عرض مشاركة واحدة
  #24  
قديم 09-18-2014, 10:06 AM
الصورة الرمزية روابي الجنوب
المـشـرف الـعـام
 
تاريخ التسجيل: May 2012
المشاركات: 121,433
قـائـمـة الأوسـمـة
افتراضي



من احد مقابلات السياسي المخضرم عبدالله عبدالمجيد الاصنج الله يرحمه في عام 2012م
*********


عبدالله الاصنج : والدي من دبع وأمي حضرمية ومع هذا أدعو إلى حق تقرير المصير الجنوب

الأحد, 08 نيسان/أبريل 2012 11:29

جدة – لندن " عدن برس "

عبدالله عبدالمجيد الاصنج السياسي اللامع والأبرع في تاريخ السياسة اليمنية جنوباً وشمالاً.. صاحب أطول مسيرة نضالية حافلة بالمحطات والاحداث المهمة التي صاغت تاريخ اليمن الحديث ورسمت ملامح وجهه السياسي والاقتصادي والاجتماعي. بدأ حياته مناضلاً عنيداً ضد الاستعمار البريطاني في عدن , ومن ثم سياسياً فاعلاً وقطباً سياسياً في التركيبة السياسية للنظام في صنعاء .. وقائداً سياسياً بارزاً في معارضة الخارج


من إقامته في السعودية تحدث إلينا بانسيابية تعكس خصوبة وثراء ذاكرته وجزالة ذكرياته.. فإلى حصيلة الحوار مع السياسي المخضرم الاستاذ/عبدالله الأصنج :
- دعنا نتحدث عن السنوات الأولى واستحضار بعض الصور والمحطات التي عاشها الأستاذ عبدالله الأصنج؟
أنا من مواليد 17 نوفمبر 1934م في عدن, والدي عدني من دبع في تعز وأمي عدنية من حضرموت رحمهما الله.
وأب لولدين محمد ومازن وبنتين منال وميرفت.. تلقيت دراستي الابتدائية والثانوية في عدن. وانخرطت في النشاط الوطني بشقيه العمالي والسياسي من خلال تأسيس الحركة النقابية المؤتمر العمالي وحزب الشعب الاشتراكي في منتصف الخمسينيات ومن قبل ذلك بعامين انخرطت في الجبهة الوطنية المتحدة بزعامة الأخ المؤسس محمد سالم علي عبده صاحب دار البعث للطباعة والنشر بمدينة كريتر في محافظة عدن ومحمد عبده نعمان ومحمد بن محمد الزليخي والسيد زين صادق ومحمد سعيد مسواط وعبده خليل سليمان وعبدالله علي عبيد ومحمد سعيد القباطي وحسين سالم باوزير وسعيد محمد الحكيمي وأحمد حيدر ومحمد باشرين وادريس حنبلة ومحمد عبدالله الذهب ومحمد ياسين خان وخليفة عبدالله حسن وعتيق عبدالرحمن وطه سعد ومحمد عبدالله شرف وعبدالرشيد بيج وعبدالكريم ثابت ومحمد علي شمشير ومحمد العبودي وعلي باعزب. وشاركت في مظاهرات ومحافل سياسية دعا لها الرواد.. محمد علي الجفري وشيخان الحبشي وأحمد عمر بافقيه والشيخ محمد بوبكر بن فريد ومحمد بن عيدروس وصالح حسن والشيخ مقبل باعزب والمصلي والمصعبي ومحمد حسن خليفة وعبده حسين الأدهل وسعد القعطبي وعبدالعزيز الكثيري وصالح وناصر العرجي وعبدالرحيم قاسم ومحمد عبدالله عوض وأبوبكر سالم عقبة وحسين عبده حمزة وإبراهيم زوقري ومحمد وصالح حسن عبدالله ومحمد عبدالمجيد مية وفؤاد عبدالله بارحيم وأشرف خان وعثمان سيف وسعيد صحبي ومحمد سالم باوزير وأحمد يوسف النهاري وعبدالقادر الفروي وجعفر ومحمود عبدالحميد وعلي وأمين عبدالرحمن الأسودي وطه مقبل وعلي أحمد السلامي وأخص بالذكر للعرفان بفضلهم أساتذتي في الابتدائية والثانوية منهم الشيخ كامل صلاح وعبدالله محمد إبراهيم والجوهري وهاشم عبدالله وصالح الموشجي وحنبلة وإبراهيم روبلة ومحمود وحمزة وعبدالرحيم وإبراهيم وحامد لقمان وسيد أحمد علي ومحمد نظير وحسين بيومي وحامد خليفة وعلي الشاذلي وعلي غانم كليب ويوسف حسن السعيدي وحسن فريجون وحسين هادي عوض.
- إذا كانت علاقاتك الأولى مع الدراسة وربما الكتابة.. فكيف تشكلت قناعاتك وعلاقاتك بالأوساط السياسية ودوائر الحكم؟
أنتمي إلى حراك جيل نكبة فلسطين وتوابعها التي جسدت عنفوان اليقظة العربية الذي تنامى قبيل وأثناء وبعد الحرب العالمية الثانية وماأفرزته من الزعامات العربية والآسيوية والأفريقية التي نهضت بمسئولياتها تجاه شعوبها العربية والإسلامية والآسيوية والأفريقية للنضال من أجل الاستقلال الوطني من الاستعمار.
قرأنا وتابعنا وتعلمنا نحن جيل مواكبة نكبة 1948 الكثير وعشنا بعد دعوات سبقت وحركات تحرر وعصيان مدني قادها مصطفى كامل وسعد زغلول ومصطفى النحاس وعبدالكريم الخطابي وعبدالقادر الجزائري وعمر المختار مع غاندي ونهرو وجناح وسوكارنو ونكروما وكينياتا وسيكوتري وموديبوكيتا وكينيت كاوندا ومكاريوس وماوتسي تونج وشون لاي والملك فيصل بن عبدالعزيز ومحمد الخامس وإسماعيل الأزهري والسيد المهدي وادريس السنوسي وجمال عبدالناصر وزايد بن سلطان وشكري القوتلي وأحمد بن بيللا وقابوس بن سعيد والنعمان والزبيري والإرياني وعثمان ولقمان والأصنج وخليفة والقردي وعوض بكير.. ولقارئ الجمهورية أقول: لقد أوردت هذه الأسماء لقيادات متميزة اعترافاً بالأدوار التي لازمت فترة ولاية ودور كل منهم في بلده وماتحقق خلالها من انجازات تنموية ونهضة تعليمية عمرانية وتحررية كان لكل منهم نصيب فيها.
لقد كان لي شرف وحظ زيارة وتخاطب مع عدد قليل من هؤلاء العمالقة الكبار لمرة أو لمرات مع بعض منهم. لكني حرصت أن أطلع على كثير مما كتبوه أو كُتب عنهم. واستفدت كثيراً. والحقيقة أن عدداً من هؤلاء القادة كانت بدايته قدر من الإصلاح ولتلبية حاجة الشعب في بلده إلا أن البقاء في قمة السلطة من ناحية دخول العسكر وسيطرتهم على الدولة هنا وهناك أفسد أجواء البدايات حيث هبّت ريح صرصر لتقتلع النبتة الصالحة والثمرة الطيبة وحولتها إلى أكوام من الشوك الذي يدمي الأجسام وإلى رياح تهب من الجهات الأربع لتصنع كارثة شعوب وأوطان. وأمامنا حصاد فشل عساكر اليمن والسودان وموريتانيا والباكستان في حلقات السلسلة غير المباركة.
وفي سياق السرد كأحد العاملين مبكراً في النشاط السياسي العام في الجنوب قبل جلاء الاستعمار وفي الشمال في عهد القاضي عبدالرحمن الإرياني رحمه الله بعد إسقاط الإمامة وإعلان الجمهورية.. ففي المرحلة الأخيرة التي سبقت استقلال الجنوب قررت البقاء في مصر عقب فشل المحادثات بين الجبهتين التحرير والقومية والحديث عن أسباب ذلك الفشل يطول وقد ينكئ جراحاً لامصلحة لأحد اليوم بعقله أن يستعيد ذكراها ويتحدث عنها. لقد عدت إلى تعز وصنعاء مع عدد من الإخوة تلبية دعوة كريمة من القاضي الإرياني والفريق العمري يرحمهما الله.
لقد كان طرد المستعمر قضية إجماع وطني لاخلاف عليه. ولكن التأثير الخارجي القومي من لبنان وسوريا ومصر والتأثير الأممي من الاتحاد السوفيتي لعب دوراً أكيداً في إذكاء التنابز والصدام بين مناضلي القضية الواحدة للأسف الشديد. وحصل ماحصل بين الجبهتين.
كنت على علاقة طيبة للغاية مع الأخ فيصل عبداللطيف الشعبي منذ كنا زملاء دراسة في ثانوية عدن. وحاولنا خلال محادثات الجبهتين في القاهرة أن نواصل مساعي التقريب حتى قبيل بدء مفاوضات الاستقلال بين القومية وبريطانيا بأيام في جنيف.. وكان لقائي الأخير مع المرحوم فيصل الشعبي في فندق الكومودور ببيروت بعد أيام. وتم الاتفاق الشخصي بيننا على الإبقاء على قناة اتصال وعلى ألا يكون انفراد القومية بالسلطة في الجنوب دافعاً لاعتماد سياسة انتقامية ضد التحرير والتنظيم الشعبي وإقصاء موظفي الخدمة المدنية منهما. وفي لقاء بيروت كرر الأخ فيصل قوله بأن هناك ضرورة لمشاركتي في أول حكومة الإستقلال فاعتذرت للمرة الأخيرة وقلت له مبتسماً(سوف أكون سفيراً لكم في موريتانيا حين تقيموا سفارة هناك) فقال: لماذا اخترت موريتانيا فأجبته(دولة صغيرة وفقيرة وبعيدة والتواصل بيننا سيأخذ أشهراً.. لأن وجودي سفير لكم في القاهرة أو لندن أو واشنطن سيحمل معه تهمة التآمر).
وضحك فيصل الشعبي وودعنا بعضنا وانقطعت الاتصالات وعادت بعد سنين اتصالات شخصية على قدر طيب من الود والاحترام بيني ومحمد صالح مطيع وعبدالعزيز عبدالولي وفي مرحلة متأخرة جداً مع عبدالله الخامري بعد حركة 13يونيو التصحيحية بقيادة الشهيد إبراهيم محمد الحمدي رحمهم الله جميعاً.
- كيف تقيمون الواقع السياسي الراهن في اليمن.. ما إذا كان واقع ثورة أو واقع أزمة وماهي آفاقه المستقبلية؟
الواقع السياسي الراهن في اليمن خطير ولاشبيه له حتى في دول العالم الثالث أو الفالت ولم تعرف اليمن مثيلاً له من قبل منذ العهد الإمامي مروراً بالرئاسات السابقة فالأمن والاقتصاد والمال والبطالة وفساد القضاء والغلاء الفاحش وسقوط هيبة الدولة التي توشك على الإنهيار وتدني خدمات الصحة والتعليم بعد أن غاب عنهما الكتاب والأسبرين وحتماً دون مباغتة سنجد المباني خاوية على عروشها بعد خلع الأبواب والسرر والمقاعد لاقدر الله، وبعد أن يهرول الشباب صوب قراهم ينشدون مع أيوب طارش شفاه الله أغنية أرجع لحولك كم دعاك تسقيه!
وأما هل مانحن فيه واقع ثورة أم واقع أزمة.. فاليمن في هذا الواقع أبعد من وصفها تعيش ثورة أو أزمة فلا ثورة حسمت أمرها ولا أزمة يسهل على المراقبين فك عقدتها أو قراءة ماوراء الأكمة من طلاسم تساعد على بلوغ الحل.
واليوم يعيش اليمنيون واقع فوضى تضرب كل مناحي الحياة وثورة الربيع العربي التي حققت نجاحاً في تونس لم تحقق مثله مثيلتها في ليبيا ربما لأن النفط في ليبيا هو مصدر نقمة وليس نعمة لشعب ليبي ماصدق أنه قد تحرر من حكم طاغية مجنون حتى تتولى أمره جماعة من أهله يتماهون في الأرض بين اخوة عربية وصداقة أنجلو يورو – أمريكية وأسلمة سياسية كالزيتونة لاشرقية ولا غربية.. وأما الآفاق المستقبلية لليمن فمليئة بالسُحب تارة والغبار تارة أخرى.
والرئيس الجديد هو النائب القديم الذي عاش في الظل لدهر من الزمن والشعب يناشده اليوم أن يخطو الخطوة الشجاعة في الاتجاه الصحيح وفاءً بالقسم الدستوري والتعهد المعلن على لسانه في اليمن وللعالم بأنه سيكون عوناً للشعب لاعليه وأنه ملتزم بهيكلة القوات المسلحة والأمن مروراً بإحلال الأصلح في الوظيفة العامة وطرد ومعاقبة المفسدين وعديمي الأهلية والارتقاء بالأداء الإداري والمدني والعسكري وتعويض المتضررين من إجراءات انتقامية مخالفة للقانون في حالات عديدة كما حصل لصحيفة الأيام العدنية وأصحابها آل باشراحيل وجميع العاملين فيها وإطلاق سراح حارسها المرقشي فوراً وإقالة القضاة والفاسدين ذوي العلاقة المشبوهة بملف قضية الأيام وقضايا أخرى وهناك ملفات لاتقل خطورة مثل وضع اليد دون وجه حق على مساحات كبيرة من الأرض في محافظات عدن وأبين ولحج وشبوة وغيرها وعقود نفط وغاز تشوبها شبهات ومخالفات وهناك صفقات أسلحة وتهريب مخدرات وأطفال لابد من التحقيق فيها وسجن الكبير قبل الصغير من المتورطين فيها والمسئولين عنها فوراً.
ولكل ما سبق فإن آفاق المستقبل لايمكن التكهن بمدى قدرة أي عاقل أن يتطرق إليها أو التبشير بأن الحلول ستكون واعدة بالخير أو حتى القول بأن المستقبل سيكون أفضل في وطن اغتالته حفنة من حكامه دعونا ندعو الله من أجل مستقبل أحسن لشعب كريم عانى كثيراً تحت نظام حكم فاسد وفاشل.
- حتى بعد تنحي الرئيس السابق صالح،وانتخاب هادي رئيساً وتشكيل حكومة الوفاق.. إلى أين يتجه الوضع في اليمن – برأيكم؟
أسمح لي أن أرد على سؤالك بسؤالٍ وأقول: هل تنحى الرئيس السابق حقاً وهل تتوفر للرئيس الجديد أنياب ومخالب لإجبار معياد الذي يرفض منذ أيام تنفيذ قرار جمهوري يقضي بتنحيته عن رئاسة الإدارة في المؤسسة الاقتصادية بصنعاء فإن كان هذا حال قرار جمهوري في شأن إداري فإن ما ينتظر مشروع هيكلة القابضين على المدفع والدبابة والصواريخ لن يكون سهلاً وقد لايكون تنفيذه ممكناً.
ودور حكومة الوفاق أخف وأقل وزناً وجدية من دور رئيس بدون أنياب أو حكومة برئيس يبكي وبينهما مبادرة خليجية كما سبق لي وصفها بأنها بدون مخالب ولن أبخل على الرئيس هادي ورئيس الحكومة باسندوه بالدعاء أن يحميهما الله بعينه التي لاتنام فهما في الظلام الدامس على كف عفريت.
وأما اليمن فوجهته غير معلومة ولايعلمها إلا العلي القدير ولنصل جميعاً شمالاً وجنوباً ونتضرع بأن يتولانا الله بألطافه وبرحمته ويتم نعمته علينا جميعاً ويجعل في المبادرة الخليجية وجهود بن عمر دواء لكل داء في اليمن شمالاً وجنوباً.
- كيف تقيمون المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية.. هل تكفي لأن تكون مخرجاً متكاملاً لليمن من أزمته العاصفة؟
لقد أكملت في اجابتي الحديث عن هذه المبادرة وأعتذر لقراء الجمهورية عن عدم الخوض في مسألة المخرج المتكامل والحل الممكن للأزمة العاصفة التي يعاني الشعب منها وستكون عودة على بدء لو لم يحقق الرئيس منصور للشعب البدء الفوري لإعادة هيكلة الجيش والأمن وأعطى للجنوب حق تقرير المصير واستأصل الفساد وحاكم كبار المفسدين وصغارهم مدنيين وعسكريين وتجاراً وشركات.
والحاجة اليوم ماسة إلى إصدار قانون يقضي بمنع كل من تولى وظيفة عامة كوزير أو سفير أو محافظ أو قائد أمن حتى يوم الانتخابات الرئاسية الأخيرة قبل شهرين البقاء في وظيفته على أن يستبدل بآخر يحمل من القدرة مايؤهله.
وأما الأزمة العاصفة الراهنة فسوف تبقى مابقي موضوع إعادة الهيلكة عالقاً ومابقي المفسدون بعيدين عن يد القضاء العادل ومايبقى للسفير الأمريكي دور كعبة للطامعين والمتطلعين والفاسدين من قطط الموائد.. كل هذه الأمور لم يتطرق إليها المعنيون بصورة مباشرة وواضحة ومحددة حتى في ملاحق سرية كما أغفلتها أحزاب اللقاء المشترك دون تفويض من الشعب الذي يقف وراء حركة ساحات الشباب في محافظات الشمال وساحات الحراك الجنوبي في محافظات الجنوب.
- لكنك قلت، من قبل، بأن المبادرة الخليجية ناعمة وبدون أنياب.. ماهو القصد؟
وهل هناك من يخالفني الرأي.. فلينورني صاحبه لافض فوه.. أو لولم تكن هناك المبادرة ناعمة وبدون أنياب.. لتعامل معها الفرقاء بجدية وأعقبت تنحية الرئيس السابق مغادرته مع أعوانه ضيوفاً في بلد شقيق أو صديق.
لو قال الزياني وبن عمر بأن الضمانات والتعهدات المعلنة الممنوحة للرئيس السابق وأعوانه لن تستمر بعد انقضاء شهر من تاريخه لكانت الطريق إلى تنبكتو (مسير يوم) ولكانت المبادرة الخليجية أكدت بأن لها مخالب وأسنان وعضلات وعزيمة تفرض بها الحل المنشود في اليمن ولكن ماتشاؤون إلا ماشاء الله.
- ماهي رؤيتكم لإنتشال الوضع المعقد في اليمن بمشكلاته المتفجرة كالصراع المحتدم بين مراكز القوى، والقاعدة وصعدة، والجنوب المشتعل، وثورة الساحات؟
تعلمت بأن لكل مشكلة حلاً وأن قبول أطراف أم طرفي أي مشكلة يدركون الحدود التي لايمكن لأحد منهم أن يتجاوزها حتى لاتلحق الكارثة به لوحده أو بمن معه وبعض من خصومه.
ومشكلتنا في اليمن متعددة الأطراف والمسببات ويجمع بين أطرافها ماهو سياسي ومذهبي ومناطقي أو رغبة في الحصول على المزيد من الثراء الفاحش وتخصيص الفقر المدقع للسواد الأعظم من المواطنين.. وإذا كان العدل أساس الحكم فإننا لانجد للعدل والحق مكاناً في أرض اليمن ولهذا فالتغيير والانعتاق والخروج إلى رحاب الحرية والعدالة والديمقراطية هو الحل.
ومشكلة القاعدة تعود إلى أمريكا وحلفائها فهم خططوا وحددوا الأدوار ونقطة البداية ولم يضمنوا النهاية وحشدوا الدعم والترويج لها في أكثر من جامع ودفعوا بأكثر من خطيب وطالبوا رجال أعمال وحكومات في دنيا المسلمين لمحاربة السوفيت الذين سبقوها لإحتلال أفغانستان وفي النهاية لم يهتموا بالمجاهدين الذين ساقوهم إلى أفغانستان يضربون في الأرض على وجوهم وليصنعوا كارثة لأوطانهم.
إن نظرة فاحصة لموقع أفغانستان الاستراتيجي يكفي لتقدير الأهمية العسكرية كحاضن جغرافي للحاجة الدفاعية العسكرية ولخطوط نفط وغاز في محيط آسيا الوسطى تخفف على الولايات المتحدة وأوروبا اعتمادها على صادرات نفطية إيرانية عبر مضيق هرمز.. المجاهدون الأفغان أجبروا السوفيت على الجلاء من أفغانستان ليحل محلهم عساكر الولايات المتحدة وأوروبا وبالتسلسل عاد المجاهدون العرب من جنسيات في أصقاع شتى إلى أوطانم واختار كثيرون منهم اليمن كمحطة للإقامة وكان لهم حظ من الإيواء والتجنيد في اليمن السعيد ومنذ أعوام بادرت أجهزة أمن حكومات عربية لطلب تسليم وإعادة ما يخصها منهم وكان في الجانب اليمني الرسمي من يتمصلح ويتمعيش من وراء عملية (اقبض أولاً فالتسليم ثانياً) والمشكلة المطلوب حل لها في حالة القاعدة يتلخص في هدف القاعدة أن تتولى السلطة الكاملة والمطلقة في اليمن وهذا من المستحيلات تحت رفض العالم لها والنفور منها وأما الحل في صعدة فيمكن إقامته بمشاركة الحوثيين في إدارة شئونهم الداخلية في ظل دستور جديد يحدد صلاحية ذاتية لكل محافظة وليس للمركز دور إلا فيما يخص الدفاع والخارجية والاقتصاد والمحاكم.. وأما لجنوب المشتعل فالتسوية ترتكز على إجراء استفتاء حول بقاء الوحدة بهيلكة جديدة أو بالإنفصال الفوري في إطار متفق عليه عبر هيئة قانونية من العلماء وساسة بعدد متساوى من الشمال ومن الجنوب ورئيس دولي فالاستفتاء الحر لرغبة الشعب هو طريق الصواب.
- ماهي الرسالة التي تودون توجيهها للرئيس هادي، ولحكومة الوفاق برئاسة باسندوة؟
لا أملك حقاً ولاتوكيلاً من الشعب بأن أشير على رئيس منتخب أو على رئيس حكومة مكلف.
- هل لكم مساهمة في ردم الهوة ومعالجة الصراع المحتدم حالياً بين القوى المتصارعة في صنعاء؟
ياصاحبي المشكلة في اليمن ليست مجرد هوة يمكن ردمها بكباسات وزارة الأشغال لمعالجة الصراع المحتدم بين حلفاء الأمس وغرماء اليوم.
ومن الصعب بمكان أن تطلب من فقيه من بيت الفقيه بالحديدة أو من باب موسى في تعز أو سيد بعمة من الوهط أو شبام أن يجد خفاً ليضرب به رؤوس أو وجوه حلفاء الأمس أعداء اليوم حتى يقلع الشيطان من صدورهم وعقولهم ليؤمن البلاد والعباد فالحالة تقدم نفسها بأنها حالة مرض عضال.. مرض سلطة وجاه وثراء من وراء فساد مقيم حل باليمن والعلاج لهذا المرض يتوفر لدى ساحات شباب التغيير وساحات الحراك السلمي حصراً.
وعند هذه النقطة أدعو شباب الثورة في ساحات التغيير في تعز وصنعاء وإب والحديدة والبيضاء وشباب الحراك الجنوبي السلمي في عدن شرقاً وغرباً أن يستعيدوا دورهم ومبادرتهم في سوق النخاسة السياسية ويلزموا السفير الأمريكي بالتوقف عن لعب دور المفتي السياسي والمرجع الأوحد لحل صراع يوشك بلوغ مرحلة الغليان والإنفجار.
1 - منذ أكثر من عام والعالم العربي وبالأصح بعض دول تعيش مرحلة مخاض وولادة واقع جديد.. كيف يقرأ الأستاذ/عبدالله الأصنج المشهد العربي من خلال ملامحه التالية:
2 - الإنجازات التي حققتها الثورة؟
3 - هل نجحت في إعادة صياغة الواقع وفق مبادئ الثورة.. وماهو تأثير العامل والتدخل الخارجي في ذلك؟
4 - هيمنة التيارات السياسية الدينية على المشهد المعاصر الأسباب، العوامل، الآفاق المستقبلية؟ وهل هذه التيارات مهيأة لإعادة مشروع قومي جديد؟
- مازال مخاضاً عسيراً والولادة كانت متعسرة والجنين في الحاضنة وعليه فالإنجاز لم يتحقق إلا في حدوده الدنيا ففي تونس بداية بتنازل وخروج بن علي والبدء في محاكمة المفسدين من أقاربه والمقربين وفي مصر استقال حسني مبارك وشرعت النيابة في محاكمته وولديه ورجال عهده وأما في الجماهيرية اللبيبة فقد قُتل القذافي وعدد من أبنائه واعتقل نجله الذي ورث جنون العظمة من أبيه واستأذنت ابنته عائشة بمغادرة الجزائر لتستقر في قطر لووافق أميرها.
فالطريق أمام شعوب تونس ومصر وليبيا ماتزال أبعد من أن تصل مرحلة الانتقال الكامل والآمن إلى مرحلة الاستقرار وبلوغ مرحلة دخول الواقع الجديد للثورة في كل منها.
وأما في اليمن فلا توجد ثورة حقيقية منذ أن تولت أحزاب اللقاء المشترك إدارة صراع على السلطة وقبلت بالشراكة مع حزب المؤتمر الشعبي العام في ظل رئيس منتخب بالتزكية وحكومة انتقالية لوزراء من الجديد والقديم وطالما أن دور الشباب قد تم اختراقه ومواراته بعيداً عن الواجهة الأمامية لما كان اليمنيون يعتبرونها بدايات للثورة. ولهذا أعتقد أن الكلام عن نجاح إعادة صياغة لواقع جديد لم يحن وقته بعد.
وأما سؤالك عن هيمنة تيارات إسلامية سياسية على المشهد فلا تتوفر بيانات ومعلومات عن مدى صحة ودقة تعاملها مع الأحداث الجارية ولكن هناك حضوراً ملموساً لمشائخ قبائل ولعلماء وقضاة في أكثر من حزب وتنظيم سياسي في اليمن. كما أن أفكار الإخوان المسلمين ليست بالجديدة على اليمن وأقف هنا عند مبادرة الشهيد القاضي محمد محمود الزبيري حين حاول إعلان إنشاء حزب الله من برط في العام الثاني من عمر الثورة السبتمبرية واليوم نجد في حزب الإصلاح السياسي توجهاً إسلامياً وهناك كلام عن حزب سياسي سلفي وهناك أيضاً نشاط سياسي ديني في حضرموت يتوزع ولاء القائمين عليه بين السلفية والإصلاح وأخيراً وليس بآخر هناك جماعات القاعدة ويوميات نشاطهم مدونة في ملفات وأرشيف وزارة الداخلية والدوائر المتخصصة التابع لها. لقد فشلت الماركسية والبعثية وحركة القوميين العرب في إنجاز مشروع قومي عبر الخمسين سنة الماضية ولن تكون أمام الأسلمة السياسية فرص أفضل وحظ أوفر للهيمنة حتى النسبية المؤثرة على المشهد المعاصر لأن معاناة الناس أكبر بكثير من قدرات كافة الأحزاب الإسلامية والقومية والعلمانية على إحكام قبضتها للهيمنة ولتقديم حلول مناسبة لمعاناة اليمن. وقد يكون تقديري هذا غير مقنع بسبب ابتعادي عن مسرح الأحداث.
نقلا عن صحيفة " الجمهورية "
حوار:عبيد الحاج

عبدالله الأصنج لـ« الجمهورية »: علي سالم البيض ارتهن لإيران وصرف في حرب 94م مليار دولار 2-2

- قيادات جنوبية في الخارج تتجه نحو التوريث
-البيض وحسن باعوم لا يملكان صكّاً بملكية القضية
الجنوبية
- لم أقتل صديقاً أو خصماً ولم أسرق مالاً عاماً ولا خاصاً

توليت وزارات اقتصاد وخارجية ومواصلات ومستشار سياسي في صنعاء للرئيس السابق علي عبدالله صالح ومن قبله القاضي عبدالرحمن الإرياني والحمدي والغشمي وعلي سالم البيض، ولكل منهم موقع في نفسي.. السياسي المخضرم عبدالله الأصنج في الجزء الثاني والأخير من حواره مع «الجمهورية»..
ـ الثورة اليمنية هل هي امتداد لفعل الحراك السلمي الجنوبي أم هي أحد إفرازات الربيع العربي؟
لا يمكن الجمع بين الحدثين، فالأول في الجنوب تعبير عن رفض الجماهير تتجاذبه دعوات فك ارتباط الوحدة أو تقرير مصير وبحر الحدث وسط بحر هائج تمسك ببوصلته بعض زعامات تستجر وتغرق في خلافات سابقة وتسبح في أحلام اليقظة وترفع شعارات لا طعم لها ولا لون وتقبض أموالاً من مصادر مشبوهة (إنهم لا يقومون إلا كما يقوم الذي يتخبطه الشيطان من المس) وأما شباب الحراك فإنه لا يتاجر بقضيته ولا يقبل وصاية سياح في الخارج ويرفض أن يضيع بوصلة قضيته.
وأما الحدث الثاني الذي يواكب الربيع العربي فساحته الشمال وتدير اللعبة السياسية فيه أطراف حزبية قوامها الإصلاح ومجازاً الاشتراكي بمن تبقى فيه، وآخرون معهم من الناصرين والبعث السوري وشخصيات قبلية غير موالية للرئيس السابق أو من فئة بين البين وآخرون مثلهم يلتحفون بغطاء المؤتمر الشعبي العام الذي أصبح اليوم شريكاً في السلطة الانتقالية مناصفة وإن كانت المناصفة تواجه خلافات ويتبادل طرفاها الاتهامات ليلاً ونهاراً.
ولهذا فإن المكونين الرئيسيين للأحداث الجارية في الشمال والجنوب لا يمكن وصفهما بمهندسي ثورة بسبب غياب دور المكون الأصيل الذي كان يمثله ويجسده شباب ساحات التغيير في صنعاء وتعز والحديدة ومحافظات أخرى ويلتقي معهم شباب عدن وأبين وشبوة ولحج وحضرموت في محافظات جنوبية.. إن هذا المكون الشبابي وحده هو ما يمكن أن نصف دوره ومبادراته بالاندراج ضمن إفرازات الربيع العربي الذي أشرت إليه في سؤالك.
تأثير المبادرة
ـ ما مدى تأثير المبادرة الخليجية على واقع الثورة السلمية اليمنية سلباً أو إيجابياً؟
يختلف الحكم حول مدى جدوى تأثير المبادرة الخليجية على الثورة السلمية اليمنية إلا أن الجميع في اليمن وخارجه يتفقون على أن المبادرة كانت تستهدف في الأساس تفادي اندفاع هرولة المتورطين في الصراع نحو كارثة دموية لصراعهم على السلطة الذي بات واقعاً عصياً على الحل بسبب تعقيداته وأنانية أطرافه.. وأما الكلام عن سلبية أو إيجابية المبادرة فيستوجب منا أن ننتظر إعلان نتيجة المساعي التي يبذلها الزياني وبن عمر.. فالأمور محكومة بالنتائج التي يتمنى العقلاء خاصة والشعب عامة أن تكون ناجحة وتعود بالخير والسكينة على وطن يغتاله حكامه.
ـ أنتم من أكثر الناس دراية بالتضاريس الاجتماعية والسياسية للواقع اليمني وتشابكاته الإقليمية والدولية.. من خلال قراءاتكم لمعطيات الواقع الراهن المعتمل منذ أكثر من عام هل تستطيع اليمن الفكاك من قبضة التحالف الثلاثي الرهيب المتمثل في القادة العسكريين ومشايخ القبائل وعلماء الدين؟
لست الأكثر دراية بالتضاريس التي تشير إليها في سؤالك، فالشعب في كل أرجاء اليمن يزخر بأهل المعرفة والقدرة والتجربة، فالتحالف الثلاثي الرهيب الذي وصفته لا يحظى بالتأثير الكبير في الجنوب كما هو الحال في الشمال.
وقبائل المحافظات الجنوبية لم تعتد على أن تقوم بدور الشريك في إدارة أمور الدولة أو تلقى مبالغ طائلة من المال العام مقابل الالتزام بالامتثال للحاكم المولى حتى نهاية الشهر وهكذا على مدار العام.
وعلى العموم فاليمن شمالاً وجنوباً كما كان يتمناه المخلصون والصادقون من مواطنيه قد أصبح أكثر وعياً وإدراكاً لأهمية تأسيس نظام حكم رشيد لا حظوة ولا امتياز أو استثناء أو تمايز فيه لقائد عسكري أو لشيخ قبيلة أو لعالم دين أو لزعيم حزب أو لرجل أعمال في المجتمع الواحد الذي يخضع للدستور والقانون ويتساوى أمامهما في الحقوق والواجبات الكبار والصغار، ولكن للأسف الشديد مازلنا أكثر بُعداً من واقع نتمناه.
وهذا الواقع المأمول هو ما يريده ويضحي من أجله شباب التغيير وشباب الحراك وسقط في سبيله شهداء بالأمس وكثيرون يسقطون اليوم وكل يوم.
مسؤولية جماعية
ـ أنتم تعرفون الظروف والحسابات الوطنية والإقليمية وتوازناتها التي أنتجت المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية وتدركون جيداً الموقف الشعبي منها.. هل ترونها كافية لإحداث التغيير المطلوب وصياغة الواقع الجديد الذي يتطلع إليه شباب الثورة؟
أنا لا أعرف بواعث وتفاصيل حسابات لتوازنات وطنية وإقليمية أنتجت المبادرة الخليجية ولكني على ثقة بأن الوضع في البلاد كان يتجه دون أدنى شك نحو انفجار طبعاً بالسلاح بين الأطراف التي تملك المدفع والصاروخ والدبابة والطائرات وأن المسيرات والاعتصامات والهتافات قد تراجع دورها في ساحات ولادتها وجاءت المبادرة إذن لفرملة هرولة نحو المواجهة العسكرية المسلحة بعد تنفيذ بروفة الرعب بين الحصبة وجبل نقم قبل وبعد المبادرة الخليجية وتكررت البروفة في أرحب ونهم وأبين وعدن وأخيراً في لحج وحضرموت وحرف سفيان ونواحٍ أخرى.
إن الوضع الراهن وبعد إعلان حالة للاستيقاظ المبرمج لعناصر تخريب وإرهاب تحت مسمى القاعدة التي تقوم حالياً بارتكاب سلسلة مجازر بشرية تذبح فيها عساكر الدولة ومواطنين وتقطع رؤوسهم وتستولي دون عناء على معسكرات وأسلحة ثقيلة فالحديث عن واقع جديد في اليمن أفضل مما هو الآن يتحمل مسئوليته دفاعاً وتوعية ووفاقاً وطنياً جامعاً مجموعة خليط من قديم وجديد وهذا أمر لابد أن يديره ويتولاه ويتصدره شباب الثورة وعقلاء اليمن.. وهذا ما أعتبره خطوة هامة وعاجلة لإنقاذ الموقف عوضاً عن الجدل والانغماس في سفسطه الهوية في وقت حرج، فاليمن تحيط به أهوال وأخطار من جهات شتى ونسأل الله السلامة.
ـ منذ بدء الثورة حتى الآن حدثت الكثير من التطورات الدراماتيكية التي صاحبتها عملية فرز سياسي غير مسبوقة لتصل إلى حالة من التوازن الهش بين الأطراف المختلفة، ماهي في اعتقادكم أبرز القوى المتحكمة بالمفاعيل السياسية للواقع اليمني سلباً وإيجاباً، ولمن يكون المستقبل بالاستناد إلى القوى السائدة؟
لن أذهب معك في تقليب صفحات الماضي التليد قبل وبعد وصول الدعوة للإسلام إلى اليمن فاليمن القريب لجيل الأجداد والآباء مروراً بنا وصولاً إلى شباب ثورتي سبتمبر وأكتوبر حتى واقع اليوم هو ما يلزم التركيز على إعادة قراءة مراحله لاستخلاص الدروس والعبر حتى يستوعب جيل الشباب ما عليه تحقيقه ليرسي أسساً مناسبة للتصحيح الشامل للاختلالات القائمة التي أضرت بكل مناحي الحياة في كل مدينة وقرية جنوبية وشمالية.
لقد كان من حظ الجمهورية العربية اليمنية أن يتولى السلطة في صنعاء لفيف من العقلاء والحكماء إلا ما نذر فالمرحوم أحمد الغشمي لم يكن حكيماً وبالمثل يصح القول عن الرئيس السابق علي عبدالله صالح.
أما في جمهورية اليمن الديمقراطية سابقاً فإن سلطة الحزب الاشتراكي في الجنوب ارتكبت من الأخطاء والخطايا ما يعجز القلم عن تسطيره ووصفه.. فالوحدة والحرب والانتقال من العيش مع الكادحين والمسحوقين إلى اقتناء قصر في النمسا وامتلاك ناطحات في الشارقة فسابقة يعجز ياسين سعيد نعمان عن حتى أن يحلم بالعيش فيها لأنه لا علاقة له بميزانية حرب 1994م التي تجاوزت المليار دولار.
وكانت بنظر وعهد علي سالم البيض والمرحوم بن حسينون وحيدر العطاس وسالم صالح وهيثم قاسم وصالح عبيد والمرحوم السيلي من خلال خمسة من كبار تجار متجنسين جنوبيين في أربع دول خليجية ومستشارين من بريطانيا وأمريكا.
وأما الحديث عن مراكز القوى المتحكمة بالمفاعيل السياسية للواقع اليمني سلباً وايجابياً فأعتقد أنها تتركز في إطار القوى الأكثر تماساً وثراءً وتسليحاً وعناصرها كما يلي:
ـ القبيلة شمالاً والمناطقية جنوباً.
ـ العسكر العاملين تحت امرة ضباط موالين للقبيلة شمالاً أو للحزب جنوباً قبل الوحدة.
ـ مال الدولة وموارد النفط والغاز والجمارك والضرائب.
ـ المساعدات المادية والدعم السياسي الخارجي.
ـ الحزب الحاكم بإمكانيات الدولة.. كما كان حال الحزب الاشتراكي في الماضي جنوباً وحزب المؤتمر شمالاً إلى ما قبل انتفاضة شباب الساحات والحراك.
وحتى تنتصر ثورة الشباب والحراك السلمي الجنوبي في ساحات الشرف نتوقع مع عموم المواطنين أن تنتصر الثورة على أعدائها والمنتفعين بها من المتسلقين وتتحقق أهدافها في تحرير المواطن من توليفة نظام القبيلة والعسكر والانطلاق به إلى رحاب نظام جديد يحقق الأمن والأمان والعدل والتنمية الشاملة في ربوع الشمال والجنوب.
حل سياسي
ـ كيف ترون مستقبل القضية الجنوبية كواحدة من معطيات المتغير الحاصل على الساحة الوطنية والعربية؟
مستقبل القضية الجنوبية يعتمد النجاح والتوفيق له بداية ونهاية في تحقيق الحل السياسي المرضي لأهلها طالما بقيت الوسيلة التي يتبعونها سلمية دون اللجوء إلى العنف وبعد أن يتخلى قادة الحراك السلمي عن تغليب خيار المناطقية على الانتماء الأشمل للجنوب ويتخلوا عن الارتباط الحزبي وبولاء مطلق وكامل غير منقوص للقضية العامة التي سقط ويسقط في سبيلها الشهداء.. ثانياً وثالثاً وأخيراً أن يترك قادة الجنوب في الخارج أنانيتهم وحبهم للمال والشهرة ويتخلوا عن اتجاه جديد لهم نحو التوريث كما تشير آخر المعلومات حول الممارسة اليومية لعمرو البيض وفادي باعوم، فالأول بعلم والده كما يقول أحمد عمر بن فريد الذي انشق عن علي البيض بعد أن ارتهن البيض لإيران.
الآخر فادي باعوم الذي أوكل لنفسه دون علم والده حسن باعوم مهمة تأسيس ورئاسة تجمع شبابي جنوبي.. إن الحزبية قد تسببت في شقاء الجنوب وتشرذمهم، وأما التوريث فسيكون أم الكوارث لو تدركون.
إن بعض المعطيات التي أشرت إليها لن تضيف قوة ومنعة للقضية الجنوبية العادلة بل سوف تضعفها وتفكك صفوف المناضلين الحقيقيين لها ومن خلال فادي وعمرو سيزداد الجنوب تمزقاً وتخبطاً وضياعاً.
ويهمني هنا أن أناشد علي البيض وحسن باعوم أن يعلموا علم اليقين بأن أياً منهما لا يملك صكاً بملكية القضية الجنوبية.. وأعترف بأن لكل منهما دوره في حدود ما يرضي ويرتضي به الشعب.
الأحزاب قرون الشيطان
ـ ثمة من يطرح عدن عاصمة لليمن بدلاً عن صنعاء.. ماهو رأيكم.. وما هو الهدف من هذا؟
كانت عدن عاصمة لدولة الجنوب وصنعاء كانت عاصمة لدولة الشمال وهي اليوم عاصمة الجمهورية اليمنية التي تشكلت في العام 1990م بين الرئيس السابق علي عبدالله صالح ونائبه علي سالم البيض حتى حرب 1994م، وكلها تسميات عبّرت عن واقع كان موجوداً في حينه وعمرها 22 عاماً ومن يدري لو في العمر بقية حتى يعيش الجيل القديم سوف نشهد ونسمع إعلان تسمية من طراز جديد!
وأذكر وصفاً لزائر تركي يقول: ياداخلاً أرض اليمن لا تعجبن فدستورها لا يكتبن لا يقرأن لا يُفهمن! وصدق التركي وكذبت الأحزاب قرون الشيطان.
ـ هل أنتم نادمون عن فعل ما في حياتكم السياسية؟
ولماذا أندم وعلى ماذا..؟! لم أقتل صديقاً أو خصماً ولم أهنْ عزيزاً ولو من وشى ببريء ولم أسرق مالاً عاماً ولا خاصاً.
ـ نريد شهادتكم عن هؤلاء:
ـ علي ناصر محمد
ـ علي سالم البيض
ـ علي عبدالله صالح
ـ علي محسن الأحمر
ـ حيدر العطاس
ـ عبدالله الأصنج
ـ هيثم قاسم طاهر
ـ عبدالكريم الإرياني
ـ الشيخ حميد الأحمر
اعذرني فأنا لا أسمح لنفسي أن أصنّف الأشخاص كان من كانوا.. وأحتفظ مع كل من أشرتم إليهم في السؤال وآخرين كثيرين بذكريات زمالة ومعرفة سابقة طابعها سياسي واجتماعي وعلاقة عمل حين توليت وزارات اقتصاد وخارجية ومواصلات ومستشار سياسي في صنعاء للرئيس السابق علي عبدالله صالح ومن قبله القاضي عبدالرحمن الإرياني وإبراهيم الحمدي وأحمد الغشمي وعلي سالم البيض.. ولكل منهم موقع في نفسي عبّرت عنه في مذكراتي تحت الإعداد.. وشكراً لرحابة صدركم وتحية محبة
__________________
رد مع اقتباس