[شعيفان]

نعم كان يوم التحدي وكسبنا التحدي .. كان يوم الرهان وكسبنا الرهان .. الأساليب الترهيبية للسلطة الإرهابية لم تفلح مع كبرياء الجنوب فاعتقالات خفافيش الظلام في ساعات الفجر الأولى وتطويق ساحة الحرية في الخور ونشر أفراد الأمن على المنصة ناهيكم عن نشر الدبابات في قاعدة العند الجنوبية وغيرها ونصب نقاط التفتيش وأخذ أسماء القادمين الداخلين إلى عدن وفحص هوياتهم واعتقال الكثيرين منهم كلها أساليب مستهلكة لم تثني جنوبياً واحداً عن الزحف المقدس إلى قدس الأقداس في الجنوب.. عدن الباسلة

قداسة الزمان والمكان هي التي دفعت بالشرفاء ليقفزوا من فوق النقاط وليعتلوا الحواجز الهشة التي نصبتها السلطة عند مداخل العاصمة عدن وليصروا على إقامة اعتصامهم في ذكرى استقلالهم الأول وإن رغمت أنوف ... وقد كان وقد رغمت أنوف ومرغت بالتراب..

في ساعات الفجر الأولى تناقل الجنوبيون عبر الهاتف والرسائل القصيرة إعلاناً مختصراً يفيد بتغيير مكان الاعتصام ونقله من ساحة الحرية إلى ساحة الهاشمي في مدينة الشيخ عثمان .. هذا النقل لم يكن تنازلاً من الجنوبيين عن ساحة الحرية في الخور فالعاصمة عدن كلها قد أصبحت ساحة للحرية يومها لكن التنازل كان من السلطة ذاتها التي أذعنت بعد الصمود والعناد الجنوبي الداخلي والضغط الإقليمي والدولي الخارجي الذي بلغ حد كسر العظم لتقبل صنعاء ذليلة خانعة بإقامة الاعتصام في الهاشمي بدلاً من ساحة الحرية في حركة مضحكة اعتقدت من خلالها السلطة أنها ستسجل بذلك انتصاراً جديداً هو في الواقع انتصار وهمي تحفظ به ماء وجهها بعد التعنت في ساعات الفجر الأولى والصلف الذي مارسته آلتها الحربية ليلة الاعتصام ...

ساحة الحرية في الخور تم تطويقها وإغلاق المداخل إليها منذ منتصف ليل الثامن والعشرين من نوفمبر وبقيت على تلك الحالة حتى ساعات الصباح الأولى عندما سمعنا ونحن في الهاشمي أن أبطال أبين ومن جاؤوا من ناحيتها قد اقتحموا الساحة وأقاموا اعتصامهم فيها بعد أن تجاوزوا نقاط التقطع التي أقامتها السلطة عند مدخل عدن الشرقي .. هذا الاعتصام في ساحة الحرية جاء بعد ساعات من انتصار الجنوبيين على الصلف اليمني في ساحة الهاشمي بعد أن قامت السلطة بمجموعة من الاعتقالات في محاولة بائسة لترهيب المجاميع التي بدأت بالتشكل منذ مايلي صلاة الفجر وهي المحاولة البائسة الأولى التي أعقبتها محاولة بائسة أخرى تمثلت في استعراض مستفز قامت به أطقم الدوشكات في الساحة لتفريق المجاميع التي انتقلت إلى ساحة حديقة النور أعقبها حضور المحامي و الناشط السياسي يحيى غالب الشعيبي الذي التفت حوله الجماهير مشكلة بذلك نواة المسيرة التي انتقلت عقب ذلك إلى ساحة الهاشمي لتلتحم بالجموع الغفيرة في ساحة الهاشمي بعد أن دحرت تلك الجموع أطقم الدوشكات والعربات المصفحة في الساحة ليبدأ بعدها جنود الاحتلال بالابتعاد عن محيط الساحة والاكتفاء بالمتابعة بعد أن أفلت الزمام منهم داخلياً بشموخ الجنوبيين وخارجياً بضغط دولي أجبر صنعاء على كبح جماحها في ساحة الهاشمي ... وطأطأة رأسها منكسرة انكسار رئيسها الذي سمعنا خبراً غير مؤكد مفاده مغادرته العاصمة الجنوبية عدن ذليلاً خائباً يجر أذيال الهزيمة من خلفه ..


لكن السلطة التي أذعنت في ساحة الهاشمي أمام الداخل الثائر والخارج الموبخ وجدت في النقاط والمنافذ إلى عدن متنفساً لها لتمارس طبيعتها الإجرامية الدموية برش القوافل الجنوبية في منطقة الرباط وهي القوافل المتجمعة و القادمة من يافع , ردفان والضالع بالرصاص الحي من طائراتها المروحية التي ظلت تحلق فوق ساحة الهاشمي بارتفاع منخفض بعد أن أقدمت على جريمتها البشعة في الرباط وبمحاولة بائسة أخرى لترهيب الجموع الغفيرة في الهاشمي وتفريقها ترويعاً .. لكن الجنوبيون أثبتوا صلابتهم بثباتهم في مواقعهم مرددين هتافات التحرير وطرد الاستعمار ..

تلك المحاولات البائسة اكتملت بنشر جنود الاحتلال على أسطح البنايات المحيطة بساحة الهاشمي تحسباً لأي ثورة محتملة لازال شبحها يؤرق نظام صنعاء الذي يستنفر قواه كاملة لإجهاض أي تحرك جنوبي يقتصر على الجنوب ويردد هتافات الجنوب ومطالبه ...

حضور ساحة الهاشمي تم تتويجه بقيادات شجاعة من مثل حسن البيشي , علي منصر , أحمد بن فريد , يحيى الشعيبي , زين بن شجاع مع حفظ الألقاب وغيرهم ممن لا تحضرني أسمائهم الآن إضافة إلى العنصر النسائي ممثلاً بالمناضلة البطلة انتصار خميس والمناضلة الصلبة عفراء حريري ولا ننسى الحضور النسوي القادم من صنعاء تضامناً مع الجنوب وعلى رأس هذا الحضور الصحفية الشابة سامة الأغبري ..

هتافات المهرجان أحضرت النوبة بروحه وباعوم كذلك وأسقطت آخرين من حساباتها بعد تلكؤهم في قول كلمة الحق الجنوبي والانضمام إلى صفه وسجلت أنصع لوحات الوفاء لشهداء التحرير في أضرحهم وأنصع لوحات الوفاء لقادة التحرير في سجونهم واكتملت الهتافات بمسيرة مصغرة طافت في ساحة الهاشمي أولاً وحول مسجد الهاشمي ثانياً في مشهد رائع أعلى رؤوساً فوق هامات ونكس بأخرى ..


لقد انتصرنا في التحدي ... فلنهنيء أنفسنا ..










صور للحضور الجنوبي والحضور الأمني في ساعات الصبح الأولى :