عرض مشاركة واحدة
  #2  
قديم 09-29-2009, 05:57 AM
عضو متميز
 
تاريخ التسجيل: Mar 2005
المشاركات: 371
قـائـمـة الأوسـمـة
افتراضي

الدكتور عبدالله أحمد الحالمي


قال الله تعالى { مِنَ المُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللهَ عَلَيْهِ فَمِنْهُمْ مَنْ قَضَى نَحْبَهُ وَمِنْهُمْ مَنْ يَنْتَظِرُ وَمَا بَدَّلُوا تَبْدِيلًا }



بالرغم من قراءتي الأولية لهذه المبادرة الوطنية إلا أني أجد نفسي مستجيباً لصاحبها ولمضمونها العام لسبب غاية في الأهمية ، حيث أن هذه المبادرة شخصت الحالة تشخيصاً صحيحاً دقيقاً فانسجمت مع القضية الوطنية للجنوب العربي من حيث أصلها فالقضية هي قضية الجنوب العربي وليست قضية مولودة في السابع من يوليو 1994م أو 22 مايو 1990م بل قضية بجذورها الثابتة تعود إلى ما قبل 30 نوفمبر 1967م ، وعليه فأن التشخيص الذي جاء في مقدمة المبادرة الوطنية للدكتور عبدالله الحالمي قد سددها الله تعالى وعلى الأمة الجنوبية العربية أن تعيها وتقتنع بما جاء في تشخيص القضية الجنوبية العربية ...

هذا منهج إن عبر عن شيء فأنما يعبر عن أن الشعب الجنوبي العربي مازال يحتفظ برجالات عظماء ، وبقدرات قادرة على التواجد في أصعب محطات الوطن وما أصعب من هذه المحطة التي غاب فيها الوعي والإدراك بماهية الوطن ، وما هي قضيته وأهدافه وغاياته ، كل ينشد الاستقلال وما يعلمون أن الاستقلال لن يكون إلا وضوح في كل شيء لهذا الوطن ، وقد جاءت المقدمة للمبادرة في سياق الغاية والهدف المنشود لاستقلال الجنوب العربي وكرامة الإنسان الجنوبي العربي ...

ولقد أوجد الدكتور عبدالله الحالمي الخطوط العريضة التي يمكن الوقوف عليها في مرحلة ما قبل تحقق الاستقلال وما بعده ، فهذه رؤية أحاطت بها المبادرة ( التاجية ) إن صح الوصف لها ، حيث أن السياق الواضح لتشكيل الجبهة المتحدة للتحالف الوطني الجنوبي ( نوح ) سيعتمد على عدم إلغاء أي حزب أو هيئة أو مكون سياسي سواء فيما يسبق الاستقلال أو ما بعد الاستقلال ، وفي هذا دعوة نجدها هي الأهم وهي ما يجب أن ترتكز عليه كل المكونات السياسية الجنوبية العربية بحيث إظهار البرامج السياسية والهياكل التنظيمية بكل شفافية وأن تعتمد الاستقطاب على أساس البرامج وليس على أسس مهزومة عقلاً وشرعاً كالتي تعتمد على الرصيد التاريخي الممزوج أصلاً بالخيانة العظمى لقضية الجنوب العربي الوطن ...

ما غاب عن الجنوب العربي في الفترة الأخيرة هو التواصل مع هذه الفكرة الأساسية المركبة لقضية الجنوب العربي ، فانتهاج التكوين البرامجي للأحزاب والهيئات والمكونات على أسس المشاريع السياسية هو مجال لابد وأن تخوض فيه كل الأطياف السياسية الجنوبية العربية بغض النظر عن أي رصيد هي تعتبره في أجندتها ، فالمفترض أن يتم الاستقطاب على هذه البرامج والسياسات ...

الكرة الآن في ملعب الرئيس البيض الذي عليه أن يستثمر هذه المبادرة الوطنية بالشكل الصحيح بدلاً من كل ما أثبت فشله خلال الأشهر الماضية ، هذه دعوة للقيادة السياسية في القبول بها تعزيز حقيقي للحمة أبناء الجنوب العربي ورص صفوفهم لمواجهة المرحلة الأكثر أهمية في تاريخهم ...
رد مع اقتباس