عرض مشاركة واحدة
  #42  
قديم 09-22-2014, 12:02 PM
الصورة الرمزية العبد لله بو صالح
المـشـرف الـعـام
 
تاريخ التسجيل: Jul 2014
الدولة: الجنوب العربي - حضرموت
المشاركات: 13,714
قـائـمـة الأوسـمـة
افتراضي

ورحل عنا أبا محمد

هنا حضرموت / محمد بالفخر
الإثنين 22 سبتمبر 2014



محمد بالفخر



غادر دنيانا الفانية قبل أيام الهامة الجنوبية الأستاذ عبدالله عبدالمجيد الأصنج في منفاه بعيدا عن وطنه ومسقط رأسه (عدن ) التي ولد فيها وترعرع على ترابها الطاهر ووضع مع غيره اللبنات الأولى لمسيرة التحرر الوطني التي اجتثت جذور الاستعمار البريطاني من ارض الجنوب وكان جزآؤه كغيره من الأحرار أن تم تشريدهم خارج الوطن بعد أن استحوذ التيار الاقصائي على الجنوب ومقدراته البشرية والمادية وليتهم أحسنوا التعامل معه بل جعلوه سجنا كبيرا وأحاطوه بسور حديدي على مدى 23 عاما ثم أدخلوه بعد ذلك في نفق باب اليمن المظلم والذي لم تظهر من خلاله أي مؤشرات أو بصيص نور لتلمس طريق الخروج الآمن .

رحم الله الأستاذ عبدالله الأصنج الذي كان لي شرف التعرف عليه في القاهرة في 2011 مع مجموعة من الإخوة وشدنا جميعا بما يحمله من هم من أجل الجنوب وقضيته وقد قال عليه رحمة الله أن من صنع المشكلة ليس جديرا بأن يكون من يصنع الحل لها وأن المتسلقين صهوتها ما هم إلا تجار يريدون استثمارها بطريقة أسوأ مما فعلوه في نهاية ستينيات القرن الماضي وتجدد اللقاء ثانية عندما شرفني بدعوة كريمة في منزله العامر بمدينة جده مع مجموعة من الأخوة الأكارم فحظينا جميعا بكرم الضيافة وسعدنا جميعا بما تحمله تلك العقلية الفذة من أجل الجنوب وقضيته والمخارج الممكنة للحلول والتي لن تتم إلا على أيدي الخيرين من أبنائه وما سواهم لن يزيدوا الأمور إلا تعقيدا فوق ما صنعته أيديهم الملوثة بدماء الأحرار وعقلياتهم التي لم تعرف للحق طريقا فضاعت وأضاعت وطنا وشعبا ظل يحلم كبقية الشعوب أن تكون له مكانة ومقاما ساميا بين الشعوب التي نهضت وتقدمت وثبتت أقدامها في مصاف العزة والمجد والسؤدد .

ومما قاله لنا رحمة الله أننا في 1994 تناسينا ما عانيناه وحاولنا أن نكون من المساهمين في الخروج من المأزق ومن الحرب الظالمة التي شنت على الجنوب وإذا بمن هم في الميدان كانوا أول الهاربين وهاهم الآن أول المناضلين !!
ومما قاله أيضا انه دعي مع غيره لاجتماع في إحدى عواصم الدول الأوربية في منتصف 2009 وبعد أن التهم الحاضرون مائدة الغداء في نهار رمضان

( مطبقين الآية القرآنية ” ومن كان منكم مريضا أو على سفر فعدة من أيام أخر” فلا حرج عليهم !!!!)
فقال رحمه الله قلت نحن في رمضان فقالوا نحن مسافرين فقال انتظرتهم حتى ابتلت العروق وذهب الظمأ فخلاصة الهدف من اللقاء أن يذهب مجموعة من الحاضرين لشخص آخر وإقناعه بإعادة مبلغ يخص أحد الحاضرين ومقداره ثمانية ملايين دولار على اعتبار أنها خطوه أولى في طريق اصطفاف و تلاحم الرفاق . فقال هذا أمر لست مشاركا فيه ولن أكون
نستخلص من هذه الحادثة وغيرها أن تجار القضية أن لم يكونوا هم الرابحون فلن تكون قضية وليكن الطوفان من بعدهم .
فكم نتمنى من أبنائه وعاجلا طباعة مذكراته التي ستغني المكتبة الجنوبية وستكون زادا مهما للباحثين عن الحقيقة .
رحمك الله أبا محمد وغفر لك وأسكنك فسيح جناته
وإنا على فراقك لمحزونون ولا نقول إلا ” إنا لله وإنا إليه راجعون”
__________________






رد مع اقتباس