ان عدن تاريخيآ كانت منبع للفكر القومي العربي بل وحاضنة لكل الإجتهادات والإيدلوجيات وغيرها التي كانت تنادي بالقومية والعروبة .. وقد عاشوا هذا الحلم فيها بتلك المراحل الكثير من القيادات العربية والتي كانت عناوينها القومية والعروبة والإشتراكية وغير ذلك في مراحل ماقبل المسميات ..
وحدة جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية وعاصمتها عدن مع دولة الجمهورية العربية وعاصمتها صنعاء في مايو 90م كانت تتويج لنظال عقود خاظه الجنوبيين لأجل ذلك وفي الإطار العريض للوحدة الشاملة العربية ، وقد كانت الإرادة الجنوبية هي الفصل والحسم في الوصول لذلك اليوم الذي طال إنتظارة بشغف مبالغ فيه .. حيث سلم الجنوب كل مكونات دولتهم وطوعآ للوطن الجديد .. لكنها واعني تلك الخطوة قد صُدمة بواقع صعب ومرير بكل مكوناته من طرف الشمال ذلك مامكن طرف الشمال من اللجوء إلى تأزيم الوضع الجديد للعهد الجديد بعد ان ايقنوا بإن قواعد وأساسيات الوطن الجديد قد جعلتهم خارج العصر والحياة !!
ماجعلهم وبخطة إجرامية خبيثة يتحركون نحو منافذ الإنقاذ لأنفسهم وخبائثهم وبما يبقي وضع الإفساد والفساد وثقافة العصر الحجري التي جبلوا عليها في الشمال كقيادة وشعب لإنهم كانوا وببساطة لايملكون عقليات وأفكار تمكنهم من التأقلم مع فرضيات الوضع الجديد من نواحي عدة ، وقد قاد ذلك التآمر إلى الإنقضاض عليها وتدمير بنيانها في حرب طالت كل شي .. حتى انتهت وفشلت على ايدي همج الشمال وعصابات سبعة سبعة ..
أن الوحدة اليمنية الديمقراطية السلمية التي أُجهضت بالحرب القذرة كانت تمثل أمل لكل الوحدويين والديمقراطيين والنهضويين العرب وليس اليمنيين فحسب ولايمكن أن تقوم للوحدة العربية قائمة الآن !! بعدما أُجهضت الوحدة السلمية بالحرب بين دولتي جنوب وشمال اليمن !! .. فمن هو الشعب العربي المجنون الذي سيتوحد مع شقيقه سلميا إذا كان الأكبر سينقلب غدا ويغير قوانين اللعبة؟!!
لهذا فأن وضع اليوم بالجنوب وما يصله من وهم بمسمى الوحدة مع الشمال لايعدو اكثر من مجرد مهزلة وزيف لايمت للوحدة الحقيقية بصلة ( بل إحتلال وبكل المقومات ) ولن يدوم هذا الحال ابدا لطالما والجنوبيين مصممين على خوض النظال السلمي لإنتزاع وطنهم وحقوقهم من تحت الغزاة الجدد ..
كما اني ارى ان الواجب اليوم تجاه الجنوب وطني وعربي وليس جنوبي فقط لأجل عودة حق الجنوب وأهله كدولة دخلت في وحدة سلمية وانتهت وفشلت بحرب وإحتلال !!
ولا يمكن تصور نهوض وطني إلا في إطار نهوض عربي .. ولا يمكن تصور قيام نهوض عربي من دون وحدة عربية .. ولا يمكن تصور قيام وحدة عربية من دون استعادة شرعية النظام السياسي السلمي الذي على اساسه توحدة دولتي الجنوب والشمال في عام 90م .. أو إعادة الوضع الكامل والحقيقي لجمهورية الجنوب .. وبعدها يكن للحديث نمط آخر .......