عرض مشاركة واحدة
  #29  
قديم 01-13-2006, 01:24 AM
عضو برونزي
 
تاريخ التسجيل: Jan 2005
المشاركات: 877
قـائـمـة الأوسـمـة
افتراضي

بسم الله الرحمن الرحيم



رسالتي إلى المؤتمر العام الخامس للحزب

منشوره في صحيفة الثوري على حلقتين في ابريل 2005

د.محمد حيدره مسدوس - عضو المكتب السياسي

بعد عشر سنوات من العمل الخطأ تقاربت وجهات النظر حول علاقة الحرب بالوحدة اليمنية. فقد كانت الاغلبية في قيادة الحزب ترى بأن الحرب عطلت المضمون الديمقراطي للوحدة ولم تعطل الوحدة ذاتها، وكانت الأقلية ترى بأن الحرب عطلت مسار الوحدة ذاتها، لأنها أسقطت اتفاقياتها واستبدلت دستورها المتفق عليه بين الشطرين، والغت وثيقة العهد والاتفاق الموقع عليها من قبل الجميع، وأعادت انتاج نظام الشمال السابق بكامل صوره السيئة واصبح وجوده في حد ذاته دليلاً وشاهداً على تعطيل مسار الوحدة.

ورغم ان هذه القضية قد حسمت في المؤتمر العام الرابع للحزب عندما أقر بأن قضية إزالة أثار الحرب واصلاح مسارالوحدة هي القضية المركزية امام الحزب، إلاّ أن الأغلبية لم تكن مقتنعه بذلك. ولهذا تجاهلت القرار ولم تعمل على تنفيذه. وفي الدورة الرابعة للجنة المركزية تم اقرار المبادرة السياسية تحت ضغط الواقع كترجمة عملية لقرار المؤتمر، ومع ذلك تم تجاهلها من قبل الأغلبية ولم يتم العمل من أجلها. والآن ونحن نحضر للمؤتمر العام الخامس للحزب فقد أجمعت كل اطراف الحزب تقريباً على هذه القضية وتم عكسها في مشروع البرنامج السياسي. وخلال اعداد الوثائق الجديدة ظهرت بعض التفاوتات في الأراء حول علاقة الدولة بالاقتصاد، وحول علاقة الدين بالدولة، وحول آلية عمل الحزب الداخلية. ولهذه الأسباب أقرت اللجنة المركزية الحوار الداخلي لتوحيد الرؤيه حول الصيغة المطلوبه لهذه القضايا في وثائق الحزب.

وقد سبق وان قدمنا الصيغة التي نراها مناسبة لبرنامج الحزب في ثلاث حلقات عبر صحيفة الثوري، وندعو منظمات الحزب في المحافظات إلى الأخذ بها. كما ندعوهم الى عقد مؤتمراتهم تحت شعار ((إزالة أثار الحرب واصلاح مسار الوحدة)) باعتبارها القضية المركزية امام الحزب، انطلاقاً من قرار المؤتمر العام الرابع للحزب، ومن المبادرة السياسية ومن مشروع البرنامج السياسي الجديد، وانطلاقاً من الحقائق التالية:

(1)- ان هذه القضية تفرض نفسها بقوة الواقع، وقد أصبحت في تطور عكسي مع الحزب. فهي تبرز اكثر فاكثر بقوة الو اقع، وهو يضمر اكثر فأكثر بسبب هروبه منها. ولوكان الحزب قد ارتبط بهالكان برز ببروزها. وهذا الموقف السلبي خلال العشر السنوات الماضية قد فصل الحزب عن تاريخه في الجنوب وجعله حزباً هامشياً مثل الاحزاب الهامشية الأخرى.

(2) - ان صيغة البرنامج التي قدمنا ها في حلقات ثلاث عبر صحيفة الثوري هي التي قدمت القضية باكثر وضوح وباقوى حجة سياسية مستندة في ذلك على اتفاقيات الوحدة ودستورها المتفق عليه بين الشطرين، وعلى وثيقة العهد والاتفاق الموقع عليها من قبل الجميع، ومستندة على قراري مجلس الأمن الدولي أثناء الحرب، وعلى تعهد السلطة للمجتمع الدولي بعد الحرب. حيث ان اية صيغة لاتستند على هذه المرجعيات تكون ضعيفة الحجة وضعيفة الشرعية بكل تأكيد.

(3)- انه بحكم ان الصيغة التي قدمناها عبر صحيفة الثوري في حلقات ثلاث قد أستندت على هذه المرجعيات، فإنه قد جن جنون السلطة من هذه الصيغة خوفاً من ان يقرها الحزب في مؤتمره القادم ويضع السلطة امام خيارين لاثالث لهما، وهما: ان تقبل بالحوار حول قضية إزالة أثار الحرب واصلاح مسار الوحدة، أو أن تغامر بمصير الوحدة ذاتها وتحل الحزب، لأن حل الحزب يساوي حل الوحدة اليمنية ذاتها. وهذه المغامرة لايمكن ان تقدم عليها السلطة حتى ولوكانت من دون وعي.

وقد تجسد جنون السلطة في الصحف وفي دعوة مؤسسة الشموع الى عقد ندوة خاصة بالحزب الاشتراكي كمحاولة منهالاستباق مؤتمرالحزب وجره الى خط سياسي يستبعد قضية إزالة أثارالحرب واصلاح مسار الوحدة.

(4)- ان الصيغة التي قدمناها في حلقات ثلاث عبر صحيفة الثوري هي الصيغة التي أظهرت بوضوح علاقة الحرب بالوحدة، وعلاقة الدولة بالاقتصاد، وعلاقة الدين بالدولة، وهي التي تسهل العمل من اجل تحقيقها. كما انها تعيد الحزب الى طريق الصواب بعد عشر سنوات من العمل الخطأ. ولذلك فإننا ندعو جميع مندوبي المؤتمر العام الخامس للحزب إلى الأخذ بها، لأنها أيضاً خالية من التناقض. فهي تحمل الفكرة الواحدة وليست الفكرة ونقيضها التي لازمت أدبيات الحزب منذ نشوئه، وهي ايضاً تساوي الحل اذا ما أخذ الحزب بها وعمل من اجلها. حيث ان اصلاح مسار الحزب يساوي اصلاح مسار الوحدة.

(5)- لقد ظل الخطاب السياسي والإعلامي للحزب خلال السنوات العشر الماضية ومازال خارج قضية إزالة أثار الحرب واصلاح مسارالوحدة، وظل يعبر عن قضايا اطراف مجلس التنسيق سابقاً واللقاء المشترك حالياً أكثر بكثير مما يعبر عن هذه القضية، وأخرها ماقامت به صحيفة الثوري حول الأزمة الشخصية بين الشيخ والرئيس، بينمالم تحرك ساكناً تجاه ماينشر ضد قيادات في الحزب بمن فيهم البيض الذي أعلن الوحدة مع الشمال نيابة عن الجنوب، ولم تحرك ساكن أيضاً تجاه تغيير اسم تلفزيون عدن، وكأن الجنوب وأبناءه لايعنيها بشيء نتيجة للسياسة الإعلامية الخاطئة.

(6)- لقد تناست الأغلبية في قيادة الحزب خلال العشر السنوات الماضية المسؤولية التاريخية للحزب تجاه الجنوب، ولم تدرك بأن الحزب مثَّل الجنوب في اعلان الوحدة وأنه حامل شرعيته بموجب انتخابات 1993، اضافة إلى شرعيته الثورية عليه، أي انه بالاضافة الى شرعيته الثورية في تمثيل الجنوب قد اكد شرعيته الدستورية عبر صناديق الاقتراع عام 1993. صحيح انه طرح هذه الشرعية قسراً بمشاركته في الانتخابات الاخيرة التي دفع اليها من داخله بهدف اسقاط شرعيته في تمثيل الجنوب بحيث لم يعد يجوز له الحديث بأسم الجنوب، ودفع إليها من خارجه بهدف تحقيق شرعية نتائج الحرب. ولكن هذه الخدعة لاتسقط مسؤوليته تجاه الجنوب ولاتسقط شرعيته على الجنوب قبل تحقيق الوحدة في الواقع وفي النفوس، لأن اسقاط شرعية تمثيله للجنوب قبل ذلك يساوي اسقاط شرعية الوحدة ذاتها. فهو بالضرورة ممثل للجنوب إلى ان تتحقق الوحدة في الواقع وفي النفوس، وبعدها يمكنه الإدعاء بأنه ممثل للشطرين. وتحقيق الوحدة في الواقع وفي النفوس يتوقف على إزالة أثار الحرب واصلاح مسار الوحدة.

(7)- لقد حمل الحزب الاشتراكي شرعية الجنوب ومثل الجنوب في إعلان الوحدة، وبالمقابل حمل حزب المؤتمر الشعبي العام شرعية الشمال ومثل الشمال في إعلان الوحدة، أي ان كلاً من الحزبين حمل شرعية شطر بعينه ومثل شطراً بعينه ولم يحمل شرعية الشطر الأخر ولم يمثله، فلم يسبق للحزب الاشتراكي وأن حمل شرعية الشمال أو مثله قط، ولم يسبق لحزب المؤتمر الشعبي العام وان حمل شرعية الجنوب أو مثله قط. وهذا مابرهنت عليه انتخابات 1993 كما اسلفنا. وبالتالي فإنه من غير الممكن موضوعياً ومن غير المعقول منطقياً بأن يكون أيٌّ من الحزبين ممثلاً للشطرين إلاّ بعد تحقيق الوحدة في الواقع وفي النفوس، وهذا مرهون بإزالة أثار الحرب واصلاح مسار الوحدة بالضرورة.

(8)- لقد ظلت الأغلبية في قيادة الحزب خلال العشر السنوات الماضية في تصادم مع الو اقع. فهي لم تدرك بأن الحرب عطلت مسار الوحدة وخلقت واقعاً جديداً يتطلب تفكيراً سياسياً جديداً يتفق مع الواقع الجديد الذي خلقته الحرب تجاه الوحدة. ولهذا وبحكم انهالم تدرك ذلك، فإنها قد سارت في الاتجاه الخطأ ووضعت نفسها في خصومة سياسية مع الشعب في الجنوب حتى الآن.

(9)- ان تجاهل الأغلبية في قيادة الحزب لقضية إزالة أثار الحرب واصلاح مسار الوحدة خلال العشر السنوات الماضية هو الذي خلق النزعة الجنوبية داخل الحزب وهو الذي خلق الكراهية تجاه ابناء الحجرية. وبالتالي فإن تجاوز هذه النزعة وهذه الكراهية يتوقف على تبني هذه القضية والعمل من اجلها بكل تأكيد.

(10)- لقد كان الحزب الاشتراكي عملاق الاحزاب كلها وقاد سلطة الدولة في الجنوب بنجاح لمدة ربع قرن من الزمن قبل هذه الاحزاب كلها. ولكنه اليوم قد أصبح في مؤخرة الاحزاب كلها تقريباً. فقد أصبح مكبلاً بأثار الحرب ونتائجها ولايمكن له ان ينطلق ويأخذ مكانته الطبيعية والتاريخية إلاّ بإزالة أثار الحرب واصلاح مسار الوحدة. كما أن جماهير الشعب في الجنوب التي هي منبع وجوده لايمكن لها ان تلتف حوله إلاّ بتبني هذه القضية. فقد تحالفت الاحزاب ضده في انتخابات 1993، ولكنه هزمها جميعها في الجنوب. كما ان تبني الحزب لهذه القضية يجعل جماهير الشعب في الشمال تعيد الأمل من جديد في الوحدة التي كانت تحلم بها.

(11)- لقد كانت الأغلبية في قيادة الحزب تخلط بين مضمون النظام السياسي ومضمون الوحدة اليمنية، وهذا ماجعلها تتجاهل قضية أزالة أثار الحرب واصلاح مسار الوحدة. حيث ظلت خلال العشر السنوات الماضية تعتقد بأن الديمقراطية هي مضمون الوحدة اليمنية، وأدى بها هذا الإعتقاد إلى تجاهل هذه القضية وفصل الحزب عن تاريخه في الجنوب باعتباره امتداداً للثورة في الجنوب.

(12)- ان مضمون الوحدة اليمنية ليس في الديمقراطية، وانما هو في وحدة اراضي الشطرين وفي وحدة سكان الشطرين وفي وحدة مصالح الشطرين السياسية والاقتصاية والاجتماعية والثقافية، وفي وحدة السيادة الوطنية للشطرين. فعلى سبيل المثال يمكن للديمقراطية أن تتحقق في الشطرين بدون الوحدة، ولكن وحدة الارض والسكان ووحدة مصالح السكان، ووحدة السيادة الوطنية للشطرين لايمكن ان تتحقق إلاّ بالوحدة. وهذا هو مضمونها وليست الديمقراطية. وبالتالي فإن الحرب قد ضربت الوحدة ذاتها وليس المضمون الديمقراطي لها، كما كانت تعتقد الأغلبية.

(13)- ان الحرب قد ضربت الوحدة اليمنية ذاتها وعطلت مسارها وخلقت واقعاً جديداً تجاه الوحدة يختلف (180) درجة عن واقعها قبل الحرب. فقد أرجعتنا إلى شمال وجنوب في الواقع وفي النفوس بشكل لم يسبق له مثيل في تاريخ الشطرين حتى ماقبل إعلان الوحدة. وبالتالي فإن الحرب قد كانت خيانة عظمى للوحدة بصرف النظر عن من فجرها. فطالما وان الوحدة قد تم اعلانها فإن الحرب بعد اعلان الوحدة لايوجد لها هدف موضوعي غير تعطيل مسار الوحدة بالضرورة. وهذا هو ماحصل بالفعل، فقد أدت إلى اسقاط اتفاقيات الوحدة واستبدال دستورها المتفق عليه بين الشطرين وحولت الجنوب الى غنيمة على طريقة القرون الوسطى. وهذا هو تعطيل واضح لمسار الوحدة.

(14)- ان الحرب قد خلقت فراغاً سياسياً كلياً بالسنبة للوحدة اليمنية. وهذا الفراغ لايمكن ان يُملأ إلاّ بإزالة أثار الحرب واصلاح مسارالوحدة أو بحركة انفصالية فقط وبالضرورة. فالحرب اسقطت شراكة الجنوب في الوحدة ولم يعد الطرف الأخر يعترف بأي تمثيل سياسي للجنوب بعد الحرب أو شراكة له في الوحدة. وهذا هو الفراغ السياسي الكلي الذي أوجدته الحرب تجاه الوحدة والذي لايمكن ان يملأ إلاّ بإزالة اثار الحرب و اصلاح مسار الوحدة او بحركة انفصالية فقط وبالضرورة كما أسلفنا. صحيح ان هناك وزراء من الجنوب، ولكن الطرف الأخر يرفض بان يكونوا ممثلين للجنوب. وهذا الرفض في حد ذاته يخلق شرعية الانفصال بالضرورة ايضاً.

( 15)- ان الجنوبيين الذين وقفوا مع صنعاء في الحرب قد وقفوا معها ضد الحزب الاشتراكي وليس ضد الجنوب. ولوكانت صنعاءقد أعلنت رسمياً بانهم يمثلون الجنوب حتى ولو على طريقة ((علاء)) في الكويت عندما غزاه صدام حسين، لكانت ربما قد حلت المشكلة، وهو مانصحت به الاخ علي محسن عند عودتي من الخارج كحب مني للوحدة. ولكنهم رفضوا ذلك ومازالوا يرفضونه حتى الآن. ولهذا وطالما وان الجنوبيين المتواجدين في جهاز الدولة لم يمثلوا الجنوب، فإنهم بالضرورة موظفون وليسوا شركاء في الوحدة. وهذا هو الفراغ السياسي الكلي الذي اوجدته الحرب بالسنبة للوحدة اليمنية كما اسلفنا ايضاً.

(16)- لقد مثل الشمال في إعلان الوحدة، الاخ علي عبدالله صالح واعترفنا بتمثيله للشمال، وبالمقابل فقد مثل الجنوب في إعلان الوحدة الاخ علي سالم البيض واعترف الطرف الأخر بتمثيله للجنوب، وتم تجديد شرعية هذا التمثيل عبر صناديق الاقتراع في انتخابات 1993. ولكن الحرب قد ضربت هذه الشرعية وقمعت ارادة الشعب في الجنوب وعطلت مسار الوحدة، وأصبح الجنوب بدون تمثيل سياسي منذ انتهاء الحرب. وبالتالي فإن من يعتقد بأن يوم7يوليو1994هو يوم ترسيخ الوحدة فإنه خاطىء سياسياً بامتياز.

(17)- ان الحرب في حد ذاتهالاتؤدي إلى وحدة، وانما تؤدي إلى احتلال كما كان احتلال الدويلات القبلية لبعضها في التاريخ اليمني القديم. صحيح ان الحرب في التاريخ قد أدت إلى وحدة المانيا، وإلى وحدة ايطاليا، وإلى وحدة امريكا. ولكن هذه الحروب قد جاءت كوسيلة لتحقيق الوحدة، أي انها جاءت قبل الوحدة من أجل الوحدة، وأدت إلى وحدة قائمة على النظام الفيدرالي. أما عندنا في اليمن فلم تكن الحرب وسيلة لتحقيق الوحدة، لانها جاءت بعد إعلان الوحدة، وانما جاءت كغاية لاسقاط اتفاقيات الوحدة واستبدال دستورها المتفق عليه بين الشطرين والغاء وثيقة العهد والاتفاق الموقع عليها من قبل الجميع وتحويل الجنوب إلى غنيمة على طريقة القرون الوسطى كما أسلفنا، وهذا هو تعطيل لمسار الوحدة بالفعل. ومع ذلك فإننا نقبل بالحرب ونتائجهالو كانت قد أدت إلى وحدة مثل الوحدة الألمانية أو الأيطالية أو الأمريكية.

(18)- ان الوحدات المشار اليها اعلاه قد جا ءت بين اطراف متجانسة اقتصادياً واجتماعياً وثقافياً، وجاءت الحرب لتوحيدها كأستجابه موضوعية لهذا التجانس. اما عندنا في اليمن فإن إعلان الوحدة قد جاء على أساسين اقتصاديين مختلفين وعلى اساسين اجتماعيين مختلفين وعلى أساسين ثقافيين مختلفين. فقد كان الاقتصاد الوطني في الجنوب عاماً وقائماً على الملكية العامة لوسائل الإنتاج، بينما الاقتصاد الوطني في الشمال خاصاً وقائم على الملكية الخاصة لوسائل الإنتاج. وتبعاً لذلك تشكلت التركيبة الاجتماعية في الشمال من الأغنياء والفقراء والمتوسطين، بينما التركيبة الاجتماعية في الجنوب ظلت من الفقراء، لأن رأسمالهم الدولة ذاتها التي اممت كل شيء بموجب النهج الاشتراكي الذي كان سائداً في الجنوب. وكانت الثقافة في الجنوب مدنية واشتراكية، بينما الثقافة في الشمال قبلية ورأسمالية..الخ. وهذا يعني ان الوحدة اليمنية قد اعلنت خارج أسسها الموضوعية، أي خارج أساسها الاقتصادي وخارج أساسها الاجتماعي وخارج اساسها الثقافي. حيث جاءإعلانها فقط بإرادة سياسية مشتركة لحكام الشطرين. وهذه الإرادة السياسية المشتركة لحكام الشطرين اسقطتها الحرب. وبالتالي اين هي الشرعية لهذا الوضع القائم على القوة؟؟؟.

(19)- ان الحرب قد اسقطت شرعية كل ماتم الاتفاق عليه خاصة وانه لم يتم الاستفتاء على الوحدة من قبل الشعب عند اعلانها، وبذلك تكون الحرب قد أسقطت شرعية الوحدة ذاتها بالضرورة مالم تُزل أثارها واصلاح مسار الوحدة. وبالتالي فإن هذه القضية هي القضية المركزية امام الحزب بقوة الواقع.

(يلحق في العدد القادم إن شاء الله)
رد مع اقتباس