المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : 400سجين في السجن المركزي بمحافظة الضالع


صوت الجنوب
01-26-2005, 09:03 AM
26/1/2005

قالوا أن العيد مش ممكن يصل اليهم إلا إذا (عَمِلْ عَمْلَه).. الصحوة نت تبحث عن العيد في سجن الضالع المركزي

الصحوة نت – الضالع- خاص: عبد الرقيب الهدياني

وحدهم في العيد يبحثون عن الفرحة, لكنهم يؤكدون أنها منعدمة حتى خارج عالمهم..
بين جدران اربعة يعيشون العيد بطريقتهم, صوت الشاوش مع أصوات سلاسل الحديد نغمات الإيقاع التي يسمعونها في يوم العيد..
لقد سلبوا أغلى ما يملكه الإنسان بعد الروح إنها نعمة الحرية.. كيف عاش السجناء العيد؟ وكيف مرت أيامه؟ وهل صافحت قلوبهم المناسبة وما الذي حملته إليهم من جديد؟!
في السجن المركزي بمحافظة الضالع تسلل مراسل "الصحوة نت" إلى عالم يضم بين دفتيه 400 سجين في قضايا مختلفة, وحسب تأكيدات مدير السجن فإن (80%) من القضايا جنائية تتمثل في قضايا قتل.
هناك عشرة سجناء اجتمعوا ليلعبوا الورق، هنأتهم بالعيد لكن أحدهم ويدعى ناجي عسكر "مساعد طبيب" وله في السجن (5) سنوات بجريمة قتل رد علي قائلاً: " مر العيد ولا جديد، لا فرق عندنا في الأيام والشهور والأعوام، كلها تمر دون أن تصل إلينا بشيء جديد أو تغير من الوضع القائم والواقع القائم"، يرد آخر: كيف للعيد أن يصل إلينا والأبواب مغلقة، والزنازين محكمة و عليها الحراس؟!، يضيف ثالث وقد علت أصوات قهقهاتهم قائلاً: العيد يأتي إلى داخل السجن مش ممكن، إلا إذا (عَمِلْ عَمْلَه) ارتكب جريمة؟!.
أما علي العبادي –30 عاماً والمحكوم عليه بالإعدام في قضية قتل- فيقول: إن العيد يكون له معنى عندما يكون الإنسان بين أهله، أما في السجن فلا معنى للعيد, وعما إذا كان العيد قد جاء بجديد فيقول : نفس الزنزانة، ونفس الرفقة، ونفس الحراس، ثم يستدرك: أيوه الجديد هو قليل لحمه من الجمعية الخيرية كما قالوا لنا اليوم.
وإذا كان جمال صلحي – 25 عاماً محكوم عليه بعشرين سنة سجن قضى منها خمس - يعتبر العيد طيب ومش بطَّال، والعيد مناسبة دينية، حيث تبادل هو ومن يعرف في السجن التهاني بالمناسبة وجاءت أفراد أسرته لزيارته، فإن محمود صالح – 24عاماً والمسجون بجريمة قتل أيضا -: العيد عادي وزي ما مر عليكم مر علينا، وكلنا جميعاً في سجن!!.. والفرق أن سجنكم فسيح أما سجننا فضيق!!.
أحمد اليعفري، البالغ من العمر 35 عاماً له في السجن سنتان، سألته عن العيد, قال لي : ما الذي يجعل الواحد يفرح والدنيا غلاء وفقر وجرع؟.. قاطعته قائلاً: ليش قد وصلكم خبر الجرعة؟ فقال: طبعاً، عن طريق ( الصحف) التي توصلنا تدخل أحد السجناء وطلب مني أن أدعو الجمعيات الخيرية لتزويدهم بالكتب الإسلامية والمصاحف والدعاة والمدرسين.
وفي غرفة كبيرة كان بداخلها ما يفوق الـ(80) سجيناً حيث يؤكد السجين محمد قاسم المنصوب، أن معظم الوقت يقضونه في النوم، حيث ملوا الفراش، ويطالب الفتى محمد أحمد البالغ من العمر 14 عاماً والمسجون في قضية جنائية، إدارة السجن والمسؤولين لتوفير وسائل رياضية مثل كرة القدم وكرة السلة أو التنس والطاولة وغيرها.. ويضيف: فالجميع هنا أقوياء وحتى نقضي على شيء من الفراغ الممل.