منتديات مركز صوت الجنوب العربي (صبر) للحوار

منتديات مركز صوت الجنوب العربي (صبر) للحوار (http://www.soutalgnoub.com/vb2/index.php)
-   المنتدى العام (http://www.soutalgnoub.com/vb2/forumdisplay.php?f=40)
-   -   مصطفى الرافعي ونثرات الحروف (http://www.soutalgnoub.com/vb2/showthread.php?t=53100)

العبد لله بو صالح 08-07-2014 04:11 PM

11

البلاغة التي حارَ العلماءُ في تعريفِها على كثرةِ ما خلَّطوا لا تعدُو كلمتين: قوَّة التصوُّر، و القوة على ضبط النسبة بين الخيال و الحقيقة؛ و هما صِفتان من قُوَى الخَلق تُقابلان الإبداع و النظام في الطبيعة، و بهما صارَ أفراد الشُّعَراء و الكُتَّاب يَخْلُقون الأمم التاريخية خَلْقًا، و رُبَّ كلمة من أحدِهِم تلِدُ تاريخ جيل..!

العبد لله بو صالح 08-07-2014 04:14 PM

12

والفكر نفسه يكون في كثير من الأشياء أجمل منها لأنه روحها، ولأه غير محدود في نفسه بالنظر ولا بالصفة الجميلة التي يحدها النظر، إلا الفكر في الحبيبة الحسناء، فإنها دائماً أجمل منها لأنها روحه، ولأن هذا الفكر مهما اتّسع لا يجد نفسه إلا محدوداً بجمالها..

العبد لله بو صالح 08-07-2014 04:15 PM

13

فأنا في كل حالة أَخضع لهذا الصوت: {ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ}؛ وأنا في كلِّ ضائقة أَخشع لهذا الصوت: {وَاصْبِرْ وَمَا صَبْرُكَ إِلَّا بِاللَّهِ} !


العبد لله بو صالح 08-09-2014 02:46 AM



حماةَ الحِمى، يا حماةَ الحِمى | هلمّوا ، هلمّوا لمجدِ الزمَنْ
لقد صرخَتْ في عروقِنا الدِّمـــا | نموتُ، نموتُ، ويحيا الوطَنْ


العبد لله بو صالح 08-09-2014 02:48 AM


والقوةُ يا صاحبي تغتذي بالتعب والمعاناة، فما عانيته اليوم حركة من جسمك، ألفيته غداً في جسمك قوة من قوى اللحم والدم . وساعة الراحة بعد أيام من التعب، هى في لذتها كأيام من الراحة بعد تعب ساعة !

العبد لله بو صالح 08-09-2014 02:50 AM

16

قضت الحياة ان يكون النصر لمن يحتمل الضربات لا لمن يضربها


العبد لله بو صالح 08-12-2014 05:01 AM

17

إذا لم يكن الإيمان بالله اطمئنانا في النفس على زلازلها وكوارثها، لم يكن إيمانا، بل هو دعوى بالفكر أو اللسان لا يعدوهما، كدعوى الجبان أنه بطل، حتى إذا فجأه الروع أحدث في ثيابه من الخوف. ومن ثم كان قتل المؤمن نفسه لبلاء أو مرض أو غيرهما كفرا بالله وتكذيبا لإيمانه، وكان عمله هذا صورة أخرى من طيش الجبان الذي أحدث في ثيابه!

والإيمان الصحيح هو بشاشة الروح، وإعطاء الله الرضى من القلب, ثقة بوعده ورجاة لما عنده، ومن هذين يكون الاطمئنان، وبالبشاشة والرضى والثقة والرجاء، يصبح الإيمان عقلا ثانيا مع العقل، فإذا ابتلي المؤمن بما يذهب معه الصبر ويطيش له العقل، وصار من أمره في مثل الجنون, برز في هذه الحالة عقله الروحاني وتولى سياسة جسمه حتى يفيق العقل الأول. ويجيء الخوف من عذاب الله ونقمته في الآخرة، فيغمر به خوف النفس من الفقر أو المرض أوغيرهما فيقتل أقواهما الأضعف، ويخرج الأعز منهما الأذل.



فالاطمئنان بالإيمان هو قتل الخوف الدنيوي بالتسليم والرضى، أو تحويله عن معناه بجعل البلاء ثوابا وحسنات، أو تجريده من أوهامه باعتبار الحياة سائرة بكل ما فيها إلى الموت؛ وهو بهذا عقل روحاني له شأن عظيم في تصريف الدنيا، يترك النفس راضية مرضية، تقول لمصائبها وهي مطمئنة: نعم. وتقول لشهواتها وهي مطمئنة: لا.


وما الإنسان في هذا الكون؟ وما خيره وشره؟ وما سخطه ورضاه؟ إن كل ذلك إلا كما ترى قبضة من التراب تتكبر وقد نسيت أنه سيأتي من يكنسها!


العبد لله بو صالح 08-12-2014 05:06 AM

18

الحياة الحياة, إذا أنت لم تفسدها جاءتك دائمًا هداياها.
وإذا آمنت لم تعد بمقدار نفسك، ولكن بمقدار القوة التي أنت بها مؤمن.
{فَانْظُرْ إِلَى آَثَارِ رَحْمَتِ اللَّهِ كَيْفَ يُحْيِي الْأَرْضَ} [الروم: 50].
وانظر كيف يخلق في الطبيعة هذه المعاني التي تبهج كل حي، بالطريقة التي يفهمها كل حي.
وانظر كيف يجعل في الأرض معنى السرور، وفي الجو معنى السعادة.
وانظر إلى الحشرة الصغيرة كيف تؤمن بالحياة التي تملؤها وتطمئن؟
انظر انظر! أليس كل ذلك ردًّا على اليأس بكلمة: لا؟

العبد لله بو صالح 08-14-2014 06:27 AM

19

ليسَت الخيبةُ هي الشرّ، بلِ الشرُّ كلُّهُ في العقل إذا تبلَّدَ فجمدَ على حالة واحدة مِن الطمعِ الخائب، أو في الإرادة إذا وهَنَت فبقيَتْ متعلِّقةً بما لم يُوجَد. أفلا ترونَ أنَّه حينَ لا يُبالي العقلُ و لا الإرادةُ لا يبقى لِلخيبةِ معنى و لا أثر في النَّفس، و لا يخيبُ الإنسانُ حينئذٍ، بل تخيبُ الخيبةُ نفسها؟


العبد لله بو صالح 08-14-2014 06:28 AM

20

ما أحسبني قَطّ رأيتُ امرأة جميلة كما هي في نفسها و تركتها كما هي في نفسها. بل هناك نفسي، و آه من نفسي! و ما أسرع ما يمتزج في هذه النَّفس بعض الإنسانيَّة المُحِبَّة ببعض الإنسانيَّة المحبوبة فإذا أنا بشيء إلهيّ قد خرج لي من الإنسانيَّتين، هو هذا الشِّعر؛ هو هذا البلاء؛ هو هذا الحُب.


الساعة الآن 06:21 AM.

Powered by vBulletin® Version 3.8.4
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd
الحقوق محفوظة لدى منتديات مركز صوت الجنوب العربي (صبر) للحوار 2004-2012م