إن ما يجري في الجنوب هو إحتلال إستيطاني من طراز جديد طباعة
مقالات - صفحة د/فاروق حمزه
نشرها صبرنيوز - SBR NEWS   
الأحد, 11 نوفمبر 2007 13:29
صوت الجنوب نيوز/2007-11-11
إن ما يجري في الجنوب هو إحتلال إستيطاني من طراز جديد

              ( حكام نظام صنعاء يتمنون لنا الموت ونحن قيام في داخل وطننا الجنوب )

( نحن عندما نقول الجنوب نقصد بذلك دولة الجنوب وليس أي حزب كان )            

                                
  

                                              


في الواقع يبدو لي بأن حكام نظام صنعاء، هذا هو تفكيرهم، إن لم نقل ومستواه، والذي ولا يتزحزح، وهو وما يفتكرون به وبعقلياتهم هذه، والتي تجعلهم لا يفكرون إلا وبما هو أسهل لهم هكذا وعلى الدوام، فهم يعتقدون وبأنه لا بأس لهم، وان يقيسوا أحداث اليوم وبواقع الأمس، أي أنهم يربطون جرائمهم المفتعلة بحق شعب الجنوب ودولة الجنوب في يومنا هذا، أي مندو إحتلالهم لكل أراضي دولة الجنوب، وحتى اليوم، وبأنه مجرد أمر عادي، فتفكيرهم وبهكذا فهلوة وشطارة، وهو فعلاً ما يستخدمونه، بل وما يقولونه عنوة، وبأنه طالما وقد أستطاع الحزب الإشتراكي بأن يحكم الجنوب أي دولة الجنوب، ولقرابة الربع قرن، فما هو الفرق وأن يحكمونا أيضاً هم، أي نفسهم هم هؤلاء حكام نظام صنعاء، وكأن الجنوب هو عبارة عن مؤسسة خيرية يتناوب بحكمه، من قد أراد لنفسه ذلك، أو من يمتلك شوية بنادق معمرة برصاص الموت للعزل، ومجنزرات ودبابات ومدافع وكل آليات الحروب المحللة منها في الإستباحة، والأخرى الخفيفة والمحرمة دولياً، بل وعسكر ربما يفوق أعدادها بعدد سكان دولة الجنوب، وكله مدعّم وبفتاوى سياسية تبيح إنتهاك الأرض والعرض، لم نجد لها أية أوصاف، سوى أنها عنصرية وعدائية صريحة، لم نجد لها شبيها إلا في وما قد صدر عن منظمات وهيئات فاشية ونازية في أوروبا في ثلاثينات القرن العشرين، متناسيين أساسيات طبيعة الحياة الجديدة هذه، والظروف المستجدة فيها، وكأنهم غير مبالين بحيثيات الوقائع، والمتغيرات الكبيرة في هذا العالم، غير مدركين بانه وبغض النظر وعن كل ذلك، بأن أحداث الأمس لا يمكن لها وأن تقاس بواقع اليوم إطلاقاً، فالأمس كان أمس واليوم يوم آخر، تغيرت فيه معالم كل التوازنات الدولية، إن لم نقل وصحت به الشعوب، بل وأنقلبت الطاولة رأساً على عقب، بغض النظر وإنكسار هكذا معادلة في شأننا نحن، وبأنها لم تكن بعد ولتصل عندنا نحن في الجنوب، كما يمكن القول وبأنها حدثت في الإنطلاقة وأتجهت، وستحدث عندنا نحن في الجنوب لا محالة، بل وبكل تأكيد، حيث ولا تزال الأمور كلها وعالقة بعد، لم تتحقق وبما أراده شعب الجنوب، وبما يتفق وإرادته، كون الناس في الجنوب لا تزال ومذهولة بما حدث في المغاير، بل ولم تكن ولتصدق، بأن ومن يدعون لأنفسهم بالعروبة والإسلام، إن لم نقل وبفروسية العروبة، وهكذا ومثلما يدسّون بالآخرين، وليطلقون عليهم وهكذا تسميات، إن لم نقل وصفات، وهم أصلاً يحتلون دولتنا، دولة الجنوب إحتلال عسكري قبلي إستيطاني، عملوا على ترجيح كفة الغلبة لهم، في إستيطان مواطنيهم المستوردين ومن بلادهم وإلى بلادنا، في بلادنا نحن، وليكونوا عوضاً عنا، وهذا هو السلوك والذي ليس له شبيه، إن لم يكن وقد فاق، حتى وما تعمله الوكالة اليهودية العالمية التي تمارس هذه السياسة في فلسطين العربية جهارا نهارا، كما وقد منحوهم كافة التسهيلات وفي كل شئ، متمنيين لنا الموت ونحن قيام في داخل وطننا الجنوب، بل وبصورة أوضح ودفن ما تبقى منا أحياء، علماً بأننا لم نشعر نحن في وطننا، إلا وعلى أساس أننا مجرد شهداء أحياء.


كما يبدو لي أيضاً، وبأن حكام نظام صنعاء قد تعمدوا عنوة ويدسّون أنوفهم في كل شاردة وواردة فيما يخص شؤون الجنوب، دولة وشعب، رافضين لأنفسهم رسمياً وإقرار إحتلالهم لدولة الجنوب، وإعلان ذلك رسمياً، وبأنهم يحتلون دولة، صحيح أنها عربية ومسلمة لكنها  أجنبية، وخارج نطاق حدودهم والمتعارف عليها دولياً، بل والموثقة رسمياً ودولياً، إن لم تكن وأساس إعتراف الشرعية الدولية بها، وقبولها عضؤا في الأمم المتحدة، وكل منظماتها والجامعة العربية، ومنظمة المؤتمر الإسلامي، وليكون إعلانهم هذا بالإحتلال على غرار وما تعمله وكل الدول المحتلة للدول الأخرى، وهذا هو وما تمليه وكل القوانين والتشريعات الدولية ومواثيق الأمم المتحدة، إلا أننا نجدهم برضه مصرين ومفتكرين حقاً، بأنه لطالما قد حكمهم، أي إن الحزب الإشتراكي قد حكم الجنوب، بصبغة تسميته السياسية باليمني، طيلة المدة هذه كلها، وما يقصدونه وبقرابة الربع قرن، فما عليهم، وأقصد أنا هنا أي حكام نظام صنعاء، إلا ومواصلة قهرهم هذا لشعبنا، بل والإستبداد عليه، كونهم هكذا، حكام نظام صنعاء قد أرادوا لأنفسهم وأهاليهم، وأن ينصبوا أنفسهم علينا حكاماً وكأنهم منا، أي وكأنهم جزءاً منا، بل ومن أبناء الجنوب، وليسوا بمحتلين لبلادنا، إحتلال عسكري قبلي متخلف، وبواقع حرب، غزو بها بلادنا وأحتلوها وبكامل أراضيها، وأقدموا عليها ومن الدولة المجاورة لنا، دولة الجمهورية العربية اليمنية، وهذا هو وما يعرفه وكل العالم،  متناسيين أيضاً بأن هذا العالم وكله قد صار يعيش في إيقاع عصر جديد، يختلف بتفكيره وقوانينه وتوازناته السابقة، والتي لم تكن ولتنطلي عليه، لا ولا أكذوبة التعاون في مكافحة الإرهاب، بل ولا على وإعطاءه أراضي الغير، أوالممرات، أو المضايق أو الجزر، إن لم نقل والتسهيلات الأخرى والذي صار يعرفها القاصي والداني وبأنها وعلى غرار وماقد قالها أبوعلي،  وقطعوها وعلى ما يشتهي الوزان. 


أما وما قد تجري من الإعتقالات السياسية الجارية في بلادنا الجنوب، من قبل نظام هذا الإحتلال، لرجالات الجنوب الشرفاء الأحرار الأبطال قادته الميدانيين من أمثال الباعوم والنوبة، والدس والفتن بين القبائل الجنوبية ولغرض زجهم وللتقاتل بينهم البين، أي بين أفراد الشعب الجنوبي الواحد، وتجويع للناس وإفقارهم وقهرهم وإرهابهم وإذلالهم وتشريدهم وحرمانهم وقتلهم، مفتكرين بذلك، أنه أيضاً، ربما لعلى وعسى وبأن ذلك سيعطيهم المشروعية بإحتلالهم هذا لبلادنا، وجعله بالأمر الطبيعي وبحكم التسمية، أي وعلى أساس وكلمة يمني، وعلى غرار الإشتراكي، وبأنهم من أهالينا، أم وبصورة أدق وأنهم جزءاً منا، وكأنك يابو زيد ما غزيت، وهذا هو بحد ذاته أيضاً مؤشراً أخر، إن لم نقل ومربط الفرس، ودخولهم في النفق وتجاوزهم والمحذور، كونهم ليسوا بمنا إطلاقاً، لا ولا هم وبمن أبناء دولتنا أم وجلدتنا، لا ولا جغرافياً ولا تاريخياً، وهو ومالا، بل ولا يمكن وأن يتطبع أي شئ معهم إطلاقاً، ولا بأي حال من الأحوال، حتى وإن نصبوا المشانق في كل شارع، بل على العكس وأنهم لن يطبّروا في داخلها، إلا هم ولوحدهم، بإعتبارهم غزاة محتلين لبلادنا الجنوب، أي ولدولة الجنوب، وهو وما يقتضي منهم والتعامل معنا وبفقط بأنماط القوانين الدولية، والخاصة بظروف الحروب وقوانينها، فدولتنا ترزح تحت نير الإحتلال وما نحن إلا وبمحتلين من قبل هؤلاء، ولا تسري علينا إلا والقوانين الدولية في زمن الحرب، كما ولا يربطنا بهم أي شئ سوى وقوانين الإحتلال ليس إلا وفقط. 



                                            د. فاروق حمـــــــــــــــــــــزه

                                                                   عدن في نوفمبر 09   2007                                                                               هذا البريد الالكتروني محمى من المتطفلين , يجب عليك تفعيل الجافا سكر يبت لرؤيته

آخر تحديث الأحد, 11 نوفمبر 2007 13:29