عرض مشاركة واحدة
  #20  
قديم 04-02-2008, 12:03 PM
عضو متميز
 
تاريخ التسجيل: Jan 2008
المشاركات: 275
افتراضي

ثقافة السلاح في اليمن أقوى من القانون




تغذي عوامل مثل غياب العدالة والأمن وانتشار الفساد مقرونة بالعادات القبلية المتجذرة، ظاهرة ثقافة حمل السلاح في اليمن رغم محاولات الحكومة الحد منها، بحسب سياسيين ومراقبين.


هذه الثقافة متجذرة جدا في محافظة مأرب، شرق صنعاء، لدرجة أن إحدى القبائل قاطعت احد أبنائها بسبب تخليه عن حمل السلاح.


وقال احمد (36 عاما)، وهو طبيب من محافظة مأرب الأكثر قبلية في اليمن، إنه «بعد تخرجي من الجامعة (في العراق) شعرت أن العلم الذي أحمله هو سلاحي الحقيقي وليس الرشاش الآلي الذي يتمنطق به رجال القبائل ويعتبرونه جزءا من شخصيتهم ومن علامات رجولتهم». إلا أن قرار احمد لم يرق لقبيلته وأهل منطقته فانتقل للعيش في محافظة تعز حيث المظاهر القبلية اقل حدة، ليعيش «حرا من ثقافة السلاح»، حسب ما أكد لوكالة «فرانس برس» ولو أن القرار أفقده الصلة القريبة بأهله والامتيازات القبلية في منطقته.


ويقدر عدد قطع السلاح الفردي الموجودة في اليمن بـ 60 مليون قطعة، أي حوالي ثلاث قطع لكل مواطن.


ويقوم قبليون مسلحون دوريا باختطاف سياح أجانب للضغط على الحكومة من اجل الحصول على مطالب لقبيلتهم غالبا ما تنتهي بالإفراج عن الرهائن. إلا أن هذه الظاهرة تصعب مهمة الحكومة في تعقب ومواجهة أعضاء تنظيم القاعدة، وكذلك مواجهة التمرد في شمال غرب البلاد. وأشار تقرير لوزارة الداخلية في هذا السياق إلى تسجيل 24 ألفا و623 جريمة باستخدام الأسلحة النارية الفردية بين عامي 2004 و2006. ويمثل هذا الرقم 87 في المئة من إجمالي الجرائم التي سجلت خلال هذه الفترة، وأسفرت عن مقتل 23 ألفا و577 شخصاً.


وفي خطاب ألقاه في ديسمبر الماضي، قال وزير الداخلية رشاد العليمي إن انتشار السلاح يمثل واحدا من أربعة تحديات أمنية يواجهها اليمن. واعتبر الوزير أن التحديات الأربعة هي: التهديدات الإرهابية، وحماية حدود الدولة، وانتشار السلاح، وضعف الولاء للدولة.


وفي أغسطس الماضي، بدأت وزارة الداخلية حملة لحظر حمل السلاح في العاصمة صنعاء وبعض المدن الرئيسية.ومنذ ذلك الحين، صادرت السلطات أكثر من 90 ألف قطعة سلاح من أيادي مدنيين كانوا يحملونها في الشوارع أو عند محاولتهم دخول العاصمة، بحسب مصادر رسمية.


وفي هذا السياق، أكد وكيل وزارة الداخلية محمد عبد الله القوسي أن عدد الحوادث الجنائية خلال الشهرين الأولين من الحملة تراجع إلى 364 حادثا مقابل 628 حادثا في الشهرين الذي سبقا الحملة، أي بانخفاض 42 في المئة.


إلا أن قدرة الحكومة على تطبيق هذا القرار تبدو محدودة، فقد حاول الشيخ القبلي الشاب حسين عبد الله الأحمر، وهو من قبائل حاشد الأكثر نفوذا في اليمن، دخول العاصمة صنعاء في نوفمبر الماضي بصحبة العشرات من مرافقيه المسلحين غير أن نقطة تفتيش أمنية منعته من ذلك وأبلغته بوجود توجيهات عليا بمنعه من دخول صنعاء بمرافقيه المسلحين، فعاد أدراجه، إلا انه وبعد أقل من شهر، دخل حسين الأحمر العاصمة اليمنية برفقة مرافقيه المدججين بالسلاح بعد أن اضطرت السلطات للتراجع خشية أن يعلن تمردا قبليا ضد سلطة الدولة في أوساط قبائل حاشد.


لكن شقيقه حميد الأحمر، قال في حديث لوكالة «فرانس برس» إن «حمل السلاح ضرورة وليس ترفا اجتماعيا، لأنه جزء من الشخصية القبلية اليمنية». وأقر بأن لحمل السلاح سلبيات، إلا انه اعتبر أن السلبيات «لا تنبع من حمل السلاح بحد ذاته بل من الأسباب التي تؤدي لحمل السلاح، مثل غياب المنظومة القضائية الكفوءة وغياب الأمن القادر على حماية المواطن وليس قمعه». (أ.ف.ب)


[فقط الأعضاء المسجلين والمفعلين يمكنهم رؤية الوصلات . إضغط هنا للتسجيل]
رد مع اقتباس