القرآن الكريم - الرئيسية -الناشر -دستور المنتدى -صبر للدراسات -المنتديات -صبر-صبرفي اليوتيوب -سجل الزوار -من نحن - الاتصال بنا -دليل المواقع -

مقالات

نبذه مختصرة عن حياة الدكتور/عبد الله أحمد بن أحمد مع صور لمراحل مختلفة

article thumbnail

نبذه مختصرة عن حياة الدكتور/عبد الله أحمد بن أحمد   الدكتور عبدالله أحمد بن أحمد  [ ... ]


الدمن وأخواتهــــا - بقلم : د\محمد فتحي راشد الحريري صيغة PDF طباعة أرسل لصديقك
مقالات - صفحة الدكتور/ محمد فتحي راشد الحريري
نشرها صبرنيوز - SBR NEWS   
الاثنين, 23 فبراير 2015 04:57

جاء في الحديث الشريف : (("إياكم وخضراء الدمن، فقيل : وما خضراء الدمن؟ قال: المرأة الحسناء في المنبت السوء )) وهو حديث ليس صحيحا وانما ضعيف الاسناد وحسّنه بعض أهل العلم ، ومعناه صحيح  وأقول : على الراجح هو قولٌ قالته العرب !

وقد شبه المرأَة الحسناء خَـلْـقـاً ، السيئة خُـلُـقـاً بما ينبت في الدِّمَن من الكلأِ يُرى له غَضارة وهو وَبــيء المرْعى مُنْتِن الأَصل ، قال زُفَر بن الحرث( الكلابي التابعي ، ت بضع و70 هــ) :

وقد يَنْبُت المَرْعى على دِمَن الثَّرَى*** وتَبْقى حَزازاتُ النُّفوسِ كما هيَا

 

 ونحن نورد الحديث للشاهد اللغوي فيه وهو كلمة ( الدمن ) من الجذر الثلاثي ( د م ن ) ، وليس هنــــا مكان الخوض في معانيه ودروسه وفقهه ، فلذلك مكانه في علم الحديث والفقه الإسلامي ( أبواب النكاح ) وقال فيه ( أي الجذر : د م ن )  ابن منظور صاحب اللسان :

دِمْنةُ الدار أَثَرُها والدِّمْنة آثارُ الناس وما سَوَّدوا وقيل ما سَوَّدوا من آثار البَعَر وغيره والجمع دِمَن  . والدِّمْن(بسكون الميم ) البَعَر ودَمَّنتِ الماشيةُ المكانَ بَعَرت فيه وبالت ودَمَّن الشاءُ الماء هذا من البَعَر قال ذو الرمة يصف بقرة وحشية :

إذا ما عَــلاها راكِبُ الصّيْفِ لم يَــزَلْ *** يَرَى نَعْجـــــــــــــــــــةـً في مَرْتَع فيُثيرُهـــا

مُوَلَّعـــةً خَنْســــــــــاءَ ليْستْ بنعْجــة ***يُدَمِّن أَجْوافَ المِيـــــاه وَقِيرُهـــــــــــــــــــــا

وأَصل الدِّمْن ما تُدَمِّنه الإِبل والغنم من أَبعارها وأَبوالها أَي تُلَبِّده في مرابضها ، وربما نبت فيها النباتُ الحسن النَّضِير وأَصله من دِمْنة . والحديث الشريف يقول عن نبتة الدمنة فَمَنظَرُها أَنيق حسن ومنه الحديث الشريف الآخــر " فيَنْبُتون نباتَ الدِّمْن في السيل " ، قال ابن الأَثير الجزري في النهاية : هكذا جاء في رواية بكسر الدال وسكون الميم(دِمْنة) يريد البعر لسرعة ما ينبت فيه ومنه الحديث :" فأَتينا على جُدْجُد مُتَدَمِّن "، أَي بئر حولها الدِّمْنة  .وفي حديث النخعيّ : "كان لا يرى بأْساً بالصلاة في دِمْنة الغنم "والدِّمنة بقية الماء في الحوض وجمعها دِمْن قال علقمة بن عَبْدَة (1) :

تُرادى على دِمْن الحِياضِ فإِن تَعَفْ *** فإِنّ المُـنَـدَّى رِحْـلَـــةٌ فَرُكــوبُ

والدَّمْن والدَّمان عَفَن النخلة وسوادُها ، وهو أصل الجذر ، أي  المتلبّد من البعر والسرقين وروث البهائم وبقايا المواقد من حطب متفحم ورماد ، تراكم على بعضة وتراصّ حتى تعفّن واسودَّ ، وكان العرب يرمون هذه البقايا والفضلات قريباً من منازلهم ، وبشكل لا يسيءُ إلى البيئة فتتعفن وهي متراكمة ، يتلبد بعضها فوق بعض ويسودُّ لونها ، وهو ما كان يعنيه الشعراء في قصائدهم حين يقفون على الأطلال يتغنون ببقايا الديار المهجورة حيث ذكريات الطفولة ومسكن الحبيبة !!!

وجاء في معلقة زهير بن أبي سُــلْمـى :

أَمِـن أُمِّ أَوفى دِمْـنَــةٌ لَم تَكَلَّمِ***, بِحَــومـانَــةِ الدُرّاجِ فَالمُتَـثـَـلَّـمِ

وَدارٌ لَهــا بِالرَقمَتَينِ كَأَنَّهــا, ***مَراجِعُ وَشمٍ في نَواشِـرِ مِعصَمِ.

ولعلَّ موقع " أم الدِّمن " في دولة الامارات على الطريق العام بين مدينتي العين ودبي مشتق من هذا . وقولهـم : أَدْمَن الشرابَ وغيرَه لم يُقْلِعْ عنه ، و الإِدْمان لا يقع إلا على الأَعـراض ويُقـال فلان يُدْمِنُ الشُّرب والخمر إذا لزِم شربها يقال فلان يُدْمِنُ كذا أَي يُديمه ومُدْمِن الخمر الذي لا يُقْلع عن شربها يقال فلان مُدْمن خمر أَي مُداومُ شربِها . قال الأَزهري :واشتقاقه من دَمْنِ البعر ، وفي الحديث  الشريف : "مُدْمِن الخمر كعابد الوثَن " هو الذي يُعاقِر شربها ويلازمه ولا ينفك عنه وهذا تغليظ في أَمرها وتحريمِهِ ويقال دَمَّن فلان فِناءَ فلان تَدْمِيناً إذا غشيه ولزمه  . قال كعب بن زهير :

أَرْعى الأَمانـةَ لا أَخُـــــونُ ولا أُرى  *** أَبــداً أُدَمِّن عَرْصَة الإِخْـــــــــــــــــوانِ

فوجه المشاكلة واضح بين الدمنة والإدمان ، بجامع الفساد والتسويد والمكث الطويل والتراكم .

أما الجذر الثلاثي ( ز ب ل ) :

الزِّبْلُ بالكَسْرِ والزبيلٍ : السِّرْقِينُ وما أَشْبَهَهُ . والْمَزْبَلَةُ وتُضَمُّ الباءُ : مَلْقَاهُ كما في المُحْكَمِ ومَوْضِعُهُِ كما في العُبابِ الزاخر ، والجَمعُ الْمَزابِلُ . وزَبَلَ زَرْعَهُ يَزْبِلُهُ زَبْلاً مِن حَدِّ ضَرَبَ : سَمَدَهُ أي أَصْلَحَهُ بالزِّبْلِ وكذلكَ الأَرْض . والزِّبالُ ككِتَابٍ : ما تَحْمِلُ النَّملَةُ بِفِيهَا ، ومنه قولُهم : ما أصابَ مِن فُلاَنٍ زِبَالاً ويُضَمُّ : أي شَيْئاً  ، هكذا رُوِي عن ابنِ دُرَيْدٍ  ..قال ابنُ مُقْبِلٍ يَصِفُ فَحْلاً

كَرِيــمُ النِّجَــارِ حَمَـى ظَهْــرَهُ . ***. فلم يُرْتَــــزَأْ بِرُكُــوبٍ زِبــالاَ

ويقولون : مَا في الْبِئِرِ والإناءِ والسِّقاءِ زُبَالَةُ بالضَّمِّ : أي شَيٌْ، فكأنها تشير إلى الشيء القليل كَمّـاً أو قدرا ، فهو تافه لا قيمة له .

وبها سُمِّيت زُبَالة منزلة من مناهل طريق مكة والزَّبِيل والزِّنْبِيل الجِراب وقيل الوِعاء يُحْمل فيه ، فإِذا جَمَعوا قالوا زَنابيل وقيل الزِّنْبِيل خطأ ، وإِنما هو زَبِيل وجمعه زُبُل وزُبْلان والزَّأْبَل القصير قال حَزَنْبَل الحِضْنَيْن فَدْم زَأْبَل والزَّبِيل القُفَّة والجمع زُبُل . و( الزَّبَّالُ ) : مَنْ يجمع القمامة.ويذكرني الجذر( ز ب ل ) بنكتة أدبية عن النحوي المتحذلق أبي العلاء" صاعد " فقد كان يدّعي علم كل شيء وخاصة أسماء الكتب والمؤلفات ، جمعوا له مرة رزمة أوراق  بشكل كتاب وسألوه عنها ؟ فقال : هو كتاب القوالب والزوابل قرأته في بغداد ومؤلفه أندلسي .. وراح يهرف من بنات أفكاره كلاما أضحكهم به(2) .

ومن متممات البحث نورد عبارتي  القمامة والنفايات  المستعملتين في عصرنــا :

فالنفايات من  الجذر ( ن ف ي )  ومفردها نفايــة :

النُّفَايَةُ   : ما أَبْعِدَ من الشيءِ لرداءته  ،
 النُّفَايَةُ :  بقيَّة ، فضلة ، أو ما زاد على الحاجة
 هو من نُفَايات القوم : ومن رُذالِهم
 ونُفَايةُ المطر : رَشاشُه
 وفلانٌ من نُفايات القوم : أي من أراذلهم
 نُفَايَةُ  .  السَّجَائِرِ : رَمَادُهَا ..

. والقمامة من الجذر ( ق م م ) :

نقول :قُمَامَةٌ:- قُمَامَةُ البَيْتِ أَوِ الطَّرِيقِ :- : كُنَاسَةٌ تُكْنَسُ . جمع : قُمَامٌ .( ق م م ) ..

يقال  قمَّ البيت كنسه  بالمكنسة وأزال القمامة منه وهي الفضلات والكناسة سواء في الطرقات او البيوت ، وصارت اليوم تجمع لتصنيع أسمدة خاصة مربحة ، وكان سيدنا عمر يطوف في سِكك مكة فيمرّ بالقوم  قائلا : قمُّوا فناءكم وورد في حديث الامر بذلك وعدم التشبه باليهود ، والمِقَـمَّـة المكنسة (اسم آلة) وفي حديث ابن سيرين أنه كتب يسألهم عن المحاقلة فقيل له : كانوا يشترطون لربِّ الماءقمامة الجُـرُن ، أي الكساحة، والجرن جمع مفرده (جرين) وهو البيدر ، وتقول العرب : فلان يتقمم ، أي يتبع القمام في الكناسات ، وما أكثر هذه المشاهد اليوم لدى جياع العالم الذين أدار لهم الأثرياء ظمهورهم وكم من قمامة باتت غذاء لعا ئلات فقيرة مشردة في المخيّمات والناس ترقبهم بقلوب قاسية وبطون متخمة !!!

والقُـمـامة بضم القاف اسم الكنيسة الكبرى في بيت المقدس وتسمى اليوم كنيسة القيامة ، وهي بناء ضخم لأمم انصرانية على اختلاف مذاهبهم ، على مكان الصليب حسب اعتقادهم .(3).

والقُـمَّـةُ هي المزبلة كما قال ابن بري ، قال أوس بن مغراء (شاعر له صحبة أدرك معاوية ):

قالوا فما حـالُ مسكين ؟ فقلْتُ لهم *** أضحــى كَـقُـمّـة دارٍ بين أنــداءِ

والقميم ما بقي في حقول الزرع بعد الحصاد ،وقد يسمى اليـبـيـس ، ترعاه الماشية ، ويسميه الفلاحون في حوران( الحُصادة والحصيد ) ،والمقامّ جمع (مِـقَـمَّـة ) وهي الشفة للإنسان وهي المرمة للشاة ، والجحافل للخيل ،ا والزلقوم للكلب والخطم للسباع ، سُمّيت بذلك لأن صاحبها يقتمُّ بها ويقتات ...

وتطوّر ( برأيي المتواضع ) استعمال الجذر ( ق م م ) ، من (قمَّ الفحلُ الناقةَ ) إذا علاها فأحبلها إلى إفادة معنى العلوّ والارتفاع  بالمطلق ، فصاروا يقولون في رأس النخلة قمّة لارتفاعه ، والتقمم الارتقاء إلى القمة ، وقامة الإنسان وقمَّته رأ ســه ، ويقولون : هو حسن القمّة والقامة .وهكذا فلا ترادف بين الجذور وانما هناك مشاكلة  وتكامل ، وعموم وخصوص مشترك ، كما يعبر المناطقة والأصوليون ، فكلها ترد تعبيرا عن الفضلات والأوساخ وما يلقيه الناس بعيدا عن بيوتهم وطرقاتهم ... هذا والله أعلم .

والحمد لله رب العالمين .

============  حاشــــيــة :

(1)-علقمة بن عَبَدة بن ناشرة بن قيس (توفي نحو 20 ق.هـ/603 م) معروف بعلقمة الفحل وهو من بني تميم، شاعر جاهلي من الطبقة الأولى. عاصر امرؤ القيس، وله معه مساجلات. أسر الحارث ابن أبي شمر الغساني أخا له اسمه شأس فشفع به علقمة ومدح الحارث بأبيات، فأطلقه. له ديوان شعر شرحه الأعلم الشنتمري.

(2)- صاعد النحوي صاحب الخلفاء أبو العلاء البغدادي الاندلسي الضرير ، ومن روايات هذه القصة :   قدم له الخليفة المنصور لفافةً على شكل كتاب أسماه  "القوالب والزوابل" لميدمان بن يزيد ، فقال صاعد : أي والله يا مولانا رأيته ببغداد في نسخة ، لأبي بكر بن دريد بخط كأكرع النمل،في جوانبها علامات الوضاع هكذا .. فقال له أما تستحي أبا العلاء ؟
 هذا كتاب ُعاملي ببلد كذا وكذا ، واسمه كذا يذكر فيه كذا الذي تقدم ذكره وإنما صنعت لك في هذا ترجمةً
 مولدة من هذه الألفاظ التي في هذا الكتاب ونسبته إلى عاملي لأختبرك !
فجعل يحلف له أنه ما كذب وأنه  أمر وافق بالصدفة !!!
 وقال له المنصور مرة أخرى ، وقد قدَّم طبقاً فيه تمر : يا أبا العلاء ما التَّمَـرْ كُـل في كلام العرب؟ قال صاعد : يقال تمَـرْكَـلَ الرَّجُـلُ  تَـمَـرْكُـلاً ، إذا التفَّ في كسائه ، وهو صاحب الخنبشار أو الخنفشار !!!
 وله من هذه العجائب والأكاذيب  كثير ولكنه مع هذا كان عالما ولغويا بارعــاً  غفر الله لنا وله  فهو :

أبو العلاء صاعد بن الحسن الربعي البغدادي (ت. 417 هـ / 1026 م) لغوي وشاعر بغدادي أصله من الموصل. يرجع نسب أبي العلاء صاعد البغدادي إلى ربيعة بن نزار دخل صاعد الأندلس من المشرق

عام 380 هـ في زمن الحاجب المنصور، وألف كتاباً سماه "الفصوص" حاكى به كتاب "النوادر" لأبي علي القالي، أثابه المنصور عليه. ،وأمره بقراءته في المسجد الجامع في الزاهرة، غير أن العلماء أثبتوا كذبه في النقل وعدم تثبته، فألقى المنصور الكتاب في النهر.

كما كان لصاعد كتابان روائيان أحدهما سماه "الهجفجف بن عُدقان بن يثربي مع الخنوت بنت محرمة بن أنف" والآخر "الجوّاس بن قعطل المذحجي مع ابنة عمه عفراء"، وقد شغف المنصور بالأخير حتى رتّب له من يقرؤه عليه كل ليلة. . وبعد وفاة المنصور، اعتزل مجالس الحكام، حتى إذا كانت فتنة الأندلس، رحل متخفيًا إلى صقلية، وفيها مات عام 417 هـ.

  (3)-رَ : تاج العروس للزبيدي \ مادة ( ق م م ) و معجم البلدان للحموي  ، وتاريخ ابن خلدون 7\717 \