنا ، فقد حملت من المعاني ذات الرؤية الإنسانية ، جعلها أغنية كل إنسان نال وطنه الحرية ، بعد طول كفاح ،

يامزهري الحزين

من يرعش الحنين ؟

إلى ملاعب الصبا .. وحبنا الدفين ؟

هناك .. حيث رفرفت

على جناح لهونا

أعذب ساعات السنين

يامزهري الحزين

وفي أبيات من هذه القصيدة تشعل الحماس والحمية لدى الثوار قال لطفي :

وأنتفض الزمان ؟؟

دق الساعة الأخيرة

فاندفعت جموعنا غفيرة .. غفيرة

تهز معجزاتها في روعة المسيرة

وجلجلت ثورتنا تهيب بالأبطال

الزحف يارجال

الزحف والنضال

فكلنا حرية تحن للقتال

ويصف الشاعر ثورة شعب الجنوب بالبركان الثائر الذي تفجر من قمم الجبال فيقول:

وهكذا تفجر البركان في ردفان

ورددت هديره الجبال في شمسان

وانطلقت ثورتنا ماردة النيران

تضيئ من شرارها حرية الأوطان

وتقصف العروش في معاقل الطغيان

وتدفع الجياع في مسيرة الإنسان

يشدهم للشمس نصر يبهر الزمان !!

وله كثير من القصائد الوطنية المغناة الخالدة التي لازالت تردد حتى يومنا هذا ومنها قصيدته المسماة (سأنتقم ) :

أخي ... كبلوني

وغل لساني ... واتهموني

بأني تعاليت في عفتي

ووزعت روحي على تربتي

فتخنق أنفاسهم قبضتي

لأني أقدس حريتي

لذا كبلوني

وغل لساني ... واتهموني

ويختتم الشاعر قصيدته هذه بأبيات غاية في الروعة والجمال :

أخي .. قد نذرت الكفاح العنيد

لهذا الوطن

إلى أن أرى إخوتي في السجون

وهم طلقاء

يقولون :

ما مات ... حتى أنتقم !

وفي قصيدة ”بلادي حرة“ من ديوانه (إليكم يا إخوتي) يطلق الشاعر لروحه العنان ولموهبته الشعرية كل مايملك من قدرة على التعبير عن يوم الاستقلال بعد استعمار دام 129 سنة قائلاً :

على أرضنا .. بعد طول الكفاح

تجلى الصباح .. لأول مرة

وطار الفضاء طليقاً رحيباً

بأجنحة النور ينساب ثره

وقبلت الشمس سمر الجباه

وقد عقدوا النصر من بعد ثورة

وغنى لنا مهرجان الزمان

بأعياد وحدتنا المستقرة

وأقبل يزهو ربيع الخلود

وموكب ثورتنا الضخم إثره

تزين إكليله ألف زهرة

وينشر من دمنا الحر عطره

ويرسم فوق اللواء الخفوق

حروفاً تضيء .. لأول مرة :

بلادي حرة ..

وقصيدته الشهيرة (المهرجان الأكبر) فقد نظمها الشاعر في الذكرى الثالثة لعيد الإستقلال الأول، في هذه القصيدة نرى لطفي يصف وطنه المتحرر بكل شموخ وكبرياء وعزة نفس مخاطباً العالم :

المهرجان الأكبر

في موطني .. يزهو به استقلالنا ويكبر

الله أكبر ... أكبر

وهفا الزمان .. وللزمان تلفت وتحير

من ذا الذي تدوي السماء بجانبيه وتزخر

شعبي يشق الشمس عبر نضاله يتحرر

يمضي به التاريخ عن أبطالنا يتفجر

حمماً تناثر من شظايا نارها مستعمر

ماكان إلا بالسلاح .. وبالضحايا ..

ديوانه ( كانت لنا أيام ):

إذا كان الشعر الوطني يشكل معظم الإنتاج لشعراء بلادنا يظل الشعر الذي أمام تجارب ومفارقات النفس قليلاً مايوجد في أشعارنا ، فديوان (كانت لنا أيام) لايشكل نقلة جديدة في شعر لطفي بل هو اتجاه جديد في شعرنا لم يجد من يضيف إليه ، فهو يتطلب من صاحبه شجاعة فكرية ومقدرة على مواجهة خطايا النفس والجسد في صراع لا ينتصر فيه إلا من كان قد احترق بنار تطهر النفس من أدرانها .

والشاعر في هذا الديوان يصور لنا ذلك الصراع بين الروح والجسد ، بين عالم المثل العليا والرغبات المحرقة في جحيم الذلة ، بين جسد تشده رغبة محرقة إلى كهوف مظلمة وروح تحاول الانطلاق نحو آفاق منيرة تستعيد فيها الصفاء والنقاء .

فيقول الشاعر في مطلع ديوانه (كانت لنا أيام ) :

لا تسلني عن الهوى

عن رؤى الأمس بالصبا

صدح الفجر .. وانطوى

لحنه .. والسنا خبا

فأنا اليوم حيرة

تنشد الأمس في غدي

في غدي ؟! أي مطلب

أنشد الوهم بالمحال

كيف أصبو له .. وبي

صدمة الواقع العضال

حيث لاحس .. لاصدى

غير أمسي ..بلا غد)

أعماله الشعرية :

(بقايا نغم)

- مطبعة فتاة الجزيرة - عدن 1948،

(ليالي) - دار الشعب - عدن 1960(باللهجة المحلية)،

(كانت لنا أيام) - المكتب التجاري - بيروت 1962،

(ليل إلى متى؟ ) - المكتب التجاري - بيروت 1964،

(إليكم يا إخوتي) -المكتب التجاري - بيروت 1969،

(الدرب الأخضر)- المكتب التجاري - بيروت 1970.

نبذة عــن الشاعــر

ولد الشاعر لطفي أمان في مدينة كريتر بعدن عدن في 12 / مايو / 1928م .

درس المرحلتين الابتدائية والمتوسطة في عدن ثم أكمل دراسة المرحلة الثانوية في الخرطوم بالسودان والتحق بجامعة الخرطوم ونال دبلوم في التربية كما حصل أيضا- في وقت لاحق على الدبلوم العالي في التربية من جامعة لندن .

بعد تخرجة من الجامعة شغل وظائف في مجال التربية والتعليم فقد عمل محاضراً في مركز تدريب المعلمين ومفتشا في المدارس فضابطاً للمعارف ومسؤولاً عن المطبوعات والنشر، فمديراً للتربية والتعليم ثم وكيلاً لوزارة التربية والتعليم حتى وفاته. والى جانب عمله في التربية والتعليم فقد عمل كمذيع في إذاعة عدن عند تأسيسها.

إن نشأته في وسط أسرة متوسطة الحال وفرت له معيشة مستقرة كما وفرت له جواً ثقافياً وفنياً من خلال أخوته الذين يكبرونه سنا فقد كان بينهم من يحب القراءة ويميل إليها، ومنهم من يحب الموسيقى والطرب، وقد ساعد ذلك على تنمية ميوله الثقافية والإبداعية في فترة مبكرة من حياته. كما أن المناخ الثقافي العام والذي كان مزدهراً في مدينة عدن في حقبة الثلاثينيات والأربعينيات من القرن الماضي كان له دوره في بلورة شخصيته الأدبية فظهر نبوغه في الشعر في فترة مبكرة من حياته ومما لاشك فيه إن الدراسة في الخرطوم كان لها أيضاً أثرها في صقل موهبته الشعرية وتحديد اتجاهاتها الإبداعية .

تأثر أمان بتيار الشعر الرومانسي في الأدب العربي عموما ومن خلال اطلاعه على إعمال ممثلي ذلك التيار أمثال على محمود طه وإبراهيم ناجي والتيجاني يوسف بشير وشعراء المهجر وغيرهم ، تشبع بالقيم الجمالية الفنية للرومانسية واخذ يمثلها في شعره وبالذات في أعماله الشعرية الأولى الأمر الذي جعله يحتل مكانة بارزة بين شعراء الاتجاه الرومانسي في الجنوب .

وإسهامات لطفي في الحياة الثقافية والأدبية لم تقتصر على الشعر الفصيح بل أن له إسهامات طيبة في مجال كتابة القصيدة العامية باللهجة العدنية ويعتبر واحداً من ابرز من كتبوا الأغنية العاطفية وقد شكل خلال فترة الخمسينيات والستينيات مع الفنان الراحل احمد بن احمد قاسم ثنائياً فنياً كان له دوره وتأثيره في نهضة الأغنية العدنية على وجه الخصوص والأغنية اليمنية بصورة عامة .

كما أن للطفي إسهامات أيضاً في النقد الأدبي فقد أهلته ثقافته الواسعة وإطلاعه على الآداب الأوربية لأن يسهم في حركة النقد الأدبي التي كانت آخذة في النمو والازدهار في سياق حركة الأدب المعاصر وظهور نزعات التجديد والتحديث في الشعر على وجه الخصوص ، والى جانب ملكته الإبداعية في الشعر كان للطفي بعض المواهب الأخرى فقد كان يمارس العزف على العود ، وكذا يمارس الرسم .

في الفترة الأخيرة من حياته عانى لطفي من المرض فنقل إلى القاهرة للعلاج غير انه توفي في 16ديسمبر 1971في مستشفى القوات المسلحة بالمعادي في القاهرة وشيع جثمانه بعدن في موكب جماهيري مهيب في تاريخ 21 ديسمبر من العام نفسه .

العبد لله بو صالح
11-16-2014, 04:44 PM
اسمحي لي اضيف بعض من صور الشاعر الكبير لطفي جعفر امان رحمه الله
كان شاعر وكان فنان وكان رسام ايضاً

[فقط الأعضاء المسجلين والمفعلين يمكنهم رؤية الوصلات]

[فقط الأعضاء المسجلين والمفعلين يمكنهم رؤية الوصلات]

[فقط الأعضاء المسجلين والمفعلين يمكنهم رؤية الوصلات] TeoDHpjUuWra49bvHLuGA

روابي الجنوب
11-16-2014, 08:54 PM
[فقط الأعضاء المسجلين والمفعلين يمكنهم رؤية الوصلات]

مجد الجنوبي
11-17-2014, 02:10 PM
من لايعرف اسطورة عدن وشاعرها الثائر لطفي جعفر امان وملاحمة الشعرية التي رافقت مرحلة الكفاح المسلح ضد بريطانيا العظمى ومنها:
يامزهري الحزين
اخي كبلوني
والعشرات من القصائد والتي سندكرها لاحقا قبل ان تطفى الكهرباء كالعادة
والى تكمله الموضوع وقت اخر دمتم بود









حيا ابوك اصيلة وبيت اصول
ابوجهاد كان وسيظل علم من الاعلام في عدن والجنوب وشبة الجزيرة العربية
احر التحيات مع الشكر

العبد لله بو صالح
11-17-2014, 11:16 PM
معجم البابطين لشعراء العربية في القرنين التاسع عشر والعشرون


[فقط الأعضاء المسجلين والمفعلين يمكنهم رؤية الوصلات]
لطفي جعفر أمان
( 1347 - 1391 هـ)
( 1928 - 1971 م)

سيرة الشاعر:
لطفي جعفر أمان.
ولد في مدينة عدن، وعاش زمنًا في الخرطوم، وتوفي في القاهرة.
قضى حياته في اليمن ومصر والسودان.
برزت مواهبه في الرسم والخط، وتلقى العلم إبان تعليمه الابتدائي والمتوسط في عدن، ثم انتقل إلى السودان لمواصلة دراسته، فعاش في غربة كانت دواوين: علي محمود طه، والتيجاني يوسف بشير، وأبي القاسم الشابي، وإلياس أبوشبكة - أنيسه ورفيق صباه.
اجتاز المرحلة الثانوية، فالتحق بكلية غردون بالخرطوم (فترة الأربعينيات) وحصل على دبلوم في الآداب، ثم تاقت نفسه لمواصلة العلم، فسافر إلى لندن ليحصل على دبلوم معهد التربية العالي (1955).
شغل وظائف عدة: محاضرًا في مركز تدريب المعلمين - مفتش مدارس - ضابط معارف - مسؤولاً عن المطبوعات والنشر - مديرًا في التربية والتعليم، ثم وكيلاً لوزارة التربية والتعليم.
أسهم في تحرير «مجلة المعلم» وقد نشر فيها العديد من القصائد والمقالات الأدبية والتربوية، وفي أوقات إضافية عمل مذيعًا في «محطة عدن للإذاعة» منذ تأسيسها، قدَّم من خلالها أحاديث وبرامج أدبية وتربوية.
كان واحدًا من المجددين في الأغنية العدنية، تغنى بأشعاره عدد من الفنانين، كما مارس الرسم.

الإنتاج الشعري:
- صدرت له الدواوين التالية: «بقايا نغم» - مطبعة فتاة الجزيرة - عدن 1948، و«ليالي» - دار الشعب - عدن 1960(باللهجة المحكية اليمنية)، و«كانت لنا أيام» - المكتب التجاري - بيروت 1962، و«ليل إلى متى؟» - المكتب التجاري - بيروت 1964، و«إليكم يا إخوتي» - المكتب التجاري - بيروت 1969، و«الدرب الأخضر» - المكتب التجاري - بيروت 1970.

الأعمال الأخرى:
- له مقالات نشرت في دوريات عصره منها: «بلا حجاب»: مجلة المستقبل - العدد الثالث - مارس 1949.
شاعر رومانسي الطابع، تُعبِّر قصائده عن غربة الإنسان، وآلام النفس البشرية وترددها بين الشك واليقين، صقلت الغربة نفسه وتجربته الشعرية فكان لها
أثرها الواضح في نتاجه وخاصة ديوانه الأول «بقايا نغم» الذي يعد الخطوة الأولى في رحلة التجديد التي قطعها الشاعر مؤثرًا بها في الشعر اليمني المعاصر، تجاوز تجديده الموضوع إلى اللغة والصورة، والتشكيل الفني للقصيدة، وكان لذلك كله أثره الواضح في ذيوع شعره وانتشاره عبر الغناء.
حصل على الجائزة الأولى لمسابقة هيئة الإذاعة البريطانية -3 عن قصيدته «غزو الفضاء» عام 1965.
منح الرئيس اليمني علي ناصر اسمه وسام الآداب والفنون (1984).
منح الرئيس علي عبدالله صالح اسمه وسام الآداب والفنون (1996).

مصادر الدراسة:
1 - عبدالعزيز المقالح: الشعر بين الرؤية والتشكيل - دار طلاس - دمشق 1985.
2 - علوي عبدالله طاهر: لطفي جعفر أمان: دراسة وتاريخ - مؤسسة 14 أكتوبر - عدن 1981.
3 - نجمي عبدالمجيد: ذاكرة للزمن المفقود، قراءات في شعر لطفي جعفر أمان - مركز عبادي للدراسات والنشر - صنعاء 1994.
4 - الدوريات: عبدالله باذيب: في الغربال - بقايا نغم للطفي جعفر أمان - مجلة المستقبل - عدن - يناير 1949.
عناوين القصائد:
المثل العليا.. تنتحر!
كانت لنا أيام
أهكذا؟
من قصيدة: خطبة لم تتم!
المثل العليا.. تنتحر!
جَثَتْ تَستـرِقُّ قـلـوبَ الـــــــــــــــتِّلالِ ___________________________________

وتسفحُ أدمعَهـا فـي الـتــــــــــــــرابْ ___________________________________
وتعـوي وتُدمـي تسفُّ الهجـــــــــــــــيرَ ___________________________________

وتَنزع مـجنـونةً للســــــــــــــــــراب ___________________________________
وتصرخ فـي فجّة الـبـائسـيـــــــــــــنَ: ___________________________________

لقـد طـال يـا ربُّ هـــــــــــذا العذاب! ___________________________________
فأصغت لهـا كُلُّ ســــــــــــــــــــوسنةٍ ___________________________________

قضت مـثلهـا فـي ربـيع الشبـــــــــــاب ___________________________________
جـراحُ العبـير عـلى كأسهـــــــــــــــا ___________________________________

ـــــــــــــــــــــمُضرَّجةٌ وحشةً وا ___________________________________
وأحـلامُ عـالـمهـا فـــــــــــــي الثرى ___________________________________

تـراتـيلُ تُزجـي الصدى فـــــــــــي خَراب ___________________________________
وصـاحت بـهـا: يـا ابنةَ الخـالـديــــــنَ ___________________________________

مـنـالُ الخلـود برهْنِ الصِّعـــــــــــــاب ___________________________________
بنـا مـثلُ مـا بِكِ مــــــــــــــــن ضجَّةٍ ___________________________________

وفـيـنـا كـمـا فـيكِ هـذا الـمـصــــــاب ___________________________________
عبَرنـا الـحـيـاةَ وقـلنـا لهــــــــــا: ___________________________________

لنـا الـمـثُلُ الطـاهـراتُ الثـيــــــــاب ___________________________________
فلـمـا زهـونـا بـهــــــــــــــــا عِفَّةً ___________________________________

تـردَّتْ بنـا فـي سَحـيـق الـتَّبــــــــــاب ___________________________________
فقـامت تلـمّ بقـايـــــــــــــــا القُوى ___________________________________

عـلى هـيكلٍ مُضمحِلّ الإهــــــــــــــــاب ___________________________________
وتسحـب آمـالَهـا النـازفــــــــــــــاتِ ___________________________________

وتقـلع خطـوَتَهـا بـاغتصـــــــــــــــاب ___________________________________
إلى أن محـاهـا شَفـيفُ الفَضــــــــــــاءِ ___________________________________

وأغوَت هُداهـا الفَيـافـي الرِّحــــــــــاب ___________________________________
تَسـاقطُ ثـورتُهـا فـي الرمـــــــــــــادِ ___________________________________

وتعـشـو بصـيرتُهـا فـي الضبـــــــــــاب ___________________________________
وقـدْ نضبَ الكـونُ فـي نـبْضِهـــــــــــــا ___________________________________

وغاض الجـمـالُ بقفْرٍ يَبــــــــــــــــاب ___________________________________
تُسـائِل عـن ذاتِهـا فـي القبـــــــــــورِ ___________________________________

فتهتف ديـدانُهـا بــــــــــــــــالجَواب ___________________________________
ومـن حـولهـا كُلُّ مـا حـولهـــــــــــــا ___________________________________

ضـيـاعٌ ضَيـاعٌ وصـمتُ غِيـــــــــــــــاب! ___________________________________
كانت لنا أيام
لا تَسَلني عن الهوى
عن رُؤى الأمس بالصِّبا
صَدَح الفجرُ وانطوى
لحنُه والسَّنا خبا
فأنا اليومَ حيرةٌ
تَنشُد الأمسَ في غَدي!

في غَدي؟! أيُّ مَطلبِ
أنشدُ الوهمَ بالمحالْ
كيف أصبو له وبي
صَدمةُ الواقع العُضال
حيث لا حِسَّ لا صدى
غير أمسي بلا غد!

لم يزل في دمي ربيعْ
دافقُ العطر بالشبابْ
غير أني كمن يَضيعْ
ظمأً يلعق السرابْ
تاه بي شَكُّ حاضِري
راجفُ العُمر من غَدي

عبرت كلُّها سُدى
«خمسةٌ» من يد الزمنْ
فتلفّتُّ في المدى
أرقُب البعثَ في كَفنْ
أرقب الأمس والهوى
في خيالٍ من الغدِ!

اتركيها يا طفلتي
وامسحي الدمع بالعَزاءْ
هذه الدمية التي
حُطِّمتْ أصبحت هباءْ
كلُّ ما مرَّ وانقضى
ليس يَحيا مع الغدِ!

لمَ في الحلم نلتقي؟
في جنانٍ من الأملْ
ثمّ في الحاضر الشقي
في فراغٍ من المللْ
ترسم الريحُ حلمنا
صورة الوهم في الغدِ

يا رفيقيَّ في الحياةْ
يا شُعوري وأدمعي
أعبرُ الأرضَ ذِكرياتْ
ليتَ ما كُنتما معي
لأُغنِّي لحاضري
لا لأمسٍ ولا غدِ!

لأغنّي لحاضري
وهو يهتز في دمي
لا أُبالي بِغابرٍ
أو بآتٍ مُطلسَمِ
لذَّتي حين أنتشي
مُهمَل الأمس والغدِ!

إنما أنتما أنا
في وجودي المبدَّدِ
فامضيا واطويا الدُّنا
كالخيال المجرَّدِ
يحسب الناس أننا
لم نكن بعدُ كالغدِ

يذهب اليومُ من يدي
مثل أمسي كأنما
لم أعش بعدُ مَولدي
أو أنا عشتُ إنما
بين أمسي وحاضري
مثل أسطورة الغدِ!

العبد لله بو صالح
11-17-2014, 11:17 PM
أهكذا؟
تركْتَني؟
أنا؟ أنا؟
انظُرْ إلى عينيَّ
أمّا أنني
أنظرُ في عينيك؟
لا سأنحني
أقول في ضراعتي:
حرمتَني
من حُبنا
من كلِّ ما عاهَدْتَني
بسعدِنا
من كل آمالي التي هنَّيتَني
بفرحها في قُربِنا
أهكذا؟ أهكذا؟
تنسى الهوى ما بيننا؟

خذْ دَمعتي
في راحتيكْ
خذ نَظرتي
في ناظريكْ
خذ لَوعتي
تهفو إليكْ
خذني أنا
- كُلِّي أنا -
مُلكًا لديكْ

من بعدِ هذا ما تُريدْ؟
قُل لي بربك ما تُريدْ؟
لو كان قلبكَ من حديد
كانت تُذوّبه دُموعي
ويهزّ قسوتَه ولوعي
فَيَلينُ لي
ويضمّني
ويشدُّني
مُلكًا لديكْ!
من قصيدة: خطبة لم تتم!
أنتَ ولا أحدٌ سواكْ
أنتَ الذي قلبي هواك
وبكل آمالي حواك
أنت ولا أحد سواك
أنت الذي قلبي تفَتَّح زَهرةً في راحتيكْ
تَسقى رَبيعًا خالدًا من ناظريك
تُعطيك كلَّ عَبيرها وجمالِها
كُلَّ الدُّنى الخضراءِ من آمالها
أنت ولا أحدٌ سواك
أنت الذي من قبل عيني أن تَراك
ما كنتُ أدري الحبَّ غيرَ حكايةٍ حسناء تُروى
أو قصةٍ مَرئية في شاشةٍ تهتزُّ نجوى
أو خلجةٍ مجهولةٍ في عُمقِ أسراري تَلوّى
حتى هويتك أنت وحدكْ
ولقيتُ كلَّ الحب عندكْ
ووجدتُ نفسي هكذا أهوى وأهوى

وخَطبتَني
فملأتَ إحساسًا بأعماقي أُغنّي
بالحب بالدنيا التي بجمالها أسعدتَني
أشعرتَني
أن الحياة تضمّني
وتهزّني
في نشوة الفرح الهَني
يا سعدَ قلبي يومَ أنتَ خطبتَني!
أنتَ الذي ولَّهتني
وغَمرتَني
بالحب بالدنيا التي بجمالها أسعدتَني!

وكما يمرّ الحلم ورديّاً وتطويه الحقيقه
بردائها الممقوت تطوي في مآسيها شُروقَه
انهارَ حبي كلّه في الموعدِ
بجنين أفراحي الذي لم يُولدِ
بكنوز آمالي الثمينه
رَفضوكَ أهلي!!
يا مآقي الحزنِ صُبّيها سَخينه
صُبّي على قَبري الذي وُسَّدتُه نَفسي الطَّعينه
أنا لن أكونَ بغير حبكَ غيرَ من عَنَستْ حَزينه
أمنيةً منفيّةً يهدي الخيالُ لها حنينَه
أو فرحةً مخنوقةً كَسروا جَناحيها سَجينه
ماذا أكون بغير حُبكَ غيرَ من عنست حزينه
أبدًا حزينه!!

ثم التقينا
يا ليتنا لـمَّا التقينا
ذُبنا عِناقًا وانْطَفَينا
وانتهينا
لا ومضةٌ في ناظرينا
لا رعشةٌ في راحتينا
لا همسةٌ لا شيءَ
صَمْتٌ كالحٌ يجثو علينا
يا ليتنا لما التقينا
ما التقينا!
رفضوك أهلي
رفضوك أهلي؟
يا لَقسوتهم علينا!

ورحلتُ عنكَ
لا لكيْ أنساكَ هل أنساك أنتَ؟
لا لا أتذكر يومَ قلتَ:
مهما افترقنا
سيظل حبي خالدًا مهما افترقنا
وتعانقَت منَّا الشِّفاهْ
وتحرَّقت آهٌ بآهْ
من بعد ما عاهدتَني
ووعدتَنَي
أن الرسائل بيننا
ستظل تَحفظُ حبنا!

ومضيتُ ألتهم الدروبَ
دروبَ عاطفتي الشريده
ويجوع في قلبي الفراغُ
حزينةً وَلْهى وحيده
وأنا أشمّكَ في فضائي
وأُحِسّ روحكَ في دمائي
في كل جارحةٍ وخَلْجه
والليلُ يحملني كموجه
تاهت وذابت في فراغي وانطفائي!
وأنا أرى
بالرغم ما في القلب من خَفقٍ ونَبضِ
تابوتَ عمري
فوق ظهر الليل
للمجهول يمضي

شهرٌ يَمرُّ
ويليه شهرُ
ورسائلُ الحب التي عاهدتَني
بوفائها ووعدتَني
ما ضاء منها - في ظلام البُعدِ - سَطرُ

العبد لله بو صالح
11-17-2014, 11:32 PM
يا بلادي
الشاعر الكبير لطفي امان

اقفزي من قمة الطود لأعلى الشهب
وادفعي في موكب النور مطايا السحب
وستقلي كوكبا يزهو بأسنى موكب
فلقد مزقت عن نفسي كثيف الحجب
ولقد حطمت أصنام الدجى المنتحب
وهوى البرج على أوهامه والكذب
وانبرت بي في المدى أجنحة من لهب
تزرع الأضواء في جفن الليالي المتعب
وتنيل الجدب من شؤبوبها المنسكب
*****
يا بلادي لم اعد أسطورة في الكتب
لم اعد من ألف (ليلة) ليلة من عجب
لم اعد أنقاض مجد في ضمير الحقب
لم اعد ادفن دمعي في رغام الغيهب
لم اعد طيف خيال بالرؤى مختضب
أو أنينا راعف الجرح بصدر مجدب
أو نشيدا مخجلا يضحك منه الأجنبي
أشرق المسعى فللنور شذى من مطلبي
والسنا يغمر أفقي وطريقي الذهبي
*****
يا بلادي .. يا نداء هادرا يعصف بي
يا بلادي .. يا ثرى جدي وابني وأبي
يا رحيبا من وجودي .. لوجود أرحب
يا كنوزا لا تساويها كنوز الذهب
اقفزي من ذروة الطود لأعلى الشهب
اقفزي .. فالمجد بسام السنا عن كثب
اقفزي .. فالمجد ما دان لمن لم يثب
****
يا بلادي كلما أبصرت (شمسان) الأبي
شاهقا في كبرياء حرة لم تغلبي
صحت يا للمجد في أسمى معالي الرتب

العبد لله بو صالح
11-17-2014, 11:34 PM
ومن روائعه الشعريه:
((أمي ))
أجل هذه التي أنحدرت
من الشرق القديم
اليوم تصرخ في الشبيبه
حين جار على الديار
المجرمون
الكافرون بغير أسلحة الدمار
المغرقون حقولنا الخضراء
في وحل ونار
أمي تزمزم كارياح
العار لو وطني يباح
وتهب بي : قتلوا أباك
أسروا أخاك !
الثار يا ولدي .. أفق
الثار ليس له سواك !!

العبد لله بو صالح
11-18-2014, 12:11 AM
ومن قصائده الأغاني العدنية التي كتبها لطفي جعفر أمان في ديوانه “ليالي”:

“في جفونك

مرود السحر استوى

يا مكحل بالهوى

شوف ما سويت بالقلب التوى

وهوى

من عيونك .. ألخ



وأغنية “قالت لي”



قالت لي ليش في الهوى *** تبكي وتتألم

قلت اللي حب أنكوى *** بالنار وأتوسم

....الخ



وأغنية “في الليل”:

في الليل والدنيـــا*** نايمة بلا أحــلام*** إلا انشغـال قلبي

قلبي اللي بك يحيا *** *** ويصورك أنغــام *** تنساب مـن حبي

....الخ



وأخيراً أغنية “قلبه سأل قلبي”



قلبه ســـأل قلبي *** وعيونه تلعب بي

من علمــك تهوى *** وتكثر الشكــــوى

علشان يزيد حبي!

بعيونه يسألنا *** يزيد في أشجاني

والنظرة تقلنا *** وتحيينا من ثاني

وعاده يسألنا

من علمك تهوى *** وتكثر الشكوى

علشان يزيد حبي!

….. الخ

جميع كلمات الأغاني العدنية أعلاه لشاعرنا لطفي جعفر أمان لحنها وغناها الفنان الكبير المرحوم “أحمد بن أحمد قاسم”.

أما الفنان الكبير “سالم أحمد بامدهف” لحن وغنى بعض كلمات أغاني لطفي جعفر أمان منها:



* “نجوى الليل”



ياليـل نجومـك عيون *** في كل عين دمعة

يشهد علينا السكون *** السهد واللـــوعـــة

وتمد نورها الحنـون *** العطف والسلـوى

حتى النجوم تهــوى *** ياليــــل وتتذكــــر

مثلي أنا وتسهر

ياليل!

…الخ



* “ما شي كماك”



من جمالك من دلالك من بهاك

كل من شافك يقول ما شي كماك

كل ما في السحر من فتنة حواك

ورمى كل القلوب صرعى هواك

وأنا ما حب حد شريكي في هواك

..الخ



* وأخيراً كلمات أغنية “ألومك واعاتبك”



ألومك وأعاتبك *** لأني أحبك

أحبك

وليش بس تزعل *** تقول لي خدعتـــك

وحلفاني يبطـــل *** وعمري ما خنتـك

وأحلــف بحبــــي *** وقلبي يصونـــك

وبرضـــه تقول لي *** بأني أخـــونــــك

بأني خدعتـــــك *** وعمري ما خنتك

وأرجع أعاتبــــك*** لأني أحبـــــــــك

أحبك

..الخ
الفنان الكبير أبوبكر سالم والشاعرالكبير لطفي جعفر أمان

العبد لله بو صالح
11-18-2014, 12:18 AM
يامزهري الحزين
من يرعش الحنين
الى ملاعب الصبا وحبنا الدفين
هناك حيث رفرفت
على جناح لهونا
اعذب ساعات السنين
يا مزهري الحزين
الذكريات الذكريات
تعيدني في مركب الاحلام للحياة
لنشوة الضياء في مواسم الزهور
يستل من شفاهها الرحيق والعطور
وبعد هذا كله
في صحوة الحقيقه
ينتفض الواقع في دقيقه
يهزني
ويشد اوتاري الى اباري العميقه
يشدها يجذب منها ثورتي العريقه
ويغرق الاوهام من مشاعري الرقيقه
ويخلق الانسان مني وثبة وقدره
عواصفا وثوره
هنا هنا
اذ زمجرت رياحنا الحمراء
تقتلع القصور من منابت الثراء
وتزرع الضياء
وتغدق الغداء والكساء والدواء
على الذين امنوا بانهم احياء وخيرة الاحياء
في الحقل
في المصنع وفي كل بناء
يا مزهري الحزين
يا مزهري الضعيف
ما عاد شعبي ينسج الاوهام في لحن سخيف
عن قيس ليلى روميو جوليت
اسماء كثيره
دبت دبيب النحل في اسفارنا المثيره
دبت بنا بحمولة الافيون في سفن خطيره
كي توهم الدنيا بأننا امة الوهم الحقيره
لكننا يا مزهري المحزون يا ضعيف
نبني نحيلك انت من وترا حريريا رهيف
مستضعف باك
الى وثب الى ضرب عنيف
كي يشهد المستعمرون باننا حقا نخيف
لا ان نخاف
او ان نموت مع الضعاف
اسمع اذا مني
ووقع لحن قصتي الجديد
وابعث به في مركب الشمس العتيده للخلود
اسمع
انا من قبل قرن او يزيد
قرن وربع القرن بل اكثر من عمري المديد
كانت بلادي هذه ملكي انا
ملكي انا
خيراتها مني ومن خيراتها احيا انا
كانت وما زالت
وهذه قصتي فانصت لنا
في ليلة مسعوره موتوره الظلماء
اوفت الى شواطئ مراكب الاعداء
يقودها هنس انجليزي حقير
يقرصن البحر شهى
وجيفه من الضمير
هذا الحقير
ارسى هنا
ومد عينيه الينا في اشتهاء
ونسج المزاعم النكراء في دهاء
مدعيا ان جدودي هاجموا سفائنه
ونهبوا خزائنه
واننا بكلمه غريبه قراصنه
تصوروا نحن اذا قراصنه
وهكذا انداح له الغزو الى اقصى الحدود
ودنس البلاد بالجنود والنقود
وبذر القلاقل
وفرق القبائل
ولملم الدجى على اطرافه يصول
يمد من اطماعه مخالب المغول
لكننا على المدى منذ احتلال ارضنا كنا يدا
يدا تصافح الرفيق في الكفاح لا العدا
وقطعة الرغيف
والمبدا الشريف
زدان كانا كافيين للبقاء
فنحن شعب لا ينال الضيم منا ما يشاء
هاماتنا فيها من الشمس بريق الكبرياء
لا نعرف الدموع الا وان نحيلها دماء
تعلوا على ضفافها بواسق الاباء
وكلما مرت بنا اعومنا الطويله
نغرس من ثورتنا بذورنا الاصيله
في كل جيل صاعد يؤمن بالضياء
بالارض بالمعول بالسلاح بالبناء
ومن هنا تصلبت عقيدة السلاح
ونحن منذ خلقنا نعرف ما معنى السلاح
نعرفه ونرضع الاطفال من للكفاح
ونصنع الرصاص من مرارة الالم
وننتشي نرتقب الفجر الجديد في شمم
حتى بيوتنا التي طلاؤها الغبار حيث عم
ترمي على سيمائنا ظلالها وتبتسم
وانتفض الزمان
دقت الساعه الاخيره
فاندفعت جموعنا غفيره غفيره
تهز معجزاتها في روعة المسيره
وجلجلت ثورتنا تهيب بالابطال
الزحف يا رجال
الزحف والنضال
فكلنا حريه تحن للقتال
وهكذا تفجر البركان في ردفان
ورددت هديره الجبال في شمسان
وانطلقت ثورتنا ماردة النيران
تضئ من شرارها حرية الاوطان
وتقصف العروش في معاقل الطغيان
وتدفع الجياع في مسيرة الانسان
يشدهم للشمس نصر يبهر الزمان
وهكذا تبددا
عهد من الطغيان لن يجددا
وحلقت على المدى
ثورتنا تهتف فينا ابدا
يا عيدنا المخلدا
غرد
فان الكون من حولي طليقا غردا
غرد على الافنان في ملاعب الجنان
الشعب لن يستعبدا
قد نال حريته بالدم والنيران
وقتل القرصان.

روابي عدن
11-18-2014, 12:20 PM
تحية من كل زغط في عدن والف رحمة على شاعرنا الهمام فارس الكلمة العدنية لطفي جعفر امان
ولا أنسى ان اشكرك اخي ابو صالح من حضرموت العطاء والطيب على تفاعلك مع الموضوع واضافاتاك المنقاه
وفي انتظار تفاعل كل من ينتمي ل عدن او يحبها ويحترم أعلامها وأبناءها
دمت بود

روابي عدن
11-18-2014, 10:23 PM
رائعة:
(أخي)..(كبلوني)..وغل (لسانيا)..و(أتهموني)..!
ب[أني]..(تعاليت) في (عفتي)..و(وزعت روحي)..
على (تربتي)..!
ل[أني]..(أقدس)..(حريتي)..
بحق (الوطن)..هذا (القسم)..
بحق (الوطن)..هذا (القسم)..
(أخي) قد (نذرت)..(كفاح العنيد)..لهذا (الوطن)..
إلى أن (أرى) : (أخوتي) في (السجون)..و(هم)..(طلقاء)..
يقولون ما (مات)..حتى (أنتقم)..حتى (أنتقم)..حتى (أنتقم)..



كلمات الشاعر (العدني) الكبير الراحل (لطفي جعفر أمان) رحمه الله

روابي عدن
11-21-2014, 03:21 AM
لم ينطفئ وهج ثورة 14 اكتوبر التي اندلعت شرارتها عام 1963م ولم يهدأ بال الشعب إلا بانتزاع وثيقة الاستقلال ، وجلاء آخر جندي بريطاني عن أرض الوطن الحبيب.. حينها فقط هدأ هدير الشعب ووضعت حرب التحرير أوزارها ،
ونعم الشعب بخلو أرض الوطن من أحذية الاستعمار وقبعاته وتوقفت لعلعة الرصاص ، وتغنى الشعراء بالنصر العظيم الذي تحقق لثورة 14 اكتوبر وبالثمرة التي جناها الشعب ، وهو أن يرى وطنه ولأول مرة صباحاً جديداً.. صباحاً زرع البهجة والفرحة في وجوه الجميع ، ورسم البسمة في ثغورهم صباحاً ليس ككل الصباحات التي اعتادها .. وتوافد الناس من كل حدب وصوب معبرين عن فرحتهم بالاستقلال الوطني.
ومن البديهي أن يكون الشعراء أقدر الناس على التعبير عن ذلك.
والشعراء الذين تغنوا بيوم الاستقلال والذين عبروا عن فرحتهم بالكلمة الشاعرة كثيرون لكنّ هناك شاعراً ارتبط به منذ قيام ثورة 14 اكتوبر.. نقتتطف هنا بعض أشعاره التي عبر فيها عن فرحته بالاستقلال مروراً بما سبقه من ارهاصات وتفاعلات أدت إلى الاعتراف بالقضية العادلة لشعبنا في نيل الاستقلال الوطني .. وكان الثلاثون من نوفمبر عام 67م يوماً من أروع الأيام.
والشاعر لطفي جعفر أمان شاعر الوطن والإنسان ـ شاعر الثورة والاستقلال ، كان أروع من عبر عن هذه الفرحة التي صاغها شعراً يكاد يطير مرفرفاً بجناحيه ، حيث قال:
على أرضنا بعد طول الكفاح
تجلى الصباح لأول مره
وطار الفضاء طليقاً رحيباً
باجنحة النور ينساب ثره
وقبلت الشمس سمر الجباه
وقد عقدوا النصر من بعد ثوره
وغنى لنا مهرجان الزمان
بأعياد ثورتنا المستقره
واقبل يزهو ربيع الخلود
وموكب ثورتنا الضخم اثره
تزين اكليله ألف زهرة
وينشر من دمنا الحر عطره
ويرسم فوق اللواء الخفوق
حروفاً تضيء.. لأول مره
بلادي حرة
وهكذا عبر الشاعر لطفي جعفر أمان عن فرحته بيوم الاستقلال.. لقد حشد شاعرنا أكبر عدد من الكلمات التي ما أن تجتمع في موضع واحد إلا وترسم مشاعر الفرحة والعرس والحرية والانطلاق والرحابة.. ولله در الشاعر الذي ألف بين هذه الكلمات وأعاد صياغتها ، وأطل بها شعراً بديعاً عانق بها بين روحه والوطن وهو مستقل.
ألم يرد على صاحب السيجار.. المستعمر حين سأله من أنت ؟ تصوروا أن مستعمراً يوجه سؤالاً إلى رج في وطنه ، وهو المستعمر الغاصب ، ويقول له : من أنت ؟ يقولها باحتقار وكأنه في بلده وليس مغتصباً .
وفي هذا يقول لطفي في قصيدة «من أنت؟» ووجهها إلى صاحب السيجار.. المستعمر:
تقول : من أنت ؟
وترنو باحتقار
وتنفث البصقة من سيجار
وتمتطي نظرتك الحمقاء أوهام الفخار
مهلاً.. ستدري من أنا ؟
أنا الذي رفعت في خضمنا الشراع
فاقلعت سفينتي ماردة القلاع
تحطم الأمواج.. والأمواج منها
كالتلاع
صريعة الصراع
فيغرق الماضي الذي مزق عمري في
الضياع
لوكنت تدري من أنا ؟!
ويقول في المقطع التالي رداً على سؤال من أنت؟
بكل عزيمة واصرار وإرادة واباء :
أنا الذي لملمت من سمائنا الغيوم
وأشعلت مجامري محاجر النجو
وأطلعت شمسي نهاراً
في شذى النور يعوم
وعرشت على المدى
مخضلة مروجنا
تغازل الشمس.. تمد للمواسم اليدا
لو كنت تدري من أنا ؟!
كلمات تنطلق كالرصاص تلك التي اطلقها الشاعر لطفي أمان في وجه المستعمر الذي لم يكفه أنه جاء من آخر العالم محتلاً ومغتصباً لأرضنا ومكبلاً حرياتنا ، ولم يبق سوى أن يحتقر صاحب الأرض بقوله من أنت ؟.. ويستطرد الشاعر في هذا الشأن قائلاً :
أنا جراح لم تزل تخضب الطريق
تعيش في انتفاض يومي..
وغدي المشوق
وكل عرق.. من دمي يموّه الشروق
أنا الذي على جراحي أمتي تفيق
لوكنت تدري من أنا ؟!
ويستطرد قائلاً :
أنا انبعاث يتمطى من قبور الأعصر
مزمجراً كالقدر
يمزق السدوف في انطلاقه المدمر
ويزرع الضياء في احداق فجري
الأخضر
إلى أن يقول في آخر القصيدة موجهاً سؤاله إلى صاحب السيجار .. المستعمر:
وأنت..
يابصقة أرضي..
من تكون ؟ قل لنا !
الاستقلال الوطني الذي ناله شعبنا بقوة السلاح اسماه شاعرنا العيد الأكبر ، ففي قصيدته أو أغنيته التي اسماها في موكب الثورة قدم لها في ديوانه «اليكم يا اخوتي» بما يلي:
«أغنية العيد الأكبر بمناسبة الذكرى الثانية لاستقلال بلادي الثائرة في 30 نوفمبر 67م والتي قال فيها:
يامزهري الحزين
من يرعش الحنين؟
إلى ملاعب الصبا.. وحبنا الدفين
هناك.. حيث رفرفت
على جناح لهونا
أعذب ساعات السنين
وبعد أن يحكي في أغنيته هذه اغنية الشعب قصة الاحتلال وماصاحبتها من أعذار ومبررات وأهية للاحتلال وماجابهها من مقاومة وثورة تكللت بالنصر المؤزر ، يقول الشاعر مستدركاً:
لكننا على المدى
منذ احتلال أرضنا كنا يدا..
يداً تصافح الرفيق في الكفاح.. لا العد
وقطعة الرغيف
والمبدأ الشريف
زادان كانا كافيين للبقاء
فنحن شعب لاينال الضيم منا
مايشاء
هاماتنا فيها من الشمس بريق
الكبرياء
لانعرف الدموع إلا أن نحيلها دماء
ويتحقق الاستقلال لشعبنا وانتصرت ثورته المسلحة وارغمت الاستعمار على الجلاء بعد اربع سنوات من الثورة والكفاح ذاق فيه المستعمر ويلات الثورة.... وقال فيها:
وهكذا تبددا
عهد من الطغيان لن يجددا
وحلقت على المدى
ثورتنا.. تهتف فينا أبدا:
ياعيدنا المخلدا
غرد..
فإن الكون من حولي طليقاً غردا
غرد على الافنان في ملاعب الجنان:
الشعب لن يستعبدا
قد نال حريته بالدم والنيران
وقتل القرصان
وبذلك يكون الشاعر لطفي جعفر أمان قد ارتبط اسمه وشعره بالاستقلال المجيد ، واستحق بحق أن يكون شاعر الاستقلال الأول منذ أن أعلن عن ثورة 14 اكتوبر 63م وحتى جلاء الاستعمار عن أرض الوطن.

روابي عدن
11-21-2014, 03:36 AM
لطفي أمان بين الصوفية والرومانسية

د. شهاب غانم

كان أول ديوان شعري معاصر ينشر في عدن بل اليمن هو ديوان (الوتر المغمور) لعلي محمد لقمان (1918-1979) عن مطابع فتاة الجزيرة التي كان يملكها رجل النهضة المحامي محمد علي لقمان والد علي لقمان وكان صدوره في عام 1944 وكان ديوانا تغلب عليه القصائد الرومانسية ثم أصدر بعده عام 1945 ديوانا أكثر كلاسيكية بعنوان (أشجان في الليل). وفي عام 1946 أصدر محمد عبده غانم (1912-1994) ديوانه (على الشاطئ المسحور) الذي غلبت عليه القصائد الرومانسية وكان غانم قد سبق تلميذه على لقمان الذي يصغره بست سنوات في نشر كثير من قصائد ديوانه على صفحات* صحيفة فتاة الجزيرة التي كانت قد بدأت في أول يوم من 1940 كصحيفة أسبوعية. وكان غانم يطلع لقمان على قصائده المخطوطة كما يطلع لقمان أستاذه وصهره غانم على قصائده المخطوطة.
وفي عام 1948 عاد لطفي جعفر أمان (1928-1971) من السودان وهو في نحو العشرين من العمر بعد أن حصل على شهادة الدبلوم من كلية غردون ونشر ديوانه الأول (بقايا نغم) في نفس الدار التي نشرت الدواوين المذكورة. وكان قد طلب من محمد عبده غانم كتابة مقدمة للديوان التي يقول عنها د. أحمد* علي الهمداني في كتابه (عدن من الريادة الزمنية إلى الريادة الإبداعية) الصادر في عدن عام 2007: "ونستطيع أن نقول في شيء من الثقة والاطمئنان أن المقدمة النقدية التي كتبها الأستاذ محمد عبده غانم لديوان لطفي جعفر أمان (بقايا نغم) الصادر عن دار فتاة الجزيرة بعدن عام 1948م تشكل نموذجا نقدياً جاداً في الأربعينيات"
ولكن الشاعر الناقد هلال ناجي في كتابه (شعراء اليمن المعاصرون) الصادر ببيروت عام 1966 يقول: "الأستاذ محمد عبده غانم كاتب مقدمة ديوان بقايا نغم يرى: (أن أول ما يلفت النظر في هذا الشعر نزعته الصوفية أو اتجاهه الروحي فالشاعر على حد قوله ليس من ماء وطين بل هو روح ليس يفنيها الزمن. وأن غاية ما يصبو إليه الصوفي أن يتخلص من قيود الجسم ليستحيل روحاً خالدة باقية بقاء الأبد باتحادها مع القوة الأزلية التي لا تزول..) وليس لهذه الظاهرة، في نظرنا، علاقة بالتصوف وأنما هي من مظاهر الرومانسية.." فإذا كان هلال ناجي على حق فكيف يمكن أن يغيب عن غانم مثل ذلك وهو خريج في الآداب وشاعر كتب الكثير من القصائد الرومانسية في تلك الحقبة بل يقول الناقد الكبير الشاعرالدكتور عبد العزيز المقالح في مقدمة الأعمال الشعرية الكاملة للدكتور غانم " انه ( أي غانما ) - بدون شك مؤسس المدرسة الرومانسية في شعر اليمن المعاصر اذا لم يكن في كل اليمن ففي جنوبه على الاقل .. ".
والحقيقة أن غانما قد لا حظ الازدواجية عند لطفي فتساءل : " ولست أدري إلى أي حد يؤمن الشاعر بالصوفية... أما الموضوع الذي يتناوله الشاعر العابد كما يسمي نفسه فهو الحب أولاً وأخيراً... والعجيب في أمر هذا الحب أن يكون عند الشاعر معنى وجوده المادي والروحي في آن واحد .. ولذلك نجده يتحدث تارة عن الحب العذري وأخرى عن الحب الآثم ولست أدري أصدق الشاعر حين يقول:
فلست العاشق المفتون
إلا بالهوى العذري
أم حين يقول:
*لم يدع كرمة من الإثم إلا
عصرتها الآثام في كأساته
ولكني أميل إلى الاعتقاد بأن هذا الإثم كثير على شاب لم يكد يتخطى العقد الثاني من عمره وأن ليالي الخمر واللهيب التي يحدثنا عنها ليست في الواقع إلا صدى لألحان علي محمود طه* والياس أبي شبكة وأضرابهما.."
وقد أشار غانم إلى تأثر لطفي بالشاعر السوداني الرومانسي الصوفي التيجاني يوسف بشير الذي رحل في شبابه عام 1936 قبل وصول لطفي إلى السودان بسنوات، وفي ديوان بقايا نغم قصيدة مهداة إليه. ولكن لطفي صادق أيضا عدداً من شعراء السودان. يقول د. نزار غانم في كتابه (جسر الوجدان بين اليمن والسودان) المنشور في صنعاء عام 1994 أن صديق لطفي الحميم والذي كان لطفي يكرر في حواراته أنه كان قدوته الشعرية هو الطبيب السوداني محمد عثمان الجرتلي الذي شاركه حياة البؤس والصعلكة وتبادلا القصائد بل زار لطفي في عدن في الستينيات. كما تعرف لطفي على شعراء وأدباء السودان أمثال محمد مهدي المجذوب وإدريس جماع والبروفسير عبدالله الطيب.
وفي مقال لغانم نشر في صحيفة الشرق الأوسط في الثمانينيات تحت عنوان لطفي جعفر أمان ضمن سلسلة مقالات تحت عنوان (شعراء يمنيون عاصرتهم) وقد أعدت أنا نشر المقال ضمن كتاب غانم (دراسات في الشعر واللغة) الصادر عن ندوة الثقافة والعلوم بدبي عام 1999 بعد رحيل والدي رحمه الله، يوضح غانم: "ولكن هلال ناجي وإن كان قد وافقني في بعض ما ذهبت إليه من ذكر أسماء الشعراء الذين كان لهم أثر في شعر لطفي إلا أنه ناقشني الحساب فيما قلته في مقدمتي عن نزعة لطفي الصوفية ذاهبا إلى أن ما زعمت من نزعة صوفية في شعر لطفي لم يكن إلا مظهرا من مظاهر الطريقة الرومانسية. بيد أنني مازلت متمسكا برأيي في أن هناك نزعة صوفية وراء بعض أشعار لطفي". ثم يذكر غانم عددا من النماذج الشعرية من قصائد الديوان ليؤكد وجهة نظره مثل قوله:
ونمرح بين أيادي الإله
ونسبح في قيضه العلوي
وقوله :
فمن لي هنا في خبايا السماء
بقلب يطوقني بالرجاء
وقوله:
هنا عالم الله في قدسه
هنا العالم العلوي المصون
ويقول غانم: "وإذا قيل وكيف ينزع إلى التصوف شاعر تغنى بالمرأة والخمرة في الكثير من قصائده .. شاعر رسام يرسم على غلاف ديوانه الأول فتاة عارية وعودا وكأسا يموج بالراح وديوان شعر مفتوح ويهدي هذا الديوان إلى معشوقته المسيحية ..قلنا إن الشاعر إنسان قبل كل شيء وهو كإنسان قد يجمع في نفسه بين المتناقضات فتغلبه على شعره فإذا هو صوفي تارة وإباحي أخرى، ومع ذلك فيما نجده من شعر لطفي المتصوف لا يجعله صوفيا خالصا ولكنه يكشف عن نزعة في نفسه إلى التصوف".
أما رأيي الشخصي فهو أن لطفي كشاب مراهق يدرس في مجتمع تنتشر فيه الصوفية ولكن لا يخلو من شرب الخمر بين الطبقة المتعلمة كانت تتجاذبه مثالية الفتى المراهق من جانب وإغراءات المتعة من جانب آخر فظهر هذا التجاذب في شعره. ولكن تلك النزعة الروحانية في شعر لطفي ضعفت في دواوينه اللاحقة وإن لم تختف تماما ويكفي أن نقرأ قصيدته (الطريق إلى الله) في ديوانه الثاني (الدرب الأخضر) لندرك ذلك. وأذكر أن لطفي عندما أعد ديوانه الثاني للنشر في أواخر الخمسينيات من القرن الماضي بعث بالمسودة لوالدي ليكتب له مقدمة قائلا أن غانم كان من شجعه وكتب مقدمة ديوانه الأول ولا يرى من هو أحق وأقدر منه بكتابة مقدمة ديوانه الجديد. ولكن والدي كتب له رسالة ذكر له فيها أنه – أي لطفي- قد أصبح أستاذا بارزا لمئات الطلبة وليس فتى بقايا نغم الذي كان يمكن أن يعذر لبعض تجاوزاته في التعابير المتعلقة بقيم الدين والمجتمع* فيما يكتبه بسبب غضارة عمره، ويقترح عليه إعادة النظر في بعض الأبيات لأنه قدوة لتلاميذه المعجبين به. وقد قرأت تلك المسودة في كراسة مدرسية سميكة بخط أستاذي لطفي المتميز كما قرأت رسالة والدي وأخبرته أن رسالته لن تعجب لطفي. ولكن والدي قال ربما، ولكن واجبه كمسؤول عن التربية والتعليم أن يقدم له النصيحة التي يعتقدها كما لا يمكنه أن يتجاهل مصلحة المجتمع بذريعة حرية الفن. وكان من سوء حظي أن أحمل رسالة والدي شخصيا إلى أستاذي الذي رحب بي في منزله وقرأ الرسالة وحاول ألا يبدي عدم فرحه بها وإن لم يخف ذلك علي. وفي الواقع نشر لطفي ديوانه الثاني (الدرب الأخضر)* بعد ذلك عن طريق دار المعارف بالقاهرة عام 1962 بدون مقدمة ولا أدري إن كان قد أجرى على المسودة أية تعديلات.
وديوان بقايا نغم يحوي 33 قصيدة كلها من الشعر البيتي ما عدا قصيدة خطيئة غريب التي تحوي مقاطع اشبه بشعر التفعيلة. ويحوي الديوان ما يشبه مسرحية من فصل واحد في خمس صفحات بعنوان حائر في السماء وابطال المسرحية الخيال والسحب والروح والحور والشاعر ..إلخ. القسم الأخير من الديوان تحت عنوان نبأة الطير عبارة عن ست قصائد مناسبات من الشعر التقليدي شكلا وضمونا.
ويقول الدكتور عبدالعزيز المقالح في كتابه (من البيت إلى القصيدة) المنشور في بيروت عام 1983: "ابتدأ لطفي جعفر أمان في كتابة الشعر وهو شاب حدث لم يتجاوز العشرين من عمره، وكانت محاولاته الأولى تختلف في بعض الملامح عن الشعر السائد في اليمن حتى المتجدد منه، صحيح أن قصائده لم تكن تختلف كثيرا عن قصائد الآخرين من أنصار التجديد الشعري المحدود والذين يجنحون إلى استخدام مظام المقاطع المتعددة البحور بدلا من الخضوع للأشكال التقليدية في بنية القصيدة البيتية والقائمة على وحدة البحر ووحدة القافية. وكان ذلك الاختيار موقفا تجديدياً واتجاها نحو البناء المتطور للقصيدة، وقد بدأ معالم ذلك التطور الشعري في اليمن الدكتور محمد عبه غانم. ولم يكن لطفي جعفر أمان في محاولاته الأولى متقدما على شعراء آخرين أمثال لقمان والشامي والحضراني في اختيار المفردات الموحية وفي اختيار أسلوب التناول الرومانسي، ولكنه كان متقدما عليهم في شيئ آخر، وكانت قصائده أو بعضها تختلف عن قصائد هؤلاء جميعا بما يمكن تسميته بالإرهاص المستشرف أو المبشر بالجديد الشعري.." .
أما الجزء الأول من ديوان (بقايا نغم) ففي بعض قصائده القليلة شيء من الروحانية* مثل (الصوفي المعذب) المهداة للتيجاني و(حائر في السماء) ولكن معظم قصائدة تحفل بذكر الخمر والكؤوس والأقداح وتتنتشر هذه الألفاظ في عدد كبير من صفحات الديوان. يقول في قصيدة في الكوخ:
لا تلمني إذا ارتشفت الحميا
وشفاه الملاح منها تغار
هن أشهى إلي من ريق الخمر وأحلى كأس علي تدار
غير أن الزمان أودى بقلبي
صائب من خطوبه جبار
وسبتي الحياة باللألأ الزائف حتى أودت بي الأخطار

وفي قصيدة حواء، وهي قصيدة موجودة في الطبعة الأصلية من الديوان ولكن لسبب ما لم يعد نشرها في الأعمال الشعرية الكاملة، يقول وهو يبدو كمن يغرق هموم علاقته بالمرأة في الصهباء كما يعبر عن الصراع الداخلي في نفسه بين الشك والإيمان والفضيلة والشهوات:
لوحت لي ببسمة تخلس النور وتذكي نار التلهف فيّا
ثم ولّت وفي يدي كأسها المر فحطمته على شفتيا..
وصورة تحطيم الشاعر الكأس على شفتيه سبقه إليها الأخطل الصغير بشارة الخوري في قصيدته الشهيرة (الهوى والشباب) حيث يقول:
لم يكن لي غد فأفرغت كأسي
ثم حطمتها على شفتيّا
**** ثم يقول لطفي في قصيدته نفسها وهو يتأرجح بين الشك واليقين:
قال هذي – وحرك الكأس – سلواي إذا الحزن هاج بي وعزائي..
كل طهر دنسته في هواها
آه من عفتي ومن حواء
أوغلت بي الظنون في عالم الشك وآمنت إنما في رياء
ورأيت الحياة فوارة الغي تلظى بشهوة هوجاء
**** ورأيت الإيمان نورا حبيسا
في قلوب نزيهة بيضاء
**** ثم آمنت.. ثم أسلمت للشك.. وعربدت في هوى الآراء
**** أما في قصيدة البولندية الحسناء فنرى تأثر لطفي بعلي محمود طه خصوصاً في قصيدته الشهيرة (القمر العاشق). يقول لطفي:
مقامك في سماء الله لا في هذه الأرض
يزينك من هوى عيسى صليب طاهر الومض
على نهدين مسحورين في صدرهما البض
وأنت مفاتن عريت لنور القمر الفضي
إلى مخدعك العطري دنياه ودنياك
أخاف أخاف يا حسناء إن أخنى وأدماك
أما علي محمود طه فيقول في (القمر العاشق):
إذا ما طاف بالشرفة ضوء القمر المضنى
فضمي جسمك العاري وصوني ذلك الحسنا
وفي نهديك طلسمان
في حلهما افتنا
أغار أغار إن قبل هذا الثغر أو ثنّى
فردي الشرفة الحمراء دون المخدع الأسنى
فالوزن نفسه والصور والألفاظ متقاربة في بعض الأبيات.
ويلاحظ افتتان لطفي بالصليب الذي يصفه بالطاهر. ومثل هذه الصورة نجدها في قصائد أخرى من الديوان. فإهداء الديوان يبدأ كما يلي في أبيات تفعيلية هي من الأبيات التفعيلية الأولى في شعر لطفي والشعر اليمني:
إليك يا ابنة عيسى
إنت يامن يفيض في صدرك البض جلال الصليب نورا عليا
لك مني هذا الذي بين كفيك خفوق بحبك المفقود..
وأول قصيدة في الديوان بعنوان (ذات الصليب) ومنها:
إيه إيفون والملاحة تفتر بريقا كهالة البدر فيك
نعم هذا الصليب في صدرك البض وجل المسيح في عينيك
وذوات الصليب في قصائد الديوان كما يذكر د. نزار غانم في كتابه جسر الوجدان بين اليمن والسودان المنشور في صنعاء عام 1994 هن إيفون وهيدا البولندية النصرانية البيضاء في بيئة من السمراوات وكانت كما يبدو ابنة أحد المدرسين في الكلية ، كما كانت هناك السودانية القبطية نعمات. ولكن ما كل هذا الإعجاب بالصليب! صحيح إننا أمرنا بإجلال عيسى المسيح عليه السلام ولكن القرآن الكريم يقول لنا في سورة النساء الآية 157 (وَقَوْلِهِمْ إِنَّا قَتَلْنَا الْمَسِيحَ عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ رَسُولَ اللَّهِ وَمَا قَتَلُوهُ وَمَا صَلَبُوهُ وَلَكِنْ شُبِّهَ لَهُم..).ْ
ومما يجدر بنا أن نذكره هنا هو أن لطفي بعد عودته إلى عدن عام 1948 كتب عددا من مقالات النقد الاجتماعي في صحيفة فتاة الجزيرة تحت باب سماه (ما قل ودل) كما ذكر عبدالفتاح الحكيمي في كتابه (النقد الأدبي والمعارك القلمية في اليمن 1932-1955) الصادر بصنعاء عام 1998 وتناول لطفي في بعض تلك المقالات مظاهر الفساد الأخلاقي في عدن في تلك الفترة مثل شرب الخمر والزنا إلخ ..
وقد أصدر لطفي بعد ذلك عددا من الدواوين منها الدرب الأخضر، وكانت لنا أيام، وليل إلى متى؟ وموكب الثورة، وإلى الفدائيين في فلسطين، وإليكم يا إخوتي، وديوان أغاني باللهجة العدنية بعنوان ليالي وهناك أغنيات شهيرة من كلماته. وعمل في حقل التربية والتعليم حتى وفاته رحمه الله في سن الثالثة والأربعين ورثاه عدد كبير من شعراء وأدباء اليمن والوطن العربي .

روابي عدن
11-29-2014, 12:45 AM
كانت لنا ايام احد قصائده الجميلة وفعلا كانت لنا ايام وستعود بقدرة قادر بإذن الله

دمتم بود

روابي عدن
12-02-2014, 01:11 AM
الشاعر الذي رسم لوحته في ثورة (14 أكتوبر) ولونها بكلماته يوم (30 نوفمبر)


كتبت/ دنيا هاني

لطفي جعفر أمان الشاعر الذي ولد في مدينة كريتر (بعدن) بتاريخ 12مايو 1928م. ووافته المنية بعد صراعه مع المرض في 16 ديسمبر 1971م في مستشفى القوات المسلحة بالمعادي في القاهرة. كان حلم ثورة بدأت شرارتها في منتصف أكتوبر وانتهت تفاصيلها أواخر نوفمبر هو من قال لأول مرة «بلادي حرة » حينما عبر عن فرحته بكلماته التي تقول.. على أرضنا بعد طول الكفاح.. تجلى الصباح لأول مرة.. وطار الفضاء طليقاً رحيباً.. بأجنحة النور ينساب ثرة.. وقبلت الشمس سمر الجباه.. وقد عقدوا النصر من بعد ثورة.. وغنى لنا مهرجان الزمان.. بأعياد ثورتنا المستقرة..



سمي بشاعر الثورة والاستقلال لأنه قنديل أنار فتيله في ثورة الرابع عشر من أكتوبر وعبق فاح عطره في استقلال الثلاثين من نوفمبر.

تانك الثورتان دقت فيهما وبهما الطبول وعزفت أحلى الألحان وتغنى فيهما أكبر الشعراء بالنصر العظيم الذي تحقق لثورة (14) أكتوبر وبالثمرة التي جناها الشعب في الحصول على حريتهم وشم رائحة الاستقلال في (30) نوفمبر.



في فترة مبكرة من مراحل حياته أمتلك شاعرنا ميولاً ثقافية وإبداعية، وكانت له إسهامات كثيرة أثناء الثورة وفي نهاية عهد الاستعمار عندما استفزه بهذه الكلمات الرائعة قائلاً فيها.. ثورتنا.. تهتف فينا أبدا.. يا عيدنا المخلدا.. غرد.. فإن الكون من حولي طليقاً غردا.. غرد على الأفنان في ملاعب الجنان.. الشعب لن يستعبدا.. قد نال حريته بالدم والنيران.. وقتل القرصان..

فقد كان واصفاً الاستعمار الغاشم بالقرصان الذي أغتصب حق شعب واستولى على حق وثروات بلد لسنوات طالت مرارتها حتى تمت النجاة منه والوصول إلى بر الأمان وإجباره على الرحيل من أرض الوطن..

وله أيضاً قصيدة مشهورة أهداها وتحدى بها المستعمر صاحب السيجارة الذي تجرأ يوماً وسأله من أنت؟

وفي وسط القصيدة رد عليه بكلمات عصفت بوجهه مخترقة رماد سيجارته ونفثت بها أرضاً عندما قال له: أنا جراح لم تزل تخضب الطريق.. تعيش في انتفاض يومي.. وغدي المشوق.. وكل عرق.. من دمي يموّه الشروق.. أنا الذي على جراحي أمتي تفيق

لو كنت تدري من أنا..

واختتم قصيدته بالرد على سؤاله: يا بصقة أرضي..

من تكون؟ قل لنا؟

كلمات كبيرة خرجت من ثنايا شاعر أكبر تشعر به وكأنه يصرخ في وجه العدو ويقول له.. آن الأوان لتكون لنا حرية شخصية في الرد والتعبير.. وأجمل حرية هي تلك الكلمات التي يتحدث بها الشعراء باسم الشعب وباسم الوطن والأرض والتراب..

لتنتهي بعد ذلك حقبة الاستعمار في الجنوب بعد إجلائه ويبدأ عهد جديد مع بداية شروق صباح آخر لا يزال مُنتظراً منه الكثير حتى الآن..

نعود للحديث عن شاعرنا وعن مشاركاته بالقصائد الثورية فهو قبل أن يكون شاعراً هو إنسان وفنان مرهف الحس يهوى الرسم والعزف على العود.. متعدد المواهب والاتجاهات ومهتم بالقيم الجمالية والفنية للرومانسية.. التي تمثل بها في شعره وبالذات في أعماله الشعرية الأولى الأمر الذي جعله يحتل مكانة بارزة بين شعراء الاتجاه الرومانسي في اليمن. ويعتبر واحداً من أبرز من كتبوا الأغنية العاطفية وقد شكل خلال فترة الخمسينيات والستينيات مع الفنان الراحل احمد بن أحمد قاسم ثنائياً فنياً كان له دوره وتأثيره في نهضة الأغنية العدنية على وجه الخصوص والأغنية اليمنية بصورة عامة.

وفي قصيدته «اليوم الموعود» عندما قال:

أخي.. كبَّر الفجر في أرضنا

وأجلى الزمان لنا يومنا

أخي.. بشر النور أنَّا التقينا

وقد وحد الحق ما بيننا

على الدرب تزحف منا الجموع

تدق.. وتلهب إصرارنا

تشــــــــــد أيادينا عزمة

تكاد لها الشمس أن تذعنا

أخي.. كبرياء النهار العتيد

تميل اختيالاً بأفواجنا

كان شاعرنا حاضراً في حقبة كل من ثورتي سبتمبر وأكتوبر المجيدتين ويوم الاستقلال في نوفمبر.. رحل ولكن تظل روحه معنا في كل عيد وفي كل استقلال..

وعلى صفحات البياض الملطخة بدماء الكثير من الشهداء خطت ثورة (14أكتوبر) تاريخها وعلى أوراق وكتب الصمود دون يوم الـ(30 من نوفمبر) استقلاله وعلى واقع تينك الثورتين رسم لطفي جعفر أمان لوحته ولونها بكلماته التي مازالت حتى الآن مخلدة في أذهان وأفئدة الكثيرين.

روابي عدن
12-07-2014, 01:54 PM
بلادي حرة ....

ابن عدن لطفي امان

روابي عدن
12-18-2014, 11:28 PM
صحيفة 26سبتمبر
د. احمد عبدون
الملخص:
تقوم هذه المحاولة النقدية بالنظر الى قصيدة لطفي أمان: (بلادي حرة) نظرة كلية ترى فيها كيفية بناء علاماتها الشعرية بحيث لاتكون القصيدة مرآة إلا لنفسها. تبدأ من سواد الكفاح ومشقته، الى بياض التحرر وجماليته، في علاقة تضادية يهيمن فيها عنصر النور ويوحد علاماتها في نموذج، يكون فيه النور سلكاً (نظاما) والكلمات (لآلى وخرزات): سمراء، وسوداء، وصفراء، وحمراء، وخضراء، وألوان أخرى متدرجة، تجعل القصيدة مسبحة ملونة في فلك من النور، كل ذلك. على مستوى اللغة الشعرية -ليس سوى تحويلات جمالية على ثيمتي القوة والحق من جهة، والخصب والجمال من جهة اخرى في قصيدتي ابي تمام: (عمورية) و(الربيع).
من الكلمات الى الكلمات:
... وسوف نحاول في هذه القراءة أن نتحرر من أمثال هذه الاحكام الخارجية، متنبهين الى أننا نواجه نصاً شعرياً مكوناً من كلمات، واننا معه امام تجربة شعرية في اللغة وليس في الواقع، وحين نحاول الاستناد على شيء ننطلق منه في معاينة هذا النص، فإنه لن يجدينا نفعاً ان نعود الى الحياة او الى الواقع الا بمقدار ما يتحول هذا الواقع الى لغة، او كلمات، فليس امامنا من مهرب عن مواجهة الشعر الا الى الشعر، او الكلمات اما الشاعر فليس سوى مخرج، او منسق، او منظم لهذه الكلمات من بين كلمات كثيرة سبقته، وهو بمجرد ما ينطق الكلمة، فإنها تنتقل من كونها علامة على ذات المخاطب، الى كونها علامة على ذات الخطاب، لأن الكلمة هي ببساطة كلمة، وليست جثة كما يقول النحويون العرب، لذا فالتأمل في هذه القصيدة يوقفنا وجهاً لوجه امام شعر ابي تمام، وعلى الخصوص امام درتيه اللامعتين (عمورية)، و(الربيع). وإذا كانت العلاقة من الخفاء بحيث تحتاج الى مزيد من التأمل والمتابعة.. فإن في هذا الديوان: (اليكم يا أخوتي) إشارة صريحة الى أن شعر ابي تمام قريب.. على مرمى قصيدة او قصيدتين منه. يقول:
«السيف اصدق أنباء من الكتب»(2)
هذا كلام جرى في سالف الحقب
اليوم تصدق بازوكا مذوية
تصيب قلب الدجى الوهاج بالرعب
وعلى الرغم من ان النص المتأخر يقوم بعمليات تحويل مختلفة على النص المتقدم، من تأويل، او محاورة، أو إعادة كتابة.. فإن هذه الأبيات ترى في السيف اداة حقيقية للحرب، ولاتراه رمزاً: لقوة الحق مثلاً، فهي تضع مكانه: بازوكا وربما دبابة أو طيارة في حين ان كلمة (السيف) نفسها -في دلالتها على الحق والقوة -يمكن ان يشمل مدلولها ما نعلم من البازوكا والدبابة، وما لا نعلم من ادوات الحرب الحديثة. والحق ان قصيدة ابي تمام، وهي تواجه معرفة: (الظن والرجم بالغيب) في (كتب) المنجمين، تضع (كتابا) آخر في مواجهتها هو الكتاب (القرآن)، لكن في لحظة (فعل وعمل)، وبذلك يصعد التناص -في دلالة السيف على القوة والحق - الى مفهوم (الجهاد) الذي يحضر آية الكتاب الأول: «واعدوا لهم ما استطعتم من قوة»(3) وهذا ما تلمحه القصيدة التي نقف إزاءها الآن، فهذه الكلمة الغائبة بلفظها الحاضرة بدلالتها نجدها محوّلة في القصيدة الى كلمة (الكفاح) تبدأ بها كالآتي:
على ارضنا بعد طول الكفاح..
تجلى الصباح.. لأول مرة
وهو كفاح يستنفد التعب وبذل الجهد في محاربة العدو، كما يستغرق للوصول الى ذلك وقتاً ليس باليسير تدل عليه كلمة (طول) مع تقدم الجار والمجرور والظرف قبل الفعل.. فنرى مقدار الصعوبة، وطول المسافة التي قُطعت في الكفاح قبل تجلي صباح الثورة، لذا يغدو الصباح المنبثق الآن صباحاً جديداً، لأنه اليوم الاول من ايام النصر، من اجل ذلك يؤكد على فرادته واختلافه عن كل صباح مضى من قبل بقوله: (لأول مرة)، وفي ذلك انتقال من طرف سائل الى طرف اسيد: من احتلال الى نصر، ومن ليل الى صباح، ومن نوم الى صحو: (اجل قد صحونا لأول مرة)، (كأني اعيش لأول مرة).
من الظلمات الى النور:
يمكن ان نلاحظ ان القصيدة تبتدي من الظلام الى النور، اومن السواد الى البياض، وهو امر يجعل علاقة وجود القصيدة علاقة تضاد من النوع الذي يتولد فيه الضد من الضد: فالكفاح -وهو جهد ومشقة وسهر وقتال- فيه معنى السواد من النوع الذي يصنعه ابو تمام: (الغناء) الذي يتولد من (العناء)، و(النضرة) التي تتولد من (الشحوب)، و(الراحة) التي يكون (التعب) جسراً لها، فمن الكفاح - بهذه المعاني- يتولد صباح الانتصار. ومن سمر الجباه تشرق شمس الحرية: (وقبلت الشمس سمر الجباه)، ولاشك ان السواد هنا، او السمرة هي علامات للجهد، والتعب، والمرابطة تحت حرارة الشمس، لذا يطلع نور شمس الحرية من سمرة هذه الجباه وسوادها.
وهذا سواد الحروف يتحول الى بياض من نور يدل عليه حبر الكتابة كما يدل سواد كتب المنجمين وصحائفهم المتضاد مع بياض السيوف وصفائحها عند أبي تمام، ينكتب سواد الحروف على اللواء الخفاق في سماء البلاد في العبارة (بلادي حرة)، لكن الكتابة تتحول الى نور، فليس السواد الا في شكل الدال المادي المرئي، اما المدلول فهو ابيض يفيض على ارض الدال فيجعل من الحرية حروفاً من نور
ويرسم فوق اللواء الخفوق
حروفاً تضيء.. لأول مرة
بلادي حرة..
كما يمكن ان تتحاصل من هذه الوحدة دلالة اخرى وهي ان الكفاح لم يكن بالاداة المادية وحدها، وانما بالفكر والعلم، الذي هو نور ينبثق من هذه الاحرف النيرة، كما انبثق العلم من شهب الارماح بين الخميسين في ارض المعركة عند أبي تمام، ذلك العلم الذي خفقت له اضواء النجوم والشهب، وانطفأت معه نبوءات الرواية: (أين الرواية بل أين النجوم...)، تماماً كما سقطت قلاع المستعمر ودباباته، وتهاوت عروشه عند لطفي جعفر أمان:
فأين القلاع مدوية
تصول.. وتردي.. وتستهتر؟
وأين العروش مفخمة؟
وأين من الشعب مستعمر؟
واخيراً نقرأ في هذا السياق -سياق النور المتولد عن السواد -تولداً متضاداً:
بلادي.. ظفائرها الألقات
توزع فوق المرابع فجراً
فالظفائر السوداء - وهي دليل الزينة والاكتناز والخصب -فضلاً عن تجاورهاالصوتي مع (الظفر) -النصر- يبعث سوادها الألق والنور، تماماً كالفجر الذي مازال يتلبّس الظلمة والسواد، ثم يبدأ ينجلي عنه الصبح رويداً رويدا فهي لحظة انقشاع للسواد، وتجل للنور والبهاء -وربما تتجاوز هذه السمة ابا تمام لتتصل بمعنى أولية الليل في الآية «وآية لهم الليل نسلخ منه النهار ...»(5)
النور والخرزات:
يمكن القول إن هناك عنصراً متسيداً، تكون له الهيمنة والقوامة على كلمات القصيدة وهو الذي يحقق التوازي والتوازن الدلالي بين كلماتها، بحيث لا تكاد تسلم منه كلمة، فهو يمتد يثقبها، وينتظمها بسلكه القوي.. ذلكم هو (النور)، يمثل المحور العمودي، يسقط على خطيه خرزات الكلمات، فيجعلها تدور وتنتظم في سلكه البهي، وهي لآليء صماء ابكار، يولج فيها شعاعه النافذ كما تدل اللازمة المتكررة: (لأول مرة). فالأولى:خرزة الصباح يثقب فيها النور سواد الليل،فتشرق بالضياء ، كما يدل الفعل (تجلى). والثانية: خرزة الفضاء التي يوحد النور فيها جناحي: الزمان والمكان، فيغدو سكونه حركة وطيراناً: اجنحة في اليمين واخرى في الشمال، في حركة من التحليق في الافق، والتعبير عن حركة الزمان والمكان في كلمة الفضاء تعبير دقيق لوصف وحدتهما في كل لا ينفصم: ecaps emit:
وطار الفضاء طليقاً رحيبا
بأجنحة النور ينساب ثره
ثم خرزة الجباه السمر تشرق فيها قبلة الشمس فتحرر سوادها بالنور. ثم خرزة الزمان تثقبها الأنوار، فيتحول ظلامها الى نور، كما تدل كلمة (مهرجان) التي تشع بالاضواء في كل اتجاه. ويمكن ان نرى حركة الزمان في شكل دورة تعود فيها الى نقطة اكتمال هذه النقطة هي خرزة العيد في لحظة المهرجان، فالزمان حين يثقبه النور ينتج اللحظة المكتملة (العيد) او كما يقول:
لقد أنجب الدهر اعياده
ثم خرزة الربيع وهو لحظة في الزمان مكتملة، يتواصل فيها طرفا السماء الارض في انجاب النبات والزهور المفتوحة للنور والشمس، ولأمر ما سمي الزهر (نورا)، فلا فرق الا هذا الفتح الذي يتلقى النور، وفي ذلك نرى الصحارى تتحول بنور الربيع من السواد والصفرة الى الخضرة:
وحتى الصحاري كأن الربيع
حوارها وزينها فهي خضر
ثم خرزة الحروف التي يشرق سوادها بالنور في العبارة (بلادي حرة) وهي عبارة تتكرر وتكون عنوان القصيدة، ولعلها تكون في أعلى مكان يمكن ان توجد فيه وهو (اللواء) وهو مكان عال حسياً ومعنوياً، وهذا التعبير يتكون من كلمتين مكتملتين متوازيتين متعادلتين نحوياً كونهما مبتدأ وخبراً تمثل أولاهما محوراً عمودياً ثابتاً، وصوت الألف دليل هذا الامتداد ففي معنى الكلمة الثبات والاقامة(6)، كما انها في صيغة جمع، مضاف اليها ضمير المتكلم. اما كلمة (حرة) ففيها حركة افقية مكررة كما يدل صوت الراء، هكذا إذن يثقب نور المدلول الابيض سواد الدال الكتابي الاسود فتتولد خرزة بيضاء وهي لؤلؤة الحرية.
وفي خرزة البدر نجد لحظة الاكتمال الزماني يكون فيها النور أكمل ما يكون، فحين يزيد ويشرق يسلك سلوك الماء فيخصب، وهنا يتحول لونه الابيض الى اخضر وهو ما نجده في: (يورق بدر) إذ اننا امام اتصال بين عالمين ممتزجين عالم (الماء) وعالم (النور) يتبادلان العمل، وكما البدر المورق نرى (فيضان الفجر).
وفوق شواطئنا الراقصات
مع النور.. فاض من الخلد فجر
هكذا تدلنا الشواطئ على المياه المتحركة الصافية التي يغشاها النور فائضاً عليها كالماء: فالماء يرقص، والنور يفيض. هكذا يتراسل اويتواصل علمان من الخصب والاشراق(7).
وفي خرزة النجوم يثقب النور النور وذلك بحركة منتظمة من الوميض، كما تدل حركة الرفيق من قوله: (ترف النجوم). ثم نرى خرزة النبات في المراعي الخضراء ينبسط عليها جناح من النور، فيتواصل النور الابيض مع الزرع الاخضر بالعبير الاريج:
وضم مراعينا والحقول
جناح غمير العبير أغر
هذه في الحقيقية مجموعة من الخرزات الملونة المتساوية الحجم في خصيصتين أساسيتين اللون والحركة، او الرائحة والحركة:
جناح غمير العبير أغــــــر
حركة بياض حركة زرقة حركة رائحة حركة بياض
وهكذا تتوالى الخرزات، خرزة الفجر الاسود يثقبه نور الصباح والظفائر السوداء تثقبها خيوط النور وتنبثق منها (ظفائرها الألقات) والأغاني التي يغمر نورها الاطفال فيجتمع الصوت والنور والحركة. والنور الذي يثقب حبات الدم فيتفجر نهراً أبيض، ويبقى أخيراً (العقد) الذي يشد طرفي خيط نور هذه الخرزات ويجمعها، ويجعلها تعبر عن مدلول واحد ينتظمها في سلكه يكون بؤرتها ومركزها البنيوي، ذلكم هو (النصر) في قوله:
وقد عقدوا النصر من بعد ثورة
والحقيقة أننا أمام مجموعة من لحظات الاكتمال والتواصل والانتاج تمثلها الكلمات التآمات التاليات:
الفضاء/ البدر/ الربيع/ الزهر/ العصر/ الفجر
النور/ الماء/ البشر/ العيد/ النصر
ان النور وهو يحضر بهذه الهيمنة والكثافة نجده يجمع بين خصيصتين هما: (الحركة) و(الإنارة)، لذا نجده يتمثل في (ثيمة) تحمل هاتين السمتين: وهي: (الطائر) نجده يتوزع في النص في تراكيب عدة كالآتي:
وطار الفضاء/ بأجنحة النور/ وغنى لنا.. / ترفٌ نجوم/ اللواء الخفوق/ تحرر/ جناح غمير... / الشياه تكاد تطير/ وتشدو.../ وطيري حر/ وقلبي حر/ يطير على .../ فتهتف روحي. ذلكم هو طائر النصر والحرية والنور.
نستطيع ان نلاحظ من الخرزات الدلالية* الواناً مختلفة فهناك اللون الابيض في رفيف النجوم، وهناك الاسمر في الجباه السمر التي تقبلها الشمس، والاسود الذي يتحول الى البياض في الظفائر التي* توزع النور، والأزرق في الماء الغمير، والاخضر في المراعي* والربيع، والاسود او الاصفر الذي يتحول الى اخضر في الصحاري الجرداء التي تغدو خضراء بالنبات، والاحمر في الدم الذي يتفجر نهراً ابيض، وهناك الوان اخرى في الزهور والزنابق التي تنضح بالعطر، كالابيض المخضر في البدر المورق، والاسود المبيض في الفجر الفائض بالنور.
وإذا كانت هذه الخرزات اقرب الى الاحجار الكريمة من اللؤلؤ والمرجان والزمرد... بسبب عنصر النور الذي يهيمن عليها فإننا نراها تحويلات جمالية على الوان ابي تمام في الربيع، التي تظهر في النهار المشمس الذي يشوبه زهر الربا فيبدو مقمراً، وفي الازاهير المحمرة المصفرة التي تشبه البرود اليمانية، وفي النبات الاصفر، والساطع الاحمر، وفي الاخضر من النبات الذي يعود اصفر. فلديه اربعة الوان اساسية هي الابيض، والاحمر،* والاصفر، والاخضر، تنتج الواناً اخرى فرعية: اربعة ايضاً هي: الاصفر المحمر، والابيض المخضر، والابيض المصفر، والابيض المحمر. وإذا كنا هنا مع الدر والخرزات، فإننا لن نعدم الدر عند أبي تمام، فهو يشبه النبات الاصفر (بالدر) الذي يشقق ثم يزعفر(8) هكذا تجتمع هذه الخرزات الملونة المعطرة حبات موصولة جميعها بسلك من النور، يوحدها، ويجعلها* تدور في فلك واحد هو فلك الانتصار والحرية.
ما يدعو للتأمل في إيقاع القصيدة هو التناثر الذي يؤدي الى التواصل، او التفاصل الذي يؤدي الى التراص، تماماً كخرزات المسبحة المنتظمة في سلك، ومن هنا كان اختيار تفعيلة واحدةتتكرر كماتتكرر الخرزة في السلك وتتقارب الواحدة منهاخلف الاخرى وربما تصادمت متوافقة مع خرزات الدلالة محدثة صوتاً منغماً:
جناحٌ غميرُ العبير أغر
من رفة الجناح، إلي دغدغة الماء، الى نضح العبير، حتى امتداد النور، ويساعد على تصور ذلك تأمل مواقع أصوات الحلق (ح، غ، ع، غ) مع ترديد صوت الغين والراء.
والمتأمل قوافي القصيدة يرى ان الصوت المهيمن عليها هو صوت (الراء) وهو صوت فيه حركة وتكرير بذاته(9)، والتشديد عليه والالتفات نحوه بهذه الكثرة يزيد من فاعلية هذا التكرر وهذه الحركة ولأن، النور هو العنصر المهيمن، فإن الراء يساعد على رؤية حركة النور في القصيدة ويمده الى مدى ابعد، فقد جاء في حال من الحركة المضارعة مضموماً:
يهدرُ/ يقهرُ/ تستهترُ/ مستعمرُ/ اسخروا
كما جاء في حال الضم المشدد وغير المشدد:
بدى/ مجرُ/ أغرُ/ تطيرُ/ تقرُّ/ خضرُ/حرُّ
كماكاء مفتوحاً في حال من الإطلاق:
نهراً/ شعراً/ عمراً/ فجراً/ عطراً/ بشراً/ حراً
وجاء اخيراً مفتوحاً مطلقاً متوافقاًمع النفس كما تتدحرج خرزة أو تنهيدة من الفرح والنشوة:
مرَّه / ثوره/ إثره/ عطره/ حره /زهره/ ثره/ المستقره.
والحقيقة ان صوت (الراء) الذي يعبر عن حركة النور وانتشاره... لا نجده في القوافي وحدها بل نجده صوتاً حاضراً في كثير من الكلمات غير القوافي: مثل:
طار/ أرضنا/ سمر./النصر/ مهرجان/ ربيع/ الحر/ يرسم/ حروفا/تحرر/ ترف/ يورق/ النور/ مراعينا/غمير/ العبير/ بحرية/ الصحارى/ الصخر/ ظفائرها/ المرابع/ يفتر/ الدهر/ بثورتنا/ روحي/ردفان/ النصر/ تردي/ العروش/ ينشرها.
لماذا النور؟
إن فعل الكفاح انتج التحرر، فحوّل (رؤية) البلاد من الظلام الى النور، من الجهل، الى الوعي، من العبودية الى الحرية، من السواد الى البياض. وانا أؤكد هنا على الرؤية، لأن الشمس التي تشرق الآن ليست شمساً حسية، إنها شمس في القلب او في العقل لاترى بعين البصر، انما بعين البصيرة، أنها لم تكن موجودة من قبل: فهي في قوله:
تجلى الصباح لأول مرة فالصباح لايتجلى الآن إلا من شمس جديدة، وإن كانت غير موجودة على مستوى الكلمات، فهي ساطعة على مستوى ارض الخطاب، لاتماثلها إلا شمس ابي تمام الموجودة في قوله:
تصرَّح الدهر تصريح الغمام لها
فالدهر الآن تكشًّف عن شمس لا ترى في ارض الدال ولكنها حاضرة بقوة تجعل الدجى يرغب عن لونه الاسود، فيخلعه ويرتمي في شمس التحرر، في زمن من الوعي والعلم شمسه لاتغيب.(01).
> الهوامش:
(1) الاعمال الشعرية الكاملة، ديوان (اليكم يا اخوتي): 793-004.
(2) المصدر السابق: 904.
(3) الانفال: 06.
(4) قوله: رب خفض تحت السرى و غناء..من عناء ونضرة من شحوب
و: بصرت بالراحة الكبرى فلم ترها** تنال إلا على جسر من التعب
(5)* بين: 73.
(6) ينظر: المصباح المنير: مادة بلد.
(7) مصطلح تراسل الحواس في الاستعارة ربما يدل على الشخص اكثر مما يدل على الصياغة* فالرؤية هي تداخل عالمين، او تواصلهما في عالم واحد.
(8) تنظر الابيات في شرح الدسولي لديوان ابي تمام في الرائية: (رقت حواشي الدهر...): 1/635.
(9) الصفة المميزة للراء في ذكر طرق اللسان للحنك عند النطق بها طرقاً لينا يسيرا مرتين او ثلاثاً لتتكون الراء العربية -ينظر: الاصوات اللغوية: 66.
(01) إشارة الى البيتين:
تصرح للدهر تصريح الغمام لها
عن يوم هيجاء مليا طاهر جنب
حتى كأن جـلابيب الدجــى رغبت
عن لونها وكـأن الشمـس لم تغب

روابي عدن
01-03-2015, 12:15 PM
لم يمت لطفي بل لازال بيننا باشعارررررررره وذرره وجواهره الشعرية الخالدة
عاشت عدن حرة أبية مستقلة

العبد لله بو صالح
01-15-2015, 10:49 PM
لم يمت لطفي بل لازال بيننا باشعارررررررره وذرره وجواهره الشعرية الخالدة
عاشت عدن حرة أبية مستقلة




افتقدناك يالطفي ونفتقد مايكتب عنك هنا بواسطة بنت عدن ( روابي عدن ) و نفتقد حرف الوضاء ياشاعر عدن الاول في زمن كثرت في الغوغاء . وحتماً ترى السماء السوداء ضياء الصباح
بوصالح

العبد لله بو صالح
01-20-2015, 01:00 AM
سأحاول ان اجمع قصائده هنا حتى تعود ثانيه

العبد لله بو صالح
01-20-2015, 01:01 AM
ذات الصليب
زهرات.. نعمن في حلل الحسن و صفقن للشباب السني
يترقرقن في مسارب الندى الحلو ويبسمن للصباح الوضي
هذه غضة.. وهاتيك نشوى.. وذه عذبة الشذا في روي
وهنا زهرة يراها ذبول.. وهي في أوج عمرها الذهبي
جف منها العبير إلا بقايا عالقات في بعض كم ندي
****
يحفل الكون بالجمال.. وتهتز قلوب من منصت و مغن
عصرت خمها من المل الغض ومن يانع المنى التمني
دغدغتها يد الهوى.. فهي ما تبرح نشوى مع الحياة تغني
بين عقدالحسان..والقدح الضاحك.. و الزهر.. و الغناء المرن
غير قلب هناك.. أدركه اليأس وألقاه في غياهب حزن
***
إيه "أيقون" و الملاحة تفتر بريقا كهالة البدر منك
نِـغمَ هذا الصليب في صدرك البض وجل المسيح في عينيك
الهوى..والشباب رفا نديين كحلمين عابثين عليك
وأنا لو علمت في الليل وحدي نفس ضيق و حرقة ضنك
اتلقاك في الخيال كاني اتلقى المسيح بين يديك
**
حرت في طبعك الخفي.. وسرب الحب ما كان وادعا وخفيا
أصدود؟ أم جهلك الحب.. أم بعض حياء حتى ضننت عليا
إايع "أيفون" وقًعي قلبك الحلو على مزهر الغرام مليا
فالشباب الندي.. و الأمل الريان.. والحسن كلها فيك تحيا
و حياة الشباب دنيا من الحب .. و أجمل بها لقلبين دنيا
**
لك عينان تسكبان على الروح طلا أحتسيه من غير كاس
نظرات.. كأنما "بابل" فيها تغني في يوم عيد و عرس
و شفاه توقع الكلم اللذ.. و تلقيه في فتور و همس
عجبا.. ما أراك إلا ملاكا طاهر الثوب من جلال و قدس
أنت هذا الضياء أسميته الله.. وأسكنته معابد نفسي
**
و أنا الشاعر الذي عبد الحسن.. و صاغ فية فنونا
ز أنا العابد الذي في صلاة الحب أفني شبابه المفتونا
وأنا من نصبت كل جمال قدسي السناء ربا حنونا
أنا قيثارة يحركها الحب.. فتملي على الوجود الشجونأ
فاسمعيني إذا شدوت بحبي فلكم صغت في هواك اللجونا
**
ساعة كالنعيم.. أحييتها عند أهفو بعطرك الفياح
أطلق الروح في سماك.. فتضفي فوقها عالما ندي الجناح
و هي تنساب في مفاض الهوى العذب وفي غمرة الصبا اللماح
تعبق السحر من مفاتن عينيك.. وتهفو على الشفاه الملاح
آه لو تعلمين "أيفون" ما بي من هوى دافق و برح جراح
**
أنت فيضت في دمي سلسل الحب.. وأطلعت في حياتي فجرا
إنه الحب يا مليحة يساقط كالطل حين ينفخ عطرا
زاخر كالعباب.. كالأبد الخالد يحيا مع الزمان ويترى
هو ينساب في عيونك رقراقا.. وفي ثغرك الندي أغرا
و هو في قلبي الولوع و في الانفاس نار يزيدها الوجد مرا
**
أمس عيد الميلاد ما ضاء شمع فية أو فاح زهره اليسام
خقتت شبهة.. و غاض شذاه.. وبكى طيره.. وجف المدام
كان كالمأتم الملبد بالحزن.. و كالصمت ساد فية الظلام
و لج الطيبون من صحبي الأخيار..و الليل حلكة وقتام
فرأوا هيكلا يفور بة السقم.. و تذكية ثورة و ضرام
**
نفس كاللهيب يدفعة الوجد و قلب أذكى الهيام أوراه
بات في الليل يرعش المزهر الباكي و قد قطع الهوى أوتاره
يفرغ الشجو في حناياه أنفاسا هياما.. ولوعة فواره
وتر نائم.. آخر وسنان ... وكف موتورة.. خواره
آه "أيفون" كم تعذبت في الحب.. فهل لي بكلمة أو إشارة ..!

العبد لله بو صالح
01-20-2015, 01:02 AM
أمس الحبيب
خفقا الزهر في الأسحار للفجر القريب
و انبثاق الأمل المشرق في ليل الغريب
و اختلاج النور في المصباح عربيد اللهيب
و جراح الشفق الدامي على الأفق الكئيب
كلها معني بقلبي من حبيب.. لحبيب
يا شموسا روعت بالأمس نفسي بمغيب
أبن أنتِ؟
آه من أمسى الذي واراك عن افق شبابي
أظلمت دنياي.. و استسلمت فيها لا كتئاب
و عبرت الليل مجنون الخطا.. دامي التصابي
في حياض الورد ألقاك.. وفي النور المذاب
في اريج العبق الدافق في صدر الروابي
في مفاض الشعر في مسبح احلامي العذاب
أين انتِ؟
أنا وحدي ههنا.. أفضي علي الليل نشيدي
بين أحضاني عود.. رنكالشاكي العميد
أنت منه النغمة العذراء في اللحن الجديد
علوي الجرس يسري بي إلى أفق بعيد
هكذا أهفو بأنغامي .. و أستأنس عودي
و أناجيك بأشعاري.. وكأسي.. وقصيدي
أين أنت..؟؟
قلت للكأس.. وقد لاحت لعيني التماعا
و أشعت فتنة تلمح ظلا.. وشعاعا
ابك منسية الأحزان أهتاج التياعا
قالت: إنس و امتزج في خمرتي نورا مشاعا
قلت: لا أنسى الذي بالأمس سلمنا وداعا
و طرحت الكأس عني .. وتسألت التياعا
أين انتِ؟؟
أنت في روحي و لبي.. في فؤادي ولساني
في ائتلاق الحلم النشوان في ليل التداني
في الصبا المسحور.. في الحب.. و إشراق الأماني
أنت حولي تلهمين الشعر قدسي المعاني
انت مثل الله نور شاع في كل مكان
أنت مني و أنا منك و لكن ...
أين أنت؟؟
عندما ترقى إليك صلواتي
عندماتهفو عليك نغماتي
عندما تغرق فيك حسراتي
أتناسى كل ما حولي .. أشدو: أين أنتِ؟
و إذا في الليل طافت عبراتي
و خلت من كل خطو طرقاتي
و مضت و لهى إليك خطواتي
أملأ الليل نداء: اين أنتِ؟؟؟ أين أنت؟؟؟

العبد لله بو صالح
01-20-2015, 01:03 AM
جمال وشوك
سلي الورد أي ندى طاهر ينمق اكمامه الفاتنه
يجبك: فتى ضمني في الصبا وذرف أدمعه الساخنه
و إن لا في الليل و مض يثير فمن بعض اشواقي الماجنه
وإن شط بي عنك بعد المزار فذكراك في خاطري كامنه
***
أنا.. من أنا؟ نغم خافت و أغنية أخلصت للشجن
وليدة حب ..ولكنها وقد عافها الحب بنت المحن
ليال من السعد مرت بها سراعا..ومرت كان لم تكن
و باتت يعربد فيها الشقاء و ها هي ذي في يديه تئن

***
وضيعت قلبي ..ولكنني ظفرت به يوم ضاع غراما
أحس به في يديك يئن و يا حبذا لو أنينه داما
هو الحب لذته في الأنين و أحلى الهوى ما يشب ضراما
وضنت على القلب بيض الليالي وقد بلغ القلب منها مراما
***
أيا زهرة فوق غصن الدلال كان بها نشوة من سكر
تغازلها النسمات الخفاف و يعبق منها العبير العطر
سقيتك في أدمع كاللآلىء تضيفي عليك الجمال الأغر
و أفشيت عمري أبغي المحال و أحلم بالموعد المنتظر
***
دعيني أعش في الخيال البعيد وأشرب خمر الهوى من أنيني
أعانق طيفك عند المنام و أعرض إن لحت لي في اليقين
عشقتك و إن نلت فيك الحياة جمال..وشوك دعيني دعيني

***
دعيني .. والكاس يرنو حيالي كعابثة هاج فيها المرح
هنا حانتي تزدهيها الشموع كأني بعرس زهاه الفرح
تغنيت فيها بلحن الشباب و عربدت ما شاء كأس طفح
***
و سَُمار ليل على النيل باتوا مع العود و الكأس في نشوة
ويرف على مضجعي منهم هزيج يخفف من وحشتي
تهادى على مسمعي كالخليع وعربد نشوان في مهجتي
يعيد لي الذكر لقيا غنمنا بها لذة العمر في ليلة
***
و ماض مضى مثل حلم الخيال له في دمي جذوة من ألم
غنمت لذة لم تكن سوى العمر .. ولكنها لم تدم
وهأنذا في ربيع الشباب حياة مجردة .. كالعدم
أيجحد بي كل حلم أطاف و ينكرني كل طيف ألم
***
شباب .. تلبد فيه الهموم فيابئس هذا الشباب المضاع
و دنيا يهينم فيها الفناء ودهر يجور..وناس تراع
ومجد توارى وراء الزوال وعفت عليه السنون السراع
و سطرني البؤس حتى بليت ولما أزل و الهوى في صراع

العبد لله بو صالح
01-20-2015, 01:04 AM
النغم السجين
ملء أعطافك ياقلبي حياة ة أغان
ورؤى سحرية..تمرح في فجر الأماني
وهوى كالعطر..فياض بأحلام الجنان
و منى كالخمر.. ما مرت عليها شفتان
فرحة مكتومة.. تصفق في قلب الدنان
فعلا م لا تبث الشجو في روح النشيد
و تزف اللحن أشواقا إلى هذا الوجود
ملء أعطافك يا قلبي حياة و أغان
ههنا الدنيا حواليك رياض باسمات
كعذراى رنحتهن الأماني الساكرات
كل زهر.. مهجة تضرم فيها صبوات
كل غصن.. غادة تعبث فيها نشوات
كل حي في مراح الحسن غنتة الحياة
أيها الهائم في الآ كاللحن الشريد
إن مضت أحلام دنياك فهل تنفع "عودي"
و مصير الحسن يا قلبي .. ذيول.. فممات
يا أنيسين على الغصن.. نجيي قبلتين
لف منقاربها سر.. كنجوى شفتين
كم قطفنا من جني اللقيا هوانا باليدين
وسكرنا..فغفونا.. فـإذا اليقظة بين
وتلفت بقلبي سائلا: كيف؟وأين؟
هي رؤيا.. لم تدع في القلب من فيض السعود
غير قطر كبقايا الطل في كم الورود
ليت شعري. حلم؟ أم يقظة.. أم بين بين
يا زهورا.. تنتشي بالنور في الفجر السني
هزها صاب من الأنسام في همس نجي
و عناق ثاءر بالعطر..جياش قوي
أنت يا فاتنة الحسن.. و مغنى كل حي
أنت يا رمز الشباب النضر.. و الحب البري
هاج منك الهوى المشبوب في قلبي العميد
فحسرت الزمن الداجي إلى بيض عهودي
حيث دنيا من هوى.. تفتر.. كالحلم الوضي
يا هزار الروض ما أحلاك صفاقأ تغني
مرح الأعطاف.. ريان الصبا.. حلو التثني
ليتني مثلك صفاقا على الغصن أغني
فأرى الدنيا.. و ما فيها أغاريدي و فني
و أرى الحبة تكفيني.. والقطر تغني
كلما أرسلت آمالي إلى الأفق المديد
ردت الروح يد اليأس .. فشدت بالقيود
تلفت . فلانور .. ولا قلب يغني
قد تجردت من الدنيا.. بوجداني وحي
و ليست الحب صوفيا.. به طهرت نفسي
خمرتي.. نور من الأحلام لم يخفق بكأس
و لحوني .. خطوات الغيد في أغذب جرس
و صلاتي .. في شفاه الحب همس بعد همس
أنا من طهر روح الكون بالحب الفريد
وتغنت بهجة الدنيا به في يوم عيد
إن أشع الحب قدسيا .. فمن إشعاع قدسي

العبد لله بو صالح
01-20-2015, 01:05 AM
ديوان شعري
هذا الذي في راحتيك انا
ذوبت في صفحاته كلي
وغزلت إحساسي حروف سنا
تندى بها عيناك كالطل
انا في يديك دنى مرجبة
عيدية الألوان و الشكل
قطفت مفاتنها معطرة
بجمالك المخمور بالدل
أنا رقة في قوة.. ولذا
أغزو القلوب هوى واستولي
هاك اقرئيني ههنا وهنا
كبدا مقطعة الجوى..تغلي
ثم اغمضي عينيك في حلم
و أنا على نهديك كالطفل
غرقان في حوضين قد ملئا
بأطايب اللذات من أجلي
و نسائم العطر اغلتي انسرحت
عند انفلات حريك الفُــــلِّي
همست .. وقد سكر الفؤاد بها
من قبل أن تغفو هنا.. صَلِّ!!!


من ديوان "كانت لنا ايام"

العبد لله بو صالح
01-20-2015, 01:07 AM
يا جمال
"إلى رائد العروبة في الشرق العربي الجديد.. جمال عبدالناصر"
أنت من يزرع قلب الشمس
اضواء جديده
أنت من يعقد فوق المجد
أمجاداً عديده
أنت من بيني من التخليد
آيات فريده
أنت هذا .. معجزات
تبهر الشمس العتيده
يا جمال!
***
يوم دوَّى صوتك الجبار
في أراضي الحبيبة
وصحا الحق انتفاضاً
و رمى الشرق شعوبه
سار ركب المجد من خلفك
يستوحي و ثوبه
ياضياء ثائر الشعلة
في قلب العروبه
ياجمال!
***
إسمك الحافل بالأجيال
في صحو و وثبِ
إسمك الدافق بالآمال
في رحب وخصب
إسمك المختال بالتاريخ
في أروع ركب
ابداً.. يدوي و يدوي
ثائراً في كل
يا جمال!
***
كلما يلمح طفلي
بافتخار صورتك
ينتضي ساعده هزاً
يحاكي قبضتك
هاتفاً:"عاش جمال"..
عشت تبني أمتك
هكذا كل الملايين
تحيي طلعتك
ياجمال!

العبد لله بو صالح
01-20-2015, 01:08 AM
من قصيدة: خطبة لم تتم!
أنتَ ولا أحدٌ سواكْ
أنتَ الذي قلبي هواك
وبكل آمالي حواك
أنت ولا أحد سواك
أنت الذي قلبي تفَتَّح زَهرةً في راحتيكْ
تَسقى رَبيعًا خالدًا من ناظريك
تُعطيك كلَّ عَبيرها وجمالِها
كُلَّ الدُّنى الخضراءِ من آمالها
أنت ولا أحدٌ سواك
أنت الذي من قبل عيني أن تَراك
ما كنتُ أدري الحبَّ غيرَ حكايةٍ حسناء تُروى
أو قصةٍ مَرئية في شاشةٍ تهتزُّ نجوى
أو خلجةٍ مجهولةٍ في عُمقِ أسراري تَلوّى
حتى هويتك أنت وحدكْ
ولقيتُ كلَّ الحب عندكْ
ووجدتُ نفسي هكذا أهوى وأهوى
وخَطبتَني
فملأتَ إحساسًا بأعماقي أُغنّي
بالحب بالدنيا التي بجمالها أسعدتَني
أشعرتَني
أن الحياة تضمّني
وتهزّني
في نشوة الفرح الهَني
يا سعدَ قلبي يومَ أنتَ خطبتَني!
أنتَ الذي ولَّهتني
وغَمرتَني
بالحب بالدنيا التي بجمالها أسعدتَني!
وكما يمرّ الحلم ورديّاً وتطويه الحقيقه
بردائها الممقوت تطوي في مآسيها شُروقَه
انهارَ حبي كلّه في الموعدِ
بجنين أفراحي الذي لم يُولدِ
بكنوز آمالي الثمينه
رَفضوكَ أهلي!!
يا مآقي الحزنِ صُبّيها سَخينه
صُبّي على قَبري الذي وُسَّدتُه نَفسي الطَّعينه
أنا لن أكونَ بغير حبكَ غيرَ من عَنَستْ حَزينه
أمنيةً منفيّةً يهدي الخيالُ لها حنينَه
أو فرحةً مخنوقةً كَسروا جَناحيها سَجينه
ماذا أكون بغير حُبكَ غيرَ من عنست حزينه
أبدًا حزينه!!
ثم التقينا
يا ليتنا لـمَّا التقينا
ذُبنا عِناقًا وانْطَفَينا
وانتهينا
لا ومضةٌ في ناظرينا
لا رعشةٌ في راحتينا
لا همسةٌ لا شيءَ
صَمْتٌ كالحٌ يجثو علينا
يا ليتنا لما التقينا
ما التقينا!
رفضوك أهلي
رفضوك أهلي؟
يا لَقسوتهم علينا!
ورحلتُ عنكَ
لا لكيْ أنساكَ هل أنساك أنتَ؟
لا لا أتذكر يومَ قلتَ:
مهما افترقنا
سيظل حبي خالدًا مهما افترقنا
وتعانقَت منَّا الشِّفاهْ
وتحرَّقت آهٌ بآهْ
من بعد ما عاهدتَني
ووعدتَنَي
أن الرسائل بيننا
ستظل تَحفظُ حبنا!
ومضيتُ ألتهم الدروبَ
دروبَ عاطفتي الشريده
ويجوع في قلبي الفراغُ
حزينةً وَلْهى وحيده
وأنا أشمّكَ في فضائي
وأُحِسّ روحكَ في دمائي
في كل جارحةٍ وخَلْجه
والليلُ يحملني كموجه
تاهت وذابت في فراغي وانطفائي!
وأنا أرى
بالرغم ما في القلب من خَفقٍ ونَبضِ
تابوتَ عمري
فوق ظهر الليل
للمجهول يمضي
شهرٌ يَمرُّ
ويليه شهرُ
ورسائلُ الحب التي عاهدتَني
بوفائها ووعدتَني
ما ضاء منها - في ظلام البُعدِ - سَطرُ

العبد لله بو صالح
01-20-2015, 01:14 AM
من ديوان كانت لنا ايام
----------------------
قصيدة كانت لنا أيام
=============
لا تسلني عن الهوى
عن رؤى الأمس بالصبا
صدح الفجر... و انطوى
لحنه ...و السَّنا خبا
فأنا اليوم حيرة
تنشد الأمس في غدي!.
***
في غدي؟! ايّ مطلب
أنــشد الــوهــم بالمحال
كيف أصبوله.. وبي
صدمة الواقع العضال
حيث لا حس...لا صدى
غير أمي..بلا غدِ!.
لم يزل في دمي الربيع
دافق العطر بالشباب
غير اني كمن يضيع
ظمئاً يلعق السراب
تــاه بي شكَ حاضري
راجف العمر من غدي
***
عبرت كلها سُدى
خمسةٌ من يد الزمن
فتلفت في المدى
أرقب البعث..في كفن
ارقب الأمس و الهوى
!في خيال من الغد
***
أتركيها يا طفلتي
و امسحي
الدمع بالعزاء
هذه الدمية التي
حُطمت..أصبحت هباء
كل مامرَّ و انقضى
!ليس يحيا مع الغد
***
لِــمْ في الحلم نلتقي
في جنانٍ من الأمل
ثــم في الحاضر الشقي
في فراغٍ من المَلَــلْ
ترســم الريح حلمنا
!صورة الوهم في الغد
***
يا رفيقي في الحياة
يا شعوري.. و أدمعي
أعبر الأرض ذكريات
ليت..ما كنتما معي
لأغني لحاضري
لا لأمس، و لا غدِ
***
لأغنّي..لحاضري
وهو يهتزّ في دمي
لا أبالي بغاير
أو بآت مطلسم
لذّتي حين أنتشي
!مُهمل الأمس و الغد
***
إنــما أنــتما أنــا
في وجودي المبدّدِ
فــامضيا... واطويا الدُّنا
كالخيال المجرد
يحسب الناس أننا
لم نكن بعد كالغد
***
يذهب اليوم من يدي
مثل أمسي... كأنما
لم أعشْ بعد مولدي
أو أنا عشتُ..إنما
بين أمسي و حاضري
.!مثل أسطورة الغد

العبد لله بو صالح
01-20-2015, 01:20 AM
يا لها لفظةٌ.. أُحسُّ لديها
في ضميري غواصفاً و انفجارا
كل ما في الوجود من حيرة الفكر
حَـوَتْـه.. فضمنت أسرار
يا لها !! مارت الحياة بجبنيَّ
ظلاماً.. ورهيبة.. غبارا
إنه الله في غياهب نفسي
عاصفاً ينفض النًّـهى.. جبارا
أين .. أين ؟ فهـز عُمقيَ صوتٌ
نفض القيد عن ظنوني.. وثارا
ههنا .. في معابد القلب في مسرى
تجليك فارفع الأستارا
و اعتسل بالضياء من منبع الفجر
تــرَ الله في الوجود جهارا.

العبد لله بو صالح
01-20-2015, 01:21 AM
بلا أمل
===
أنت يا من زهدت دنياك.. و أطلقت للفناء جناحك
فيض الدهر فيك نبع شقاء..طالما شل الحياة كفاحك
غاب فيك الشباب..إلا بقايا صافيات سكبت فيها نواحك
جرحتك الهموم في معية العمر.. و ادمت يد الزمان جراحك
تلك ريح القضاء هبت من الغيب لتلقاك رافعاً مصباحك
***
زورق أنت في الوجود و لكن ضل ملاحك السبيل وتاها
صرعته الحياة فوارة الغيّ.. و ألفته في الشقاء قواها
يقطع السير في فلاة من العمر تعرّى من الرخاء ثراها
خلفه الزورق المحطم.. و الأمواج تلهو بما تبقى ذراها
أنت ذاك الشريد في هذه الدنيا و لمّا عرفت فيها اتجاها
***
جَهِلَ الناس شأن قلبي.. وقالوا: شاعر جن بالهوى و القصيد
شاعر تاه في الخيال بكأس ينتشيها ما بين نا و غيد
عجباً للأنام يخدعهم لهوى..كآل يلوح في أفق بيد
أنـا تلك الفلاة أخفت نحوسي ثم ابدت لهم سراب سعودي
ويح قلبي! زهدت يا قلب فانبذ في طريق الفناء أحلى العهود
***
لم تكن في الحياة إلا كزهر في طريق الذبول يسري عجولا
جف في كأسه الندى.. و تعرّى عوده الرطب ثم مالا ذيولا
و هو لما تفتحت في أكمام.. و لاقى ربيعه المأمولا
هجرتك الطيور يا قلب لمّا أن رات فيك أنّه وعويلا
و الفراش الويع ما عاد رفّافاً ليحسو رحيقك المعسولا

العبد لله بو صالح
01-20-2015, 01:23 AM
صدى الشاطئ

هيجت ما بي من شوق و من شجن
فهزني الذكر من باد و مكتمن
حدا بي الشوق في خل أخي مقة
قد بان عني و شوقي عنه لم يَـبِن
سفكت دمعي لما شط مركبه
وبات قلبي بلا إلف و لا سكر
أنّي تغنت على الأغصان هاتفة
خيري...تنقل من غصن الى غصن

العبد لله بو صالح
01-20-2015, 01:29 AM
أهكذا؟
تركْتَني؟
أنا؟ أنا؟
انظُرْ إلى عينيَّ
أمّا أنني
أنظرُ في عينيك؟
لا سأنحني
أقول في ضراعتي:
حرمتَني
من حُبنا
من كلِّ ما عاهَدْتَني
بسعدِنا
من كل آمالي التي هنَّيتَني
بفرحها في قُربِنا
أهكذا؟ أهكذا؟
تنسى الهوى ما بيننا؟

العبد لله بو صالح
01-20-2015, 01:30 AM
مقامــك في سماء اللَّه..لا في هذه الأرض
جمال أنت..لم يخلق سوى من نوره المخض
يزنيك من هـوى عيسى صليب طاهر الومض
على تهدين مسحورين.. في صدرهما البض
يشع جلاله المعبود نوراً غير مـرفض
خذيني... إن بدا صدرك في عيني ولم أُغض
و إن لفت يدي نهديك... في رفق و لم ترضي
و إن طاقت بيّ الأشواق في مخدعك الغض
و أنت مفاتن عربت لنور القمر الفضي
فلي في حبك العطري قلب ساكر النبض