عرض مشاركة واحدة
  #20  
قديم 04-29-2009, 12:42 AM
عضو متميز
 
تاريخ التسجيل: Sep 2007
المشاركات: 474
افتراضي

اقتباس
 مشاهدة المشاركة المشاركة الأصلية كتبت بواسطة شعيفان


العزيز الكازمي ,,

فعلاً .. يبدو بشكل واضح أن هناك نبرة جديدة تختلف كلياً عن النبرات السابقة التي اعتدنا سماعها خلال المرحلة السابقة منذ بدء الحراك ,, وبالرغم من أن الخطاب كان مكرساً للدفاع عن الوحدة المزعومة وبصورة قوية إلا أن نبرة التهديد اختفت كلياً من الخطاب حتى لو أراد البعض تسميته إعلان حرب .

أعتقد - برأيي الشخصي - أن الرئيس علي عبدالله صالح أصبح مقتنعاً تماماً أن المرحلة التي وصل إليها الحراك الجنوبي والقضية الجنوبية باتت تهدد وحدته المزعومة بصورة أقوى من ذي قبل ,, وبخاصة بعد انضمام مشائخ القبائل الجنوبية بوتيرة متصاعدة يومياً ,, كما قد يكون لهذا الأمر تدخلات من الخارج كالتي قرأنا عنها في تحليلات للصحفي اليمني منير الماوري .. فضلاً عن التقارير الدولية الأخيرة والتي كان بعضها يتحدث صراحة عن مطالب الجنوبيين بالانفصال ..

واضح أيضاً أن الخطاب يأتي رداً على مقابلة حيدر أبوبكر العطاس والجو العام الذي يقال أنه سائد في المنطقة بخصوص البحث عن بدائل للرئيس مع عدم انهيار الوضع في البلاد و الذهاب إلى الصوملة أو العرقنة أو اللبننة

خطاب فخامته عن الحزب الاشتراكي اليمني يأتي رداً على تنصل الرئيس حيدر أبوبكر العطاس من الحزب ومن تمثيل الحزب للجنوب ,, و الطريف في الأمر أن يأتي التنصل عن الحزب من أحد قياداته في حين أن يأتي الدفاع عنه من الرجل الذي حاربه ,, ولهذا يتداول بعض الجنوبيين اليوم بعض النكات مفادها أن الرئيس ينوي الانضمام إلى الحزب الاشتراكي اليمني

دفاع الرئيس عن الحزب الاشتراكي يعتبر لطمة في وجه الحزب ,, ويضع الحزب في خانة ( المشبوهين ) ولا يمكن أن يستقيم مطلقاً أن يكون الحزب الذي يدافع عنه رئيس دولة الاحتلال هو نفس الحزب الذي يحاول أن يقنعنا منتسبيه بأنه مع الجنوب ومع الهدف الرئيسي للجنوبيين ,, والواضح الآن بلا شك أن دفاع الرئيس عن الحزب هو ( وصمة عار ) على جبين الحزب نتمنى أن لا نرى من يتفاخر بها من الجنوبيين ..

حديث فخامته تضمن عبارات مثل ( جنوبيين ) و ( يمنيين ) وهو اعتراف ضمني بالهوية الجنوبية بعيداً عن الهوية اليمنية ,, حتى لو جاء في باب الإنكار ,, لأننا بهذا نكون متيقنين تماماً أن فخامته لديه علم كامل بأن الصراع هو صراع ( هوية ) وأن كل ما نسمعه منه الآن هو مجرد محاولات بائسة للترقيع في الوقت الضائع .. ومن ضمن محاولات الترقيع الفاشلة الإصرار على تقزيم قضية الجنوب وحصرها في التوظيف والرواتب والأراضي ,, في حين أن المسألة أكبر من هذا باعتراف فخامته وحديثه عن الذين يريدون العودة إلى ماقبل مايو 90 أو إجراء استفتاء شعبي على الوحدة ..

يوجد في خطاب فخامته نقطة هامة هي اعتراف أن الشباب هم عماد الحراك الجنوبي وهم الذين لم يعاصروا حكم الحزب أو من الذين جاؤوا قبل سنوات قليلة من الوحدة وهم الذين كان يراهن عليهم وأصبح يصفهم اليوم بـ ( المغرر بهم ) ولعل الأكثر طرافة في خطاب فخامته هو الحديث عن وجود الظلم والفساد في الجنوب واليمن ,, وكأنه يقول للجنوبيين اقبلوا به كما قبل به جيرانكم اليمنيين

أعتقد أن هذا الخطاب هو خطاب يسبق خطة عمل قادمة ستتضمن نزولاً ميدانياً من فخامته وربما اعتكاف لبضعة أشهر في عدن أو المكلا ,, قبل أن يتأكد له فشل محاولة الترقيع الجديدة ومن ثم الإقدام على ضربة عسكرية جديدة للجنوب كالتي كانت في أبريل من العام الماضي ومن المستبعد أن يعيد الرئيس الآن أحداث أبريل من العام الماضي و شن حملة اعتقالات واسعة كالتي تنبأ بها البعض أو عسكرة بعض المناطق بصورة دائمة كالتي كانت في العام الماضي ,, وإذا كان النظام غبياً فعلاً وأقدم عملياً على هذا العمل فسيزيد الجنوبيين صلابة وتماسك ,, وسيؤدي إلى نتيجة عكسية غير التي يأمل النظام أن يحصل عليها ..

لازلت أعتقد أن المظاهر العسكرية الأخيرة غرضها فقط تأمين الجبهة الخلفية للنظام المتهاوي في ظل خطة مبيتة لحرب سادسة على صعدة ,, وسحب القوات من ردفان دليل واضح أن ردفان لم تكن هي المستهدفة تحديداً لأنه لو كانت هي المستهدفة فعلاً لوجد النظام ذريعة مقبولة للتعجيل بضربته عليها وعلى المناطق المجاورة لها ,, ولأنها ليست المستهدفة - على ما أعتقد - فلهذا قام بسحب القوات ثم اعادة انتشارها بشكل متدرج للعودة للهدف الأول وهو تأمين الجبهة الخلفية لأجل الصعود إلى صعدة ..

خالص تحياتي





مع هذا التحليل باستثناء ملاحظات بسيطة لاتستحق ايرادها حاليا حتى لاتشوة الفكرة الجيدة التي ابرزها التحليل ...
رد مع اقتباس