عرض مشاركة واحدة
  #110  
قديم 10-06-2015, 11:12 PM
الصورة الرمزية العبد لله بو صالح
المـشـرف الـعـام
 
تاريخ التسجيل: Jul 2014
الدولة: الجنوب العربي - حضرموت
المشاركات: 13,714
قـائـمـة الأوسـمـة
افتراضي

عدن.. مقاومة وشرعية وانتحاريون!

كيف تدير هذه الثلاثية ساحاتها في عدن والى اين تمضي وماهي المآلات والمخاطر وأين مكامن العجز والإخفاقات ؟؟ الف سؤال تفجر في وجوه الناس مع انفجارات عدن التي تبناها ما أسمى نفسه بتنظيم داعش وما ادراك ما داعش.

اولاً التفجيرات أتت في لحظة تسعى فيها عدن لاستعادة انفاسها وتتحرك الحكومة ببطء مذهل لتنظيم بعض الامور بصورة بيروقراطية، وفي لحظة أتى فيها الرئيس هادي ايام وغادر ولم يعد بعد، وفي لحظة حررت فيها المقاومة الجنوبية منطقة باب المندب الاستراتيجية ومعها جزيرة ميون وفي لحظة حققت فيها المقاومة تقدماً كبير في مأرب خاصة، ويشهد العفاشيون والحوثيون انهيار متواصل في قدراتهم وإمكاناتهم ... ثم تأتي الانفجارات في عدن ليتنفس العدو الصعداء ويدعو العالم الى تصديق طروحاته بان الدواعش هم البديل في حال سقوط جيش عفاش والحوثيين.

لا نزيد ولا ننقص من هذا الطرح المنطقي فالدواعش الذين تبنوا تفجيرات عدن أياً كانت صفتهم فهم يخدمون عفاش ومن حوله ويلعبون في نفس ملعبه، ولا يوجد تفسير آخر الا اذا كان العالم غبي جداً وهم الحاذقون وهذا مستحيل.

المقاومة الجنوبية من ناحيتها تتمترس في الفناءات الخلفية ومنذ تحرير الجنوب لم تتقدم بأية خطوة نوعية عقلانية نحو توحيد القدرات والتعامل الواقعي مع الأوضاع التي نشأت في مرحلة ما بعد الحرب، وتقنع الداخل والخارج بانها قادرة على حماية عدن والجنوب. هذا هو المحك وغير ذلك يعتبر نفخ في الدخان المتصاعد. قادة المقاومة الجنوبية ستنعكس أعمالهم الكبيرة التي رفعت من شأنهم إبان الدفاع عن الجنوب ستنعكس الى حالة من الاخفاق في تحمل المسئولية التاريخية والتعامل الجاد مع الظروف وحماية الجنوب.

الشرعية بدورها ظاهرة تلفزيونية في عدن فلم تنجز شيء واحد باتجاه خلق الضمانات ولم تستطع وضع مقاربة لاستيعاب المقاومة ضمن وحدات عسكرية منظمة ومحدد ولاءها وساحات عملها دون ان تضيع وتتبخر داخل ما يسمى بالجيش الوطني الوهمي الذي يقاد بمشيئات غير منضبطة. عودة الحكومة الى عدن وعملها هناك امر جيد ولكن السيء هو ان هذه الحكومة غير مجربة ولا تمتلك عناصر قادرة ان تضع خطط حقيقية للتعامل مع الوضع الأمني في عدن كما انها لا تمتلك أولويات واضحة ولا طرق ناجعة لتوظيف قدرات المقاومة الجنوبية في حفظ الأمن.

من ناحية اخرى تبدو الرئاسة خارج الموضوع فلا توجد مؤسسة رئاسية حقيقية وإنما ظلال يلاحق الرئيس هادي ويحجبه، فحين يقطع قادة البلدان زياراتهم الخارجية ويعودون الى بلدانهم لابسط الأسباب نرى مع الأسف الرئيس ومعاونيه يوزعون الصمت من خلف البحار والصحاري، ومنذ ١٤ يوليو يوم تحرير عدن حتى الان لم تفلح الرئاسة والحكومة بتأمين منطقة "خضراء" ولا زرقاء في عدن لكي تعمل من داخلها وهذا امر مثير للجدل ويتوافق مع الطروحات التي تقول ان هؤلاء الحكام لا يجيدون غير الانتظار والبرود والتأملات الرومانسية.

اذا كان هناك شكر وتقدير فهو لدول التحالف بقيادة الشقيقة الكبرى المملكة العربية السعودية والى جنود وضباط دولة الإمارات الشقيقة الذين قدموا تضحيات جسيمة وشهداء عظام لن ينسى شعب الجنوب بطولاتهم ودماءهم الزكية، ما دامت تنبض الحياة في شرايينه.

المطلوب دائماً تأمين عدن والجنوب لان ذلك ممكن جداً، كما أن المطلوب من المقاومة الجنوبية الان اكثر من اي وقت مضى، مطلوب ما هو اكثر من المهرجانات والخطابات والزغاريد، مطلوب تنظيم وتوحد وحماية وتضحيات اكثر من اي مرحلة مضت. أما كتلة الشرعية الحاكمة افتراضاً فيجب ان يكون هناك تغيير جذري في شخوصها وأدائها مالم فان الاحداث تتجاوزها وتعيد تصديرها للخارج بصورة نهائية.

مراقب صدى عدن
7اكتوبر 2015
__________________






رد مع اقتباس