عرض مشاركة واحدة
  #1067  
قديم 11-21-2009, 06:58 PM
عضو برونزي
 
تاريخ التسجيل: Jun 2009
المشاركات: 640
قـائـمـة الأوسـمـة
افتراضي

اقتباس
 مشاهدة المشاركة المشاركة الأصلية كتبت بواسطة شعيفان

أستطيع أن أؤكد جزءاً كبيراً مما ورد هنا . .


وحتى تكتمل الصورة .. لماذا لا نكشف أيضاً أن البيض لم يخرج عن صمته إلا بعد أن تلقى دعماً وضوءاً أخضراً من أحدى دول المنطقة .. وأنه بعد خروجه قام بما قام به جميع من سبقوه كعلي ناصر محمد ,, وحيدر أبوبكر العطاس ,, وهو إحياء الأموات وابتعاث الحزب الإشتراكي من مرقده وتسليمه رقابنا من جديد ؟؟

خروج هؤلاء أتى في الحالات الثلاث وبالاً على القضية الجنوبية .. وفي كل مرة يخرج فيها أحدهم من موقفه السابقة إلى موقف جديد يقوم مباشرة بالتوجه إلى الإشتراكي كتنظيم موجود بعد أن يرى نفسه متأخراً عن الركب الذي سبقه بكثير .. ويلجأ الإشتراكي في كل مرة إلى ابتكار وسيلة جديدة للسيطرة على الحراك الجنوبي .. وحتى نكون دقيقين أكثر في كلامنا .. ولا نرمي التهم عشوائياً دعونا نتذكر التالي :


- في بداية الحراك كانت الهجمة كبيرة جداً على السيد علي ناصر محمد وقيل أنه يقف خلف لقاءات التصالح والتسامح وبالرغم من أن هذا غير صحيح إلا أن طريقة ناصر المعهودة في إمساك العصا من المنتصف ومحاولته إيجاد موطيء قدم له في الحراك دفعت به إلى اللجوء إلى الإشتراكيين كتنظيم موجود .. ولأنهم يعلمون جميعاً أن الاشتراكي بوجهه القديم غير مرغوب فيه حتى من بعض الاشتراكيين أنفسهم لجأوا إلى ابتكار شيء اسمه ( مجالس تنسيق الفعاليات ) وفتحوا الباب على مصراعيه للأحزاب وعلى رأسها الاشتراكي بعد أن كان الحراك يسير في خط غير خطهم .. وتابعنا لغة الغزل السياسي التي كان يتحدث بها الإشتراكي عن علي ناصر ورفع صوره واسمه والدفاع عنه في الصحف ضد الهجمات التي كان يتلقاها من مطبلي النظام اليمني.

- بعد التحاق السيد حيدر أبوبكر العطاس بالقضية الجنوبية بصورة صريحة بعيداً عن الخطاب العام الذي كان يشمل قضايا ( اليمن ) والنظام اليمني وتغلغل العطاس في الحراك الجنوبي ومحاولته السيطرة عليه بعد أن قوى عود المجلس الوطني والهيئة الوطنية لجأ العطاس إلى الإشتراكي أيضاً و تفتقت أفكارهم هذه المرة عن إنشاء حركة ( نجاح ) وأعلنت الحركة في بيان تأسيسها أنها تتبنى ورقة العطاس ( التي تتحدث عن الشراكة والفدرالية ) كواحدة من أوراق تأسيس الحركة.

- بعد خروج السيد علي سالم البيض وجد الرجل نفسه متأخراً جداً عن الحراك الذي نظم نفسه في أطر ومكونات متعددة لايستطيع السيطرة عليها بل إن بعضها مسيطرة عليه من منافسيه علي ناصر والعطاس .. ولهذا لجأ البيض إلى الإشتراكي أيضاً بصفته تنظيم موجود وقائم ولديه خبرة طويلة من العمل السياسي .. وتفتقت أفكارهم المشتركة هذه المرة عن إنشاء ( مجلس قيادة الثورة ) وأصبح المجلس يردد صباح مساء أن البيض رئيس شرعي للجنوب .. وبطريقة عجيبة ومنفرة ..


قبول الإشتراكي في كل هذه المراحل بالتحالف مع هذه الشخصيات المنتهية الصلاحية سببه عجزه عن إيجاد رموز قوية في الداخل بعد خروج رموز الحراك ( باعوم والنوبة ) عن السيطرة الإشتراكية .. ولهذا وجد الإشتراكي في العطاس وناصر والبيض رموزاً أكبر باعتقاده يستطيع من خلالها تمرير مشروعه الشمولي للسيطرة على مصير الجنوب أياً كان هذا المصير ( استقلال - فدرالية - شراكة .. إلخ إلخ ) والمهم عنده أن لايأتي وقت الحصاد وهو الحلقة الأضعف ..

وبالمقابل فإن لجوء هؤلاء الثلاثة إلى الإشتراكي سببه انضمام كل واحد منهم للحراك بعد أن شكل الحراك مكوناته بعيداً عنهم .. بالإضافة إلى رغبة كل واحد منهم في السيطرة على الحراك وتزعمه .. فعلي ناصر محمد يرى أنه الرئيس الشرعي للجنوب وأن البيض جاء إلى الحكم بانقلاب وبالتالي فلاشرعية له .. والعطاس يرى أنه الرئيس الشرعي للجنوب لأن الوحدة التي وقعت في عام 90 تمت أثناء وجوده على رأس السلطة في حين كان البيض أميناً عاماً .. والبيض يرى أنه الممثل الشرعي لأنه هو من وقع الوحدة وهو من أعلن قيام دولة ( ج.ي.د ) في 21/5/2009 وهو من تقع عليه مهمة إنجاحها حسب مايروج له مناصروه.

لجوء هؤلاء الثلاثة إلى ابتعاث الإشتراكي من مرقده وخصوصاً بهذه الطريقة الوقحة التي بدأ الإشتراكي في أيامنا هذه كشفها والحديث عن مكانته في الحراك ومقاومته لأي محاولة إقصاء بل وتبجح قياداته بأنهم هم الحراك والحراك هم لدرجة أن أحدهم تحدى من يريد الاستقالة من الإشتراكي أن يفعلها ويرى بعدها مكانته الحقيقية.. كل هذا لابد أن يثير مخاوف دول الجوار .. وهي التي لم تتصالح معنا .. وإذا كنا نقول صباحاً ومساءاً أننا تصالحنا وتسامحنا ونسينا جرائم الإشتراكي .. فما دخل العالم لنجبره على نسيان هذه الجرائم ؟؟ هل كان هناك مفوضون ومندوبون عرب ودوليون مشاركون معنا في لقاءات التصالح والتسامح ؟؟

قد يقال أن هذا شأن داخلي .. نقول نعم لو كانت أخطاء النظام الماركسي في عدن مقتصرة على الداخل فقط .. أما والحال أن مغامراته طالت الجميع .. فالجواب هو أن العالم لم يتصالح ويتسامح مع الإشتراكي .. هذا لو سلمنا بأن التصالح والتسامح هو بين الشعب الجنوبي والإشتراكي .. لأن الإشتراكي لم يدخل في التصالح والتسامح كطرف رسمي . . بل دخل بأعضائه كمواطنين جنوبيين فقط ..


هذا الكلام المطول هنا .. سببه شيء واحد فقط .. أن الجوار والعالم .. الذي تأذى من مغامرات النظام الماركسي في عدن لايزال يرى مغامرات جديدة سيتأذى منها إذا نجح أصحابها في تنفيذها .. ولهذا فمن حقه اللجوء إلى إيقاف هذا العبث وربما محاربته أيضاً .. ومن حقه البحث عن أطراف أخرى لتحجيم المغامرين وإعادتهم إلى أوضاعهم الطبيعية التي يجب أن يكونوا عليها

إنشاء جبهة جديدة لمواجهة عبث الإشتراكي هو أمر مطلوب .. داخلياً وخارجياً ..
وعلى من لايقبل بهذا .. أن يوجد لنا حل بديل لإيقاف مغامرات الإرتماء في أحضان دول لاتربطنا بها لا روابط سياسية ولا دينية ولاجغرافية ولاتاريخية..

نعم نحن لسنا وهابيين .. ولن نكون وهابيين ..
ولكن أيضاً لسنا رافضة .. ولن نكون رافضة ..

والقرار إذا لم يكن جماعياً .. فمن حق من شاء أن يتكتل مع من شاء ..


تحياتي


دعوة لتحويل ذكرى 13 يناير الى يوم للتسامح ثمة اليوم من يعزف على وتر أحداث يناير لأغراض سياسية
علي ناصر محمد( 14/01/2006 - 4684 - السبت. الأيام)
في الثالث عشر من يناير هذا العام، يكون قد مر عشرون عاماً كاملاً على تلك الأحداث المؤلمة التي شهدها الشطر الجنوبي من اليمن في عام 1986م. وما يهمنا نحن عندما نتذكر هذا الحدث وغيره من أحداث الصراعات التي شهدتها اليمن خلال نصف القرن الأخير من التاريخ السياسي المعاصر في اليمن، هو أن نقف أمام دروسه وعبره، ليس لاجترار الماضي، أو توظيفه كله، أو جزء منه لأغراض سياسية آنية.

مبدئياً، يجب إقرار أن الصراع على السلطة، وعلى النفوذ قديم قدم التاريخ، وقد مرت به كل الشعوب الآسيوية والأفريقية، والشعوب والمجتمعات الاوروبية والامريكية وغيرها قديماً وحتى عصرنا الراهن. فلا جديد ولا غرابة أن لا تمر اليمن بمثل هذا الصراع في مختلف عصورها ومراحلها القديمة والحديثة، ولكن كل الغرابة ألا تكون قد استفادت من دروس وعبر تلك الصراعات والأحداث، فقد استطاعت الشعوب الحية تجاوز آثار ونتائج صراعاتها المأساوية، بما في ذلك نتائج حربين عالميتين مدمرتين وكارثيتين على البشرية.

وليس الهدف من هذه المقالة الخوض في أسباب كل صراع من تلك الصراعات أو في تفاصيلها، أو من أطلق الطلقة الأولى فيها، كما لا يعني تبرير تلك الصراعات اليمنية اليمنية أو غيرها أو شرعنتها بل فقط لكي نذكر بأن هذا الطريق المؤلم قد مرت به البشرية على مختلف أجناسها وألوانها قبل أن تجد السبيل إلى حل صراعاتها وخلافاتها بالطرق الديمقراطية والسلمية، سواء الداخلية منها أو تلك التي مع جيرانها. بل إن الهدف هو استيعاب دروس التاريخ، وعدم الوقوف عند الماضي، والنظر إلى المستقبل بروح جديدة، وأن نتفق جميعاً على إطلاق روح الحوار بما يعزز الوحدة الوطنية كما فعلت غيرنا من الشعوب.

نقول هذا الكلام، لأن ثمة اليوم من يعزف على وتر أحداث الثالث عشر من يناير 1986م، دون غيرها، لأغراض سياسية، وآنية ليست خافية على شعبنا اليمني، وكأنه الصراع الوحيد الذي عرفه اليمن طوال تاريخه السياسي الحديث. بينما الحقيقة والواقع أن اليمن شهد صراعات دموية ومأساوية قبل الوحدة وبعدها في الشمال وفي الجنوب، راح ضحيتها في الشمال الآلاف وعدد من الرؤساء والزعماء السياسيين الذين يعرف شعبنا كيف تم ذلك بهم.

وإذا كنا سنفتح جراح الماضي المأساوي كلها نكون كمن يحرث في البحر ويسير في طريق ليس له نتيجة سوى الرمي بسهامها نحو الوحدة الوطنية والإضرار بها في المحصلة الأخيرة.

وإذا كان لا بد من فتح ملفات الماضي، فيمكن تشكيل لجنة محايدة من الأكاديميين والمستقلين الذين ليس لهم علاقة بهذه الصراعات منذ قيام ثورتي 26 سبتمبر و14 أكتوبر وحتى الآن بهدف تحليل ما جرى والوقوف على الأسباب والمسببات، واستخلاص الدروس والعبر من هذه الأحداث لتطلع الأجيال الحالية والقادمة على الحقائق كما هي دون تضليل، ودون أن تخضع للأهواء والتفسيرات للأغراض السياسية الآنية التي تبعدها عن أهدافها في تضميد الجراح وتعزيز الوحدة الوطنية بما يؤسس لمرحلة جديدة من العمل الوطني لبناء دولة اليمن الواحد الديمقراطية بمؤسساتها المدنية والدستورية والقانونية والقضائية ليسود العدل والمساواة ويستتب الأمن ويزدهر الاقتصاد والنماء.

وبعد كل هذه السنوات، أصبح لدينا قناعة تامة بأن الذي أدى إلى تلك الأحداث الدموية التي مرت بها اليمن شمالاً وجنوباً سببه الرئيس هو غياب الديمقراطية، وتغييب المؤسسات حتى وإن وجدت شكلاً، ونهج التفرد بالقرار، وعدم قبول الآخر، وانعدام ثقافة الحوار، وغياب المنظومة القيمية والأخلاقية التي تحقق العدل والسلام والتسامح والمحبة والحكم الصالح.

وهناك اليوم حاجة فعلية وملحة جداً لاستيعاب دروس كل الأحداث في الشمال أو الجنوب، لمن لم يستوعب ذلك بعد، إذا كنا جادين فعلاً في استيعاب دروس التاريخ والاستفادة منها، وإذا كنا نريد حقاً تطوير أنفسنا ومجتمعنا وقيادته نحو الحداثة والتطوير، وإذا كنا جادين بمواجهة التحديات والمشاكل التي تمر بها اليمن بروح الحرص على الوحدة الوطنية والإخلاص للوطن والشعب.

ومن المهم الإشارة هنا إلى أن اجترار تلك المآسي، من قبل البعض لن يقود سوى إلى الأحقاد، وإلى الفتن، وسيؤدي إلى آلام أكبر مما قد نتصورها مقارنة بالنتائج المؤسفة الأليمة التي سببتها الأحداث السابقة في اليمن شمالاً وجنوباً، قبل وبعد الوحدة، وشعبنا في غنى عنها.

إن إثارة أحداث 13 يناير 1986م في هذا الوقت بالذات سيفتح الشهية أمام سيل لا أول له ولا آخر، حول عشرات الأحداث الأكثر مأساوية قبل وبعد هذه الأحداث في الشمال ايضاً وليس في الجنوب وحده. وفي الذكرى العشرين لأحداث 13 يناير 1986م المأساوية فإن المهم ليس اجترار ذلك الماضي الأليم، أو نبش القبور، بل الوقوف أمام مثل تلك الأحداث، للاستفادة من دروسها التاريخية البليغة وعدم تكرارها في المستقبل. وقد جرت مبالغات كثيرة في أعداد القتلى وضحايا الأحداث من قبل بعض الجهات لأغراض شخصية وسياسية، لكن مهما كان عددهم محدوداً، فإن سقوط ضحية واحدة هو خسارة لنا جميعاً وهناك اليوم من يستلم الملايين من الريالات لشهداء وهميين مازالوا على قيد الحياة قبل وبعد الوحدة من الشمال ومن الجنوب، بينما شهداء الثورتين وضحايا الصراعات السياسية يستلمون أقل من ذلك. وقد قلت في حينه وكررت ذلك كثيراً، بأننا جميعاً نتحمل المسؤولية عن تلك الأحداث، وكان المرحوم جار الله عمر يتفق معي في هذه الرؤية، وأذكر أنه زارني بعد الأحداث وأثناء حرب 1994م وبعدها، برفقة الدكتور ياسين سعيد نعمان، وحيدر أبوبكر العطاس، وسالم صالح محمد، وعلي صالح عباد (مقبل)، ومحمد سعيد عبدالله (محسن)، وشعفل عمر علي وآخرين، ووقفنا مطولاً عند أحداث يناير 1986م، ووصلنا جميعاً إلى استنتاج أننا جميعاً نتحمل المسؤولية عنها، وأن المهم الآن هو ترك ذلك الماضي وراءنا إلا بقدر ما نأخذ منه العبرة والدروس، والنظر إلى مستقبل شعبنا اليمني. وكذلك أكدنا على أهمية معالجة آثار حرب 1994م التي تركت جرحاً عميقاً في جسم الوحدة الوطنية، وتجاوز آثارها وسلبياتها. ويومها عرضوا علي القبول بمنصب الأمين العام للحزب الاشتراكي اليمني مجدداً، فشكرتهم على عرضهم وثقتهم الغالية بقيادتي، واعتذرت عن قبول المنصب، ولكني قلت لهم إن هذا الاعتذار لا يعني التنكر لتاريخي فأنا أعتز بهذا التاريخ وبكل الرفاق والمناضلين في الحزب.

وكان جار الله عمر، حسب علمي قادراً على التقاط اللحظة الراهنة، وعندما كانت تجري المراجعة النقدية لطبيعة النظام السياسي بعد أحداث 13 يناير في اليمن الجنوبي، فإنه أول من طرح ضرورة تبني الديمقراطية والتعددية السياسية واحترام الرأي والرأي الآخر مع عدد قليل ومحدود من المثقفين. ثم تبنى الحزب الاشتراكي اليمني هذه الرؤية التي وضعها ضمن برنامجه السياسي وضمن رؤاه لقيام دولة واحدة لليمن. وكان باستمرار قادراً على طرح قضايا في منتهى الأهمية تحدد صورة المستقبل السياسي للبلاد، وقادراً على جذب الآخرين إلى هذه القضايا، كما تبنى الحزب برنامجاً للإصلاح السياسي والاقتصادي قبل الوحدة وحمله معه إليها بتطلع كبير لمستقبل زاهر لكل أبناء اليمن. وكان المرحوم المناضل الوحدوي الكبير عمر الجاوي قد كتب في إحدى افتتاحيات مجلة(الحكمة) بعنوان (بعد الذي صار) أن الحل يكمن في الوحدة والديمقراطية والتعددية على عكس أولئك الذين مازالوا يجترون الماضي بعد عشرين عاماً من تلك الأحداث. ولا نعتقد أن نبش القبور في الصولبان (1) كما أسماها الشعب ساخراً والتي هي من مخلفات تلك الحرب.. سواء أكانت 13 يناير 1986م أو حرب 1994م، أو نبش الماضي في الصولبان (2) في ليلة رأس السنة، هو ما يقدم الحلول لمشاكل الشعب. ونحن نربو بأنفسنا أن يجرنا الآخرون إلى الاستغراق في الماضي الذي تجاوزناه واستفدنا من دروسه وندعو كل محب لليمن وحريص على مستقبلها الاستفادة من تلك الدروس المؤلمة.

إن أول الدروس من كل الأحداث التي مرت بها اليمن، يتعلق بالحاجة إلى استخدام العقل والحكمة، والحوار والمصالحة لتجاوز آثارها وسلبياتها كلها، بدلاً من العبث واللعب بالنار، واستدعاء أحداث بعينها لظرف سياسي آني، فليس ذلك من الحكمة في شيء، فهذا الأمر لن يحقق سوى منافع سياسية ضئيلة وآنية، لكنه سيجلب معه الآلام على المستوى الوطني على المديين القريب والبعيد.

ويتعلق الدرس الثاني بأن اليمن لجميع أبنائه وهم متساوون في الحقوق والواجبات، ولتحقيق هذه المشاركة وضمانها لا بد من إشاعة الديمقراطية والتعددية السياسية والتداول السلمي للسلطة وجعلها منهجاً للحكم والمجتمع بما يضمن مصالح جميع القوى والفئات في المجتمع، ويحقق في الوقت نفسه المصالح الوطنية العليا.

والدرس الثالث هو الحاجة الملحة لامتلاك رؤية استراتيجية لبناء دولة الوحدة العصرية، التي تلبي طموحات الشعب اليمني في الحرية والديمقراطية، وفي العدل والمساواة ليستتب الأمن ويعم الاستقرار ويسود النظام والقانون وتزدهر التنمية الحقيقية البشرية والمادية ويظلل الرخاء كل أبناء اليمن وتنتهي بلا رجعة مظاهر الخوف والقلق ويحل محلها الثقة والاطمئنان والأمان.

ونعتقد أنه برغم مضي 15 عاماً كاملة مازالت هناك فرصة تاريخية لامتلاك هذا المشروع الوطني، وإحداث تحول ديمقراطي حقيقي في اليمن، وهناك قوى داخل السلطة وخارجها تستطيع مجتمعة صوغ رؤية خلاقة واستراتيجية واسعة في مجال بناء الدولة العصرية، والنظام السياسي الأمثل، والحكم العادل.. وكذلك في مجال التنمية الاقتصادية والانطلاقة الاجتماعية، وكل ما هو مطلوب هو تعبئة قوى المجتمع لحشد التأييد لهذه الاستراتيجية لإحداث التغيير المطلوب بالطرق السلمية والديمقراطية.

ونعتقد أن ذلك فقط ما يستطيع أن يمكن اليمن من مواجهة التحديات الجمة التي يضعها على عاتقها الواقع ومتطلبات القرن الحادي والعشرين بكل ما يحفل به من تحديات، وليس اجترار الماضي ونبش قبور الموتى

2009
رد مع اقتباس