وهم وجود الأم يستبعد وجود الخالة الا في حكايات جحا طباعة
مقالات - صفحة/ علي المصفري
نشرها صبرنيوز - SBR NEWS   
الجمعة, 21 سبتمبر 2007 11:15
صوت الجنوب/علي نعمان المصفري/2007-09-21
طالعتنا صحيفه الايام الغراء في عددها الصادر يوم الثلاثاء الموافق 11 سبتمبر2007 مقاله للسيد سيف العسلي تحت عنوان الوحدة أم والانفصال خاله. وكي يعرف المواطن حقائق الامور ومساهمه منا في اظهار الحقائق الغائبه, وتبيان ان لاشي يغيب تحت شمس الحقيقة  وان ما كان باطلا سيظل باطلا علينا فضحه,  خصوصا عندما يتم التجني على تاريخ وهويه وطن ياتي  من مما كنا نعتقد انهم مثقفين بحجم القضيه ذاتها وذهبوا الى مجافاه واقع الحال والنزول عند مصالح عقليه قبليه متخلفه لازالت تستجر تراثها من ادغال تاريخ ماقبل نشؤ الدوله وتتعامل به مع قضايا  شعوب حيه كشعب الجنوب في القرن الحادي والعشرين
.
.
ولمزيد من التوضيح فأن مايدور اليوم على ارض الجنوب انما صراع بين عقليتين مختلفتين تماما كانت ولازال جوهر الأشكاليه برمتها, الذي لم تستطع النخب السياسيه استيعابه عند التوحد الاندماجي الفوري عشيه اعلانه في 22 مايو 1990, وظل قنبله موقوته تتفجر بقدر المد والجزر في تعاطي نظام القبيله حسب مصالحها في اطار منظومه الحكم وموقف التحالفات معها أو ضدها,  في اطار سياده مصالح ضيقه بعيده عن جوهر وهدف التوحد, ولاعطاء القارئ مزيدا من خلفيه هذا التناقض والصراع نستعرض أهم جوانبه وحيثياته.

التوحد كان حلما ساور الشرفاء حاملي الفكر القومي ألتوحدي  نابع من آصاله الروح ألناصريه في زمن الانعتاق عن الاستعمار بلغ مداه ووجد ظله في جنوب اليمن وتأصلت جذوه عنفوانه من هوية الشعب العربي في الجنوب لتوفر البئه الناضجة لقبول هذا الفكر لانفتاح الجنوب على العالم المتمدن ولتواجد عناصر النهوض الحضاري وبلوغ تكوين مؤسسات المجتمع المدني ذروتها في تشكيل حزام  أمان  الذي شكل منطلقا قويا لمشروع تصحيح مسار ألامه لملمه أشلاءها بعد التمزق والهوان الذي اوهن جسد ألامه بعد السقوط المريع نهاية العصر العباسي ولذلك ظل جنوب اليمن جزاءا حيويا في مسار تحقيق هدف التوحد العربي والإسلامي للامه وبالتالي كانت المشاركة فاعله إلى حد جعل من عدن جوهره للنهوض الاقتصادي والاجتماعي والثقافي ومركزا هاما لعب دوره بإتقان ليس من خلال مركزها الجغرافي شرقا وغربا ولكن من خلال قدره المجتمع الجنوبي من تزاوج ثقافات العالم المتعددة وخلق نسيج اجتماعي ندر وجوده حينئذ في ألمنطقه برمتها الأمر الذي أسس المجتمع المدني حيث تعانق في عدن المسجد مع الكنيسة والمعبد وصاروا لاول مره في التاريخ الحديث نموذج لحوار وتعا يش الحضارات مما اضاف الى الهويه الجنوبية بعدا ثقافيا واجتماعيا برهن بما لايدع مجالا للشك من قدره الانسان العربي في الجنوب ومن وحي التسامح الذي تكنه مجمل مثل وقيم ومفاهيم أخلاقيات عقيدتنا الإسلامية السمحاء وصار تتويجا رائعا في خطوات النهوض المؤسسي للدوليه الحديثه في مصفوفاتها القانونيه على استيعاب الديمقراطيه  بمفهوم عربي اسلامي متطور تم تكييفه وتدجينه لما الت اليه اوضاع الجنوب في الخمسينات والستينات من القرن المنصرم.
هنا بات الجنوب في فيدراليه التعايش السلمي الوطني في اطار اتحاد الجنوب العربي, اول دليل يعكس قدره العقليه على مواكبه روح العصر ويسرع من انجاز مهام الامه في مشروع التوحد القومي.

لذلك فلا غرابه من انجرار الجنوبي خلف قناعته نحو التوحد كعقيده مورست قولا وفعلا وذهب الى صنعا مع اهله وأولاده حاملا الورد والود والإرادة التي عوضوها السادة في نظام القبيلة بصواريخ الكاتيوشا واللونا وطائرات الخراب والدمار, لم يرحل الجنوبي الى صنعاء  لمزيد من الراحه أو الوجاهه والمال لان لديه من ذلك المخزون ما يكفيه للأبد , والتاريخ شاهد على ذلك, ولكن مشروعا اخر كان يراود الجوار في استغلال هذه الظروف وتوجيهها نحو مشروعهم المبطن من خلال توفر عناصر الجوار في الفعل الثوري الذي خلصت اليه ثوره 14 اكتوبر 1963 .
المؤسف في الامر بدل ان تكون أهداف الثورة نحو المزيد من التطور افرغت من محتواها الوطني الديمقراطي وجيرت تماما لقناعات أخرى لم تمت بصله للمد الذي كان يفترض ان تاخذه نحو خلق ظروف اخرى مواتيه لتفعيل ظروف  متماثله الى حد ما مع ما قد ولدته عمليه النهوض في الجنوب لدى الجوار .

هنا ومنذو الاستقلال تم اسقاط الهوية الجنوبيه وانتاج هويه با تت غريبة للجنوبي, لعدم تأسيس الأخيرة على القاعدة الحقيقية للهويه الجنوبية واردافها الى هويه تبعدها وتفصلها مسافات ليست هينه عن محيطها اضافه الى جنوح الانظمه المتعاقبه وعزوفها عن الديمقراطيه وصار هدف الثوره يصب في اتجاه خدمه الغير بينما كل مايتصل بالتنميه الجنوبيه مقيدا على حساب الغير, لم و لن يقترضه الجنوب اطلاقا بل لتسديد فاتوره الغير بواسطه من صاروا جزاء رئسا من نخب الجنوب ذات منشأ الغير, واصبح الهم الرئس في كل مراحل ما سمي الثورة الوطنية الديمقراطية بأفاق اشتراكيه عبارة عن وسائل لتغطيه صراع قديم مستفحل وثأر خلف كواليس السياسه بين مراكز القرار السلطوي في الجمهورية العربية اليمنية مثلوا في الجنوب مسرحا لها تحت مبرارت وحجج قوميه ودينيه وامميه وفي الاولويه وطنيه تم صياغتها على نحو يتماشى مع عقليه ابناء الجنوب كمعمل لطحن أفكارهم و عواطفهم وتحويل تفاعلهم الكيميائي الحيوي مع روح العصر بوضعيه عشيه الاستقلال الى جسر أوصلهم الى يوم 22 مايو 1990 مستغلين ظروف التناحرات الناجمة من جراء فرق تسد , في اطار شموليه الحكم وفرديه اتخاذ القرار دون مشاركه الجماهير صاحب المصلحة الاول,   والسر يعزى بالمقام الاول الى ان سياده قرار التوحد بين الدولتين كان العنصر الشمالي يلعب فيه دور الاسد لعدم توفر عناصر النضج الكافي لاستيعاب التاريخ وحقائق صلته بالجغرافيا لدى نخب الجنوب,  وهروبا من استحقاقات وطنيه توجب النزول عندها معتقدين ان التوحد سيخلق الديمقراطية تحت وهم لا يقبله منطق خصوصا في ظل الكم الهائل من تجارب الشعوب الماثلة لهم في تلك الأثناء.

لم يدرك الجنوب ونخبه, ان اليوم الاول للتوحد كان يمثل لدوله القبيله ومشروع الأنفراد السياسي للعمق الاستراتيجي اول فصول لمسيره من نوع اخر وهو التحضير للانقلاب الكبير على المشروع الكبير للوحده مما كان لحرب 1994 خاتمه لابتلاع الجنوب وهضمه في 7 يوليو 1994 كما اكده احد اعمده نظام حكم القبيلة بعد دخول الجنوب بقوه السلاح ونهب وسلب مؤسسات الجنوب واعتبارها مناطق فيد لقوى متنفذه في نظام الحكم.

الغي دستور الوحده والغيت كل المؤسسات الجنوبيه , اجبر الجنوبيون على التقاعد المبكر بلغ مايزيد  على نصف مليون موظف مدني وعسكري,قتل وجرح وسجن الجنوبيون دون وازع ضمير حتى في اطار العقيده السمحاء ان قبلوا بذلك, جرد الجنوبيون من كل وظائف الدوله واقتصارها على العنصر الشمالي الموالي والغيت الطبقه الوسطى وقمعت الاعتصامات واغلقت الجمعيات الخيريه, ونهبت الارض بماعليها وفي جوفها وقاع بحرها, تم ضرب و اها نت اولاد المحامي محمود ناصر واسرته واختطاف الكاتب  الوطني الفذ احمد عمر بن فريد الى ضواحي عدن ورميه في ظلام دامس وتم مهاجمه منزل العميد النوبه واعتقل المئات ومنهم باعوم واولاده واخرون وسقط الشهداء في عدن والمكلا والضالع, واخرها اصدار قانون حمايه الوحده الوطنيه, وفاق الجنوب في اخر المطاف على ان الهويه بعد اسقاطها ايضا تم مصادره الكرامه و لم يعد هنا لك مبرر وجود علاقه مع من تم التوحد معهم غير العلم والاسم.
أي أم هذه  واي توحد باقي,  ما حدث في 22 مايو 1990 ليس الا إعلان لمشروع حضاري,  قتل وذبح هذا المشروع يوم 27 ابريل1994 بإعلان شن الحرب على الجنوب فمن يا ترى كان السبب في ذلك؟؟ ولو كانت هناك ام عادله لما كانت هذه النتيجة اليوم في الجنوب, لأن الذين خرجوا الى الشارع ليس للنزهه ولا الى شم النسيم واكل الفسيخ, بل لشم نسمات حريه أفقدتهم تلك الام  التي جعلت منها القوى المتنفذه معاقة والذين ارتكبوا الفواحش وهجروا أولادها ودمرت البيوت على رؤؤسهم واحرموهم حقهم في الحياه والعيش  في ظل كرامه وطنهم المعصور في الحامض النووي بالعرق والدم والدمع  والممزوج بتراب تلك الأرض الطاهرة.

فمنذ متى كانت الام سجانه لأولادها وتنتهك عرض أولادها وتستبيح أملاكهم وتشردهم في مشارق الارض ومغاربها لا لذنب اقترفوه غير انهم قدموا ارض وثروة ودوله؟؟.

الخالة لم تكن إطلاقا خاله, لان  لا وجود للأم أساسا فكيف يمكن الحديث عن الخاله الا في روايات جحا ..

زمن تزييف الحقا ئق بات اليوم غير مقبولا لدى الشارع الجنوبي وليدركوا أصحاب روايات الأم ومنهم السيد سيف العسلي ان الأوضاع في الجنوب كما يؤكده أبناء الجنوب, قد تجاوزت كل المشاريع المطروحة حتى الان بدأ من الحكم المحلي واسع الصلاحيات الغير معمول به إطلاقا ولا الفيدرالية او الكونفيدرالية ، بل وتقرير المصير ذاته لم تعد خيارات في الشارع الجنوبي. و لم يستوعب ابسط ما وصل اليه الإنسان الجنوبي الان من وعي وإدراك ,لأ ن العقيدة التي تشكلت الان والقناعة التامة للخروج الى الشارع لمواجهه الموت اوالسجن او الإعاقة الدائمة,  صارت زاد يومي لأبناء الجنوب في استمرارية التضحية حتى أقرار حقوقه .

ومن نافل القول ان الجنوبيين تعاملوا حتى اللحظه مع كافه اساليب القمع السلطويه بصوره حضاريه وسلميه وهنا تجلت معالم العقلية الحضارية وتعاطيها مع قضاياها حتى في افضع صور القهر والظلم في وقت يمثل اليمن فيه برميل باروت من الاسلحة بمختلف انواعها ومصادرها وسهوله اقتنائها وقدره الجنوبي على التعامل معها.

ويرى الحكماء والمراقبون للشأن اليمني إن الأصوات العاقلة في دوائر صنع القرار في الشمال ومنهم ماتجلى في ماطرح على لسان الشيخ سنان ابو لحوم في مقابلته الاخيره في صحيفه الخليج الاماراتيه واخرون من  الإسراع  في ألمساهمه في الحل للوضع القائم وعليهم استيعاب الحقائق على الأرض في تطوير ثقافة الحوار والاعتراف بالأخر وذهبت هذه المصادر من خلال تحليلها ودراستها للشأن السياسي القائم,  الى إسداء النصحية , وكما كان الإعلان عن الاتفاق سلميا ,  ينبغي إن يكون حل الوضع القائم  سلميا ايضا, تجنبا لحمامات الدم والمتاعب والمعضلات التي ستتركها في النفس مستقبلا حتى نعطي الأجيال القادمة فرص أفضل لحل ما عجزت عنه النخب حاضرا بدل من الاتهامات والتجريح للحفاظ على ماتبقى من ماء وجه للامه وعشم إلى الضمير في الاستجابة ولو بعد حين لمشروعنا الكبير على طريق التوحد العربي الشامل, والذي لازال هدفنا وحلمنا العربي الكبير, ونفوت فرص الموت على أعداء الشعوب ونساهم في خلق منطقه امنه يسودها العدل والسلام والاستقرار لمصلحه شعوبنا ومصالح الجوار والعالم برمته, لكون إن القوى المتنفذه , على مدى 13 سنه تفصلنا عن حرب صيف 1994, برهنت انها وللأسف لم تمتلك على أراده سياسية حقيقيه لحلحه أوضاع العباد والبلاد ووضعت في آذانها عجين من نوع غريب ترى ما يجري بعينها ولكن لا تريد إن تسمع ولا تعترف بوجود الحقائق على الأرض, واستعراض العسلي السطحي  في مقالته تلك خير دليل على صحة ما تؤكده  أطروحاتنا هنا, -هذه القوى- معتبره ما يحدث في ارض الجنوب ليس الا فقاعات, ولم تعي من إن سترادا المنتخب شعبيا في الفلبين بفعل مظالمه على شعبه, صار محكوما بالمؤبد وشاه إيران لم يقبل ليدفن الا في مصر, والسادات خر صريعا لقمعه حركه مايو الشعبية,  وسيززيكو يحاور كابيلا على ظهر باخرة في عرض البحر ويرحل الى دار الاخرة والاتحاد السوفيتي سقط سقوطا مريعا عندما تاقت شعوب جمهوريات أسيا الوسطي إلى الكرامة والهوية, دفئها الأبدي من قسوة شتاء الديكتاتورية والقمع والظلم ومصادره حقوق شعوبها, والله من وراء القصد.

* كاتب وباحث أكاديمي مقيم في لندن

عن عدن برس
آخر تحديث الجمعة, 21 سبتمبر 2007 11:15