بسم الله الرحمن الرحيم

بيان  إدانة واستنكار

يا  أبناء الجنوب الأحرار..

أيها  الأبطال الصامدون في مديريات ردفان  الثورة..

   لقد تداعت مجاميع كبيرة من الأكاديميين والكوادر الثقافية من مختلف التخصصات العلمية والسياسية والإعلامية المدنية والعسكرية والأمنية، ومن جميع محافظات الجنوب الرازحة تحت وطأة الاحتلال اليمني..  للوقوف أمام التداعيات الخطيرة للحملات العسكرية العدوانية لجيوش الجمهورية العربية اليمنية، التي ترتكب اليوم أبشع الجرائم ضد أهلنا وأخوتنا في مديريات ردفان الثورة والضالع الصمود ويافع الشموخ، وفي مدينة عدن الباسلة عاصمة جنوبنا الحبيب وفي مدينة المكلا العزة والكرامة على وجه الخصوص، وعلى مناطق محافظة أبين وشبوة بصورة عامة، من جرائم قتل وإبادة جماعية للسكان الأبرياء واعتقالات قمعية وتعسفية ترفضها القيم الإنسانية وتحرمها شرائع الديانات السماوية السمحاء.. حيث نتابع بقلق شديد التطورات العسكرية المتسارعة ونتائجها الإجرامية في منطقة ردفان، والتي فرضتها سلطة الاحتلال اليمني على العديد من مدن وقرى مديريات ردفان الأربع، وبخاصة مدينة الحبيلين. فقد أقدمت سلطة صنعاء منذ عدة سنوات من فرض طوق عسكري معزز بمئات العربات القتالية والآليات التدميرية والأسلحة الثقيلة المختلفة من دبابات ومدفعية وراجمات الصواريخ، لحصار السكان من التموينات الغذائية والمستلزمات الطبية العلاجية ومن كافة الاحتياجات الضرورية، ثم أقدمت منذ عدة أيام بتوجيه قواتها العسكرية، لأطلاق حمم قذائفها العشوائية فوق رؤوس الأبرياء من أبناء شعبنا المسالم..

  فها هي سلطة صنعاء تقترف بنوازعها العدوانية وحقدها الدفين ضد شعب الجنوب، حروبها العسكرية القذرة بالأمس في المعجلة ومناطق شبوة وأبين ولحج (الحوطة) واليوم في ردفان والضالع ويافع، تقتل بلا رحمة وتسفك الدماء وتمارس التنكيل والإبادة وتشرد السكان من بيوتهم وأراضيهم، لا لذنب ارتكبوه كما يزعمون زورا وبهتانا (الخارجون عن النظام والقانون)، وإنما وهذه هي الحقيقة الهدف تمرير مشاريع سياسية واستيطانية في مناطق الجنوب لتزوير انتخاباتها المزيفة، وهنا تكمن الجريمة بعينها، وهذا ما يرفضه أبناء الجنوب قاطبة، لذلك تحاول سلطة صنعاء الباغية فرض حماقاتها الهمجية باستخدام القوة العسكرية، بعد أن أحكمت حصارها بمنع الإمدادات الغذائية والدوائية وقطع الاتصالات والخدمات الضرورية للحياة الاجتماعية عن سكان مديريات ردفان ويافع والضالع..

  لذلك فأننا بحكم شعورنا بالمسئولية الجسيمة على عاتقنا وما تستوجبه ضمائرنا وقيمنا الإنسانية نعلن للرأي المحلي والإقليمي والدولي عن تضامننا المطلق مع أهلنا وأخوتنا في ردفان وندين ونستنكر الحرب الظالمة الجارية رحاها لقصف المدن والقرى بمديرية الحبيلين وكل مناطق أرض الجنوب الصابر على الضيم والقهر والعدوان..

لهذا: فأننا باسم العدالة  السماوية والضمائر الإنسانية  التواقة للحرية والكرامة نرفع باستنكارنا هذا المطالب الهامة والعاجلة على النحو الآتي:-

   1. نطالب الهيئات والمنظمات الدولية الحقوقية والإنسانية بالضغط لإجبار سلطة صنعاء على وقف جرائمها العدوانية ضد أهلنا في ردفان والضالع وكل مناطق محافظات الجنوب.
   2. نطالب العقلاء بسلطة صنعاء بالاحتكام للعقل والقيم الدينية والروابط الاجتماعية برفضهم الحاسم والقاطع لهذه الحماقات الإجرامية، والتي تعمق مشاعر الحقد والكراهية بين أبناء الشعبين الشقيقين.
   3. الانسحاب الفوري والعاجل للقوات العسكرية المتمركزة حول منطقة ردفان والضالع والمتأهبة لاقتحام مدينة الحبيلين، وفك الحصار عن السكان المحاصرين في قراهم والمحرومين من حقوقه التموينية، وذلك لما سيترتب على هذا العدوان الغاشم من ضحايا من مدنيين وعسكريين.
   4. ندعو أخوتنا المخدوعين من قادة عسكريين وضباط وجنود جنوبيين مغرر بهم من قبل نظام سلطة صنعاء، أن يدركوا جريمة المخطط المعد لهم لقتل أخوانهم وتدمير منازل أهلهم !! واستخدامهم كوسيلة لتبرير مزاعم السلطة الكاذبة، فيرفضوا بكل قوة وشجاعة الأوامر العسكرية الموكلة إليهم.
   5. نستنكر بشدة الإجراءات القمعية وإطلاق الرصاص الحي والقنابل المحرمة ضد أبناء مدينة عدن عاصمة الجنوب ومدينة المكلا والتي راح ضحيتها الشهيد البطل نجيب عبد الستار، وعدد من الجرحى في مدينة كريتر الباسلة واستشهاد سعدية عبد الستار مقطوف كأول شهيدة من نساء مدينة المكلا بحضرموت.
   6. ندين ونستنكر جريمة الاعتداء الهمجي على البرلماني الشجاع الدكتور عيدروس النقيب وعلى المناضلة القديرة توكل كرمان في مدينة صنعاء عاصمة نظام الاحتلال أثناء تضامنهم الإنساني مع أشقائنا في جمهورية تونس.
   7. ندعو أبناء الجنوب بهيئاته السياسية ومنظمات المجتمع المدني وقواه الحية إلى التعبير عن تضامنهم مع أبناء ردفان والضالع ويافع في هذه اللحظات العصيبة، واستنكارهم ورفضهم لما ترتكبه سلطة صنعاء من جرائم وإبادة في مختلف مناطق الجنوب.
   8. ندعو كل وسائل الإعلام والصحف الأهلية بتحمل مسئوليتها في نقل الأحداث والوقائع بصورة صادقة وشفافة والتي يرتكبها النظام ضد أبناء الجنوب بهدف أظهار الحقائق للرأي المحلي والعالمي.

ختاما يحذونا الأمل واليقين بأن أرادة الله تعالى ستجنب شعبنا ويلات القهر والمعاناة، وأن النصر المحتوم والمؤزر للشعوب المضطهدة والرافضة لجبروت الاستبداد، وما حدث في تونس العربية، لخير شاهد على زوال ورحيل الطغاة المتكبرين..

الخلود  للشهداء والشفاء  العاجل من الله للجرحى وإليه دعانا بفك  قيود أسرانا من سجون نظام صنعاء,

صادر  عن مجاميع من الأكاديميين  والمثقفين والكوادر الجنوبية .

يوم السبت بتاريخ 10 صفر 1432ﻫ الموافق 15 يناير 2011ﻡ