الدبلوماسي
09-06-2007, 04:44 PM
تلقيت أتصالا البارحة من شقيقتي بمدينة المنصورة حدثتني فيه عن الكثير من الأمور التي تدمي القلب وتقلب المواجع التي يرتكبها زبانية الأحتلال الشمالي وجنوده في أرض الجنوب الطاهرة ، فوضعت كلتا يدي على رأسي ودون شعور مني عادت بي الذاكرة الى العام 1967 وشعب الجنوب يخوض أنبل وأقدس معارك الكفاح المسلح لنيل حريته من الأستعمار الأنجليزي .
وقتها كنت في السادسة من عمري وكنا في شهر رمضان المبارك وقبل الأفطار بلحظات قليله دوى صوت أنفجار هائل ، تبعه تبادل كثيف لأطلاق النار وأندلعت شرارة معركة بين الفدائيين وقوات الأحتلال الأنجليزي ، نهض أبي عليه رحمة الله وأستل مسدسه متهيئا للخروج ... كان صائما ولم يتبقى على الافطار سوى عشرة دقائق فقط ... كان يوما صيفيا شديد الحرارة ... اتذكر ان ابي اشتكى ذلك اليوم من شدة الجوع والعطش ... ولكن هيهات ... فليس هناك من وقت للأفطار ... فلابد من تلبية نداء الواجب والوطن .
قبل أن يخرج أبي من المنزل هدأ كل شيء فجأة ... وأذا بمكبرات صوت الأحتلال تنادي ( على جميع الرجال والشباب فوق سن 15 سنه من ساكني بلوك كذا وكذا بالخروج من منازلهم والتجمع فورا في وسط البلوك الفلاني ) ... عاد أبي أدراجه فقد أنتهت المعركة ... أتذكر أنه قال لوالدتي رحمها الله ( خذي المسدس وحطيه يابنت الحلال في المكان الفلاني )قالت والدتي ( طيب باتخرج ياسالم وانت صائم ما أكلت شيء ) رد عليه أبي ( اذا ما خرجنا هاذولا الكفار بايدخلون علينا البيت ... ما يراعون ذمه ولا ضمير وكلها دقائق وبانرجع )
خرج أبي وتجمع الرجال والشباب في المكان الذي حددته لهم مكبرات الصوت مصطفين في طوابير ، كانت قوات الأحتلال تضربهم بأعقاب البنادق وهي تحاول أن تنظمهم في صفوف متساويه ، تمهيدا للتحقيق معهم أين كانوا وقت الأنفجار ، حانت ساعة الأفطار ... الله أكبر ... الله أكبر وأشتد الجوع على هؤلاء الرجال والشباب ... ولكن ما من مجيب ... جاءت سيارات اللوري البريطانيه حيث أركبوهم بالقوة الى سجن المنصورة ... بالنسبة لوالدي عليه رحمة الله فقد أستمر معه التحقيق الى فجر اليوم الثاني مصحوبا بعشرات الركلات واللطمات والتعذيب وهو صائم دون قطرة ماء ...ولكنها عزيمة الرجال فقد عجز زبانية الأحتلال في الحصول على أي معلومة منه فأطلق سراحه مساء ذلك اليوم ( اليوم الثاني لأعتقاله )وهو بذلك قد أكمل حوالي 54 ساعه من الصيام المتواصل .
تذكرت كل ذلك وقد وقعنا في براثن أحتلال جديد أكثر بشاعه من الأحتلال البريطاني فما أشبه الليلة بالبارحه ، فها هو العميد النوبه وباعوم وباقي المناضلين في الأسر الظالم ، في أعتقال قد يستمر طويلا دون سند قانوني أو محاكمه عادله ، ودون ذنب جنوه سوى أصرارهم على حق شعبهم المظلوم في الحرية والسيادة ، فالبريطانيون بعد أن عجزوا عن أن يدينوا والدي بأي تهمه أطلقوا سراحه مع رفاقه بعد يومين في الأسر ، وهؤلاء المستعمرون الجدد الذين يدعون أنهم أخوة لنا في الدين واللغة والتاريخ والمصير المشترك يحتلون أرضنا وينهبون خيراتنا ومقدراتنا ويعتقلون أبنائنا ومناضلينا لأيام وأشهر طويله دون وجه حق ، وأن صرخنا وجأرنا بالشكوى أتهمونا بالأنفصاليه والخيانه ، ألا فلتذهب هذه الوحدة الظالمه الى الجحيم ، نقولها بالفم المليان لا نريد وحدتكم المفروضة بالقوة ، كفى تدنيسا لأرضنا ، كفى نهبا لثرواتنا ، أيها الدحابشه أخرجوا .
وسيعلم الظالمون أي منقلب ينقلبون وساعة الظلم ساعة وساعة الحق الى يوم القيامه .
وقتها كنت في السادسة من عمري وكنا في شهر رمضان المبارك وقبل الأفطار بلحظات قليله دوى صوت أنفجار هائل ، تبعه تبادل كثيف لأطلاق النار وأندلعت شرارة معركة بين الفدائيين وقوات الأحتلال الأنجليزي ، نهض أبي عليه رحمة الله وأستل مسدسه متهيئا للخروج ... كان صائما ولم يتبقى على الافطار سوى عشرة دقائق فقط ... كان يوما صيفيا شديد الحرارة ... اتذكر ان ابي اشتكى ذلك اليوم من شدة الجوع والعطش ... ولكن هيهات ... فليس هناك من وقت للأفطار ... فلابد من تلبية نداء الواجب والوطن .
قبل أن يخرج أبي من المنزل هدأ كل شيء فجأة ... وأذا بمكبرات صوت الأحتلال تنادي ( على جميع الرجال والشباب فوق سن 15 سنه من ساكني بلوك كذا وكذا بالخروج من منازلهم والتجمع فورا في وسط البلوك الفلاني ) ... عاد أبي أدراجه فقد أنتهت المعركة ... أتذكر أنه قال لوالدتي رحمها الله ( خذي المسدس وحطيه يابنت الحلال في المكان الفلاني )قالت والدتي ( طيب باتخرج ياسالم وانت صائم ما أكلت شيء ) رد عليه أبي ( اذا ما خرجنا هاذولا الكفار بايدخلون علينا البيت ... ما يراعون ذمه ولا ضمير وكلها دقائق وبانرجع )
خرج أبي وتجمع الرجال والشباب في المكان الذي حددته لهم مكبرات الصوت مصطفين في طوابير ، كانت قوات الأحتلال تضربهم بأعقاب البنادق وهي تحاول أن تنظمهم في صفوف متساويه ، تمهيدا للتحقيق معهم أين كانوا وقت الأنفجار ، حانت ساعة الأفطار ... الله أكبر ... الله أكبر وأشتد الجوع على هؤلاء الرجال والشباب ... ولكن ما من مجيب ... جاءت سيارات اللوري البريطانيه حيث أركبوهم بالقوة الى سجن المنصورة ... بالنسبة لوالدي عليه رحمة الله فقد أستمر معه التحقيق الى فجر اليوم الثاني مصحوبا بعشرات الركلات واللطمات والتعذيب وهو صائم دون قطرة ماء ...ولكنها عزيمة الرجال فقد عجز زبانية الأحتلال في الحصول على أي معلومة منه فأطلق سراحه مساء ذلك اليوم ( اليوم الثاني لأعتقاله )وهو بذلك قد أكمل حوالي 54 ساعه من الصيام المتواصل .
تذكرت كل ذلك وقد وقعنا في براثن أحتلال جديد أكثر بشاعه من الأحتلال البريطاني فما أشبه الليلة بالبارحه ، فها هو العميد النوبه وباعوم وباقي المناضلين في الأسر الظالم ، في أعتقال قد يستمر طويلا دون سند قانوني أو محاكمه عادله ، ودون ذنب جنوه سوى أصرارهم على حق شعبهم المظلوم في الحرية والسيادة ، فالبريطانيون بعد أن عجزوا عن أن يدينوا والدي بأي تهمه أطلقوا سراحه مع رفاقه بعد يومين في الأسر ، وهؤلاء المستعمرون الجدد الذين يدعون أنهم أخوة لنا في الدين واللغة والتاريخ والمصير المشترك يحتلون أرضنا وينهبون خيراتنا ومقدراتنا ويعتقلون أبنائنا ومناضلينا لأيام وأشهر طويله دون وجه حق ، وأن صرخنا وجأرنا بالشكوى أتهمونا بالأنفصاليه والخيانه ، ألا فلتذهب هذه الوحدة الظالمه الى الجحيم ، نقولها بالفم المليان لا نريد وحدتكم المفروضة بالقوة ، كفى تدنيسا لأرضنا ، كفى نهبا لثرواتنا ، أيها الدحابشه أخرجوا .
وسيعلم الظالمون أي منقلب ينقلبون وساعة الظلم ساعة وساعة الحق الى يوم القيامه .