عرض مشاركة واحدة
  #2  
قديم 05-02-2005, 07:32 AM
الصورة الرمزية صوت الجنوب
المـدير الـعـام
 
تاريخ التسجيل: Dec 2004
المشاركات: 2,259
قـائـمـة الأوسـمـة
افتراضي رسالة مفتوحة إلى إخواني في المحافظات الشمالية

رسالة مفتوحة إلى إخواني في المحافظات الشمالية
نقلاًعن الوسط
الكاتب:علي هيثم الغريب
الأربعاء 27 أبريل 2005
القسم الثاني:
ايها الأخوة الأعزاء إن هناك أموراً ضرورية قلناها لكم في مقالاتنا السابقة ونعيدها اليوم لعل فيها تذكرة وعبرة. رفعنا مقترح اصلاح مسار الوحدة ومعالجة آثار الحرب إلى قيادة الحزب الاشتراكي وأحزاب اللقاء المشترك فشرع الحزب في فحصه وأحزاب اللقاء إلى رفضه والسلطة كانت غاضبة من طرحه. وكان يجب على الحزب الاشتراكي اليمني بصفته زعيماً لقضايا أبناء محافظات الجنوب أن يعلم أن فخامة الأخ الرئيس علي عبد الله صالح أيام مفاوضات الوحدة بين الشمال والجنوب كان قد اقترح الوحدة الفيدرالية أو الكونفدرالية بدون أي اشتراطات أخرى. وكان يجب على الاشتراكي بصفته شريكاً في الوحدة أن يعرف ان اتفاقية 30 نوفمبر 1989م أعطت للشطرين حقوقاً متساوية بعد إعلان الوحدة. وكان يجب على الاشتراكي أن يفهم أن ما عرضه من حق انفراد القبائل المسلحة بنهب اراضي محافظات الجنوب يتنافى على الأقل مع وثيقة العهد والاتفاق التي وقعت عليها كل القوى الوطنية اليمنية وربط عضوية الأمانة العامة والمكتب السياسي بموقف العضو من هذه القضايا. وأراد الله أن يقدم هذا الجناح بنفسه دليلاً قاطعاً على ما كان يعمله معنا أيام الحوارات من أجل تحقيق الوحدة. وكشف لنا عن خصلة فيه خطيرة وعرفنا أن في نفسه هدفاً خفياً يدفعه إلى السعي في بناء مجد له على حساب الوحدة وعلى اكتاف أبناء محافظات الجنوب. ولكنا ما كنا نتصور أن في هذا التيار الرافض لإصلاح مسار الوحدة خصلة أخرى استخدم برنامج الاشتراكي لتحقيقها بعد أن رأى أنه قد صار في الحوارات داخله أمام بقائه وجها لوجه. وأيقن أنه لا يمكن رفضها لغير سبب جدي يرتبط بموضوع الوحدة. فماذا عمل؟ حاول اشراك احزاب اللقاء المشترك في المسألة المطروحة داخل الحزب الاشتراكي، أي مسألة إصلاح مسار الوحدة فإذا وصل إلى مشروع يرضي تلك الأحزاب (نتفق معهم عليه ويعلن تيار اصلاح مسار الوحدة داخل الحزب الاشتراكي عن رضاه عنه وتقيده به). وبهذه المناورة يكون هذا التيار قد احتفظ بمركزه المتقدم في هيئات الحزب العليا وخرج من أي احراج ونحن نرفض أن تحل قضايا الوطن الكبرى بهذه الطرق. وسنستمر في الرفض وابداء الرأي والنصح دون عداء ولا خصومة أو جفاء أو الغاء الآخر أو تشويه لسمعته. ونأبى أن نستخدم اقلامنا الطاهرة في طعن المعارضين أو اصحاب السلطة في وطنيتهم أو نسبهم في رأيهم إلى أن يقضي الله أمرا كان مفعولاً. وكما حاورت الاستاذ أنيس حسن يحيى في صحيفة »الأيام« وقلت له أن الاشتراكية العلمية والنضال من اجل تحقيقها في الوقت الحاضر مطلب خارج عن المعقول وعن حد الوعي. وقلت له أن من غير المعقول أن حزباً سياسياً شارك في صنع حدث كبير (إعلان الوحدة بين الشمال والجنوب) وسقط بقوة الدبابة أن يرفض مطالب أبناء محافظات الجنوب. فهذه مسبة كبرى للوحدة وللعدالة وحتى الاشتراكية العلمية؟! فلم يجب عن هذه المسائل. وكان يجب على الاشتراكي ان يقف بامانة أمام هذه المسائل، وهل هي تؤدي إلى تقوية الوحدة أم لا؟! وكان الغرض الحقيقي أن يسعى العائدون لدى هيئات الاشتراكي في الحصول على آراء صادقة يطمئن إليها ابناء محافظات الجنوب بدلاً من الطعن بمواقفهم.

هنا ينعقد لساني وأترك لكم أيها الاخوة الحكم عن مروءة الحزب الاشتراكي، الذي أخرجنا من عدن وأخرجنا من صنعاء، واليوم يتنكر لكل مطالبنا باسم الوحدة شأنه شأن السلطة السياسية. والآن أيها الاخوة الأعزاء وقد وقفتم على شيء من مطالبنا نحو الحزب الاشتراكي ومما يحدث داخله. فهل ترون أن نوافقه على كل افعاله وأن نستسلم للأمر الواقع ونفقد كل شعور بالمسؤولية تحت مبرر أن السلطة تقف إلى جانب التيار الرافض لإصلاح مسار الوحدة؟!

ونحن نقول أن للوحدة علينا حق يجب أن نصونه وان لمحافظات الجنوب كرامة يجب أن نعتز بها، ومن يريد منا عضوية في الأمانة العامة أو المكتب السياسي أو في الحكومة فعليه أولاً أن يتنكر لمطالبنا هذه، وهذا ما يؤسف الجميع.

فحقوقنا الوطنية معروفة، أعلنتها جماعات متتابعة منذ ما بعد الحرب بكل وضوح وجلاء، ولا نرضى أبداً بأن يسود شطر على الشطر الآخر أو تنفي قبائل قبائل أخرى، ولا تزال كلمة عمر بن الخطاب رضي الله عنه ترن في الآذان حين قال لعامله على مصر عمرو بن العاص: »متى استعبدتم الناس وقد ولدتهم امهاتهم أحراراً« وكل منا يعلم ان الدسيسة الكبرى التي اقتحمت على أبناء المحافظات الجنوبية عقولهم وقلوبهم وأراضيهم هي تأثرهم بالفكر الاشتراكي العلمي (الذي هو حقيقة ليس علمياً)، وإن كان علمياً فالناس أميين، ووطنياً جهلة. وقد انتهت الاشتراكية العلمية التي قضت علينا، فرأينا بعدها القبائل المسلحة نازلة من القبلة تسعى سعياً حثيثاً إلى نهب أراضينا باسم الوحدة تارة والتكفير تارة أخرى.. وهناك من هو لا يزال يحمل تلك الأفكار الاشتراكية العلمانية لكي يعطي مبرراً لتلك القبائل بالنهب والسلب ويعطي مبرراً للغدر »باجتثاث بقايا الشيوعيين«.

لهذا صار من واجبي بعد الذي جرى أن تعلموا أسباب الخلاف الذي بيننا، واني ليحزنني أن أتكلم في هذا الموضوع. الذي لم يعد استثنائياً - بل أصبح في صلب القضية اليمنية. أمتنعنا عن ذكره سابقاً لأننا كنا نأمل أن نتوجه جميعاً للدفاع عن قوى التحديث حينما كانت، وحماية حقوق من انتهكت كرامتهم وتاريخهم وسلبت اراضيهم ووظائفهم بالقوة المسلحة، لولا أن طفح الكيل ونفذ الصبر وصرنا بحاجة للمصالحة لإزالة العقبات التي اقامتها السلطة في طريق الوحدة وأصحاب الحق..

وإنا إذا كنا قد كسبنا قليلاً من حرية الكتابة والرفض بحكم اتفاقيات الوحدة الأولى والتغيرات الدولية الضاغطة في هذا الجانب، فإننا قد فقدنا كثيراً من حق الحياة والبقاء بعد ان صارت القبائل المسلحة تملأ الأراضي البيضاء والمزارع وتطلق الرصاص على الملاك الأصليين باسم الوحدة، وصارت الكرامة تداس باسم الأغلبية البرلمانية، وبعد أن صار الفاسدون وحدويين وكرام القوم هدفاً للتشويه والطعن بوطنيتهم وبعد أن صارت »وحدة ٧ يوليو« أداة لاحلال الأصل محل الفرع، وأداة لافساد النفوس ووسيلة لإقصاء ذوي الوطنية والشجاعة والعزة، حتى صار كل شيء مهنة للكسب والاثراء ومعاول للهدم والتخريب. وبعد كل هذه الآلام ظهر لنا جناح داخل الحزب الاشتراكي يرفض المصالحة الوطنية ويناور باسمها، يرفض معالجة نتائج حرب 1994م ويقتات من ذكرها.. ويعيش حالة نفسية لا سبيل إلى اصلاحها وهي التي يرجع إليها كل سبب من أسباب ضعف الاشتراكي. وتعلمون جيداً أننا كنا مع وحدة الشعب اليمني على ما تكون أمن صدق وصفاء، واننا من أجل ذلك تركنا عدن موحدة العرب (التي تعم فيها اليوم أساطيل الغرب)، وذهبنا إلى صنعاء مقتنعين بقيادتها لنا، وسلمنا دولة وأرضاً لم تمسها رجل أجنبي إلا انقطعت، ورضينا أن نعود إلى الصف الثاني في القيادة ليس كفرع ولا كأصل، ولكن كيمنيين قال عنا التاريخ أننا العرب العاربة، لا نعرف العصبية ولا البغضاء ولا تحقير الآخرين، ولا أعتقد أن ذلك غاب عن أذهانكم وذكرياتكم، والتاريخ مهما لفق فهو ليس حلاً لقضايانا الحالية التي تطفح بالصديد. وتعلمون أننا عملنا كل ذلك لا مرضاة لأحد في الداخل أ والخارج، بل إرضاء لضمائرنا وخدمة لتاريخنا حتى وإن كتب اليوم باسم »قبائل القبلة« وتعلمون أننا بحكم تاريخنا العظيم ونضالنا المرير لن نسلك غير هذا الطريق.. فدع الضعفاء يتحدثون عن التاريخ كما يشاءون ولكن هيهات أن يطمسوا ثمود وعاد والاحقاف واوسان وحمير.. فالآن نحن نسعى نحو الوحدة بين اليمنيين، لأنه الحلم الذي يراودنا من الأجيال الطويلة.. حلم مشينا إليه بكل صدق وأمانة.. لم نشعر بتضحياتنا من أجل هذا الهدف النبيل الذي يتلألأ مثل نجم على رأس جبال الهملايا. والذي حدث أنه بعد فرحة 22 مايو العظيمة جاءت الحرب وقمنا ذات يوم في عدن على صوت »الزامل« وصوت الجزمات في الشوارع، وعلى أوامر تصدر علينا بصوت جاف. ورأينا التحدي في عيون الرجال المسلحين في حركاتهم وفي كل تعامل معنا، واسمحوا لي إذا قلت لقد رأينا الكره والاحتقار نحو أبناء محافظات الجنوب وكأنهم دخلاء.

موقع صوت الجنوب
رد مع اقتباس