[شعيفان]

خاص - صوت الجنوب

شيعت جماهير الجنوب في مديرية جحاف الضالع صباح هذا اليوم جثمان الشهيد الطفل عبدالحكيم يحيى فضل عبدالله الحريري الذي لقي حتفه برصاص قوات الاحتلال اليمني يوم (25 / 6 / 2008 ) بعد سلسلة من حملات القمع والاعتقالات التي طالت قيادات وقاعدة الحراك الجنوبي السلمي منذ الأول من أبريل الماضي عندما استفتحت السلطات اليمنية حالة الطواريء غير المعلنة في الجنوب بإعتقال كبار قادة ما اصطلح على تسميته بـ " الحراك السلمي في الجنوب "

جثمان الشهيد الذي كان يرقد في مستشفى الجمهورية بمدينة عدن من حينها قد تم إخراجه فجراً بطلب من السلطات الأمنية والإدارية في المستشفى و قبل الموعد المقرر له في السابعة من صباح اليوم حسب ما أعلن عنه ذوي الشهيد الطفل عبد الحكيم الحريري وهو مافسره البعض بمحاولة السلطات إفشال تشييع الجثمان من عدن ودخوله إلى الضالع بموكب أضعف مما كان مرتباً له الأمر الذي تداركه المشيعون فانطلقوا صوباً إلى مديرية جحاف بدلاً من الذهاب إلى مستشفى الجمهورية في مدينة عدن لتلتقي وفود مختلفة من مواكب التشييع من مختلف المحافظات قرب منطقة العند بعد أن أبطأت سيارة نقل الجثمان سرعتها لتمكين الآخرين من اللحاق بها والدخول إلى مسقط رأس الشهيد بالموكب المناسب ووفق المرتب له

وقد ردد الآلاف من المشاركين في تشييع جثمان "شهيد الطفولة" هتافات العهد والوفاء للشهيد عبدالحكيم وبقية الشهداء الجنوبيين , من بين تلك الهتافات :

عهداً عهداً للشهداْ *** والموت والعار للجبناء

عبد الحكيم ياشهيد *** عهداً عهداً لن نحيد

إضافة إلى الهتاف بحياة القادة والناشطين السياسيين الجنوبيين المعتقلين في زنانزين الأمن السياسي بالعاصمة اليمنية صنعاء , والمطالبة بإطلاق سراحهم , وكذا الهتاف بحياة الجنوب والوفاء له

وبعد دفن الجثمان في مديرية جحاف مسقط رأس الشهيد الطفل , أقامت الفعاليات السياسية الجنوبية مهرجاناً خطابياً حضره كل من الدكتور عبده المعطري رئيس جمعية المتقاعدين والمسرحين قسراً في الضالع , الأستاذ جمال عبد اللطيف عبادي رئيس الهيئة الوطنية لأبناء عدن , الناشط السياسي شلال علي شايع , الدكتور فاروق حمزة رئيس تيار المستقلين الجنوبيين , الناشط السياسي فواز حسن باعوم , وغيرهم من الشخصيات الممثلة عن جميع المحافظات الجنوبية الست التي أحيت فعالية التشييع .

وقد ألقى الدكتور عبده المعطري والناشط السياسي شلال علي شايع المطاردان من السلطات الأمنية كلمات مقتضبة وجها فيها التحية إلى الجماهير الجنوبية التي صمدت أمام المدافع والرشاشات طيلة الأشهر الماضية وشدوا على أيادي الجنوبيين الذين حضروا فعالية التشييع رغم نقاط التقطع التي أقامتها السلطات الأمنية على مداخل عدن والضالع وعلى طول الطريق الذي احتضن مواكب التشييع بين المدينتين , كما ألقى مجموعة من الشعراء الجنوبيين قضائد شعرية ألهبت حماس الجماهير ونالت استحسانهم وعلى رأسها قصيدة الشاعر الضرير توفيق الجحافي .

وأٌقيمت على هامش فعالية التشييع ندوة حوارية و سياسية في مخيم الشهيد الطفل حضرها جمع غفير من الشخصيات السياسية والأكاديمية من مختلف محافظات الجنوب وركزت الحوارات التي دارت في الندوة على واقع الحراك الجنوبي الحالي وكيفية تصعيده وتأطيره في منظمات وأوعية حاضنة لمختلف المناطق في سبيل الوصول إلى تشكيل الحامل السياسي الأعلى للقضية الجنوبية كممثل شرعي لمتطلبات الشارع الذي تقوده هذه الفعاليات .