القرآن الكريم - الرئيسية -الناشر -دستور المنتدى -صبر للدراسات -المنتديات -صبر-صبرفي اليوتيوب -سجل الزوار -من نحن - الاتصال بنا -دليل المواقع -
قراءة في أوضاع اليمن الجنوبي صيغة PDF طباعة أرسل لصديقك
صفحات للموقع - مواضيع أساسية
نشرها صبرنيوز - SBR NEWS   
الأربعاء, 23 أغسطس 2006 01:18
كاتب الموضوع د/عبدالله أحمد بن أحمدالدكتور /عبد الله أحمد بن أحمد
7 /2 / 2004 م


 أولاً: المرحلة الأولى للاحتلال- 22 مايو 1990- 7يوليو 1994م :
ثانياً: المرحلة الثانية للاحتلال 7 يوليو 1994- حتى يوم النصر وتقرير المصير.

بلادنا الجنوب العربي تاريخياً- المسماة حالياً اليمن الجنوبي أصبحت اليوم تحت احتلال نظام اليمن الشمالي البغيض ونطلع إلى ذلك اليوم التي تعيد فيه حريتها وتقرر فيه مصيرها وتحقق فيه استقلالها الوطني وتدحر فيه الاحتلال الذي ترزح تحت وطأته وإلى ذلك اليوم التي تشق فيه طريقها وتوجهها الحر بين أمم وشعوب العالم كدولة مستقلة وذات سيادة عضوه في المنظمات الإقليمية والدولية وتقيم علاقة دبلوماسية متبادلة مع جميع دول العالم كما كانت عليه قبل وقوعها تحت وطأة احتلال نظام اليمن الشمالي لها الواقعة فيه اليوم.                
مرَّ الجنوب العربي عبر الأزمنة والعصور شأنه شأن بقية البلدان الأخرى بالعديد من الكيانات السياسية والدول المستقلة بعضها عن بعض داخل الجنوب العربي كما هو الحال في الخليج العربي ولم تكن يوماً جزء من اليمن فاليمن هو اليمن الشمالي اليوم أما اليمن الجنوبي اليوم فقد كان الجنوب العربي عبر التاريخ.                                                      
خلال الفترة مابين 19 يناير 1839- 30 نوفمبر 1967م ولـ129 عاماً كان الجنوب العربي أحد    المستعمرات التابعة للمملكة المتحدة ورغم أنَّها مستعمرة بريطانية إلا أنها كانت مكونة من حوالي 22 أمارة    
وسلطنة ومشيخة حسب الآتي :                                 
1-مستعمرة عدن                                      13- سلطنة العوالق السفلى  
2-سلطنة لحج                                         14-سلطنة المهرة
3-أمارة خرفه في حالمين ثم أمارة الضالع           15-أمارة بيحان
4-سلطنة ألحوا شب                                  16-مشيخة المفلحي
5-سلطنة يافع العليا                                  17-مشيخة العلوي
6-سلطنة يافع السفلى                                18-مشيخة العقربي
7-سلطنة الفضلي                                    19-مشيخة الشعيب
8-سلطنة العوذلي                                    20-مشيخة دثينة
9-سلطنة الواحدي                                   21-مشيخة العوالق العليا
10-سلطنة القعيطي                                  22-مشيخة القطيبي
11-سلطنة الكثيري                                  23-مشيخة حالمين
12-سلطنة العوالق العليا                        24-جزيرة كمران                   
كل واحدة من هذه الإمارات والسلطنات والمشيحات دولة مستقلة عن الأخرى وترتبط كل واحدة منها بنظام الحماية ثم بنظام الاستشارة بشكل مستقل بالحكومة البريطانية عن طريق الضباط السياسيين البريطانيين العاملين في هذه ألد ويلات والخاضعين للمعتمد السياسي البريطاني في المستعمرة عدن وقد شكل بعض هذه الإمارات والسلطنات والمشيحات حكومة اتحاد الجنوب العربي في 11 فبراير 1959م إلا أن البعض منها كسلطنة القعيطي وسلطنة الكثيري وسلطنة المهرة ضلت مستقلة وبقي هذا الوضع حتى استقلال الجنوب العربي فـي آل 30 من نوفمبر 1967م   .    
عند تحقيق الاستقلال الوطني للجنوب العربي تولت الجبهة القومية حكم البلاد واستطاعت توحيد جميع إمارات وسلطنات ومشيخات دويلات الجنوب العربي في دولة واحدة أسمتها جمهورية اليمن الجنوبية الشعبية تقوم على جميع أراضي إمارات وسلطنات ومشيخات دويلات الجنوب العربي من باب المندب غرباً إلى المهرة شرقاً وعاصمتها مدينة عدن الإستراتيجية ويلاحظ هنا أن اسم اليمن قد أضافته قيادة الجبهة القومية إلى اسم الدولة الجديدة بدلاً من الجنوب العربي لأول مرة بقرار مركزي وبشكل رسمي في آل 30 من نوفمبر 1967م  وبدون استفتاء شعبي عليه أو أخذ رأي شعب الجنوب العربي في تغيير تسمية بلاده باعتبار ذلك متعلق بمصيره وهذا الأمر يعد من الأخ طاءات الإستراتيجية التي لا تغتفر والتي  ارتكبتها اللجنةالتنفيذية والقيادة العامة للجبهة القومية بحق شعب الجنوب العربي في تغيير اسمه وفق قرارها المركزي إلى اليمن الجنوبي .                                                       
رغم تغيير اسم الجنوب العربي إلى اليمن الجنوبي كما ذكر أعلاه إلا أنه ضل بلداً مستقلاً وفـي دولة مستقلة وذات سيادة باسم جمهورية اليمـن الجنوبية الشعبية ثم جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية معترف بها عضوه في الجامعة العربية والجمعية العمومية للأمم المتحدة والمنظمات الإقليمية والدولية الأخرى وتقيم علاقة دبلوماسية متبادلة مع جميع دول العالم عربياً وإسلامياً ودولياً وتتحكم بثروة هائلة وأراضي شاسعة بما في ذلك تحكمها بأهـم ألم ضائق البحرية مضيق باب المندب وتقع فـي أهم المواقع الإستراتيجية الدولية على مدخل البحر الأحمر وخليج عدن وسواحل البحر العربي وقد قادت شعب اليمن الجنوبي فـي إطار السيادة والاستقلال التام لحوالي 27 عاماً للفترة مابين يوم الاستقلال 30 نوفمبر 1967 - إلى 22 مايو 1990م بداية المرحلة الأولى لاحتلال نظام اليمن الشمالي لليمن الجنوبي .   

 أولاً: المرحلة الأولى للاحتلال- 22 مايو 1990- 7يوليو 1994م :   

كان الخطأ الإستراتيجي الثاني هذه المرة قد ارتكبه المكتب السياسي للحزب الاشتراكي عندما استدرج من قبل قيادة المؤتمر الشعبي العام فـي اليمن الشمالي للتوقيع علـى وثيقة المرحلة الانتقالية لمـا يسمى بالوحدة بين اليمـن الجنوبي واليمن الشمالي حيث وقعـا عليها بصفتهم الحزبية وقد كانت نواياهم صادقة وجدية إلا أنهم لم يدركوا النوايا الخبيثة المبيتة لهم من قبل قيادة نظام اليمن الشمالي والتي تكشفت فيما بعد في وقت متأخر كما أن هذا الاتفاق لـم يتم استفتاء الشعب أو أخذ رأيه قبل التوقيع والتنفيذ باعتبار ذلك يحدد ويقرر مصيره ولم يأخذ  رأي حتى الأطر الحزبية ولم يوقع عليه بالصفة الحكومية ولم يتم ذلك الاتفاق بإشراف عربي أود ولي بل تم كالفتته بسرعة البرق الأمر الذي يجعل هذا الاتفاق مشكوك فيه وباطـلاً قانوناً ويعني ذلـك أن هـذا الاتفاق قد ولد ميتاً لأن قرار إعلانه قد تـم بشكل حزبي ومركزي ومتسرع  وهـذا ما أثبتته الأيام فيما بعد بأنـه كـان قراراً خاطئاً لأنه متسرع  وغير مدروس إلا أنه كان نقطة البداية التي مكنت قيادة نظام اليمن الشمالي باسم  الوحدة احتلال اليمن الجنوبي .                                                                              
من هنـا بدأت المرحلة الأولى لاحتلال اليمن الجنوبي من قبل نظام اليمن الشمالي وهـذه المرحلة تمتد بين 22 مايو 1990 - 7 يوليو 1994م خلال هـذه المرحلة تمكنت قيادة نظام اليمن الشمالي من السير التدريجي لتهميش القيادات الجنوبية واحتلال اليمن الجنوبي والسيطرة علية وإلحاقه باليمـن الشمالي دولتـاً وشعباً بشتى الطرق والأساليب مـن الترويض والشراء للنفوس إلى الإهمال والتركين والإذلال ومحاولة القتل والقتل فـي آخر المطاف لمن لا يغض البصر عن ما يحدث كما استخدمت العديد مـن العوامل الأخرى التي تكرس الاحتلال التدريجي والتي تـم اتباعها مـن قبل قيادة نظام اليمن الشمالي لتحقيق ذلك الهدف على الواقع وهي عديدة ومن بينها الآتي :                                            
1- اعتبار مدينة صنعاء عاصمة الجمهورية العربية اليمنية في اليمن الشمالي هـي عاصمة لدولة الوحدة الأمر الذي أجبر قيادة اليمن الجنوبي بالانتقال أفراداً إلى مدينة صنعاء الشمالية مخلفين ورائهم أجهزة دولتهم في مدينة عدن الجنوبية وهذا الأمر أدى إلى إنهاء أجهزة دولة اليمن الجنوبي في عدن وأجبر الجنوبيين بعد وصولهم إلى مدينة صنعاء من العمل من داخل أجهزة دولة اليمن الشمالي الجمهورية العربية اليمنية وليس من داخل أجهزة دولة الوحدة المتفق على إنشائها على أنقاض الدولتين في الجنوب والشمال لتخلف قيادة اليمن الشمالي وماتم هـو فرض أمر واقع على قيادة الجنوب العمل من داخل أجهزة دولـة اليمن الشمالي المفترض تكسيرها بل العكس عملت قيادة نظام اليمـن الشمالـي على تطويرها .           
2- إنهاء النظام الإداري الإنجليزي الممتاز وسيادة النظام والقانون لجهاز الدولة المعمول به في دولة اليمن الجنوبي في عدن واعتماد النظام الإداري العثماني المتخلف ونظام العرف القبلي وعدم سيادة النظام والقانون المعمول به في أجهزة دولة اليمـن الشمالي بحكم العمـل مـن داخل هـذه الأجهزة المتخلفة وفرض سريان الأنظمة واللوائـح والعادات المتبعة فيها وكذلك القوانين اليمنية الشمالية في مختلف مجالات الحياة وتعميمه على محافظات الجنوب وحتى القوانين التي تم إعادة إصدارها كقوانين لدولـة الوحدة لم يتم العمل بها وإنما تسيير شؤون البلاد وفق الأعراف وأحياناً القوانين الشمالية وقـد عمم على الجنوب نظام العرف القبلي وأعيد الثأر وأعمال العنف بدعم وتموين السلطة في اليمن الشمالي لزرع التفرقة والفوضاء بين أبناء الجنوب ليسهل السيطرة على مناطقهم .                                  
 3- العملة ونظـام الأحوال الشخصية وملكية العقارات والسجل المدنـي والمواليد والمرور والجمارك ونظام القضاء وكل شيء له صلة بدولة اليمـن الجنوبـي تم إنهائه وتعميم مكانه الأنظمة والأعراف المعمول بـها في دولة اليمـن الشمالـي حتى الريـال اليمني الشمالي المنهار أصبح العملة الرسمية لما يسمى بدولة الوحدة .                                      
4- لم يسمح ببقاء ماله صلة بدولة اليمـن الجنوبي مهما كان إيجابيته حتى لا يحسب لقيـادة الجنوب لسيطرة قيادة نظام اليمن الشمالي على المال وعدم صرف مخصصات المؤسسات الجنوبية مما أدى إلـى انهيارها بما فـي ذلـك انهيار المؤسسات العسكرية الجنوبية وخروجها عن الجاهزية القتالية لعدم صرف مخصصاتها المالية وحتى مرتبات أفرادها كانت تصرف لـهم مرتب الشهر بعد 3-4 أشهر إلـى جانب عدم السماح فـي دمج المؤسسات العسكرية ليسهل ضربها وتكسيرها في الوقت المناسب وهذا ما حصل بالفعل قبل وأثناء الحرب .                                                                                    
5- تحويل خطابهم السياسي حول مفهوم الوحدة من تحقيق الوحدة بين دولتين وشعبين إلـى إعادة تحقيق الوحدة وكأن هناك فرع كان هارباً وعاد إلـى الأصل وهذا يدل على أن مفهوم الوحدة لديهم هـو الإلحاق القسري للجنوب بدولتهم وشعبهم وهذا ماتـم بالفعل وما نتج عـن حرب 1994م .                                                                              
6- عدم تنفيذ اتفاقيات المرحلة الانتقالية للوحدة وماتم تنفيذه وفق الاتفاقيات سواء تغيير الاسم والعلم والنشيد فقط وماتم غير ذلك هو بسط غير مشروع واحتلال تدريجي على الواقع لليمن الجنوبي لتخلي قيادة نظام اليمن الشمالي عن الاتفاقيات والعمل بها بل عملت على فرض نظام اليمن الشمالي على اليمن الجنوبي عن طريق الظم والإلحاق مما أدى إلى تفاقم الصراع بين الطرفين .                                                                                   
7- تفاقم الصراع بلجوء قيادة نظام اليمـن الشمالـي للتصفيات الجسدية للقيادات الجنوبية ابتـدأ بالتصفية الجسدية للشهيد المهندس حسن ألح ريبي في أحد شوارع العاصمة صنعاء في سبتمبر 1991م وتوالـى القتـل ومحاولـة القتـل للجنوبيين خلال الفترة مابين 22 مايو1990- 7  يوليو1994 م مـن خلال الاغتيالات السرية مروراً بالعقيد ماجد مرشد سيف مستشار وزير الدفاع والعقيد احمد طاهر وحنش ثابت وقائد محمد على صلاح والعقيد حسين الطفي وكانت العاصمة صنعاء مسرحاً لمعضمها حيث تم قتل  الكثير من  القياديين الجنوبيين ومحاولة اغتيال العديد من القيادات الجنوبية الفاعلة والمؤثرة ومن بينها محاولات قتل كلِّ من الأستاذ سالم صالح محمد عضو مجلس الرئاسـة الـدكتور يأسين سعيد نعمان رئيـس مجلس النواب , المهندس حيدر أبو بكر العطاس رئيس مجلس الوزراء , والأستاذ عبد الرحمن الجفري رئيس رابطة اليمـن  (رأى) وعدد من الوزراء و النواب والقيادات المدنية والعسكرية الجنوبية ومـن بينها محاولة قتلي أنـا وجميع أفراد أسرتي في الفيلا التي كنت أسكنها فـي العاصمة صنعاء بتاريخ 15 فبراير 1992م الساعة الثامنة والربع ليلاً وآخرين عديدين .                                                                                                        
8- تحويل مدينة صنعاء ومدن اليمن الجنوبي إلى ثكنة عسكرية للقوات العسكرية الشماليـة بهدف فرض السيطرة العسكرية عليها .                                                   
9- محاولة تحويل الجنوبيين إلـى قوة ملحقة ودخيلة لا يقوى أحـد على عمل شيء مسلوبين الحقوق منهوكين القوى تنهار أمامهم مؤسسات دولتهم وكل شيء حولهم له علاقة بالجنوب أي تحويل الجنوبيين إلـى أنـاس يعيشون فـي بلد يحتله بلد آخر ما عليهم فعله سوى الطاعـة والخضوع لسلطات الاحتلال رغم أنهم لازالوا شركاء بالسلطة .                             
10- أجريت أول انتخابات في المرحلة الانتقالية للوحدة وتعتبر حسب رأيي بمثابة الاستفتاء الشعبي عليها حيث تمت الانتخابات فـي 27 أبريل 1993م حيث قال الشعب رأيه فـي المرحلة الانتقالية للوحدة من موقع المعاناة التي عاشها خلال سنوات المرحلة الانتقالية للوحدة وأكد الشعب عدم وجودها ورفضها بحيث أعطى شعب اليمن الجنوبي أصواته للحزب الاشتراكي اليمني  حيث حصل على جميع المقاعد في اليمن الجنوبي  الحزب الاشتراكي اليمني باستثناء مقعد واحد ولم يعطي اليمنيين الجنوبيين أصواتهم للأحزاب اليمنية الشمالية مع حصول الحزب الاشتراكي على 13 مقعداً مـن مقاعد اليمن الشمالي وهذا يدل علـى أن الشعبين فـي اليمنيين الجنوبي والشمالي قـد رفضا اتفاق المرحلة الانتقالية للوحدة وإعطاء كل شعب شرعية حكمه  لأحزابه السياسية .                                                 
11- تفاقم الصراع ولم تنجر قيادة اليمن الجنوبي للعنف رغـم تعرضها لـه بل لجأت إلـى أسلوب الاعتكاف ومحاولة حل الأزمة سلماً وتمكنت مع القوى الوطنية الأخرى مـن إخراج وثيقة العهد والاتفاق التي وقعتها قيادة نظام اليمـن الشمالـي شكلاً ولكنها سـارت وفـق خطتها المرسومة في حسم الصراع واستكمال احتلال اليمن الجنوبي عسكريـاً بحيث تم فـي يوم 24 فبراير 1994م وهو يوم التوقيع على وثيقة العهد والاتفاق بحضور الملـك حسين ملـك الأردن في مدينة عمان بالأردن تدمير سرية دبابات من لواء مدرم جنوبي فـي محافظة أبين من قبل قوات العمالقة التابعة لقيادة نظام اليمن الشمالي والتي تحاصر مدينـة عـدن عاصمة اليمن الجنوبي من ناحية الشرق وفي 26-2-1994م دمر اللواء الخامس جنوبي في حرف سفيان وتوالت الأحداث المأساوية بعدها حيث لجأت قيـادة نظام اليمـن الشمالي بالإعداد العسكري لحسم الموقف بالقوة والحرب والاحتلال الكامل لليمن الجنوبي   
12- بدأت التعبئة المعنوية إلى جانب التعبئة القتالية لقوات اليمـن الشماليـة البرية والجوية والبحرية وفتحت المعسكرات لقوات الأفغان العرب وقوات القبائل لاعدادها القتالـي والمعنوي استعداداً للحرب الشاملـة ضد اليمـن الجنوبي ولعب الشيخ عبد المجيد الزند آني عضو مجلس الرئاسة والداعية الإسلامية دوراً هاماً في تعبئة القوات اليمنية الشماليـة النظاميـة والقبليـة و الإسلامية وتحريضهم لخوض الحرب حيث دار معسكرات القوات الشمالية وأفتى بضرورة القضاء والسحق التام لأبناء الجنوب الملحدين الكفرة .                                        
وسخرت قيادة نظام اليمـن الشمالي الدين لخدمـة مصالحها التوسعية لقتال أبنـاء اليمـن الجنوبي واحتلال أرضهم وأحللت لهم الأرض والعرض وماعلى أرض الجنوب حيث ورد في الفتوى الدينية التي أصدرها أحد قادة اليمن الشمالي السياسيين والدينيين وزير العدل اليمنـي بأن قتال أبناء اليمن الجنوبي واحتلال أرضهم أمراً أحلـه الله شرعاً وقـال فـي هذه الفتوى المدعو الدكتور عبد الوهاب الديلمي وهذا نص من الفتوى الدينية التي أدلى بها بصوته :      
"إننا نعلم جميعاً أن الحزب والبغاة في الحزب الاشتراكي المتمردين هؤلاء لو أحصينا عددهـم لوجدنا أن أعدادهم بسيطة ومحدودين ولو لم يكن لهم من الأنصار والأعوان مـن يقف إلـى جانبهم ما استطاعوا أن يفعلوا ما فعلوه فـي تاريخهم الأسـود ....أنهم أعلنوا الـردة والإلحاد والبغي والفساد.....هؤلاء الذيـن هـم رأس الفتنة إذا لـم يكن لهم مـن الأعوان والأنصار ما استطاعوا أن يفرضوا الإلحـاد علـى أحد......ولا أن يعلنوا الفسـاد ولا أن يستبيحوا المحرمات ولكن فعلوا ما فعلوه بأدوات هذه الأدوات هم هؤلاء الذين نسميهم اليوم المسلمين هؤلاء هم الجيش الذي أعطى ولائه لهذه الفئة.....وهنا لابد من البيان والإيضاح فـي حكم الشرع في هذا الأمر :                                                 
أجمع العلماء أنه عند القتـال بل إذا تقاتـل المسلمين وغير المسلمين فإنه إذا تترس أعـداء الإسلام بطائفة من المسلمين المستضعفين من النساء والضعفاء والشيوخ والأطفال ولكن إذا لم  نقتلهم فسيتمكن العدو من اقتحام ديارنا وقتل أكثر منهم مـن المسلمين ويستبيح دولة الإسلام وينتهك الأعراض إذاً فقتلهم مفسدة أصغر من المفسدة التي تترتب على تغلب العدو علينا فإذا كان إجماع المسلمين يجيز قتـل هؤلاء المستضعفين الذيـن لا يقاتلوا فكيف بمن يقف ويقاتل ويحمل السلاح هذا أولاً....                                                                  
والأمر الثاني الذين يقاتلون في صف هؤلاء المتمردين هم يريدون أن تعلوا شوكة الكفر وأن تنخفض شوكة الإسلام وعلى هذا فإنه يقول العلماء من كان يفرح في نفسه فـي علو شوكة الكفر وانخفاض شوكة الإسلام فهو منافق أما إذا أعلن ذلك وأظهره مرتداً أيضاً".            
وقد استندت قيادة نظام اليمن الشمالي على هذه الفتوى في حربها على اليمن الجنوبي واحتلاله  هذه الفتوى الدينية الباطلة شرعـاً والدليل علـى بطلانها بأن  شيخ جامع الأزهـر الشريف والشيـخ عبد العزيز بن باز والشيخ بن جبرين والشيخ الغزالي قـد أفتوا ببطلانها وعدم أهلية من أطلق هذه الفتوى.                                                                       
13- من ميدان السبعين في العاصمة صنعاء وفي احتفال جماهيري كبير 27 أبريل 1994م أعلن الرئيس علي عبد الله صالح الحرب ضد اليمن الجنوبي حيث قـال بما معناه أننا سنعمل على الاستيلاء على اليمن الجنوبي بالقوة والقضاء على الجنوبيين الانفصاليين وأمـر قواتـه وقبائل اليمن الشمالي بأن كل مايتم الاستيلاء عليه في اليمن الجنوبي من قبلهم هو لهم غنيمة حرب وبعد ساعتين فقط من خطاب الحرب بدأت حرب اليمن الشمالـي الشاملة ضد اليمـن الجنوبي بتدمير اللواء الثالث مدرع جنوبي فـي مدينة عمران بوجود اللجنة العسكرية المكلفة بفض الاشتباك والمكونة من الملحقين العسكريين الأمريكـي والفرنسـي وممثلين عسكريين عمانيين وأردنيين ويمنيين جنوبيين وشماليين .                                               
استمرت حرب نظام اليمن الشمالي  باتجاه احتلال أراضي اليمن الجنوبي للفترة مابين 27 أبريل - 7 يوليو 1994م وكانت حرباً حديثة بكل ما تعنيه الكلمة مـن معنى استخدمت فيها القوات البرية , الجويـة , البحرية , الصواريخ , المليشيات القبلية والحزبية وقوات الأفغان العرب الإسلامية .
ورغـم قراري مجلس الأمـن الدولي 924 و 931 ومناشدات الدول العربية والعالمية واعتبار الولايات المتحدة الأمريكية مدينة عدن خط أحمر إلا أن قيادة نظام اليمن الشمالي قد عقدت العزم على مواصلة الحرب واحتلال اليمن الجنوبي بـدءً بتدمير القوات الجنوبية المتمركزة فـي اليمـن الشمالي وكذلك المتمركزة في اليمن الجنوبي وتدمير القرى والمدن ومياه الشرب والكهرباء وانتهاءًً بتشريد الجنوبيين إلى لاجئين في مختلف بقاع العالم وإلى منفيين في وطنهم واحتلال اليمـن الجنوبي بالقوة والحرب وفرض عليه وحـدة قسرية بقوة السلاح ابتدأ مـن 7يوليو 1994م وتحويل اليمن الجنوبي إلى بلد محتل وواقع تحت الاحتلال الاستعماري لنظام اليمن الشمالي  

ثانياً: المرحلة الثانية للاحتلال 7 يوليو 1994- حتى يوم النصر وتقرير المصير.

عندما لم تحقق قيادة نظام اليمـن الشمالي الاحتلال الكامل لليمـن الجنوبي لانكشاف أساليبها ونواياها الإلحاقية القسرية له و وقوف قيادة اليمن الجنوبي بوجه هـذه الأساليب الرعناء لجأت القيادة اليمنية الشمالية إلى حسم الموقف وتحقيق الاحتلال لليمـن الجنوبي عـن طريق شـن الحرب الشاملة ضد اليمن الجنوبي خلال الفترة ما بين 27 أبريل- 7 يوليو 1994م .
من 7 يوليو 1994م بدأت المرحلة الثانية من الاحتلال المباشر لليمـن الجنوبي وأهـم عوامل هـذه المرحلة الآتي :
1- احتلال عسكري شامل وكامل لكل مناطق اليمـن الجنوبي وفرض ما يسمى بالوحدة قسراً وبالقوة والحرب وقد حدث لليمن الجنوبي ما أحدثه العراق للكويت حرب واحتلال وظم وإلحاق بالقوة والحرب .
أحدثت الحرب خراباً وخسائر مادية وبشرية وإعاقات مستديمة لأبناء اليمـن الجنوبي وتدمير القرى والمدن والممتلكات ونتج عنها شرخ نفسي بليغ في النفوس وجرح عميق فـي القلوب لايمكن له أن يندمل إلا بجلاء الاحتلال وتقرير المصير .
3- نهب وسلب وبسط اليد على الممتلكات العامة في سائر مناطق اليمن الجنوبي من أمـوال وأراضي ومباني ثابتة ومنقولة بما في ذلك الاستيلاء على الممتلكات الثابتة و المنقولة للمواطنين في اليمن الجنوبي وبخاصة الموظفين في أجهزة الدولة .
4- تشريد عدد كبير من أبناء اليمن الجنوبي إلى لاجئين فـي دول العالـم وإلـى منفيين في وطنهم دون عمل أو حقوق عادلة ومتساوية .
5- تشكيل المحاكم لمحاكمة أبناء اليمن الجنوبي من موقع منتصر ومهزوم وإصدار الأحكـام السياسية بما في ذلك أحكام الإعدام .
6- تحويل الجنوبيين مـن شركاء إلى انفصاليين خونة عملاء للخارج وقـد أصبحت كلمـة انفصالي ملاصقة لكل من هو جنوبي لابل وتدريس ذلك عبر المناهج الدراسية .
7- فـرض إرادة المنتصر وحضر نشاط المهزوم وتزوير التاريخ فقد زوروا التاريخ بـأن المرحلة الانتقالية للوحدة قد نسبوها لأنفسهم وحتى أنهم مسحوا صور الشريك الجنوبـي عند عرض الأحداث في وسائل الإعلام .
8- الاستيطان الشمالي المكثف في أراضي اليمن الجنوبي من المهرة شرقاً إلى باب المندب غرباً وزرعهم في هذه المناطق كجنوبيين بهدف تغيير الهوية الجنوبية وإحداث خلل كبير في الخريطة الديمغرافية لصالح اليمن الشمالي خوفاً من أي استفتاء قادم يقرر مستقبل أبناء اليمن الجنوبي .
9- إخفاء وتغيير سجلات المواليد والعقارات وتحويل السجل المدني المعمول به في اليمـن الجنوبي إلى السجل العقاري الشمالي للتلاعب بهوية المواليد وملكية العقارات لصالح أبناء البلد المحتل وتحويل أسامي المدارس والشوارع  .
10- تقسيم اليمـن الجنوبي إلـى مناطق عسكرية وتحويلها إلى ثكنة عسكرية وفرض عليها الأحكام العرفية العسكرية والقبلية .
11- بسط اليد على أراضي وممتلكات اليمـن الجنوبـي وتوزيعها بين المتنفذ ين مـن قيادة عسكرية وطائفية وقبلية كمناطق نفوذ بغض النظر عن ملكية الجنوبيين لها .
12- النهب السريـع للثروة النفطية والسمكية وبيع الأراضي والممتلكات الجنوبية حتـى إذا ما أدى ذلك إلى نضوبها ودمارها لشعورها بأنه سوف يأتي اليوم الـذي يعاد فيه الحق إلـى نصابه والأرض لأبنائها الجنوبيين .
13- البسط علـى حدائق الأطفال والمتنفسات الهامة داخل المدن الجنوبية حيث جرى بنـاء بعضها وتسوير البعض الآخر من قبل ضباط وشيوخ وقيادات اليمـن الشمالي أصحاب النفوذ في السلطة كما تقاسموا فيما بينهم حتى سواحل وشواطئ البحر الجنوبي الجميل بغض النظر لمن تعود ملكيتها من الجنوبيين .
14- أحالت العديد مـن الموظفين الجنوبيين وخاصة العسكريين إلـى التقاعد المبكر وأحالـت الآخرين إلى قوة عاطلة عن العمل وربط مرتبات وقضايا الكثيرين منهم في العاصمة صنعاء حيث لايجد لها حل لعدم قدرتهم على تحمل نفقات المتابعة وضياعها في أجهزة دهاليز الفساد هناك .
15- تقليص قبول الجنوبيين أحياناً وعدم السماح لهم في معظم الأحيان في الإلتحاق في الكليات وخاصـةً الكليات والأكاديميات العسكرية وكذلك تحريم عملهم فـي بعض المؤسسات مثـل الحرس الجمهوري والقوات الخاصة .
16- إلزام الجنوبيين الذين ساندوا القوات الشمالية في الحرب ضد اليمـن الجنوبي واحتلاله بتسليم الأسلحة الثقيلة وعدم السماح لهم بالتمركز في المدن الرئيسية مثل مـدن صنعاء وعدن .
17- إشعال الفتن وإعادة أعمال العنف والثأر القبلي والسياسـي إلى مناطق اليمـن الجنوبي وتغذية القتال بين المناطق والقبائل وتشجيع نشر نظـام العرف القبلي بـدل القانون وسلطـة الدولة التي كانت سائدة في اليمن الجنوبي سابقاً ويتم ذلك بتموين سلطات الاحتلال .
18- عدم السماح للجنوبيين بتنظيم أنفسهم فـي منظمات تحمي مصالحهم كجنوبيين مثل منع اللجان الشعبية ثم منع قيام الملتقى الجنوبي الذي أراد أبناء اليمن الجنوبي تأسيسهما لحمايـة مصالحهما .
19- استمرار إصدار الفتاوى الدينية ضد أبناء اليمـن الجنوبي المؤثرين وتحليل قتلهم كمـا حدث مؤخراً للدكتور يأسين سعيد نعمان واستمرار أعمال القتل للخصوم السياسيين كما حدث للأمين العام المساعد للحزب الاشتراكي الشهيد جار الله عمر رحمة الله عليه .
20- اعتبار يوم 7 يوليو 1994م يوم استكمال احتلال اليمن الجنوبي وعاصمته مدينة عـدن من وجهة نظر دولة الاحتلال هو يوم الوحدة التي حققوها بالدم ويوم للنصر على أبناء اليمن الجنوبي ويوم وطني يحتفلون به كل عام .
إن وحدة القوة وعسكرة الوحدة التي يتحدثون بها قـادة دولة الاحتلال لا يقبلها عاقل ولا يقرها المنطق في عالم اليوم عالم الحرية والديمقراطية .
إننا نحن أصحاب الحق والأرض أبناء اليمن الجنوبي نرفض جملتاً وتفصيلاً نتائج حرب 1994م ولا نعترف بالأمر الواقع اليوم لدولة الاحتلال في فرض سيطرتها على بلادنا وفرض الوحـدة قسراً بالقوة والحرب ونعتبر ذلك احتلال استعماري وسوف نناضل سلماً لدحره وتحقيق تقرير المصير لبلادنا وإعادة بناء دولة اليمن الجنوبية المستقلة ذات السيادة على كامل أراضي جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية التي كانت قائمة قبل 22 مايو 1990م وبما أن قضيتنا قضية عادلة فإننا نناشد الأحزاب والـدول والشعوب والمنظمات الدولية والإقليمية وفـي المقدمة الجامعة العربية ومنظمات الدول الإسلامية ورابطة دول الكومنولـث البريطانـي والجمعية العمومية للأمم المتحدة ومجلس الأمن الدولي إلى دعم نضال شعب اليمـن الجنوبـي فـي حق تقرير المصير وإعادة بناء دولته المستقلة وإلى تقديم الدعم والعون في حل قضايا اللاجئين من أبناء اليمن الجنوبي.




كاتب وباحث أكاديمي
مقيم في لندن
7 /2 / 2004 م
آخر تحديث الأحد, 23 أغسطس 2009 15:02