القرآن الكريم - الرئيسية -الناشر -دستور المنتدى -صبر للدراسات -المنتديات -صبر-صبرفي اليوتيوب -سجل الزوار -من نحن - الاتصال بنا -دليل المواقع -

مقالات

نبذه مختصرة عن حياة الدكتور/عبد الله أحمد بن أحمد مع صور لمراحل مختلفة

article thumbnail

نبذه مختصرة عن حياة الدكتور/عبد الله أحمد بن أحمد   الدكتور عبدالله أحمد بن أحمد  [ ... ]


زمن نبش القبور صيغة PDF طباعة أرسل لصديقك
مقالات - صفحة/ علي المصفري
نشرها صبرنيوز - SBR NEWS   
الأربعاء, 28 فبراير 2007 05:53
صوت الجنوب 2007-02-28 / المهندس /علي نعمان المصفري
تاريخ الشعوب حافل بالتضحيات والبطولات.. في كفاحها ضد القهر والظلم والاستعباد .
والشعوب الحية هي التي تصنع الأمجاد... وتخلق المعجزات للنهوض ببلدانها لملاحقه ركب التطور الحضاري ومسايره روح العصر.
ومن هذا المنطلق... كان الشهداء وقودا لذلك النهوض ومفتاح إخراج المشروع الوطني لبناء الأوطان لكسر طوق العزلة والجمود لتاريخها ورفض الظلم والاستبداد للمحتلين.

وفي تاريخنا المعاصر كان لشعبنا في جنوب اليمن مآثر عظيمه اجترحها شعبنا البطل وقدم العديد من أبناءه فداء للوطن وفي سبيل إحقاق حقوقه ونزع حريته من المستعمر بقوه السلاح والصمود والمعاناة ، وكان لابد من صنع البطولات لكي يتوق الوطن نحو التحرر من التخلف وبناء الدولة الوطنية الحديثة بآفاق حضاريه تستلهم تطورها من الأهداف النبيلة التي حملتها ثوره 14 أكتوبر 1963 ، وتتويجا للجهود الوطنية للحركات والتنظيمات السياسية في مختلف مراحل النضال الوطني ضد الاستعمار.
لقد كان الشهداء نبراسا مضيئا أنار لأجيالنا طريق الخير والسلام والأمن والاستقرار حتى تم تتويج هذه النضالات بالاستقلال السياسي الناجز في 30 نوفمبر 1967 وبداية مرحله البناء.
نشوه النصر تجلت معالمها فيما ورد على لسان احد الشهداء عندما قال:
(عندما رفع العلم في 30 نوفمبر 1967 شعرت حينها إن الكابتن هينز قد هزم).
لقد قدم شعبنا في جنوب اليمن فلذات أكباده قربانا لذلك اليوم العظيم  واجترح الشهداء كل أساليب الكفاح السياسي والثقافي والفكري والعسكري وقدمت كل أسره من شعبنا تضحيات بأشكال مختلفة فمنها من قدم المال والسلاح ومنها من قدمت أبناءها.. وفقدت وظائفها ومساكنها والبعض من تعرض للتعذيب والتنكيل والقتل وأخرى للسجن والتشرد في بقاع الدنيا وفي تلك الأثناء صارت ثوره الجنوب الثائر ملحمة بطوليه أضيفت إلى مآثر الشعوب المكافحة من اجل نيل استقلالها كالجزائر والملايو والجنوب الثائر كما كان يردد بالأغاني والأناشيد الوطنية من إذاعة صوت العرب.
لقد اعتبر الجنوب مسرحا مهما لاحتدام اعنف صراع عرفه الوطن العربي في تاريخه المعاصر بين المد القوي لحركات التحرر  بزعامة القائد الراحل عبد الناصر والإمبراطورية البريطانية والتي كانت حينها تعد اكبر إمبراطوريه عرفها التاريخ الحديث.
وفي هذا السياق أصبح للقوى الحية في مجتمعنا دورا بطوليا تجلى في إجبار بريطانيا على الاستجابة لأراده الشعب والتسليم بحقوقه والجلاء عن أراضيه ، بعد ان عمدت هذه النضالات  بالتضحية من دم ومال وعرق ومعاناة كانت العناوين البطولية للصمود وخلق الإرادة للتحرر والانعتاق تأسيسا لمرحله البناء الوطني وتجلى ذلك في تأسيس الدولة الحديثة ومصفوفاتها القانونية والحقوقية والنقابية والعلمية التي أوصلت مجتمعنا الجنوبي الى استحقاقات كابرنا بها أمام الأمم والشعوب ، وعكست روح الأصالة وعمق الارتباط بالأرض والهوية وبنت الشخصية الوطنية وبددت كل الحواجز الشائكة وأخرجت البلاد من مثلث الجهل والفقر والمرض وألحقته بالعصر لمجارات العالم والحضارة،  وخلقت الوعي الجديد نحو آفاق رحبة للعمل والسكن والتعليم والصحة وبعثت من جديد الانبعاث الوطني وفكت العقد الاجتماعية وأرست علاقات إنتاجيه جديدة وبنت أدوات جديدة للاقتصاد الوطني وعمقت ارتباط الإنسان الجنوبي بموروثة الديني والوطني ، ووحدت البلاد من سيحوت إلى باب المندب  ، وكسرت الجمود التاريخي وأضافت نوعيه جديدة للمفاهيم والقيم والمثل الأخلاقية تأسيسا لما حملتها عقيدتنا السمحاء  ، وقدمت الجنوب الى العالم على صفحه مضيئة ومشرقه ، كان نتاجا لتضحيات الشهداء ، وأثمرت الدولة الفتيه زهرات من مزارع الخير والوفاء والعطاء وصارت أشجار وارفه ظللت كل بقعه في الوطن بالمن والاستقرار وخلقت روح عصرية جديدة استجابة لمطالب الجماهير وصارت جنوب اليمن واحده من البلدان التي يشار إليها بالبنان في ميادين العلم بفتح أبوابه أمام الفقراء والمعدمين ، وصاغت الدولة الوطنية مسالك النهوض تمثل في الانجازات العظيمة التي مست الأرض والإنسان وبينت ان لدى شعب الجنوب مخزون ثقافي هائل يمكن استغلاله في إحداث التنمية الاقتصادية والاجتماعية.


وتأسيسا عليه أقيمت المشاريع في مختلف فروع الاقتصاد الوطني وبنيت الجامعات وأنشأت المدارس والمعاهد والمستشفيات ، وأقيمت التعاونيات والمشاريع الإنتاجية والخدمية ، وامتدت الخدمات الصحية والتعليمية الى كل قرية ، وتحرر شعبنا من ألاميه باعتراف الأمم المتحدة ، وخفضت معدلات البطالة إلى أدنى مستوياتها في العالم.

لقد تميزت تجربه الجنوب بمزايا جعلتها تنفرد عن الكثير من مثيلاتها بالعالم وصعدتها الى مستويات متطورة ظلت نموذجا للعطاء والأمن والاستقرار الاجتماعي وخلقت فرص عمل ووفرت قناعات وطنيه  ساهمت في خلق ضمانات لبناء وطني ساهم في خلق الطبقة الوسطى والتي بدورها مثلت بوابه لخروج المجتمع من طور الماضي الى ركب الحاضر وساهمت في توسيع المدارك وأفراد مساحات واسعة لتطوير النظم والإدارة في مختلف جوانب الحياة وبذلك تم ايفاد المئات من الشباب الى جامعات البلدان الشقيقة والصديقة خرجت العديد من الكوادر في مختلف الميادين.

كل هذه الانجازات كانت ثمار تضحيات الشهداء.


 وفي ذات الوقت الذي أشير فيه هنا إلى يوم الشهداء الذي  صادف هذا الشهر وتحديدا يوم 11 فبراير كان على الأقل حتى الإشارة إليه من قريب وبعيد إلا انه وللأسف الشديد لم يرد ذكره ولن يتم الإشارة إليه  وآمل أن لا يكون ذلك الا غمضه عين مؤقتة لا تنبري الا على صدق رؤية الشهداء والاستدلال بطريقهم كلما جار الزمان بقوم.
أن المؤلم في الأمر ما آلت إليه الأحوال في جنوب اليمن بفعل سياسات الاستعداء والاستعلاء لقوى التخلف والجهل وخصوصا بعد7  يوليو1994 عندما فشل المشروع الوطني لاصطدامه بقوى التخلف وعدم قدرتها على استيعاب مضامينه الإنسانية والثقافية وعزوفها عن فهم كلما هو حضاري يتسم بوعي وثقافة الإنسان الجديد وحبها الدائم في الإبقاء في مربعاتها المتخلفة ،  وبالذات فيما يتعلق  بإقدام القوى المنتصرة على نهب أراضي الجنوب وثروته وتهميش أبناءه وكنس كل انجازات الثورة الوطنية بل ومحاوله طمس الهوية الجنوبية وقامت هذه القوى بإحرام شعبنا من حقوقه في الحياة من خلال تسريح كوادر الجيش والأمن والتقاعد الإجباري لكوادر أجهزه الدولة المدنية وأخيرا التقاعد الإجباري لأساتذة جامعه عدن.

لقد عمدت سياسة التهميش على عزل شعبنا عن كل ما يتصل بارتباطه بالأرض ابتداء من الهوية ومرورا بسياسة القتل والسجن والتشريد لأبناء الجنوب والعمل المستمر على إحداث تغيير ديموغرافي لمصلحه الدوائر المتنفذه لمحاوله فرض واقع  جديد على شاكلة ما جرى لشعب الايمو او الهنود الحمر ، ولم يدركوا من ان شعبنا ضارب أطنابه في عمق الأرض ودم أبناءه معصورة من ترابه وماءه وصخوره مهما أقدموا على مشاريعهم فلن يكن أمامهم الا  الإنسان  البطل قلعه للصمود وفكر ناضج وتضحية لا تعرف المبايعة ولا يمكن أبدا أن يقبل إلا بإعادة الحقوق ورفع المعاناة بالطرق السلمية وبما يضمن حقه في الدين والعروبة.


لقد بينت ممارسات القوى المتنفذه في نبش قبور الشهداء بالأمس في الصولبان واليوم في معسكر طارق دناءة الأسلوب وخروجه عن الملة والمعتقد  والعرف ، بل و بين من أنهم قد ذهبوا إلى ابعد حدود التخلف ، وأظهرت من أنهم بالفعل  لا يفقهون شيئا غير غرائزهم الحيوانية وشهوتهم في الأرض والثروة الجنوبية ، حتى لم يكتفوا في أنهم صادروا كل شي عن الأحياء , نهمهم وجشعهم جعلهم يتطاولون إلى أن ينبشوا قبور الشهداء لكي يبيعوا الأرض  وحتى لم يتركوا الأموات ينعمون بخلودهم الأبدي في جناتهم.
إن زمن نبش القبور بين بما لا يدع مجالا للشك ان قوى الفساد قد أحكمت سيطرتها على كل مفاصل الدولة وحجبت كل منافذ الرؤية  إلا من خلالها ، وان الإنسان ليس همهم بل والمهم هو مصالحها دون ذلك يبقى بعيدا عن اهتماماتها .


 

إنها جريمة نكراء ويحق لنا أن نفخر باعتزاز لصمود أهل وذوي الشهداء وكل أبناء شعبنا  من عدن ولحج والضالع وأبين وشبوه وحضرموت ووقوفهم الشامخ والصامد  بصدق وكبرياء في وجه هذه القوى المتنفذه  ، كل هذا خلق لدى شعبنا قناعات ثابتة بان من كانوا بالأمس على اختلاف أصبحوا ألان صفا واحد وأنهم بذلك أعلنوا ان زمن الخلافات ولى وان حركه التصالح والتسامح قد استطاعت أن تضطلع بدورها الإنساني في توحيد الصف ونبذ الخلافات  وبذلك تؤكد  حقيقة أن الشعوب لها الكلمة والنصر من عند الله وهو على كل شيء قدير.

عن عدن برس

آخر تحديث الأربعاء, 28 فبراير 2007 05:53