من المستفيد من إقصاء المقاومه الجنوبيه ؟!
2015/10/03 الساعة 23:25
سامح جواس
المقاومة الجنوبية مصدر فخر لكل ابناء الوطن لإنجازاتها وتضحياتها وبطولاتها في ميادين القتال ميادين الشرف والعز والكرامة ، وقد قدمت خيرة رجالها وأبطالها وأظهرت معدنها الحقيقي وأثبتت للكل قدرتها على حماية الدين والأرض والعرض وحققت في فتره وجيزة انتصارات لم تستطع تحقيقها أعتى الجيوش المدربه والمتمرسه وطهرت أراضي الجنوب من أي تواجد للحوثيين وقوات عفاش.
وبعد الانتصارات والهيبة التي أعادتها المقاومة لأبناء الجنوب ، سارع الكل لخطب ودها من مسؤولين وقاده عسكريين وخبراء... ووصفوها بالمقاومة الأسطوريه ..ووو ...الخ فكان أفرادها يسمعون جعجعة ولا يرون طحينا!!
وأثناء فترة الحرب كان كل هؤلاء مستعدين لتقديم متطلبات المقاومة ، فلو أنها طلبت لبن العصفور لأحضروه لها..!
ولكن بعد انتهاء الحرب وعودة الأمور إلى طبيعتها تم اقصاء المقاومة وتهميش دورها والتلاعب بمستحقاتها ثم قطع المستحقات نهائياً !
جرحى المقاومة تم تركهم ليواجهوا مصيرهم المحتوم ، ولم يعد يهتم احد بأمر جراحهم وعذاباتهم ، موضوع سفرهم وعلاجهم لم يلقى الاهتمام والعناية التي كانوا يتوقعوا ان يحظوا بها ، فلم يسافر أي جريح إلا بعد مناشدات ومطالبات وتعب وشقاء وتكدر الحال !؟
ولعل شهداء المقاومة الأبطال كانوا أحسن حالا من جرحاها ومنتسبيها لأنهم رحلوا وغابوا عن هذا المشهد المخزي الذي يعيشه أفراد المقاومة ، ولم يشاهدوا كيف تم إهمال أسرهم بعد أن قدموا حياتهم فداء للدين والوطن وتركوا أسرهم خلفهم التي باتت تقتات الإهمال وتشرب الجحود والنسيان بدلا من أن تلقى العناية والإهتمام وتمتد اليها يد العطف والرحمة،
ولا أخفيكم سراً إذا قلت لكم أن هذا الوضع الصعب يعيشه أغلب قادة المقاومة ممن اعرفهم شخصيا وممن انا على تواصل دائم معهم ،فحالهم لا يسر عدو ولا صديق فبعضهم لا يمتلك قيمة بنزين لسيارته الشخصيه والبعض الآخر لايمتلكون حتى مصاريفهم اليوميه..!
فإذا القاده حالهم هكذا فكيف يكون حال الأفراد ؟
حالهم حدث عنه ولا حرج فهم مضيعين لايجدون قوت يومهم وبعضهم اضطر مرغما ان يبيع أو يرهن سلاحه الشخصي من أجل تأمين لقمة عيش له ولأسرته.
من المسؤل عن كل هذا ومن المستفيد؟
لماذا يريدون إحباط وتثبيط مقاومتنا الباسلة ولماذا تم إيقاف الدعم عنها! ولمصلحة من يراد لعقدها أن ينفرط ولأفرادها أن تتخطفهم دروب الضياع وأيادي المجهول؟
مع هذا ، ورغم كل ماعانته المقاومه من ظروف قاسيه وضياع ووصولهم إلي حاله من اليأس ، إلا ان افراد المقاومة لم يتأخروا دقيقه واحده عن تلبية نداء الواجب عندما تم استدعائهم مؤخرا للمشاركه في جبهة باب المندب وحضرت حشود كبيره جداً لم أكن أتصورها بعد ذلك الكم من الإهمال والإقصاء الذي حصل لهم ،
بل كانوا متحمسين ومندفعين بل فدائيين وخلال ساعتين تم استعادة باب المندب وانتشروا كـ "حزام أمني" على أطراف عدن وكل الجبهات الحدودية.
وختاما : على كل هؤلاء الذين تصدروا المشهد واصبحوا في مواقع صنع القرار بفضل انتصارات المقاومة وتضحياتها ان يدركوا إن مصالحهم ومصالح ومكاسب الشعب الجنوبي ومصالح المنطقة بشكل عام رهن ببقاء المقاومة كقوة وطنية متماسكة ومتجانسة،
إن تماسك وتجانس المقاومة الجنوبية التحررية وامتلاك افرادها للروح المعنوية العالية يكتسب أهمية بالغة على كل المستويات والاتجاهات السياسية والعسكرية والأمنية ، وبناء عليه ينبغي دعم المقاومة بكل الطرق والوسائل والامكانيات وان يكون ضمن الأولويات غير القابلة للنقاش او التأجيل،
أتمنى من أصحاب الشأن أن يهتموا بالمقاومة وان يعطوها الاعتبار الكافي وان يمنحوا أفرادها حقوقهم المشروعة والمكتسبة وان لايستهينوا بها وأن يضعوا نصب أعينهم حجم التضحيات التي قدمها أفراد المقاومة وان يضعوا في اعتبارهم أن الحرب لم تنته بعد ، وبأن المقاومة الجنوبية وحدها هي الذراع المسلح والضامن لتحقيق الإرادة الحرة للشعب الجنوبي ، وانه لا صوت يعلوا فوق صوت المقاومة
والله من وراء القصد
سامح جواس
*المسؤل الإعلامي لكتيبة سلمان الحزم وفرد من أفراد المقاومه