القرآن الكريم - الرئيسية -الناشر -دستور المنتدى -صبر للدراسات -المنتديات -صبر-صبرفي اليوتيوب -سجل الزوار -من نحن - الاتصال بنا -دليل المواقع -
إنهيار أطلال الدولة اليمانية على جدران بيت مكية صيغة PDF طباعة أرسل لصديقك
الاخبار العربية والدولية - اليمن الشقيق
نشرها صبرنيوز - SBR NEWS   
الأربعاء, 22 أبريل 2009 06:18
صوت الجنوب/2009-04-22
بقلم: عبدالباسط الحبيشي

تم الإعلان عن ذبح الدولة في سنة 1995 على لسان الدكتور عبدالكريم الإرياني مستشار رئيس الجمهورية الذي حضر مراسم الإحتفالية الجنائزية بمناسبة  ذبح رؤوس الأبقار أمام بوابة منزل النائب الاول لرئيس الوزراء دكتور حسن محمد مكي إسقاطاً لمحاولة إغتياله وتعويضاً عن قتل جميع مرافقية.  أما اليوم فنعلن عن ألانهيار الرسمي الكامل لوجود ما يسمى ب (الدولة).


 

هدم وإحراق منزل المواطنة مكية صالح النهمي من قبل مئات من المواطنين يوم الاربعاء الموافق 15 إبريل 2009 في حارة العنقاء بالحصبة على إثر إنتشار خبر بقيام إبنها صلاح بتمزيق المصحف الكريم والدوس عليه في أروقة المسجد المجاور هو عمل يثبت بأنه لم يعد هناك وجود أي أثر لإي دولة. ومن يقول بغير ذلك فهو إما منافق أو مختل عقلياُ.

 

لا شك بأن تمزيق كتاب ألله والعبث به من الأعمال الساقطة والإجرامية والكفرية لا يرضى بها أي مسلم أين كان وأيمنا وجد ، لكن عندما يقوم المواطنون بإبلاغ الجهات الرسمية والأمنية لإتخاذ اللازم بحق هذا المجرم ولم تحرك هذه الجهات ساكناً مما يتيح الفرصة لجهات أخرى إستغلال الحدث لمعاقبة الجاني بإسم الدفاع عن الله بالطريقة الهمجية والغوغائية التي تمت بها هو بحد ذاته عمل إجرامي مضاعف ومناف لقيم عقيدنا السمحاء ومدعاة جديدة للتأكد بأنه لا أثر لوجود دولة  وقوانين وأنظمة وعدل وشريعة  فضلاً عن مؤسسات أمن وقضاء يمكنها القيام بأقل وأدنى واجباتها.

 

في الماضي القريب كان النظام القبلي يُستبدل في حل قضايا الناس محل نظام الدولة نتيجة الفراغ  لغياب النظام والقانون كما جاء في حادثة الإغتيال والقتل آنفة الذكر وقضايا اخرى لاسيما عندما يكون أطراف القضية من كبار موظفي الدولة والأعيان. لكن في الحاضر نجد أن  نظام الغاب هو السائد والمسيطر على المشهد اليمني برمته والكل من لديه صميل يتبعه ، مالم فهو عرضة لكل أعمال البلطلجة من كل البلاطجة والأوغاد. مع إطلاق أيادي من يعتبرون أنفسهم أوصياء على الإسلام والمسلمين بأخذ القصاص من كل من يعتقدون أنه خرج عن ملتهم دون حكم شرعي أو قضائي ، وهذا الاسلوب الغوغائي يدل دون أدنى شك ان اليمن وقعت فعلاً في الهاوية وما أدراك ماهية.

 

في الايام القليلة الماضية قتل طفل في طريقه إلى مدرسته برصاص طائش متبادل بين متنازعين على قطعة أرض في نفس المنطقة ولم تحرك الاجهزة الأمنية ساكناً وقبلها بـأيام قتل طالب جامعي في بوابة الجامعة من قبل من يفترض أن يحافظوا على أمنه ، وتطول القائمة التي يعرفها كل يمني ، وسيول الدماء تنزف يومياً في كل أنحاء البلاد بين حرب وقتل وقطع طرق وخطف وإعتداءات وإنتهاكات لكل الحرمات وعبث وفساد وإرهاب بشكل يدل يقينياً على أن الدولة غابت إلى غير رجعة.

 

لكن الغرابة فعلاً أن الذين يمسكون بخيوط تحريك الأعمال الغوغائية كالحادث أعلاه لا يقومون بمثل هذه الألعاب إلا في إطار الأعمال التخريبية والإرهابية والحروب أما فيما يخص الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر المستمد من الشريعة السمحاء فهذا ليس من شأنهم لأننا لم نسمع منهم إنتقاداً للوضع العام المتردي في البلاد ومحاولة إصلاحه رغم أنهم يرتدون سروال مشترك مع القوى المتنفذة وبإمكانهم في أسوأ الحالات توجيه غوغائيتهم وديماغوجيتهم التي يجيدونها لإصلاح النظام القائم بدلاً من إستخدامها في أعمال الهدم والتخلف !!

 

هل أسباب ذلك لأنهم يتربصون عن قرب للإنقضاض على السلطة عندما يحين الآوان ، ولذا فهم يشاركون بقوة على إضعافها ونخرها من الداخل!!؟  أم أنهم جزء لا يتجزاء من هذا العبث المستطير لدفع البلاد إلى قعر الهاوية!!؟ وإذا لم يكن هذا ولا ذاك فلماذا يدسون أنوفهم في كل مايسيء لسمعة الوطن كما هو الحال بالنسبة لهدم منزل المواطنة أعلاه؟؟؟ الذي لا شك بإنه يقدم اليمن للأخرين على أنها تعيش في زمن وعالم الديناصورات.

 

وبالتالي فإن من يقفون وراء رفض كل الدعوات المطالبة بإقامة دولة بدلاً من هذا التسيب ، هم أنفسهم من يعملون لإعاقة قيام مؤسسات حقيقية وتفعيل الأنظمة والقوانين بدلاً من هذا اليباب؟؟ هل هذا الرفض هو من أجل الحفاظ على السلطة القائمة ام لمواصلة الإسترزاق والنهب  بسبب عجزها !!؟  ألا يمكن الحفاظ على السلطة أو الإستيلاء عليها في ظل إستقرار أمني ومعيشي أيضاً!!؟  نعم .. بكل تأكيد .. يمكن العمل على الحفاظ على السلطة في ظل إستقرار أمني ومعيشي .. وتنمية علاوة على ذلك؟ إذاً ماهي المشكلة؟

 

الجواب هو أنه عندما يكون التدمير ونشرالإنحلال الخلقي وإفساد القيم وإفقار الأمة من مخزونها الثقافي والتاريخي ، هو الدور والمهمة المناطة بالقوى الحاكمة والطفيليات التابعة لها وهو الهدف الأكبر المكلفة بتنفيذه من قبل الخارج  مقابل السماح بإستمرار وجودها على سدة الحكم ، فلا غرابة إذاً مما يحدث لليمن وأهله!!.



 

آخر تحديث الأربعاء, 22 أبريل 2009 06:18