القرآن الكريم - الرئيسية -الناشر -دستور المنتدى -صبر للدراسات -المنتديات -صبر-صبرفي اليوتيوب -سجل الزوار -من نحن - الاتصال بنا -دليل المواقع -
شلال علي شايع: ليس أمام السلطة سوى الرحيل صيغة PDF طباعة أرسل لصديقك
سياسة - اللقاءات الجنوبية
نشرها صبرنيوز - SBR NEWS   
السبت, 22 سبتمبر 2007 08:50
صوت الجنوب/2007-09-22
حاوره/ عبد الرقيب الهدياني:    
شلال علي شائع نجل القيادي الجنوبي «شايع» في خضم كل هذه الفعاليات الاحتجاجية التي تشهدها المحافظات الجنوبية وخصوصاً الضالع وعدن يبرز شلال بقوة في تفاصيلها وفاعل رئيسي ومحرك فيها.. ويبقى شلال بهذا متفرداً عن أقرانه من أبناء عنتر ومصلح الذين احتواهم النظام.. وعن كل ما يدور اليوم في المحافظات الجنوبية والحلول المطلوبة صحيفة «الأهالي» أجرت هذا الحوار مع شلال فإلى التفاصيل..

* ما قراءتك لما يجري من حراك واحتقان واحتجاجات في المحافظات الجنوبية؟
- ما تشهده الساحة من احتجاجات واسعة اليوم هو للمطالبة بالحقوق المشروعة وبطرق سلمية وحضارية وفق الدستور: جيش جمهورية الشريك الذي به تحققت الوحدة عام 90م يجد الوطن وقد ضاق به وتم تسريحه من العمل إلى حزب «خليك في البيت» آلاف الشباب من خريجي الجامعات بلا عمل، مناضلي الثورة وجرحى الحرب لم يحصلوا على مرتبات تحقق لهم العيش الكريم، غلاء أسعار يتزايد كل يوم، نهب للأراضي وعبث واستهتار وصل حتى نبش قبور الموتى من الشهداء في عدن، هذا هو المشهد القائم الذي عليه المحافظات الجنوبية خصوصاً ولا ننكر امتداد الظلم في الشمال، لأجل هذا كله كان طبيعياً أن تتحرك الجماهير معلنة الاحتجاج على الأوضاع المتردية التي صنعتها سياسات النظام.
* لكن النظام أعلن عن قرارات بعودة وترقية آلاف من المسرحين ولجان لمشكلة الأراضي؟
- حتى اليوم لا نسمع غير الجعجعة ولا نرى الطحين، نعم.. قرارات ولجان وكلام كثير وإلى جانب كل هذا نسمع خطابات واتهامات وتخوين من أعلى المستويات، وبأن هؤلاء المتقاعدين إنفصاليين وعملاء للخارج وعندهم احتقان ومرض في رؤوسهم وأشد من كل هذا قمع وقتل وجرح للمشاركين في الاحتجاجات السلمية كما حدث في الضالع وعدن والمكلا.


* لماذا تتصدر الضالع كل هذا الحراك.. هل من خصوصية لأبناء الضالع.. وما هي؟
- يمكن أن أبناء الضالع أكثر جرأة من غيرهم والأقدر على رفع أصواتهم والتعبير عن معاناتهم بصورة جماعية وموحدة، ولأن أبناء الضالع الذين كانوا قادة وجيش جمهورية اليمن الديمقراطية وذهبوا إلى الوحدة متنازلين عن مناصب وامتيازات يشعرون أن تضحياتهم وتنازلاتهم قوبلت بكل هذا الجحود والنكران، كما أن لأبناء الضالع تاريخ وإرث ولهذا فالشجاعة والإقدام ورفض الظلم والاستبداد وعدم القبول بالذل.. خصال ورثوها عن الآباء والأجداد وكل هذا ليس ادعاء لأبناء الضالع ولعل التفرد في نتائج الانتخابات الأخيرة وكم الفعاليات الاحتجاجية التي شهدتها الضالع دليل ما نقول.. لكن هذا لا ينفي حيوية أبناء باقي المحافظات.
 

* لكن جماهير الضالع تواجه بالقمع والرصاص والقتل مؤخراً.. هل سيؤثر هذا عن حركتها ويحد من نشاطها الاحتجاجي؟
- بالعكس.. عمر القمع والرصاص والسجن ما كان حلاً ولا طريقاً ذا جدوى لإخراس أصحاب الحقوق حتى يتنازلوا عن حقوقهم المسلوبة، قد يكون حلاً طارئاً وقهرياً لكن بالمقابل يزيد الحماس ويوسع قاعدة الاحتجاجات ويوحد الصفوف، حتى أن القمع والاعتقالات والقتل والجرح الذي يحدث في صفوف الناس يخلق أسباباً أخرى لإعلان مزيد من الاحتجاجات ويزيد نقمة الناس ضد الحاكم وبالتالي مواجهته بكل السبل المشروعة.
لك أن تتصور تجمع الآلاف من المواطنين في مظاهرات صامتة يتقدمهم جثامين ضحايا السلطة مؤخراً في الضالع والمكلا، باعتقادي كل هذه الحماقات التي ترتكبها السلطة بحق شعبها لا يمكن أن تكون عواقبها إيجابية لهذه السلطة الرعناء.
 

* هذا يقودنا للسؤال عن بعض التصرفات التي تصاحب الاحتجاجات وخصوصاً في الضالع مثل إغلاق الطريق العام وإشعال إطارات السيارات من قبل المتظاهرين.. ما تعليقك؟
- بالنظر إلى هذه التصرفات وهي قليلة جداً إذا ما نظرنا إلى العدد الكبير من المسيرات الراقية والسلمية التي نفذت في الضالع على وجه الخصوص خلال الأشهر الخمسة الماضية وهي أكثر من عشر مسيرات سلمية لم يحدث فيها أي من هذه الأعمال السلبية، لكن إذا تتبعنا متى تحدث مثلاً: إغلاق الطريق بالأحجار نجد أن ذلك يكون رداً على تصرف أحمق من السلطة، منع إقامة الاعتصام السلمي للمتقاعدين في عدن وقمع المعتصمين ومواجهتهم بالرصاص نتج عنه إغلاق المواطنين للطرقات وطرد أسرة من منزلها بالقوة من قبل الشرطة وبصورة مهينة كما حدث في عدن قبل فترة، بالإضافة إلى قيام الأجهزة الأمنية بعملية تقطع واختطاف للمتضامنين الذين قدموا من الضالع لمساندة الأسرة أعقبه كذلك إغلاق الطريق من قبل المواطنين وقس على ذلك أحداث أخرى مشابهة.. ما أريد قوله أن الحاكم المنوط به تنفيذ القانون واحترامه وليس أن يدوسه بأقدامه يجب أن يكون هو القدوة في عدم مخالفة القوانين، اللوم يقع عليه أولاً وأصابع الاتهام يجب أن تشار إليه أما تصرف المواطن فهو نتيجة كرد فعل لخطأ فادح ارتكبه من يملك السلطة ويستخدمها بدون قانون.
 

* لكن مع كل هذا يبقى مسألة قطع الطريق العام عملاً غير مبرراً؟
- أتفق معك تماماً.. لكن يجب أن توافقني أنه حتى في الديمقراطيات المتقدمة تحدث من المواطنين المحتجين والغاضبين تصرفات مثل هذه كإشعال الإطارات في الطرقات وإحراق سيارات وتكسير.. لكن ومع كل هذا فإن الأجهزة الأمنية في تلك الدول الديمقراطية لا تواجه المحتجين مباشرة بالرصاص الحي وإخراج المدرعات والرشاشات كما يحدث عندنا.

* ما السبب برأيك؟
- في ماذا؟

* ما تحدثت عنه من مواجهة الاحتجاجات السلمية بالرصاص؟
- أسباب كثيرة.. منها عدم الالتزام بالقوانين، وكذلك الاستهتار بأرواح الناس وعدم تقدير قيمة الإنسان وحقوق المواطنة والأشد من ذلك الاطمئنان بعدم المساءلة في حال ارتكب الخطأ من قبل قيادات وأفراد الأمن، خذ مثلاً قريباً لما حدث في الضالع بعد سقوط 9 من الشباب بين قتيل وجريح يطلع علينا عبر وسائل الإعلام الرسمية وحتى القنوات الفضائية ما سمي بالمصدر المسئول بوزارة الداخلية ويعلن الخبر بالمقلوب بل ويصف الضحايا بالمخربين ومثيري الشغب!!
بالله عليك هل هذا المصدر يمثل وزارة مؤتمنة على أرواح وأمن شعب، أم أنها عصابة وشلة قتلة ومجرمين؟!
 

* يقال أن لكل هذه الاحتجاجات في الجنوب أجندة خارجية ومطالب انفصالية وما الحقوق والمرتبات إلا واجهة فقط؟
- هذه فزاعة يستخدمها النظام الحاكم حتى يصمت الناس على ظلمه ولا يطالبون بحقوقهم التي صادرها، ومع ذلك نؤكد أننا لن نتوقف وسنواصل احتجاجاتنا السلمية ونحن نرى أن عملية الاستقطاب والالتفاف من قبل الجماهير تزداد يوماً بعد يوم، يكفي أن نتابع الأخبار يومياً عن المظاهرات والمسيرات والاعتصامات والمطالبات والإضرابات وقد أصبحت الخبر الأكثر حدوثاً لدى جميع قطاعات الشعب المطحون بالمعاناة التي لا حصر لها، وهذا يعني أن وعياً شعبياً وإصداراً كبيراً بضرورة الحصول على الحقوق المطلوبة آخذ في التنافس وأمام هذا كله فليس أمام النظام الحاكم من خيار غير الرحيل من السلطة أو الرحيل من البلاد وفق التقرير الأمريكي الأخير.
 

* أو أن هناك خياراً أولياً وهو إصلاح البلاد وإعطاء الناس حقوقهم؟
- لا أعتقد أن النظام الحاكم بتركيبته الموجودة اليوم قادر على عمل المعجزة والمثل عندنا يقول «من شب على شيء شاب عليه» ما هو المخرج برأيك لكل هذا الاحتقان.. ما هي الحلول؟
- الحل يكمن في إعادة الوجه المشرق للوحدة السلمية التي صنعها الجميع يوم 22 مايو 1990م أما ما تلاه وخصوصاً منذ 7 يوليو 1994م فإنها ظم وإلحاق وإرادة طرف واحد منتصر ترفضها جملة وتفصيلاً، الوحدة قامت على أساس شراكة بين طرفين، لكن الحاصل اليوم هو إقصاء وتسريح ونهب للأرض، عندما تنهب مني قطعة الأرض التي اقتطعت قيمتها من مرتبي كما هو الحال مع آلاف من المتقاعدين العسكريين أو أكون شاباً وأجد نفسي بعد سنوات من الدراسة بلا وظيفة ومستقبلي مصادر عندما تصادر حقوقي في العيش بكرامة وتتمادى في إذلالي.. ألا أقبل منك معها أن تحدثني عن فرضيات لا أشعر بها كالوحدة والوطنية، أن أعيش كريماً وفق ما خلقني الله وحراً لا أعبد أحداً سواه هذا هو الثابت الوحيد الذي لا أقبل تجاوزه.

* يتمتع شلال علي شايع بحضور جماهيري خصوصاً في الضالع.. من أين اكتسبت ذلك؟ هل هو موروث من والدك الذي كان قائداً في الجنوب سابقاً أم لذاتك وحضورك ومشاركتك الناس ومشاكلهم؟
- المثل يقول: ليس الفتى من قال أبي.. بل هاأنذا..
وأنا هنا لا أدعي ما ذهبت إليه من حضور جماهيري كبير.. بالعكس أنا إنسان بسيط وعندما أشارك الناس مشاكلهم وقضاياهم وهمومهم لأنها أولاً مشاكلي وقضاياي وهؤلاء الناس هم أهلي وأقربائي وأصدقائي.

* لماذا شلال علي شايع في الطرف الآخر بعكس جهاد علي عنتر أو لحسون صالح مصلح، الأول قائد لواء والثاني مدير عام مديرية؟
- أولاً أنا أحترم قناعة وخيار كل شخص.. أما لماذا أنا في الطرف الآخر وتقصد أنت «ضد السلطة» أولاً هذا حقي المكفول دستورياً ضمن التعدد والتنوع ووجودي ضمن الطرف الآخر كونه المتوافق مع قناعاتي وتوجهاتي، أنا مع الباحثين عن حقوقهم المصادرة: متقاعدون، شباب عاطلون، أكاديميون مهمشون، باعة وموردي القات الشاكين من الضرائب الباهظة، ولذلك أحس بكياني وذاتي وأعبر عن تطلعاتي وأهدافي التي هي في الأصل الوقوف إلى جانب المظلوم -من خلال مشاركاتي في مسيرات ومظاهرات المتقاعدين في الضالع وعدن ويافع ولحج وأبين وحضرموت وغيرها- وفي فعاليات اللقاء المشترك أيضاً، عندما أشارك بصوتي وهتافي وسيري في مظاهرة سلمية للشباب العاطلين عن العمل وأهتف معهم على طول مسافة 3-10 كيلومتر سيراً على الأقدام في حر الشمس أحس بالارتياح الكبير أنني أقوم بشيء من الواجب تجاه هؤلاء الباحثين عن وطن آمن وعيش كريم ومواطنة متساوية، قد تجدنا نتنقل من مكان إلى آخر إلى حيث توجد هذه الفعاليات الاحتجاجية في المحافظات وما ذلك إلا لأننا نحاول أن ندفع إلى حركة أكبر وصحوة أشمل ووعي أعمق لهذا الشعب المغلوب على أمره والذي تسعى السلطة لقمعه وإسكاته رغم الجراح والآلام والمعاناة التي تحيط به، تتحرك إلى كل فعالية لأننا نحس أننا ولوبي الفساد والحاكم في سباق مع الزمن أمام شعبنا، ففي حين يسعون هم بالقمع لإخماده نحاول نحن مع الكثير من الشرفاء إشعال روح الحماسة فيه أكثر حتى يصرخ ويخرج مطالباً بحقوقه في العيش بكرامة.

* وكيف تجد النتائج مع هذا السباق وصراع الإرادات بينكم والسلطة نحو هذا الشعب كما تحدثت؟
- النتائج محسومة سلفاً لإرادة التغيير.. انظر معي على طول خارطة الوطن اليوم كيف تتسع حركة الاحتجاجات الجماهيرية وتزداد حيوية، كيف تتوالد الجمعيات والنقابات ذات المطالب الحقوقية البحتة وبالمقابل كيف تتخبط السلطة وتقدم على ارتكاب الحماقات ضد المواطنين، تمنع الناس من تنظيم اعتصام سلمي في عدن بل وتواجههم بالرصاص والاعتقالات وتسمح بالمقابل للقبائل بأسلحتهم الثقيلة للاعتصام والاجتماع وتشكيل الكيانات في قلب العاصمة صنعاء.
وأنا أشبه السلطة القائمة اليوم بالرجل المريض والعجوز الهرم ونحن اليوم نشهد كافة قطاعات الشعب تنهض للمطالبة بحقوقها المصادرة من قبل هذه السلطة التي أكثرت من الخطايا بحق شعبها: المتقاعدون لهم مطالب وكذلك الشباب الخريجين يبحثون اليوم بصوت عالي عن اليمن الجديد الخالي من البطالة ومثلهم المعلمون والقطاع الأوسط المواطن الذي وجد نفسه يصارع لقمة العيش حيث الغلاء في الأسعار يزداد سعاراً ويحق لنا أمام هذا المشهد أن تردد قول القائل: «تكاثرت الضبا على خراش.. فما يدري خراش ما يصيد».

نقلاً عن صحيفة الاهالي
آخر تحديث السبت, 22 سبتمبر 2007 08:50