[شعيفان]

أعتقد أنني اليوم كنت أكثر المسرورين بماشاهدته في الحصين فبمجرد وصولنا إلى ساحة الاعتصام التي امتلأت بالشباب الثائر الذين قدموا إلى الحصين من عدة مناطق من الضالع وماجاورها إضافة إلى الوفود الرمزية المشاركة من بقية المحافظات كانت الساحة قد امتلأت برايات وأعلام الدولة الجنوبية إضافة إلى اعتماد رفع الرايات البرتقالية لأول مرة منذ أن أعلن العميد ناصر النوبة بعد خروجه من المعتقل في الثلاثين من نوفمبر الماضي اعتماد اللون البرتقالي لتلوين الثورة السلمية في الجنوب من أجل توحيدها ...



اللون البرتقالي لم يكن في الرايات فقط .. فأغلب الشباب قد ربطوا على رؤوسهم عصابة برتقالية بلون الثورة البرتقالية في الجنوب والبعض توشح بالوشاح البرتقالي وكان من بين الذين عصبوا الرباط البرتقالي على رؤوسهم قائد الثورة البرتقالية , العميد ناصر علي النوبة في حين كان الناشط السياسي الشاب أحمد عمر بن فريد أحد الذين توشحوا بالبرتقالي إضافة إلى الأميرة البرتقالية عفراء حريري التي توشحت هي الأخرى بالوشاح البرتقالي دلالة على الثورة المخملية في الجنوب العربي بلونها الذي تم اعتماده أخيراً ...


كنا قد وصلنا من عدن قرابة التاسعة صباحاً الموعد الرسمي لبدء المهرجان الذي افتتح بآي من الذكر الحكيم تلته كلمة اللجنة التحضيرية للمهرجان ثم ألقى أحد أبناء الضالع كلمة ارتجالية أعقبها كلمة الدكتور المعطري رئيس جمعية المتقاعدين في الضالع الذي أكد فيها أن المهرجان يأتي في الذكرى السنوية الأولى من بدء الاعتصامات المفتوحة في مثل هذا اليوم من العام الماضي قبل أن يتم تعليقها يومها لحين تلقي الاستجابة من السلطة لمطالبهم التي لم تتحق فعادت الاعتصامات المفتوحة لتنطلق من جديد في الرابع والعشرين من مارس 2007 بعد شهر من الذكرى التي يشير إليها يومنا هذا ,, كما أعلن في كلمته تغيير اسم الجمعية ليشمل أيضاً ( جميع المسرحين قسراً ) وهو القرار الذي تفاجأ به الكثيرين لأسباب عدة .. بالرغم من أنني لم أفهمه حتى اللحظة



كلمة المعطري تلتها كلمة الناشطة الحقوقية عفراء حريري بإسم منظمات المجتمع المدني في عدن بعدها التهبت مشاعر الجماهير احتفاء بالنوبة وبن فريد فتم حملهم على الأكتاف والسير بهم في مسيرة مصغرة داخل الساحة مع ترديد الهتافات بحياتهم وبعدها ألقى النوبة كلمة مختصرة أعلن فيها إشراك الجميع في الهيئة الوطنية العليا كما أكد على أنه مع الاستقلال وتقرير المصير لتحقيق هذا الاستقلال .. مع احترامه لآراء الآخرين التي تختلف عن هذا الرأي بحسب قوله مع عدم جواز فرض رأي على آخر ... ( يوجد تسجيل فيديو للكلمة سيتم نشره لاحقاً )


وبرغم افتقار المهرجان للتنظيم اللازم والمشرف إلا أن حماس الجماهير غطى على كل العيوب التي تسببت فيها اللجان التحضيرية التي تركت الحبل على الغارب واكتفت بشارات صغيرة ألصقتها على صدور البعض في إشارة إلى وجود هذه اللجان إسمياً وغيابها فعلياً .. ولا ننسى أن من ضمن الحاضرين في المهرجان كان الدينار الجنوبي وخرائط دولة الجنوب بمايسبق الوحدة إضافة إلى بعض التروس والمجسمات الأخرى التي تشير إلى الجنوب وتقتبس من نفحاته ..


عقب المهرجان أقيمت جلستان متجاورتان ( بتمايز ) في غرفتين متلاصقتين أولاهما في جميعة المتقاعدين وحضرها النوبة ... وثانيهما في الجمعية المجاورة وهي جمعية الشهداء وحضرها المعطري والداعري وآخرين .. وقد اختلفت النقاشات في المجلسين لكنها اتفقت على الحديث عن الجالسين في كل من الغرفتين .. وكانت القضية الجنوبية الغائب الأول والأهم في المجلسين ...


تحياتي

شعيفان الحدي

الحصين – مهد الثورة البرتقالية في الجنوب العربي

24-2- 2008