[العبد لله بو صالح]

يا هادي: شف مَن زَرَعَ الحيلة صَرَبَ الفقرَ!

بقلم : أحمد الشمسي

سبحان الله الذي يغيِّرُ ولا يتغيَّرُ، ويحوِّلُ ولا يتحوَّلُ، ويموِّلُ ولا يتمَوَّل، ويذكركم، لكنكم تتصانجون!

أما بعد… في معنى ومدلول المثل الشعبي الذي يقال في مسقط رأس الأخ عبدربه منصور هادي/ ألا وهو ” إن مَن زَرَعَ الحيلة “َ واضح بذاته ومعروف ولا يحتاج لترجمة.

إلا أن فعل (صَرَبَ) فتعني حَصَدَ الحصادَ. ونحن نعرفُ مَن صرب، ومَن غزا ومَن أحرقَ ومَن فتكَ، ومَن سرِقَ ومن شهَــقَ!

وهنالك اليوم تجري حول صنعاء وفي ضواحيها وداخلها معارك فرُّ وجرُّ وقوارح ُ لا تنزجرُ، سمع عنها الذي ما سمع، ومنه الجوار الإقليمي! فحشد من قدر في اليمن قواه، ونادى مولاه ونعى قتلاه، وطالب العالم بإنفاذ أسراه، ومعالجة جرحاه…وخاف على الأمن الإقليمي والدولي من اللي يهدد فعلاً ومن في معناه ومحتواه…! وغطت كل وسائل الإعلام كل ذلك…..!

لكن عندما كان الجيشُ اليمنيُ القبليُ الملثمُ يقتلُ ويجرحُ ويأسرُ من شعبِ الجنوبِ العربي خيرات وخيرات، ولا يزال ينفذ ضدهم شنائع وحشية/ هنا جفت الصحف، وسكتت الأقلام ووسائل الإعلام والإيلام الصنعانية منها والعربية: فلا وقت لذرف الدموع على قتل الشاب الشهيد “وضاح ” الذي قنصه قناص منكم في عام 2009 ميلادي لأنه لبس علم بلاده، ولا وقت للحديث عن أسرة الشهيد “شرف محفوظ ” العدنية الأصيلة التي قتل الجيش القبلي اليمني ولدها غدراً في بيته لأنه يصارع على استعادة أمجاد بلاده، ولا وقت للتفكير في أن هدم الكعبة حجراً حجراً أهون على الله من قتل إنسان جنوبي عربي يقول لا إلاه إلا الله.

والآن يا هادي يا خوي والمخوة شف لها وعليها: اسمح لي أن أسألك سؤال ألا وهو: كيف تفهم وأنت في موقع فوق فوق قول المثل البدوي الرائع: من زرع الحيلة صرب الفقر؟! أليس هو في محله؟ أليس هو في مكانه؟ أقصد بلهجة بدوية ذكية: ما هوشي في بقعته؟ أليس الناكب منكوب؟

نعم ونعمين وثلة انعام… ولا داعي للرد، لأن مَن حفرَ لأخيه حفرة ً وقع فيها… والعاقبة بالتأكيد لأهل الجنوب العربي لأنهم طيبين وعلى نياتهم وتعلموا من درس (الوحلة) ومستنقعها دروساً لن ينسوها!

ومن زرع الحيلة صرب الفقر……!