القرآن الكريم - الرئيسية -الناشر -دستور المنتدى -صبر للدراسات -المنتديات -صبر-صبرفي اليوتيوب -سجل الزوار -من نحن - الاتصال بنا -دليل المواقع -

مقالات

نبذه مختصرة عن حياة الدكتور/عبد الله أحمد بن أحمد مع صور لمراحل مختلفة

article thumbnail

نبذه مختصرة عن حياة الدكتور/عبد الله أحمد بن أحمد   الدكتور عبدالله أحمد بن أحمد  [ ... ]


قراءه واقعية للوحدة بشفافية التاريخ صيغة PDF طباعة أرسل لصديقك
مقالات - صفحة/ علي المصفري
نشرها صبرنيوز - SBR NEWS   
الأربعاء, 27 يونيو 2007 17:06
صوت الجنوب / المهندس علي نعمان المصفري/2007-06-27
لم تكن الجماهير حاضره في الفعل الوطني لإنتاج المشروع الكبير لهذا كان لغيابها عن التدشين والمشاركة في الثاني والعشرين من مايو 1990 سبب رئس لكل الأزمات التي أدت الى انتكاسه الوحدة بفعل سيطرة القبيلة على مقاليد الشأن
السياسي والعسكري وتجيير الديمقراطية لتمكين نظامها من مواصله بقاءه على حساب مصلحه البلاد والعباد الأمر الذي ترتبت عليه مأساة حقيقية من جراء الخلل الواضح في الميزان السياسي الذي أعقب حرب 1994 على الجنوب التي طحنت المشروع النموذجي الذي لو خلقت له ضمانات حقيقية من خلال إنتاجه بفعل تحقيق الديمقراطية أولا في كلا الدولتين ومن ثم إنتاج الوحدة كسبيل لمزيد من النهوض للفعل الجماهيري من اخذ مكانته الطبيعية في العملية التنموية والسياسية ويخلق ضمانات تحيد دون استئثار طرف بالأخر وإزاحته عن المعادلة الرئيسية في الخيار الديمقراطي الأمر اختلف نهائيا هنا مما جعل الدولتين من القفز عن الواقع والدخول في وحده ولدت ميتة لاعتقاد كلا النخبتين من أن الهروب الى الوحدة من وزر مجمل مشاكلها سيمكنها من خلق الديمقراطية وهو ما كان ليكن لعدم قدرة تلك النخب على استيعاب مفهوم العصبية لابن خلدون بعوامله الاقتصادية والفكرية والاجتماعية والثقافية وتأثير ذلك على إنتاج المشروع النموذجي لقيام الوحدة خصوصا إذا درسنا بتمعن عقدة الوحدة لدى النخب في الجنوب والتي مثلت في شعارات لا تمت بصله للموروث الوطني ولم ترتكز على البنية التاريخية للهويه بل طمستها وخلقت بمعزل عن الحقائق التاريخية مقاييس جديدة للتعامل مع الهوية على اعتبار أنها جزء من كيان آخر.
وعلى الرغم من هذه العقدة المدخلة الى مفهوم الهوية الجنوبية قسرا في مضمون الممارسة للتغير في مجمل سياسات الجبهة القومية وما نتج عنها من صراعات تمثلت في مختلف دورات العنف إلا أن نتائجها استغلت بذكاء من قبل الطرف الآخر ووظفت تماما في اتجاه جر البساط النخبوي عن الجنوب على اعتبار أن الوحدة قدر ومصير الشعب واستغلته القبيلة الحاكمة وخصوصا أثناء حرب صيف 1994وحتى الساعة واعتمادها خط احمر يتجاوزه الآخرون إذا فكروا حتى التحدث عن الوحدة مما يعد في مقاييس القبيلة خروجا عن الثوابت وهو شماعة ليس إلا,  تهدف منه الى دغدغة عواطف الناس وخصوصا أبناء محافظات الشمال.

ولم يدرك السياسيون في الاشتراكي لاحقا من أن كما للشمال هوية وثقافة وتاريخ وعادات وتقاليد غفلوا تماما عن أن للجنوب أيضا هوية وثقافة وتاريخ ولم يفرقوا مابين مشروع توحيد القومية العربية في أيدلوجية حركه القوميين العرب وامتثال شعار الأممية على أن الأممي الجيد هو الوطني الجيد نموذج شطحات ما بعد منتصف القرن المنصرم الفكرية وما بين ماهو قائم على الأرض من حقائق لهذا ظل الجنوب وكأنه وديعة سلمت بأمانه قوميه وأممية لليمن الإمامي.
فهل يعقل لعقل من استيعاب مغامرة مثل هذه دون ضمانات حقيقية تكفل حقوق من أسماهم الفقيه أقليه استحقت أكثر من نصيبها في المرحلة الانتقالية.

عندما توحدت ألمانيا كنت حينها في زيارة عمل والتقيت بأساتذتي في الجامعة التي درست فيها ودار جدل عظيم ما أجمله وعندما خلصنا في حديثنا الى أن النموذج الإتحادي الألماني أعطى للشعوب خصوصيات هويتها وكيانها على الرغم من أن ألمانيا بقت منقسمة لنصف قرن مع أن التاريخ يؤكد من أن اليمن لم ولن يكن خاضعا لنظام سياسي موحد حتى 22 من مايو 1990.
وحتى أبناء الشرقية لم ينظر لهم من أنهم اقليه بل أعطيت لهم كامل الحقوق في نظام فيدرالي وفق كياناتهم من تشكيل الأقاليم الخاصة بهم المعتمد على الموروث والتاريخ والثقافة والعادات والتقاليد ألاجتماعيه ولم ينظر إليهم أنهم فرع عاد الى الأصل؟؟؟؟؟

الحقائق التاريخية بينت ذلك من أن استيعاب مقدمات وأسس وضمانات الوحدة ضاع بين الفكر القومي الطموح والمخدر لوجدان الجماهير في جنوب اليمن وبين تصلب عقده القبيلة في اليمن وشغفها الدؤوب في الاستئثار بالسلطة الأمر الذي ظل يلازم بقاء دورها السيادي موجها لطبيعة الإحداث برمتها في مختلف الأحداث إلا أن الانقلاب اللاحق الذي حصل في ما بعد انتخابات سبتمبر 2006 أعطى دليلا واضحا عن عدم قدره نظام القبيلة الحاكم على الإمساك بزمام الأمور وانهزاميته المريعة في تصادمه مع المذهب الزيدي بدليل حرب صعده وثورة الجياع على طول وعرض البلاد وظلت القبيلة تصطف في نهجها قبليا أو مذهبيا حسب مصالحها.

لم تدرك النخب السياسية من أن حقائق التاريخ قد غيرت الجغرافيا ولا تأثير للجغرافيا إذا لم يكن هناك تواصل للتاريخ معها اجتماعيا وفكريا وثقافيا وهو المدخل لصناعه الفكر والثقافة في التوحيد وإيجاد ضمانات حقيقة لا يمكن لأي من كان الانقلاب عنها مهما أتيحت له من قوة بأي شكل أو صورة.

ما حدث في مطلع تسعينيات القرن المنصرم عقد المشروع القومي وأفرغه من مضمونه الحقيقي وأبعده عن أداء دوره الفاعل في تطوير أدوات و ميكانيزم العمل القومي نحو إعادة خلق أمة قادرة على تغيير واقعها وتفعيل دورها الريادي بين الأمم.

أن تصبح الوحدة بديل عن كيانين مختلفين تماما في إشكاليات تطورهما التاريخي والثقافي وتباعد في التوصيف الثقافي وتباين في إحداثيات الهوية نموذج يطرح بدائل حضارية لتوحيد الأوطان وعلى وجه الخصوص النامية لكن للأسف مثلت قوى التخلف اكبر عقبة أمام إنتاج هذا المشروع كما أن الخطاء التاريخي الذي وقع فيه ذوي الطموح المغامر في التوحد القومي دون دراسة واقع الأوطان وتاريخ الشعوب ومغامرة هذه القوى صار انتكاسة يبعد الشعوب كثيرا حتى عن التفكير بالتوحد لمرارة تجربة التوحد في نموذج ما حدث في 22 مايو 1990.

كي ننصف بدلا من التزييف وهو ما ذهب إليه الدكتور عبدالله الفقيه معتبرا أن كيان دولة برمته وما اسماه بما كان يسمى بالشطر الجنوبي من الوطن عبارة عن محافظه من محافظات اليمن والمؤسف في الأمر لم يدر أن الجنوب كان دوله وقعت اتفاقية توحد مع اليمن وتناسى ما حمله التاريخ من إحداث غائرة في وجدان الشعب في جنوب اليمن وقفز عن الواقع معطيا بريقا من معاناة أراد منها اجتراح الجنوبيين وتخديرهم في إمساك زمام مبادرة نرجسية منه على أنهم محرومون من استحقاقات لابد من تعويضهم في عمليه دمج ديموغرافي عبر مشاريع وهمية وهو ما أعلن عنه صراحة في مطلع العام الماضي 2006 من إقرار مجلس الوزراء لمشاريع زراعية سكنيه في محافظات الجنوب لتوطين شباب شمال اليمن في مناطق جنوبيه.

لهذا على الأخوة المجتهدون في إعطاء البدائل لمعالجة مأساة الجنوب ومنهم الدكتور عبدالله الفقيه عليهم أن يدركوا ما ورد في هذا الاستعراض في أن الحل الوحيد هو الاعتراف بحق الآخر في الهوية والتاريخ واعتماد ثقافة الاعتراف بالآخر هذه بربطها مع ثقافة الحوار ليس إلا مدخلا مهما في معالجة الوضع القائم بدلا من تهميش و إذابة أبناء الجنوب في مغارب وشمال اليمن عندما أشار في مقالته عن المسكوت عنه في الوحدة اليمنية الى:  أن الدمج الاجتماعي المطلوب يتحقق بدوره بإتباع نوعين من السياسات: سياسات إستراتيجية بعيدة المدى تقوم على إعادة توزع السكان بما يتوافق مع الموارد وبما يعظم من قدرة البلاد على المنافسة دوليا.

ولكن ما تؤكده حقائق التاريخ للشعوب وعلى الأخ الدكتور عبدالله الفقيه وغيره استيعابه العلمي أن  ذلل النموذج الستاليني لم يفلح قط في طمس هوية شعوب جمهوريات الاتحاد السوفييتي بل ساهم وعجل من السقوط المريع للاتحاد السوفييتي وعندها تحررت هذه الشعوب واستعادت حريتها من جديد وهذا مصير الأمم والشعوب الحية على الدوام.



*كاتب وباحث مقيم في لندن


عن تاج عدن

آخر تحديث الأربعاء, 27 يونيو 2007 17:06