[صلاح الدين الأيوبي]

مجهود يشكر عليه وهو عمل يصب في الاتجاه الصحيح .. لولا وجود لي بعض الملاحظات .. وقد كنت متردد من إبدائها حتى لا يفهمني معدي التقرير غلط ، ولكي لا أحبط من معنوياتهم الرائعة تجاه حقوق الإنسان .
ملاحظاتي هي : 1) عند إعدادنا لتقارير تتعلق بحقوق الإنسان علينا الأخذ بعين الاعتبار الطابع الحيادي في الطرح ، بحيث لا نشعر القارئ ـ وهو بالطبع المنظمات الدولية ـ بأننا نتبنى وجهة نظر سياسية متعارضة والنظام الحاكم . بل منح ذلك القارئ الأجنبي انطباع بأننا جهة محايدة ننطلق من وجهة نظر قانونية ، مهمتها فضح الانتهاكات التي تمارسها السلطات الحاكمة ، متخلية عن التزاماتها الدولية تجاه تلك الحقوق . وإن مهمتنا مشتركه معهم للدفاع عن حقوق الإنسان . هذا يمنحنا مصداقيه أكبر .فطالما ننطلق من وجهة نظر قانونية ، يفضل عدم إستخدام مصطلحات سياسية .
2) عند حديثنا عن القتل خارج نطاق القضاء ، بمعني انتهاك الحق في الحياة ، فأن التشريعات المتوافقة معه هي الأحكام الواردة في العهد الدولي الخاص بالحقوق المدنية والسياسية ( القانون الدولي لحقوق الإنسان ) الذي ينظر في تلك الانتهاكات أثناء حالات السلم ، وليست أحكام اتفاقيات جنيف الأربع ( القانون الدولي الإنساني ) التي تنظر في تلك الانتهاكات أثناء حالات الحروب والنزاعات المسلحة . فالقانون الدولي لحقوق الإنسان يختلف عن القانون الدولي الإنساني . فإنتفاقيات جنيف لا يمكن النظر في أحكامها إلاّ بموافقة الدولة المتهمة ، بعكس أحكام العهد الدولي الخاص بالحقوق المدنية والسياسية فالنظر في أحكامه تتم دون أخذ موافقة الدولة المرتكبة للانتهاكات .
3) علينا أن نلفت انتباههم إلى إن حراك شعبنا هو حراك سياسي و سلمي يناضل من أجل حقوقه المشروعة وفقا لأحكام القانون الدولي لحقوق الإنسان ، وإنه لا يوجد نزاع مسلح مع السلطات .. وكان يفضل عدم منح باب كامل لنزاع السلطات مع " القاعدة " لان ذكر مثل ذلك النزاع وبصورة موسعة قد يؤدي إلى لبس لدى المنظمات الدولي ، ويمنح تبرير لقيام السلطات التصدي للعناصر التي تواجهها بالسلاح .
4) في كشف حالات القتل .. كان يفضل عدم ذكر الحالات التي مقتلها تم في إطار صراع السلطة مع عناصر القاعدة .

وعفوا على الإطالة . متمنيا مواصلة تلك الجهود لما فيه مصلحة قضيتنا الجنوبية ، وتوصيلها إلى المجتمع الدولي .