أيها العالم أنظر هنا حضرموت :تريم الجنوب الحضرمي عاصمة للثقافة الإسلامية
 

تريم الجنوب الحضرمي عاصمة للثقافة الإسلامية
13 December, 2009 05:04:00 الهيئة الإعلامية تاج
[فقط الأعضاء المسجلين والمفعلين يمكنهم رؤية الوصلات . إضغط هنا للتسجيل]

بسم الله الرحمن الرحيم

بقلم : أحمد سالم بلفقيه

لقد تم اختيار مدينة تريم عاصمة للثقافة الإسلامية من خلال اجتماع الجزائر في شهر ديسمبر من عام 2004م للدول الإسلامية (منظمة المؤتمر الإسلامي)بمدينة الجزائر العاصمة في خطة عشرية بدأت في العام 2005م وقد تم اتخاذ واختيار مدينة مكة كأولى العواصم الإسلامية للعام 2005م وكانت تريم المدينة المختارة حسب التسلسل في الترتيب السادس أي للعام 2010م وذلك من خلال المؤتمر الإسلامي المنعقد بالجزائر السالف الذكر .

كما تم بذلك العام أي في العام 2004م اختيار صنعاء عاصمة للثقافة العربية وليس كعاصمة للثقافة الإسلامية لعام 2007م .

وتم الشروع في الأعداد لاستقبال الاحتفال بصنعاء كعاصمة للثقافة العربية في حينه وصدرت القوانين الحكومية الملزمة لكل القطاعات وكافة المؤسسات وبدأ الأعداد من خلال اعتماد وزارة الثقافة كمثال فقط لمبلغ ستة مليار ونصف المليار ريال يمني كميزانية لتغطية المصروفات التي من ضمنها أعداد الخطط لعمل كم كبير من العناوين وأعداد الدعاية والإعلان ...الخ ، وصولا إلى الخطط المرافقة والمصاحبة من قبل قطاعات وفروع الوزارات المختلفة وفروع المؤسسات الرديفة والمساندة لإخراج مشروع عمل متكامل يعكس حال من الفرحة لاختيار صنعاء كعاصمة للثقافة العربية وكم من المليارات قد اعتمدت في عمل البنية التحتية من طرق ومجاري وشبكات كهرباء ومياه وتلفون وغيرها من الصالات والمرافق المهمة حتى يتم لها النجاح ومع كل ذلك التمهيد والأعداد وحشد الطاقات ورصد المبالغ بشكل مبالغ فالحالة الإدارية التي رعت المشروع الاحتفالي غير مستوعبة ومؤهلة لعكس مثل ذلك المشروع المهرجان فقد انعكاسا لحالة الفشل الثقافي بشقه الإداري وبالمقارنة مع كل العواصم المختارة كعواصم للثقافة العربية فقد كانت المقارنة معدومة والفشل الذريع هو الصفة السائدة لكل الأعمال سواء سياسية أم اقتصادية أو اجتماعية لهكذا أدارة فالفشل مبذور في نواة فلسفتها الثقافية.

وعودة إلى الموضوع الأساس وهو موضوع كتابنا وهو اختيار مدينة تريم عاصمة للثقافة الإسلامية والذي اختيرت بالجزائر في العام 2004م كعاصمة للعام 2010م والفارق الزمني مابين 2004م حتى 2010م ست سنوات كافية للأعداد وبناء ما يلزم من بنى تحتية قادرة على استيعاب ذلك الحدث الكبير وهي المدينة التي اختيرت من بين كل المدن بالجزيرة بعد مكة والعواصم العربية بل والإسلامية جمعا حسب التسلسل ولكنه التناقض الفكري المدرسي والثقافي بين صنعاء وتريم(فشتان بين صادق باراس مراد صنعاء وآل باراس الجنوب الحضرمي)فالبون الثقافي المدرسي متناقض فذاك بمدرسة أخرى ونحن بمنهاج آخر فقد رميت الوثائق طيلة أكثر من خمس سنوات طي ظلام وظلامية الأدراج الصنعانية المتحسسة أنه الانتماء والانتساب المتناقض والصراع الحضاري وموروثه التاريخي(ومثالا، لا يمكن تطبيق قانون المواريث الزيدي بالمناطق الجنوبية الحضرمية النهج والمنهاج فذلك فتنة والعكس كذلك وغيره الكثير، ولكنه زمن الاختلال والاغتصاب ففيه كل المقاييس مختلة حتى عودتها إلى نصابها واستعادة الذات الجنوبية الحضرمية والانتصار لها حتما) .

وكيف لا وهي المدينة التي وصلت رسالتها إلى كل مناطق العالم وصارت المدينة المعروفة العابرة للقارات والمتعددة الجنسية من حيث الرسالة وحمل الهم ألرسولي نيابة عن الآخرين فقد أخذت زمام المبادرة والتي شاركت عبر الأجيال والقرون عبء التبليغ فهي موجودة في كل الأقطار العربية والعجمية في شكل نخب مطلوبة ترعى وتدير الشؤون حيثما وجد أبنائها أو منتسبي مدرستها ونهجها فهي المفخرة لكل منتمي ومشارك لرد ولو بعض مما ساهمت هذه المدينة بكل تجرد وتواضع حتى صارت تريم عمق الجنوب للجزيرة العربية بل والعرب قاطبة وروح الجنوب والشرق الآيسوي النابض فقلبهم تريم وقبلتهم المدرسية كذلك فأربطتها المنتشرة عبر القارات هي من أرضعت تلك البلدان والأمصار بكل الفنون المدرسية الدينية متمثلة بطريقتها الموصوفة والمنشودة لكل مغترف ينشد الأمن والسلام والإسلام تلكم تريم مدينة حضرموت(حضرموت الكبرى من عمان حتى باب المندب).

ولكنه الزمن الخطأ في الواقع الخطأ فتريم هي عليها لوحدها مع المنتسبين لها والمحبين تتحمل مسئولية التصويب والتصحيح لإعادة الأمور إلى نصابها وعليها الصبر عامين حتى 2012م وبعد العامين إذا اقتضت الضرورة التأجيل عامين أخرى فليكن لها ذلك حتى تكون جاهزة للبس حلتها المناسبة ورسالتها المنهجية وموروثها الثقافي التاريخي الحضاري بشكله وصيغه الشمولية .

أن القرار الوزاري الذي أتخذ في الشهر السادس من هذا العام 2009م في يونيو حزيران باعتماد مدينة تريم عاصمة للثقافة الإسلامية أي بعد ستة أشهر من بداية عام القرار والاحتفال والفعاليات دون اتخاذ أي إجراءات واعتماد أي ميزانيات لهذا الحدث الجلل في وقت وحال جلل وهو المصاحب للثورة السلمية الطبيعية لاسترداد الذات الحضرمية الجنوبية فقد علمت تريم اليقين أن الاختيار كان رد اعتبار لمصابها العظيم في الذات والكينونة الجنوبية فتريم كما قال شاعر حضرموت الكبير وفنانها المفخرة (حسين المحضار وأبوبكر سالم بلفقيه) تريم مدينة حضرموت، حضرموت الجنوب والشرق والغرب(فقد كان الخبراء الروس يشبهونها بفتيكان المنطقة والشرق وهي كذلك تحمل تلك السمات والخصائص والمميزات وتفوق عليها بما حققت في ظل الموارد والإمكانيات المحدودة والمتاحة)نعم أنها تريم زياد أبن لبيد الأنصاري مبعوث الرسول الأعظم للجنوب الحضرمي وبردتها المصنوعة والمصنعة بتريم التي دثرت الإمام علي ليلة الهجرة وتلحف وتزمل بها الرسول محمد أبن عبدالله(ص)في ليالي مكة والمدينة الباردة فكانت تريم الحامية والحافظة له من البرد ببردتها.

لماذا وافقت حكومة صنعاء على اختيار تريم وهي التي جاهدت بكل قواها لاختيار وإبدال زبيد بتريم دون جدوى ولا مجال لمنافسة تريم العابرة للقارات الواصلة لأعالي البحار بزبيد التي لم تتجاوز منطقتها ومناطقها اليمنية المحصنة بأسوار الحكم الأمامي الزيدي أنها الكارثة أنه الارتباك في كيفية التعاطي مع هذه الحالة فقد تم القرار العالمي للمؤتمر الإسلامي طي الكتمان مخفي في الأدراج لمدة خمسة أعوام لماذا؟؟؟!! الجواب واضح وصريح ذلكم لكونها مدينة جنوبية حضرمية المنهج والتاريخ والموروث الثقافي لا تمت للمركز الغاصب بشيء من التقارب والتوافق لذلك نجد :

1- أن الوضع الشاذ لإدارة الحكم بصنعاء يعلمون أن المدينة العظيمة تريم التاريخ والمدرسة سيتوافد إليها الزوار من كل أصقاع وبقاع العالم ليروا ما ألم بها من مصاب لذا فأنها السياسة والوضع الخطأ فتريم التي هزمت من قبل مدرسة الإمام ما قبل ثلاثمائة عام وقد أصابها طوفان مشابه لطوفان العام الماضي والذي به غير مسمى وادي الريان بمسمى وادي عدم وشتان بين المسميين فالمعنى عكسيان فقد أجبرت في ذلك الزمان تريم ومدن حضرموت على أن يؤذن مؤذنيها آذان صنعاء المشهور خلالها(بحيا على خير العمل)لمدة سنتين عجاف لم تزد أكثر من ذلك في ذلك الزمان وفي هذا الوقت تشابه فتريم وحضرموت والجنوب(مآذنها أيضا تؤذن ثانية بذلك الآذان السابق لكن بلحن مغاير وكلمات مغايرة)فهي مغصوبة ومغتصبة في كل النواحي فأرضها وهضابها وثرواتها نهب لحكام مشايخ صنعاء، وهضبتها يطردون سكانها بأوامر من الحاكم العسكري إلى وديانها الفقيرة والشحيحة الكريمة المقبلة على أهلها وواديها المحكوم بقيادة منطقة عسكرية سميت بالشرقية وهي ليست كذلك فلا يوجد بين قياداتها على مستوى السرايا والفصائل والألوية من يمت بصلة لمدينة تريم أو أخواتها من مدن الوادي أو حضرموت الجنوب أو الجنوب الحضرمي .

2- لم يبدأ العمل في سياق الأعداد لهذا الحدث الكبير العظيم لتريم العظيمة، فأعداء تريم ونحن مقبلون على العام 2010م العام المختار لتريم كعاصمة للثقافة الإسلامية فالانتساب لتريم(بعير فوق سطح) بيت وليس تحته كما يقول العامة، صعب عليهم خاصة وأن من اختير لقيادة وإدارة المشروع الاستثماري المتخصص بمشاكل حضرموت ومدينة حضرموت تريم فهو رئيس لجنة أضرار السيول التي لم يفعل ولم يعمل حتى القليل المفيد بل الكثير السيئ، وحاليا رئيس لجنة تريم كعاصمة للثقافة الإسلامية وهو شيخ مشايخ مراد عامة وبرط خاصة الشيخ صادق أمين أبو رأس وكذا اللجان الفرعية فليس بها من تريم أو من الجنوب الحضرمي الوادي أو الصحراء أو الساحل أو الغرب والشرق ممن يعلم ويدرك خصوصية هذا الحدث مما يمكنه من التعامل وصولا للتفاعل، إلا من هم مندوبين من صنعاء كالمندوبين الساميين وهم كذلك دون حيا فالمدينة مدينتهم حتى عودتها والحداء ومراد حوثية حتى عودتها فهم مشغولين بالجنوب واستثمار كوارثه وموارده التي لا تنضب حتى يتركونا ليتفرغوا بعدها لتحرير مراد من فكرهم المدرسي الزيدي الذي يسمونه بالشاذ وهو موروثهم وأرثهم ومن ثم لبناء مناطقهم أذا بقى من العمر شيء .

3- أن تريم الجنوب وحضرموت لن تستوعبوها ولن تستطيعوا فهم مكنونها فقد كانت عصية غامضة على كل الباحثين من المستشرقين الغزاة وكل غازي أراد بها السوء فقد كانت الصولات والجولات في الأطراف مع امتداداتها بالمشرق الأقصى منتصرة هازمة وغالبة كل معتدي أثيم فما بالكم من أتى إليها إلى عقر دارها فغضب الرحمن عليه في الدنيا والدين وهذا ما سترونه بأم أعينكم ومن متى كان منتسبي المدرسة الزيدية يكيلون بمكيال مدرسة تريم الحضرمية ومتى توحدت المكاييل والمقاييس السنية والمعتزلية ومتى توافقت تريم السنية بصعدة الزيدية فعندما تختلط الأمور ويتحول النصر إلى هزيمة يبدأ الشذوذ وتتحول جاكرتا وكوالالمبور وحيدر أباد من بنات شرعيات لتريم والجنوب الحضرمي إلى بنات ليس بالتبني وإنما قسرا لصنعاء فحينها يكون العقوق لصنعاء والوفاء للجنوب الحضرمي وحضرموت تريم وهو مجال ومثار استغراب لصنعاء الشذوذ ولن تستطيع الاستيعاب والفهم فالنهج متناقض والمصالح متضادة ومع حضرموت التوافق سمتها .

4- أن الصحيح لا بد أن يصح فأن أختلت الموازين فهي وقتية والتناقض الكفيل بإرجاع الأمور إلي ناصيتها والحتمية التاريخية وتناقضها الجدلي كفيل أيضا فبذور فنائكم تحملونه في طيات أعمالكم وسياساتكم فالجنوب يكبر سوقه كل يوم على حساب تحجم وانكماش سوقكم وتريم التاريخ والحاضر والمستقبل ستعيد بناء نفسها لوحدها وبمعونة محبيها منتسبيها ومنتمي نهجها الذي سيشذب وسيصحح وسينقي من الشوائب لمرحلة ماضية شاحبة في تاريخها فهي وأولادها ومنتسبيها من الشعوب الصابرة القوية فالشعوب القوية السائدة هي الشعوب المختلطة وليست الشعوب الضعيفة ذات السمة المنغلقة والنقية والتي لم تتعرض للتمازج الاختلاط الشرعي .

5- لقد ولى عهد الحكم الفدرالي الواسع الصلاحية وولت نظرية من يقول بمركزية الخيوط للحكم المحلي وربط كل الخيوط بصنعاء فحين يراد شدها أو العكس يكون التحكم من خلال تلك الخيوط فقد وهنت الخيوط ولم تعد هنالك إلا خيوط العنكبوت وقد صرتم في زمن يا ليت وصرنا نحن الزمان ونحن المكان ونحن من يقول .

6- أن تريم حضرموت والجنوب الحضرمي أضف معهم الذين لم يكن لهم موقف أو لم يجهروا به فقد عجلتم بسلوككم هذا أن يحسموا وأن يجهروا بأمرهم وبقطع حبال الود مع المنتسبين الحاليين من الساسة اليمنيين للمدرسة الزيدية فقد عكستم حالة الشذوذ مستعيدين الماضي الميت المنسي ونبشتم من القبور أحداث علمناها من التوثيق وقراناها قبل ثلاثمائة عام من السوء والفحش ونقلتم الصراع من صراع سياسي إلى الصراع الحضاري والثقافي المدرسي وبذلك فقد أفصحتم عن الوجه البشع وأفتضحتم وبهذا الفعل صار الصراع مكشوف لمن على عينه غشاوة وعجلتم بالصراع لنقله إلى مرحلة أكثر تقدم وبالله تحسم الأمور (أمن يجيب المضطر إذا دعاه ويكشف السوء)صدق الله العظيم .



[فقط الأعضاء المسجلين والمفعلين يمكنهم رؤية الوصلات . إضغط هنا للتسجيل]