منتديات مركز صوت الجنوب العربي (صبر) للحوار

منتديات مركز صوت الجنوب العربي (صبر) للحوار (http://www.soutalgnoub.com/vb2/index.php)
-   منتدى ما ينشره الإعلام عن الجنوب (http://www.soutalgnoub.com/vb2/forumdisplay.php?f=54)
-   -   اليمن وبواعث الحراك الجنوبي (http://www.soutalgnoub.com/vb2/showthread.php?t=34124)

أبو محمد 06-06-2010 08:31 AM

اليمن وبواعث الحراك الجنوبي
 
اليمن وبواعث الحراك الجنوبي


الإمارات / عنا / 5 يونيو حزيران 2010




كتب/ د.عبدالله جمعة الحاج: يرى العديد من المهتمين بالشأن اليمني، أن ما هو موجود حالياً من وحدة لم يكن قائماً في يوم ما بين طرفين متساويين، فالجنوب عند قيام الوحدة كان يعاني من عدم الاستقرار والتمزق، بسبب ما حدث من صراع سياسي دموي بين قادته، ومن تنمية اقتصادية فاشلة كانت تقوم على الدعم الذي يقدمه المعسكر الاشتراكي بقيادة الاتحاد السوفييتي وألمانيا الشرقية آنذاك. ومن دون ذلك الدعم كانت البلاد ستواجه الإفلاس والمزيد من الاضطرابات، لذلك كان الجنوب مهيأ، وقادته مستعدون لقبول عرض التوحد مع الشمال، الذي لم يكن عرضاً بالوحدة كما حدث، بل بالاتحاد الفيدرالي، لكن قادة الجنوب قفزوا إلى أبعد من ذلك مطالبين بالوحدة الفورية الكاملة.

خطوة الوحدة كما تم تنفيذها كانت محيرة، فقد كان الجنوبيون يعلمون أن الشمال يتفوق على الجنوب في كل شيء تقريباً، ولم ينتبهوا إلى أنه كان من الممكن جداً أن تسير الأمور باتجاه ما لا يشتهون كما حدث لاحقاً. لكن تلك الخطوة -في تقديرنا- هي سياق لما كانت تمارسه بعض التيارات الفكرية في العالم العربي من القفز إلى المجهول دون روية. وفي اليمن الجنوبي السابق بالتحديد، سيطرت في أعقاب خروج بريطانيا منه، حركة سياسية ذات توجهات يسارية غريبة على المجتمع، فكان لذلك أصداء في المنطقة أدت إلى عزل جنوب اليمن عن بقية أجزاء الجزيرة العربية قادته إلى فقر مدقع أدى به إلى شفا الانهيار والبحث عن حلول عاجلة أوصلته في نهاية المطاف إلى مسار الوحدة على أمل المشاركة في الثروة والسلطة مع الشماليين.

الحراك الجنوبي الحالي ينطلق من سببين رئيسيين، هما غياب تقاسم السلطة وغياب تقاسم الثروة، بالإضافة إلى أسباب أخرى ترتبط بالمذهب الديني وبالمستوى التعليمي والثقافي وبطبيعة الانتماءات القبلية، وبالاقتصاد، خاصة أن نسبة كبيرة من النفط والموارد الطبيعية غير المستغلة بعد، تقع في أراضي الجنوب، أضف إلى ذلك الاستقطابات الإقليمية والدولية التي تعصف باليمن. ويبدو أن تقاسم السلطة والثروة لم يسر على ما كان يأمل فيه الجنوبيون، ما أدى إلى أن يصبح باعثاً أساسياً لما يعرف حالياً بالحراك الجنوبي. فالجنوبيون اعتقدوا قبل التوقيع على وثائق الوحدة، بأنهم سيتقاسمون السلطة بالتساوي مع الشماليين، وأن التنمية ستطال الشطرين على قدم المساواة بطريقة تخرج الجنوب من محنته الاقتصادية، لكن ذلك لم يحدث.

ويبدو أن الأمور تسير حالياً إلى زيادة تعقد انتهاء إحدى أزمات اليمن الصعبة الكامنة وهي مشكلة الجنوب، وإلى تعمق الخلافات بين الشطرين خاصة على ضوء ما يشعر به الجنوبيون على المستوى الشعبي من عدم استغلال لموارد إقليمهم الاقتصادية في صالحهم، وأن الجنوب متروك وهو يواجه أزمات لا يبدو في الأفق القريب وجود حلول مرضية لها. وعلى الصعيد السياسي يشعر الجنوبيون بأن قياداتهم قد استبعدت عن دوائر السلطة الحقيقية، وهنا قد يكون قد فات على الجنوبيين قيادات وأفراداً، بأن ثمن أية وحدة سياسية، عادة ما يكون باهظاً، وأنه قبل الدخول فيها كان لابد من دراسة الأمر بروية أكبر، والسير بطريقة تدريجية تبدأ بالتنسيق والتعاون أولاً، مروراً بالاتحاد الكونفيدرالي ثم الاتحاد الفيدرالي، وبعد نصف قرن على الأقل من تلك التجارب، يشرع في دراسة إمكانية الوحدة الكاملة. هكذا تعلمنا تجارب التاريخ الحديث للأمم المتقدمة، وليحفظ الله اليمن من كل سوء.
(عن الاتحاد الإماراتية)

*كاتب إماراتي.


الساعة الآن 11:49 AM.

Powered by vBulletin® Version 3.8.4
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd
الحقوق محفوظة لدى منتديات مركز صوت الجنوب العربي (صبر) للحوار 2004-2012م