قله قليلة في حقب التاريخ من صنعتهم
الأحداث باعماقها رجال بهامة وعطاء وخصال ناصر
النوبه ـ رجل المبادئ ـ من الشعب وإليه ألم وأمل ـ رجل صلب الإراده
قاسي الراس ثابت المنهج ..
انت ايها القائد في صباحك هذا .. إسمح لي أحييك
وانت مكبل في المتر المربع بزنزانتك ، المكان الذي
أخترته لشرفك وأمانتك ومرجلتك ـ أسمح لي إن أقول لك إنا
رجالك وجندك ـ أسمح لي إن أخترق القضبان التي تحاصرك
لأناديك بصوت الوفاء والعرفان ايها الثائر العروبي ـ
أسمح لي ايها القائد إن أبعث إليك بهذه الكلمات
المخطوطه بمداد دمي وألمي وأملي
وانت خلف القضبان مثل الأسد ـ علي قد أصل إليك صرخة جنوبية
من أحد رجالك الذي زرعت فيهم الوفاء للجنوب..

انت من إستنهض فينا معان الوفاء والكبرياء الذي
غرسها آبائنا للوطن ، فكيف لا نكون لك أوفياء ؟
وانت من أسمعتنا بخطبك وتوجيهاتك كلمات ليست
كالكلمات ـ أجليت الصورة وأوضحت البيان وأخترت الوطن ـ
انت من أحسسنا في زمن القهر والإحتلال
بفزعة علي عنتر عند الشدائد وبهيبة صالح مصلح
عند مواجهة الأعداء وعرابدة المناطق الو سطى
وانت من أعاد للمشهد الجنوبي حنكة بن حسينون
وشجاعة السيلي ونخوة حسين الطفي وصلابة
سعيد صالح الخبجي ..

ايها القائد ـ كيف لي إن أحييك وأقف امام هامتك ؟
لقد كنت حريص دائماً على توحيد
صفنا وصقل أفكارنا وتزويدنا بما يحتاجه الرجال من زاد ،
وها نحن والحمد لله في الميدان نواصل المسير على الخط الذي
دخلت لأجل إستمراه معتقل الأعداء وكما أردت انت وتمنيت
عقدنا العزم وواصلنا المهمات بثبات والحمد لله ماضون إلى
إن يعود إلينا وطنا ـ
وغداً في ردفان سنكون على وعد للوطن عنوانه
الكبير ثنائي ..

" النوبه وباعوم وقبلكما الجنوب "

كنت ولا زلت نعم القائد ونعم الرجل ونعم الموجه ..
فكلمتك لها معنى واحد في مفهومنا بيضاوية اللون

" موت أو حياه بشرف "

مستقاه من قاموس كلنا للوطن فداء ، تحت عنوان الجنوب
وطني ـ جبينك الأغر لم ولن ينحني إلا لله الواحد القهار
العظيم المتعال ـ في أحلك الضروف ضليت صمصام شامخ
مستميت ومتشبث بكل ما تؤمن به ، وعلى نفس الزخم ضل
الشعب الجنوبي العظيم يبدلك الوفاء بالوفاء
كم اغر وك وكم هددوك وكم فاوضوك وكم أرسلوا
لك سماسره للبيع والشراء ..
لكنك أبيت وكنت بموقفك حيث أردت لنفسك
والتريخ وقد خابوا !
صدى صوتك في ساحة الحرية لا يزال في
آذاننا بل في الدماغ ساكن ..

"لن أبيع أو أشتري بشعبي "

كلمتين لك لن أنساها ما حييت ..
يا للفخر إن يفخر بك أيها القائد النوبه
العميد المجاهد ـ ويا للمجد إن يرتدي
حلته بشموخك وبهاك ليعانق جبينك ..
ضليت ايها العميد الركن رمز وطني جنوبي
بكبرياء الرجال الكبار ، ورقم من
أرقام نضال شعبنا السلمي ، ودخلت التاريخ
فارساً من باب غير كل الأبواب باب
فتحته إلى الأعلى إلى السماء ، إلى حيث
لا وجود إلا للكواكب والقناديل والرعود
والصقور والطيف ..
لقد عانقت كل ذلك بشرف وأمتزج وفاك
ولونك بعظمة نبل المشاعر الإنسانية لتمنح
جنوبنا المكسور المقهور المحتل لون الحياة وبريق النور ..
كم انت عظيم ايها القائد الجسور ..
فك الله الله أسرك وزاد بصبرك وصح
بدنك وأثابك عنا بكل خير يوم لقاه


والتحية بإخلاص لك مني أنا أحد جنودك يا قائدي ..
وإلى إن نراك حراً طليقا في ساحة الحرية المحاصرة ..
نسأل الله إن يكرمنا وأياك بالصبر
ويمدنا بكل مقومات الثبات .