[صوت الجنوب]

صوت الجنوب نيوز/22مارس 2008م






انتقل إلى جوار ربه المناضل الجنوبي الكبير مثنى سالم عسكر عن عمر يناهز الـ 65 عام في القاهرة الذي لجأ إليها منذ الاحتلال اليمني للجنوب 7 يوليو 1994م حيث وضعه نظام الاحتلال اليمني من ضمن قائمة الـ 16 المحكوم عليهم سياسياً من قبل النظام اليمني بقيادة علي عبد الله صالح بعد احتلال الجنوب و هو من القادة الجنوبيين الكبار الذي أبى أن يساوم على قضية شعبه الجنوبي و بقي مشرداً في القاهرة إلى أن لقي ربه و هو أحد المناضلين و القادة الجنوبيين الكبار الذين ناضلوا من أجل استقلال الجنوب الأول و استقلال الجنوب الثاني من الاحتلال البريطاني و اليمني.

و كان التجمع الديمقراطي الجنوبي (تاج) قد وجه برقية إلى أهله و ذويه و إلى الشعب الجنوبي نعى وفاته هذا نصها:




( تاج) ينعي المناضل الجنوبي الكبير مثنى سالم عسكر

بسم الله الرحمن الرحيم

((يَا أَيَّتُهَا النَّفْسُ الْمُطْمَئِنَّةُ ارْجِعِي إِلَى رَبِّكِ رَاضِيَةً مَرْضِيَّةً فَادْخُلِي فِي عِبَادِي وَادْخُلِي جَنَّتِي ))

صدق الله العظيم

الأخ الرائد/ نبيل مثنى سالم عسكر
الأخوة أسرة وأهل و أصدقاء الفقيد
يا شعب الجنوب المكافح والمثابر

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

اليوم الشعب العربي في الجنوب المحتل يفقد أحد مناضليه و قادته الميامين الكبار الذين قدموا في سبيل عزة و كرامة و حرية و استقلال الجنوب كل سنوات العمر إلى أن لقي ربه بعد أن شرد لاجئ في جمهورية مصر العربية لأكثر من 14 عام أبى أن يساوم أو يهادن المحتليين اليمنيين الجدد بأرض الجنوب الطاهرة و فضل التشرد و المعانات و مكابدة المرض إلى أن لقي ربه على أن يمد يده لمحتل يمني يحتل أرض دولته و وطنه الجنوب الذي ناضل في ربيع شبابه مع زملائه لانتزاع استقلالها الأول لا يجد نفسه في منتصف العمر يخوض النضال نفسه لتحرر و استقلال الجنوب من الاحتلال اليمني وتحقيق الاستقلال الثاني.

المحتلين الجدد الذين احتلوا وطنه الجنوبي و شردوه و كانوا سبب ما تعرض له من مرض و سبب في الوفاة وهم الذي حكموا عليه بعد احتلالهم للجنوب باعتباره رمز و قائد جنوبي أبي و شامخ نفخر به و يعتز الجنوب أنه أنجب أبطال من أمثاله.

وإذا كنا نؤمن إن الموت عند الله حق إلا إنّ المحتلين اليمنيين بقيادة علي عبد الله صالح قد كانوا السبب بالمعانات و ما وصل إليه الفقيد خاصة و الوطن عامة و نعتبره أحد ضحايا الاحتلال اليمني.

أيها الشعب الجنوبي الأبي ويا أهل و أصدقاء الفقيد لنفخر جميعاً بهذا البطل العملاق الجنوبي الذي لاقى ربه و أصبح إلى جواره بعد أن كان إلى جوار شعبه الجنوبي المحتل يقف بكل ما لديه من طاقة وإمكانية لموازرة شعبه الجنوبي القابع تحت الاحتلال اليمني.

ونحن ننعي هذا العملاق و القائد الجنوبي الجسور ننحني برؤوسنا أمام هامته التي لم تنحني يوماً لمحتلي الجنوب أكانوا البريطانيين أو اليمنيين و توفاه الله و هو إلى جوار حق شعب الجنوب بالتحرر و الاستقلال.

سلاماً عليك يا أخي وزميلي و رفيق دربي القائد والهامة الجنوبية المناضل مثنى سالم عسكر حينما خلقت وحييت وحينما تبعث حياً.

سلاماً على روحك المناضلة والمخلصة لحرية واستقلال الجنوب ولروحك الطاهرة والقنوعة.

إنك بحق القدوة والنبراس والمثل الذي لم يهاب الموت يوماً و لم ينحني ولا يبالي و لا يركع إلا لله سبحانه و تعالى و لن تمد اليد لمن لطخت أياديهم بدماء أبناء الشعب الجنوبي و لمن احتلوه ويحتلوه اليوم إنك بحق قدوة و مثال المناضلين الشرفاء.

أن وفاة هذه الهامة الجنوبية الكبيرة و بهذه الضر وف الصعبة الذي يمر بها شعبنا الجنوبي المحتل تحت الاحتلال اليمني يعد خسارة بالغة ليس لأسرته فحسب بل لمحبي الحرية و عاشقي الاستقلال و لكل الشعب العربي في الجنوب.

إننا بوفاة هذا القائد سوف نحزن و نحزن ليس لا و هو من قال لا للاحتلال مرتين الأول للاحتلال البريطاني و الثاني للاحتلال اليمني و من قال نعم مرتين للاستقلال الأول من الاحتلال البريطاني والاستقلال الثاني من الاحتلال اليمني و من توفاه الله و هو على هذا الهدف والمبدأ إلى جانب شعبه الجنوبي لن تلين له قناة.

إننا هنا نعزي أهله و ذويه وفي نفس الوقت نعزي أنفسنا ونعزي الشعب العربي في الجنوب بوفاته كون خسارته خسارة على الأسرة الجنوبية كلها.

نتمنى من الله العلي القدير بأن يسكنه فسيح جناته و أن يلهم أهله و ذويه الصبر والسلوان و إنّ لله و إنّ إليه راجعون.

الدكتور/ عبد الله أحمد بن احمد
رئيس التجمع الديمقراطي الجنوبي (تاج)

السبت 22 مارس 2008م