عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 11-18-2009, 04:52 AM
عضو متميز
 
تاريخ التسجيل: Jun 2008
المشاركات: 182
قـائـمـة الأوسـمـة
افتراضي عودة الوعي المفقود في الجنوب العربي

عودة الوعي المفقود

*المهندس علي نعمان المصفري

الأحداث المتسارعه التي شهدها ويشهدها المشهد السياسي في اليمن والجنوب العربي تحديدا, تعطي المراقب في الداخل والخارج على حد سواء صورة واضحة على تعقد الأوضاع المحيطة بنظام صنعاء مع بروز مدلولات مهمة على صواب النهج التحرري لشعب الجنوب العربي, من خلال وضوح الرؤية والهدف واتخاذ طرائق النضال السلمي مسلكا لتحقيق الاستقلال واستعادة الدولة والهوية الجنوبية العربية وسط زحمه الاجتهادات والمبادرات والضبابية التي أعترت القضية برمتها, بعدما استطاعت قوى الاستقلال من فك طلاسم اللعبة السياسية والإمساك بناصية الأحداث دون غيرها وفق أراده الناس وبشفافية دونما استسلام لأيه مشاريع صغيرة تقزمت تحت سقف الاستقلال.
الأحداث السياسية بمجملها ذهبت للتأكيد على أن لاخيار لمجمل العمل السياسي الجنوبي دون الاستقلال. يتأتى ذلك من خلال ارتقاء مكونات الحراك إلى مستوى التحديات الماثلة رغم تواضع الامكانات وشحتها, لكن روافدها كانت الأعظم في تصلب عود إرادة الشارع وتبلورها الواضح في أجندة المسيرة التحرريه بعيدا عن إيه وصايا إقليميه أو دوليه بل بمحض العقيدة المسكونة في وجدان الناس والاستيعاب والإدراك لما عانى منه الشارع السياسي في الجنوب منذو استقلاله وحتى اللحظة.
ويعد ذلك قمة النضوج للفكر الإنساني وعدم خضوعه لكافة مشاريع يمننه الجنوب واستيعاب أمثل للماضي الذي يريد الجنوب مغادرته نحو مستقبل يفضي عن تجاوزه لما أحيط به من مؤامرات ليمننته وطمس هويته والاستئثار بمقدراته على النحو الذي تعاطى المحتلون معة طيلة السنوات الماضية ضمن صحوة وطنيه وفعل تجسد في وجدان الناس كخيار لا رجعة عنه في استحالة أي تعايش مع مرارة الاحتلال اليمني.
عند هذة اللحظة المباركة التي أقتنصها شعب الجنوب من رحم معاناته, بات الطريق واضحا على تحديد الخيار والمسار, وهو الأمر الذي وللأسف لم يلتقفة ويفهمه العرب والمجتمع الدولي لذهابها إلى ترقيعات ومساندة النظام اليمني, دونما أبداء أدنى جهد في التعاطي مع أزمات المحتل والاعتراف والتسليم لواقع الأمر على إن صناعة هذة ألازمات جاءت من معامل النظام ذاته, الذي لم ولن يمتلك على أي أراده سياسية لحلحلة الأمور وفشله الذر يع في أداره شئون البلاد والعباد ورفضه الدائم لبناء دولة المؤسسات لسيطرة عقليه ما قبل الدولة عليه دون منازع في ظل عدم وجود معارضه قادرة على الارتقاء إلى مستوى التحديات وركودها المطلق عن مشئيه الجلاد.
وفي ذات السياق, لم يكن للعرب ولا الغرب قدرة على قراءة واقع اليمن, وحتى عند مستوى التقارير الدولية, ليقعوا عند ذات الخلط في التعامل مع مفردات الإرهاب والأمن القومي لتلك البلدان دونما يكون لهم أي تواجد على الأرض والأخذ بما يديره النظام اليمني من خطط يبحث فيها على تصدير وتسويق أزماته لدى الإطراف الاقليميه والدولية المتعاملة مع الشأن اليمني وركن تاريخ هذا النظام في ذات النطاق على نحو مخجل تتقزز منه الناس ولا تهضمه.
ربط تاريخ حزب والإمساك به كتاريخ شعب دون التفريق بينهما أسر الإقليم والإطراف الغربية عند حدود الإعاقة في الاستسلام لما يمليه مطبخ نظام صنعاء وبعيدا عن الواقع وهي ذات الأخطاء القاتلة التي رافقت حرب الغرب في بلاد عديدة أخرى كان من الممكن تجنب الخسائر فيما لو تم تشخيص الأوضاع على نحو سوي وواقعي.
يدرك العالم أجمع خصوصية التميز لشعب الجنوب العربي واعتباره مفتاح لحل كل ألازمات في المنطقة ويجنحون عند حدود التخوف من عوده ماضي حزب حكم الجنوب العربي. ولم يتطابق خيالهم مع استحداث التاريخ ومتطلبات العصر لتبقى الصورة قيد لسكون التعامل مع مساندة انظمه متخلفة لا تتصل مع التاريخ بأي صله ولا تكون لها أي امتدادات مع الحضارة سوى الرقي من وريد الشعب الحية لاستمرارية حياتها البعيدة عن التاريخ الإنساني وبديهيات الحياة البشرية.
هل نسي الغرب ما قد احتضنه الجنوب العربي من حضارة وديمقراطية؟؟ وهو الذي تعامل معها خلال سنوات احتلاله؟؟
وهي الديمقراطية التي تمردت عن موطنها الأصلي لتضحي واقع في الجنوب والهند فقط؟؟
صور للتاريخ القريب براهين على أن الجنوب لم ولن ينحني لأي تخلف ويرفضه تماما. فالجسد الحي لا يمكن تقبل جسم غريب.

غمار نخب سلطوية أرادت من الجنوب العربي تمثيلها معامل لنظريات فاشله, برهنت التجارب على عدم تقبلها وجنوح الشعوب عنها لفشلها الذر يع في الاستجابة لإرادة تلك الشعوب.
مغامرة حركه القوميين العرب في الجنوب العربي كانت أسوء تجربه يشهدها التاريخ الإنساني الحديث والقديم.
دليل ذلك في طمس الهوية وتدمير كل حضاري موروث للجنوب العربي, وتسليمه إلى متخلف يمني أمامي لا يفقه من الحياة شيئا سوى النهب والقتل والتدمير والعبث والإقصاء دون وازع ضمير؟
سقطت تلك النخب عند قاع النكد المعاش حاضرا ودمرت كل حي ممكن.
تمثل ذلك في الإعلان عن مصادرة حياة شعب قسرا في الحياة.
نعم ذهبوا وحدهم فقط, وبقى للجنوب أرادة في غزارة فكرة الإنساني متسعا للخروج من تحت ركام الموت بعد الابادة المفروضة عليه عنوة.
قبل إعلان التوحد ؟هل كان للعقل متسع في السؤال؟؟
اختلاف العصبيتان في اليمن والجنوب العربي؟
العقلية المترتبة على تلك العصبيات؟
اختلاف وتباين التطور الثقافي بين تلك التجمعات البشرية في اليمن والجنوب العربي؟
وأدنى مستوى السؤال هل نحن منهم أم هم منا كشعب واحد.
وعلى إننا لم ولن نكن متوحدون عبر التاريخ في كيان سياسي واحد؟؟
أسئلة غابت وعابت وتباكت عندما حلت البلاوي.

مؤلم إن تأتي جماعة لتقرير مصير أمه؟؟
عيب واستحياء وبلادة في ظل وجود شعب حي دونما استماتة؟
الجماهير من تقرر وتصنع التاريخ واختيار صنع حصانه أنعتا قها الأبدي من جلاديها.
لم ولن يكن الجنوب العربي معامل تجارب أخرى.
وسيستقر عند أرادته في الاستقلال واستعادة هويته العربية كونه محل توازن للإقليم والعالم في مصالح متبادلة ومتكافلة دون إملاء؟
عندما الجماهير تستوعب وتدرك ما أحيط بها قسرا, لتنهض حتما إلى مستوى حتمي في استعادة واقعها وتاريخها وهويتها دونما استئذان لأحد سوى أرادتها وحقها المشروع في الحياة.
عندها تسقط ادعاءات الضم والإلحاق والتجيير وتسطع حقائق المعرفة في الثبوت على الأرض في استحالة طمس الشعوب على الأرض مهما كانت قوة الحيل والمؤامرة.
ويعود الجنوب العربي المسلوب إلى أبناءه مهما كان الثمن؟؟ لتقييم الماضي تبقى المسالك مفتوحة للباحث عن الحقيقة, وتزويدنا بالحكم. ومن يعتقد على استمالة التربع على عرش الجنوب على حساب تضحيات شعبه, بذلك يظل واهم وفاقد لمشروعية حضوره.
هنا فقط يعود الوعي المفقود ويختلي مع التاريخ., ليؤكد على أن الجنوب العربي ملك أبنائه فقط ولا سبيل لحجامي الشعوب بيننا .

*كاتب وباحث أكاديمي
لندن في نوفمبر 2009
رد مع اقتباس