عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 01-18-2010, 04:31 PM
عضو متميز
 
تاريخ التسجيل: Mar 2005
المشاركات: 371
قـائـمـة الأوسـمـة
افتراضي ((( عدن القناة .. رؤية لوطن )))

عدن القناة .. رؤية لوطن






مقدمة :
ما أتمناه أن نزداد حكمة كلما تعاظمت قوتنا ، وذلك لنعلم أننا كلما استخدمنا القوة بصورة أقل أصبحنا أعظم ـــ الرئيس الأمريكي توماس جيفرسون ــــ






لعل ظهور قناة عدن الفضائية على القمر الفضائي نايلسات في هكذا توقيت يعد موفقاً بدرجة عالية جداً خاصة وأن نهاية العام 2009م حملت معها تصعيداً ملحوظاً صب في مجمله لصالح القضية الجنوبية العربية ، ظهور قناة عدن ليس هو الغاية بل هو وسيلة من الوسائل التي يعول عليها الوطن الجنوبي العربي الرامي لتحقيق مطلب الاستقلال الوطني ...

الربط بين ما تبثه القناة وبين الواقع هو الفكرة التي لابد وأن تبذل إليها كثير من الأعمال ، نقر هنا بقلة الإمكانيات وضعف الموارد ، وأن ما هو موجود حالياً ومتاح فيه من البركة الكثير متى ما اجتهدنا كل في موقعه تجاه الأهداف الوطنية العليا، فالدور الإعلامي لقناة عدن الفضائية بحاجة إلى تجزئة وتوجيه ، فنحن في مرحلة سياسية يتبلور فيها موقف دولي تجاه قضية الجنوب العربي ، ومن المرجح أن نذهب إلى ما ذهب إليه السودان من إقرار المجتمع الدولي لاستفتاء شعبي أو أن تذهب قضية الجنوب العربي إلى قرار أممي يرتكز على وصاية دولية على الحكم في اليمن وهو ما تمهد له وسائل الإعلام الغربية التي اعتبرت أن اليمن دولة فاشلة ، وغير ذلك من الاحتمالات قائم ولاشك وفي هذا الإطار لابد من توجه معرفي تقوم به قناة عدن بما يرتقي بالمفاهيم الوطنية والقانونية للقضية الجنوبية العربية ...

في ظل ما يتوافر من إمكانيات بسيطة ليس من الصعوبة الاقتداء بما تقدمه مثلاً قناة المستقلة من ندوات فكرية وثقافية اجتذبت ومازالت تجتذب المواطنين العرب على مختلف هوياتهم وطوائفهم ، ففيما نحن بحاجة ماسة إلى الارتقاء الفكري والمعرفي بالإنسان الجنوبي العربي فأن القناة قادرة من تسجيل عشرات الندوات مع العديد من أبناء الوطن الذين يمتلكون الأدوات الفكرية والمعرفية ليضعوا بصمتهم في الحقب التاريخية والسياسية للجنوب العربي ، تنويع الموضوعات الفكرية والتاريخية والسياسية من خلال نمطية الندوات الغير مكلفة مادياً هي أداة ولابد وأن تتوافر لأنها واحدة من مقاصد المنبر الإعلامي فكما نحن بحاجة لمخاطبة الآخرين علينا أيضاً من مخاطبة أنفسنا والتعريف بهويتنا وقضيتنا ، فالقادم لا يمكن لأحد من كان التنبؤ بما يحمله ...

يقول الله تعالى { لا يكلف الله نفسا إلا وسعها } ، ومن المحامد التي نشكر الله عليها أن لدينا من الكوادر ما نفاخر به أمام كل أشقائنا العرب ، بل أن الهوية الجنوبية العربية على مدار تاريخها الحضاري احتملت من رجالات الفكر والأدب والسياسية ما يعزز الفوارق المجتمعية بين اليمن والجنوب العربي ، تلكم الكوادر هي التي حان لها أن تلعب دوراً محورياً هاماً في قضية التحرير الوطني بعيداً عن أي انتماءات سياسية يتمترس خلفها منّ مازال يعتقد بأن الوطن الجنوبي العربي هو مجرد من انتمائه الحضاري وينتظر ارتمائه في أحضان هذا الطيف أو ذاك ...

أن تعميق المفاهيم المعرفية في نفوس المواطنين الجنوبيين العرب داخل الوطن وفي المهاجر كلها هو الهدف الأول لتهيئة المواطن والوطن لمرحلة سياسية لابد وأن تتبدل فيها المفاهيم والمعطيات ، لابد وأن نخرج من إطار النقد اللاذع لدولة الوحدة اليمنية إلى مرحلة تهيئة المواطن للعب الدور المأمول منه في المرحلة الآنية والتالية وفقاً لما تفرضه الأحداث والسياسات على القضية الجنوبية العربية في محيطاتها المختلفة من سياسية وإعلامية واجتماعية ...

قناة عدن الفضائية لا يجب أن ننتظر منها أن تكون متحدثة عن جميع المكونات السياسية للجنوب العربي الحاضر ، بل ننتظر منها دور توعوي معرفي يغذي الإنسان الجنوبي العربي بتفاصيل الهوية السياسية والاجتماعية والأدوار التي يجب أن يقوم عليها ذلكم الإنسان ، فليس المطلوب فقط هو التوجيه للخروج في المظاهرات والاعتصامات وغيرها من ما تقتضيه مرحلة النضال السلمي ، هذه الأفكار هي واحدة من متطلبات العمل السياسي الأبرز حيث تعزز اللحمة الجنوبية العربية بعيد عن استقطابات المكونات السياسية المختلفة ...

كمرحلة نضالية لابد وأن تعمل قناة عدن الفضائية باعتبار ما تحتمه المرحلة السياسية من اعتبارات وأبعاد ، اكتساب الرأي المحايد هو خصلة من الخصال الواجب العمل عليها بتنمية الشعور تجاة القضية الجنوبية العربية وعدالة مطالبها السياسية والقانونية والحقوقية وحتى الحضارية والاجتماعية أيضاً ، الأشقاء العرب هم مطلب ولاشك مهم في تكوين رأي إقليمي يعزز من الحضور السياسي لقضية الجنوب العربي ، وهذا محور لن تكون قناة عدن الفضائية قادرة عليه إلا عبر الاستفادة من دروس الآخرين وتجاربهم الإعلامية ...

درس من دروس الماضي يكمن في الخطاب الإعلامي إبان حرب صيف العام 1994م ، وإن كانت الحرب شهدت تعاطفاً شعبياً خليجياً آنذاك نظراً لظروف سياسية منها أن الخليجيين كانوا على بعد سنوات أربع فقط من غزو العراق لدولة الكويت في صيف العام 1990م ، لكن هذا الزمن تبدلت كثير من المفاهيم والمعطيات السياسية والتاريخية أيضاً فلقد تنوعت المصادر الإعلامية وتوزعت الأفكار الإعلامية المتداولة في الإعلام ...

نعي كجنوبيين عرب اليوم أن شعوباً ودولاً متعاطفة بشكل عام مع قضيتنا السياسية ، هذه الشعوب والدول هي جزء لابد وأن يكتسب لصالح قضيتنا ، هذا هدف من الأهداف الإعلامية التي لابد وأن تبرز من خلال قناة عدن الفضائية سواء من خلال الترويج لمقالات الصحفيين العرب أو حتى المواد الإخبارية التي تبث على القنوات الإخبارية الفضائية المتخصصة ...

وإلى العاملين في .. عدن القناة
إن كل الجنوب العربي تاريخاً وإنساناً في الوطن والمهاجر كلها ليغبطكم لبلوغكم قبلاً هذا المجد الوطني الجليل ، ما تقدمونه للوطن الأسير اليوم هو ملحمة من ملاحم التاريخي البشري لا نبالغ بالمفاخرة بكم بل أنكم على ثغر الوطن بلسماً وعنواناً لمرحلة من ميلاد هذا الوطن ، سلمكم الله تعالى من كل الشرور وحماكم من أعداء الوطن الجنوبي العربي العظيم ، سيروا على بركة الله وحده هو عضدكم وقوتكم فلا حول ولا قوة إلا به سبحانه ...



رد مع اقتباس