المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : المعنئ الحقيقي لكلمة ( يافع الكُلَبة )


العبد لله بو صالح
12-05-2016, 10:34 PM
المعنئ الحقيقي لكلمة ( يافع الكٌلَبة )


قرأت في منتديات ومواقع كثيرة تتكلم عن سبب تقسيم يافع إلى ثلاث مناطق وهي " يافع السيف ، يافع الضيف ، ويافع الكلبة " فوجدت فيما كتبه الكثيرون من الكتّاب أمراً عجبا ، يبعث على الطرافة حيناً والشفقة بهؤلاء الكتّاب حيناً آخر ، حيث يعتقدون أن سبب تسمية مناطق لبعوس وما جاورها بيافع الكلبة هو من باب السخرية بهم لبخلهم وسوء أخلاقهم ، ومن المضحك أنّي قرأت مقالاً لدكتور ينتمي ليافع يقول " أنه ليؤسفني أن تسمى إحدى مناطق بلادي بهذه التسمية " ولم يكلف نفسه البحث عن سبب هذه التسمية ..

ومن أجل بيان المراد من هذا الاسم فقد قضيت وقتاً ليس بالقليل لفك أسرار هذه التسمية وقد وجدتها على أرجح الظن أنها بدأت من عام (1060 ) للهجرة النبوية حينما حاول الإمام "محمد ابن القاسم" بغزو يافع وإخضاعها لسلطته في ذمار والذي كان يتبنى المذهب الزيدي مذهباً سياسياً لسلطته ،، فاحتشدت يافع من أدناها إلى أقصاها لمقاومة هذا الغزو والذي كان يقوده الأمير " أحمد ابن القاسم" شقيق الإمام آنذلك

نعود لأصل التسمية ( الكلبة ) الذي يظن الكثير من الناس أنها ( أنثى الكلب ) وهذا خطا فاحش وممقوت وشنيع ، فكيف لو حصل من باحثين في التراث والتاريخ اليافعي فالكلبة في اللهجة اليافعية تعني الحشود أو القطيع أو الجموع الكبيرة ، وتنطق بضم الكاف وفتح اللام ( كُـلَبة ) فيقال كَلَب القوم ( فعل ماضي ) "بفتح الكاف واللام " إذا جمعهم وأمرهم بالسير على وجه السرعة و (كُـلَب) الغنم إذا شد عليها المسير ، وهذه الكلمة يعرفها اليافعيون ولا ينكروها وأظنها من اللهجات الحميّرية القديمة التي ما زال أهل يافع يتوارثونها حتى الآن ..

إذن يمكن القول بأن الفعل الماضي (كَـلَب ) يعني حشد حشداً بغرض السير السريع ، والكلمة المشتقة من الفعل (كَـلَب ) هي ( كُـلَبة ) "بضم الكاف " وتعني الجموع أو الحشود السائرة بسرعة ، ويافع الكُلبة معناها ( يافع الحشود ) وتعني بعصرنا الحديث قوات التدخل السريع ..

ومن أجل أن نفهم أكثر علينا أن نعود إلى التاريخ اليافعي بلمحة سريعة لأن هذا المنشور لا يتسع لشرح التاريخ كاملاً ،ولكن الذي يجب أن نعرفه أن مواجهة الغزو الزيدي قد جعل أهل يافع يقسمون جيوشهم إلى ثلاثة جيوش رئيسية وهم كالأتي :
1) " يافع السيف " وهم أهل القتال والضرب والالتحام " وهم ( أهل الحد ، وآل خلاقة ، وآل ريو ، وآل حميقان ، وآل الرصاص ، وبني بكر )

2)"يافع الضيف" وهم أهل المدد والتموين وتدريب المقاتلين الشباب والنفقة عليهم حتى يتم التدريب " وهم ( آل كلد ) ..

3) بينما بقيت قوات يافع العليا كقوات التدخل السريع والحشد الجماهيري والإعلامي والتي كانت تُسمى بـ يافع ( الكُـلبة ) وهم ( لبعوس ، والمناطق المجاورة لها ) ..

بينما كانت منطقة ( يهر ) هي المنطقة الأكثر سكاناً في يافع وأكثرها جيوشاً وعدداً وعدة ، حيث كانت تملئ أرض المعركة بالمقاتلين الإشداء ولذا فأن منطقة يهر قسمت إلى ثلاثة عشر جيشاً أو لواء بالمعنى الحديث ، وكانوا يسمون اللواء ( الخميس ) والخميس اسم للجيش أو الكتائب العسكرية التي تهاجم العدو وما زال التقسيم القبلي لمنطقة يهر قائما على نفس التقسيم القديم وكلمة خميس كلمة عربية فصحى وتعني جيشاً ، وقد وردت في بيت شعري لأبي الطيب المتنبي بقوله : " خميس بشرق الأرض والغرب زحفه وفي أذن الجوزاء منه زمازم " وهو يصف كثرة الجيوش وكأنها ملأت الأرض بأعدادها التي تثير أصواتا تسمع في الجوزاء ، وهي النجوم البعيدة المرتفعة ، وهي كناية عن ضخامة الجيش وقوته ..

وأيضاً شاعت هذه الكلمة بزماننا ودخلت ضمن اللهجة الدارجة وهي بالأصل صحيحة لكن أغلبنا لايفهم معناها ، عندما نقول " تكالبوا عليك " الأغلب يقولها ولايفهم معناها ويظن أن أصل الكلمة ترجع للحيوان وهو الكلب ، وهذا غلط لانه " تكالبوا عليك " بمعنى " اجتمعوا عليك "..