القرآن الكريم - الرئيسية -الناشر -دستور المنتدى -صبر للدراسات -المنتديات -صبر-صبرفي اليوتيوب -سجل الزوار -من نحن - الاتصال بنا -دليل المواقع -

مقالات

نبذه مختصرة عن حياة الدكتور/عبد الله أحمد بن أحمد مع صور لمراحل مختلفة

article thumbnail

نبذه مختصرة عن حياة الدكتور/عبد الله أحمد بن أحمد   الدكتور عبدالله أحمد بن أحمد  [ ... ]


الحسني يرد على إجابات الرئيس لـ(السياسة) الكويتية صيغة PDF طباعة أرسل لصديقك
مقالات - صفحة /أحمد الحسني
نشرها صبرنيوز - SBR NEWS   
السبت, 12 أغسطس 2006 18:52
اتسمت مقابلة السيد احمد الجارالله صاحب ورئيس تحرير صحيفة السياسة الكويتية التي اجراها في عدن الاسبوع الماضي مع الرئيس علي عبدالله صالح بشموليتها وتعدد اتجاهاتها وقد حاول الاستاذ احمد الجارالله وهو السياسي والصحفي المخضرم وصاحب الافكار الجريئة ان يجعل من هذه المقابلة بوابة يعرف من خلالها بالرئيس اليمني
ويقدمه الى القارئ الكويتي والخليجي بشكل خاص والى القارئ العربي عموما كرجل سياسة ورجل حكم استطاع ان يحكم اليمن ويتحكم فيه لفترة زمنية طويلة لم يحقق مثلها اي حاكم يمني على مر العصور.
وبخبرة الصحفي المتمرس حاول السيد جارالله ان يسبر اغوار شخصية الرئيس اليمني في محاولة لاكتشاف عبقرية الرجل الذي استطاع ان يمتطي الليث لفترة طويلة دون ان يسقط ودون ان يلتهمه ذلك الليث المتوحش بل انه استطاع ان يروضه كما يروض المدرب حيواناته المفترسه ويجعلها تقدم العروض الرياضية والبهلوانية التي ترضي المدرب وتنال اعجاب المتفرجين في حلبة السيرك العالمي. ولعلى السيد الجارالله قد حقق شيئاً من النجاح في تلك المقابلة.
ولاهمية و خطورة ما ورد في تلك المقابلة من اجابات للرئيس خاصة وانها تاتي بعد زيارتيه الى الولايات المتحدة وفرنسا وما دار فيهما وبسببهما من حراك سياسي كبير وبعد ان انهى المؤتمر الشعبي العام مؤتمره السابع في عدن و ما رافق ذلك من تحضيرات ومن توقعات بتغيير حاسم وكبير يتخذه مؤتمر الحزب الحاكم الذي خيبت نتائجه كل الآمال والتوقعات بشهادة الكثيرين.
فاننا نسجل هنا بعض الملاحظات لنرى.
اللواء أحمد الحسني-لندن
هل استطاع الرئيس علي عبدالله صالح ان يقدم نفسه كشخصية سياسية استثنائية؟ وهل استطاع ان يقترب من المواطن الخليجي خاصة والعربي عامة ويترك لديهم انطباعا يزيل ما علق بهذه الصورة من تشويش بسبب المواقف السابقة لشخص الرئيس في الاحداث الاستثنائية والتاريخية التي عصفت بالمنطقة خلال العقدين الماضيين وبالذات ما يتعلق بالحرب الخليجية الثانية والاحداث الاستثنائية والخطيرة التي تعصف بالعراق منذ سقوط نظام صدام حسين؟

وهل استطاع الرئيس ان يزيل ما تركته التقارير الدولية لدى النخب السياسية العربية ولدى القارئ العربي عن الواقع المريع للدولة اليمنية؟

ثم هل استطاع الرئيس ان يقدم نفسه كحاكم لدولة اليمن الواحد؟

هل استطاع ان يبين ويقنع الشعب اليمني بأنه فعلا يبني دولة حديثة؟

هل استطاع ان يقنع الشعب اليمني بأنه راعي الأمن والأمان وانه مسؤول عن الجميع ؟ وبالتالي فهو الافضل لحكم اليمن للفترة القادمة . ويستحق ثقتهم ليعيدوا انتخابه في انتخابات محسومة النتائج.

واذا بحثنا في الاجابات نستطيع دون عناء ان نقول بان الرئيس علي عبدالله صالح قد كان غير موفق البتة في اعطاء صورة جديدة تختلف عن تلك الصورة التي تكونت لدى القارئ العربي عموما ولدى القراء الخليجيين على وجه الخصوص، عن اليمن وقيادته السياسية... نعني صورة جديدة تقدم الرئيس اليمني كصاحب خبرة وتجربة رائدة في الحكم الرشيد وكقائد للتنمية في بلاده وكرجل سياسة ينشد السلام والخير للجميع وفي المقدمة منهم دول الخليج، صورة لصاحب مشروع حضاري جديد يقدم النموذج الديمقراطي المنشود اقامته في الجزيرة والخليج... صورة لرئيس يحكم بلدا يقال انه موحد.

لقد كان الرئيس علي عبدالله صالح في اجاباته المختلفة على الاسئلة المتعددة والمتنوعة يواصل بشكل نمطي تكرار المقولات والصيغ التي اعتاد ترديدها الحكام في بلدان العالم المتخلف المحكوم بنظم شموليه وردد جملا وتعابير لم تعد تقنع احدا بصحتها وصوابيتها سوى صاحبها فقط وهي سمة تشترك فيها الانظمة العسكرية والشمولية التي حكمت كثيراً من بلدان العالم والتي وجهت لها ضربات مميتة في الحقبة الزمنية الراهنة كنتاج لثورة المعلومات والاتصالات التي جعلت العالم كله عبارة عن قرية كبيرة واحدة يستطيع من يعيش في طرفه الشرقي ان يلم ويطلع على تفاصيل الحياة في طرفه الغربي دون عناء يذكر، اضافة الى فعالية الرقابة الدولية وتعددها على نشاط الدول في مختلف أنحاء العالم ونشر ما يعرف عن هذا البلد او ذاك في تقارير دورية تنشر على نطاق واسع وبكل لغات العالم ويجري تقييم نشاط مختلف الانظمة سلبا وايجابا على ضوء تلك التقارير التي بدورها تحدد المكافآت وتقدم المساعدات لمن يحقق النجاحات وتحجبها عن من يخفق في ذلك.

ولعل الرئيس علي عبدالله صالح لم يدرك هذه الحقيقة البسيطة بل لم يفطن الى ان الرجل الذي يقابله ويدون ويسجل اجاباته هو نفسه قد اطلع على تلك التقارير التي تنشر في مختلف الدوريات وعلى النشرات الاليكترونية وتتناقلها وكالات الانباء، بل ان السيد احمد الجار الله بحكم المهنة والمكانة يطلع على آخر تلك التقارير والتي في مجملها لم تسجل اشادة تذكر باليمن وبنظام علي عبدالله صالح.

وحتى لا نتهم بأننا نلبس نظارة سوداء ولا نرى انجازات الرئيس علي عبدالله صالح الكثيرة فإني سأورد هنا بعض النماذج المعاكسة لما ورد في اجابات الرئيس وبالرغم من تعددها وكثرتها وتشعبها وشموليتها الا اني سأكون موجزا حتى لا يشعر القارئ بالملل...

- تحدث فخامته عن بدايات عهده وانه قد جاء منقذا لليمن بعد الاحداث العاصفة والدموية التي استشهد فيها الرئيسان الحمدي والغشمي في الشمال والرئيس سالم ربيع علي في الجنوب عام 1978 وانه نشر الامن والامان وانه لم يقتل احدا ولم يعدم احدا... وهذا كلام يتناقض مع الواقع ولا يتطابق مع الحقائق المرة المعروفة. اذ ان ما نشر هذا العام فقط عن دفن قيادات ناصرية وهم احياء في احد معسكرات الجيش في صنعاء لا تزال طرية وما كتبه الاستاذ القدير والسياسي اليمني المخضرم ومرشح لانتخابات الرئاسة اليمنية الاستاذ عبدالله سلام الحكيمي عن هذا الموضوع وتناولته الصحف اليمنية ونشرته عشرات المواقع الاليكترونية لم يجف حبره بعد ؟؟؟ ثم ان ما نشره ابن القائد الناصري (عيسى) و ملأ اعمدة الصحف اليمنية والعالمية و مطالبة قيادة الحزب الناصري في اليمن برفاة قياداته ليتم دفنهم لم يكن ببعيد عن يومنا بل واشتركت صحف السلطة الرسمية وصحف الحزب الحاكم الذي يرأسه الرئيس علي عبدالله صالح نفسه في نشر تلك الاخبار المتعلقة بقتل قيادات الناصريين..

ألا يعرف الرئيس ان السيد احمد الجارالله قد اطلع على تلك القضية الهامة جدا وبتفاصيلها؟؟؟

ثم ألا يعرف الرئيس ان قتل الامين العام المساعد للحزب الاشتراكي اليمني في صنعاء ديسمبر 002 2 قد تناقلته اجهزة الاعلام المختلفة وبكل لغات العالم ؟؟؟ وانه قد اثار من الشكوك ما لم تستطع المحاكمة الهزلية للقاتل السعواني على دثره؟؟؟

ألا يعرف الرئيس علي عبدالله صالح ان العالم اجمع قد عرف بالتصفيات الجسدية التي طالت الخصوم من قيادات الحزب الاشتراكي اليمني مطلع التسعينات وفي صنعاء نفسها؟؟؟ ووجهت اصابع الاتهام حينها الى عناصر امنية او لها علاقة بالسلطة ؟؟؟

ثم هل يعتقد الرئيس علي عبدالله صالح ان العالم عبارة عن مجموعة من السذج سيتقبلون ما تنشره اجهزة الاعلام عن قتل الشهيد حسن الحريبي، و تصفية الدكتور عبدالعزيز السقاف؟؟؟ وعبدالحبيب سالم،،، صاحب العمود الشهير (الديمقراطية كلمة مرة)؟؟؟

(هل يعتقد الرئيس ان الناس تقبلت رواية مقتل المناضل الكبير مجاهد ابو شوارب او تلك الرواية عن مقتل الوطني البارز يحي المتوكل في يناير العام 2003م؟؟؟).

هل يعتقد الرئيس ان المتابعين للشان اليمني لا يتذكرون الاجتماع الموسع الذي اقيم تحت رئاسته والخاص بتعويض اهالي ومواطني صعدة وان ما نشر من تقارير حكومية وما قرئ بحضوره شخصيا ونقلته الفضائية اليمنية للعالم قد شمل الاعتراف نصا بتدمير اكثر من 700 منزل على رؤوس ساكنيها؟؟؟ ترى كم هي الانفس البريئة التي ازهقتها آلة الحرب والعدوان على محافظة صعدة خلال العامين الماضيين؟؟؟

ألم يدشن الرئيس اليمني عدوانه الجديد على اهالي صعدة في خطابه الذي القاه في الكلية الحربية بمناسبة يوم الاستقلال للشطر الجنوبي 30 نوفمبر المنصرم وهو الخطاب الذي نقلته الفضائية اليمنية الى كل العالم ولا شك ان السيد احمد الجار الله قد قرأه ان لم يكن قد استمع اليه مباشرة... هذا العدوان الذي تناقلت الانباء اخباره في اليومين الماضيين لتنقل للعالم اجمع ان هناك ما يمكن ان نسميه مذبحة جماعية وجرائم بحق الانسانية ترتكبها قوات الرئيس علي عبدالله صالح في قرى الطلح وآل سالم في تلك المحافظة المنكوبة.، وهذه معلومات حديثة مستقاة من مصادر داخل صعدة تم نشرها على مواقع اخبارية مختلفة في العالم وبلغات كثيرة بينها العربية والانجليزية والفرنسية؟؟؟ ثم المجزرة التي تناولتها وسائل الاعلام اليمنية التي نفذها جنود الامن المركزي في سجناء صعدة (الجمعة الدامية) 23 ديسمبر 2005 والتي قتل خلالها سته من المساجين وجرح اكثر من عشرة آخرين واوردت الصحف قائمة بأسمائهم؟؟ كما تناقلت الاخبار ونشرت الصحف ان 45 سجينا تم نقلهم من سجن صعدة قبل اكثر من اسبوع ولم يعرف لهم مصير وهناك احتمال بان يكونوا صفوا جسديا؟؟؟ أليست هذه جرائم بحق الانسانية؟؟؟

ان الرئيس لم يشأ الاعتراف بحجم الماساة التي يعيشها الشعب اليمني في ظل حكمه بل ظل يكيل للاستاذ احمد الجارالله ما يعتقده انجازات وبطريقة لا تريد ان ترى السلبيات او ان تعترف بالخطر الناشئ عن حكم فاسد فاقت مستوياته كل المقاييس العالمية وبات مستقبل الشعب اليمني ينذر بالكارثة المحققه التي قاده اليها نظام الرئيس علي عبدالله صالح في انجاز غير مسبوق وفي نماذج صارخة للفساد في حكومة المناقصة الفضيحة التي كانت رمز انجازات نظام الرئيس علي عبدالله صالح خلال هذا العام 2005 عندما تم بيع ميناء عدن لشركة موانئ دبي وهي شركة منافسة لعدن ومن سخرية القدر ان تنشر الشركة المغدورة (الكويتية) اعلانا مدفوع الاجر في الصحف اليمنية تكشف فيه زيف ادعاءات النظام وتبين بشكل جلي ان الفساد قد حكم تصرف النظام... وقضية الشركة الكويتية وخسارتها لميناء عدن لا شك ان السيد احمد الجار الله قد اطلع على تفاصيلها.. وهو ابن الكويت. ألا يعرف الرئيس علي عبدالله صالح ان قضية الشيخ احمد الصريمة وشركته تعرض حاليا في المحاكم الدولية وان موضوعها نشر بالعربية والانجليزية وباللغة الفرنسية كذلك وجرى تعميمه على المحافل العالمية كلها؟؟ ثم هل يعتقد ان الجارالله غير مطلع على فضيحة النفط والغاز التي ملأت الاصقاع؟؟؟ هل يعتقد الرئيس ان محدثه غير مطلع على ما نشرته صحيفة الدبلوماسي عن وجود عشرين مليار دولار في حسابات الرئيس لدى بنوك المانيا وهولندا؟؟؟ ألم تنشر وسائل الاعلام باللغات الحية جميعها اخبار تلك المبالغ؟؟؟

ألم تتناقل وسائل الاعلام المختلفة موضوع النفط واسعاره؟؟؟

التي يحاول الرئيس ان يؤكد في اكثر من مرة وفي اكثر من مقابلة على ان الكمية لا تزيد عن ثلاثمائة وثمانين الف برميل في اليوم الواحد فقط بينما المعلومات تقول انه اضعاف هذا الرقم.

ألم تنشر الاخبار ويقرأ غلبية ممثلي الحزب الحاكم صفقة النهب الفاضح للمال العام 451 ملياراً زيادة في الميزانية للعام 2005 الذي انتهي قبل أيام ثم ألم يشاهد ملايين البشر ذلك البرنامج (من واشنطن) الذي بثته قناة الجزيرة في النصف الاول من نوفمبر 2005 وهو البرنامج الذي اشترك فيه وزير الخارجية اليمني الدكتور ابوبكر القربي وسكرتير الرئيس الصحفي السنباني اللذان كانا ضمن وفد الرئيس الى امريكا وفرنسا، وهو البرنامج الذي تحدثت فيه الصحفية والمحللة السياسية الامريكية جين نوفاك وجرت فيه ما يشبه المحاكمة لنظام الرئيس علي عبدالله صالح والذي كشف امام العالم اجمع فساد النظام وعرى ادعاءاته بالديمقراطية والتنمية، فاضحا هشاشة النظام من جهة وعمق المأساة التي يعيشها الشعب اليمني من جهة اخرى.

كيف يستطيع ان يبرر الرئيس علي عبدالله صالح تجارة الاطفال التي تناقلتها وسائل الاعلام المختلفه بل ان منظمات حقوق الانسان ومنظمات الطفولة الدولية قد طالبت بوقف تلك الجريمة البشعة... ألم يناقشها مجلس النواب اليمني؟؟؟

سجلت الاحصائيات الرسمية رقما مفزعا (خمسون الفا) هم اطفال اليمن من لحم ودم يجري تصديرهم وبيعهم في دول الجوار بسبب الفقر والجوع والخوف من المستقبل المظلم...

ترى كيف يبرر الرئيس صالح تلك المأساة الانسانية التي لم يرد في التاريخ اليمني لها نظير؟؟؟ ام انها احدى انجازات عهده الميمون؟؟؟

اما حديثه عن الديمقراطية وعن الحريات في اليمن فهي لا تحتاج منا الى عناء وتكفي الاشارة الى طريقة تعامله مع المشاريع المقدمة من قبل الاحزاب السياسية اليمنية والتي هدفت وفقا لقناعاتها الى انقاذ اليمن من الهلاك الذي يتراءى للجميع ان مآل البلاد والعباد اذا ما استمر نظام الرئيس علي عبدالله صالح... لقد وصف الرئيس علي عبدالله صالح المطالبين بمكافحة الفساد انهم هم الفاسدون... وفي معالجة هزلية مستهترة قرر ان ينشئ هيئة لمكافحة الفساد من نفس دولة الفساد؟؟؟ ورفض بشكل لا يمت بصلة للتعقل والمسؤلية كل المشاريع الاصلاحية التي تقدمت بها احزاب المعارضة اليمنية...

ويبدو لي ان الرئيس علي عبدالله صالح قد نسي ان من يجري معه المقابلة رجل سياسي وصحفي مخضرم ومتابع، اذ ان اجاباته عن حرية الصحافة وعن تعدد الصحف وحرية ما تنشره والتي تحدث عنها بشيء من التسطيح وربما الاستغفال لان من يحدثه لا شك قد استلم او اطلع على بيانات نقابة الصحفيين اليمنيين التي تستنكر اختطاف رئيس تحرير صحيفة الوسط وتهديده وترويعه من قبل خاطفين اركبوه سيارة عسكرية تابعه للحرس الجمهوري (حرس الرئيس نفسه ويقود الحرس الجمهوري نجله احمد) ثم طعن الكاتب الصحفي نبيل سبيع وسرقة تلفونه الموبايل وتهديد وترويع الكاتب الصحفي عرفات مدابش ناشر وصاحب موقع (التغيير) ومندوب اذاعة سوا الامريكيةوهو الخبر الذي تناولته وسائل الاعلام المختلفه.

ألا يعرف الرئيس علي عبدالله صالح ان السيد احمد الجارالله كان مطلعا وبالتفصيل عن حالة الاختطاف والاحضار من مصر الى اليمن للمعارض اليمني الجنوبي احمد سالم عبيد؟؟؟ وعلى نفس الدرجة من الاطلاع على العدوان الهمجي الذي تعرض له المفكر والكاتب اليمني المبدع الدكتور ابوبكر السقاف عندما ضرب في احد أسواق صنعاء تأديبا له عن ما كتبه من نقد للسلطة والنظام الذي يراسه علي عبدالله صالح...

بالتأكيد ان السيد الجارالله قد اطلع على ابداعات الديمقراطية اليمنيه في استنساخ الصحف والاحزاب كما انه قد شاهد وتابع ديمقراطية الحزب الحاكم من خلال مؤتمره السابع المنعقد في عدن تحت حراسة الدبابات وآلاف العسكر الذين امتلأت بهم مداخل مدينة عدن المسالمة.

ألم يقرر البنك الدولي تخفيض مساعداته لليمن بنسبة 30 في المائة هذا العام بسبب الفساد؟؟؟ ألم يعلن نائب رئيس البنك الدولي من صنعاء هذا القرار جهارا نهارا خلال الشهر المنصرم وتناولته كافة وسائل الاعلام اليمنية وغير اليمنية ونشر بلغات العالم المختلفة؟؟؟

اأم نقرأ في التقارير الدولية الاخيرة والتي نشرتها الصحف اليمنية ان اليمن هي الدولة العربية والآسيوية الوحيدة في العالم التي احتفظت بموقعها في ذيل قائمة النمو الخالي من الفساد ولم تنافسها على الرقم الاخير سوى بركينا فاسو وبوروندي في وسط افريقيا.

اما اذا انتقلنا للحديث عن الجنوب وحرب 1994 وتداعياتها فان الوضع يتحدث عن نفسه باعتبار ان الممارسات التي تجري على الارض هي ممارسات نهب لثرواته واضطهاد لأهله.

كعادته حاول الرئيس علي عبدالله صالح ان ينفي وجود ازمة حقيقية في البلاد بسبب حرب 1994 وفي معرض رده على تيار اصلاح مسار الوحده قال ما معناه ان ليس هناك شيء اسمه اصلاح مسار الوحدة ثم لم يبخل على منتقديه وعلى من ينادي باصلاح مسار الوحدة بالتهم وبالتهديد وسحب وطنيتهم وشكك في ولائهم لليمن وفي التفافة عجيبة نجد الرئيس يختزل قضية الجنوب في مسألة تمثيل محافظات مشيرا بان الجنوب ممثل في اجهزة السلطة المختلفة وبصورة لم تخل من الصراحة في ان ما نحن فيه هو الامر الواقع وعلى الجنوب والجنوبيين ان يقبلوا بذلك... لان تصريحه المتكرر بان الجيل الحالي هو جيل الوحدة وبان من كان عمره سبع سنوات عند توقيع اتفاقية الوحده لا يعرف سوى دولة الوحده و لا يعرف الدولة السابقه كمن يريد ان يفرض الامر الواقع ثم يزيد ذلك وضوحا عندما يؤكد بان الوحدة عمدت بالدم وهو من حيث لا يدري يقدم الدليل على شرعية المطالبة بتصحيح مسار الوحدة بل ويقدم الدليل الكامل لمن يطالب باستعادة دولة الجنوب...

ألا يعرف الرئيس اليمني ان العالم اجمع مطلع ان الوحدة تمت بين نظامين سياسيين هما الجمهورية العربية اليمنية (وهو رئيسها ولا يزال) وتمثل الشمال والاخرى جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية وتمثل الجنوب ووفقا للتراضي وبالسلم وتم الاعلان عن الوحدة بين الدولتين في 22 مايو 1990 بمعنى ان هناك دولة للجنوب معترف بها في العالم اجمع وهي عضو في منظمة الامم المتحدة والجامعة العربية او بكلام آخر ان الاتفاق الذي وقعه هو نفسه في عدن لم يتم مع قوى هلامية او اشباح او لدولة وشعب من كوكب آخر... ولعل الرئيس يعرف جيدا بان من وقع معه الوحده حي يرزق وبهذا الفهم الخاطىء والخطير جدا تندرج اساليب تعاطي نظام الرئيس علي عبدالله صالح مع الجنوب والجنوبيين وانا لا استطيع ان اورد هنا كل ما يثبت خطأ ما اورده الرئيس في اجاباته وسأكتفي بالنماذج القليلة التاليه الدالة على الممارسات الظالمة للجنوب واهله و هي كفيلة باسقاط دعاوى وادعاءات الباطل وفرض الامر الواقع:-

ميزانية عدن لعام 2006 بسكانها المتجاوز عددهم نصف مليون (وهي عاصمة الجنوب) العاصمة الاقتصادية والتجارية كما يحلو لاجهزة النظام الاعلامية ان توصفها هي اقل من ميزانية مستشفى الثورة الحكومي في صنعاء.

51 في المائة من المحالين الى التقاعد من جهاز الدولة الاداري في كل اليمن هم من محافظة عدن لوحدها واذا اضفنا نسبة بقية المحافظات الجنوبية المسرحين والمحالين للتقاعد لوصلت النسبة الى ثمانين في المائة. ألا يعني هذا تمييزا وعقابا بالموت والفاقه والعوز.لابناء الجنوب.

واذا عرفنا ان اجمالي من تم تسريحهم من جهاز الدولة الاداري والعسكري اكثر من 350 الف موظف واذا قدرنا ان كل واحد من هؤلاء مسؤول عن اعالة 6 افراد في المتوسط (الاب او الام والزوج او الزوجه وثلاثة من الابناء فقط) لعرفنا حجم الماساة التي يعيشها الجنوبيون من جراء هذه السياسة التمييزية الظالمة حيث يفوق عدد المتضررين من هذا الاجراء اثنين مليون انسان ولعلم القارئ الكريم ان الجنوب لا يزيد سكانه عن ثلاثة ملايين الا قليلا... بمعنى آخر ان ما يقارب ثلاثة ارباع سكان الجنوب قد تضرروا من الوحدة التي يؤكد الرئيس انها عمدت بالدم وان على سكان الجنوب بأن يرضوا بالواقع المهين...

وتزداد مرارة الاحساس بالظلم عند الجنوبيين اذا عرفنا ان وطنهم الجنوب هو من يرفد ميزانية الدولة بالمال العائد من مبيعات النفط والغازوبنسبة تفوق 75 في المائة...

لا اعتقد ان الرئيس قد تنبه الى ان السيد احمد الجارالله يعرف عن الجنوب الكثير جدا وربما اكثر مما يعرفه بعض الجنوبيين انفسهم وقد كانت علاقات الجنوب بالكويت منذ مطلع الستينات وقبل الاستقلال عندما رعت هيئة تنمية الخليج والجنوب العربي بعض المشاريع الانمائية وقدمت المنح الدراسية لابناء الجنوب ولا شك ان الرجل اصيب بالدهشة وهو يستمع الى هذا الاختزال والتبسيط والطمس اللاحق للجنوب ارضاً وشعباً. بينما شهد العالم كله ان الجنوب قد عرف الدولة المدنية الحديثة وساده القانون الذي يوحد بين الجميع والذي يمتثل له الحاكم والمحكوم كما يعرف الجميع مكانة عدن التنويرية والحضارية قديما وحديثا وهي التي احتضنت الاحرار الفارين اليها من جور حكم امام اليمن (المملكة المتوكلية اليمنية) في ثلاثينيات القرن العشرين ولم يصف الرئيس علي عبدالله صالح الشهيد الزبيري والاستاذ احمد محمد نعمان بالخيانة او العمالة للاجنبي وهما من لجأ الى عدن في عهد الاستعمار البريطاني كما لم يصف الامام احمد بالانفصالية او العمالة عندما زار عدن واستقبله حاكم عدن البريطاني منتصف القرن العشرين وهي الاوصاف التي يطلقها على الجنوبيين المعارضين لسياسة الاحتلال ولدعاة اصلاح مسار الوحده اذ اصبحت صفات انفصالي او عميل للاجنبي او مستقو بالخارج تطلق على عواهنها على الصغير والكبير من ابناء الجنوب الرافضين للظلم والقهر والاضطهاد.في محاولة لارهابهم ودفعهم للتخلي عن حقوقهم المشروعة.

هذا الشعب المتمدن والمتحضر وهذه عدن المنارة شهدت منذ حرب 1994 توافد موجات من البشر من رجال القبائل وقادة الجيش المدججين بالاسلحة يبسطون على اراضيها ويسيطرون على جبالها ويردمون بحارها ويسدون متنفساتها في عملية عشوائية اضرت بأهل عدن واصبح ابن عدن يبحث عن متنفذ او عقيد في الجيش او ضابط امن قادم من صنعاء ليوفر له الحماية في ارضه ومسكنه ومحل عمله ومصدر رزقه.

وشهدت مدينة عدن اعمال قتل وجرائم عنف تستخدم فيها الاسلحة النارية المختلفة. ولعل من المفارقات ان تنشر صحيفة الايام العدنية في نفس الصفحة التي نشرت فيها مقابلة الرئيس علي عبدالله صالح للسياسة الكويتية صورا لاحد الشهداء الذين تم اغتيالهم داخل مدينة عدن بل وعلى ابواب قيادة الامن في حي خورمكسر. ترى ماذا فهم الرئيس من تلك الصورة؟؟؟

ثم كيف يستطيع ان يقنعنا بتقبل الامر الواقع وبأن ليس افضل مما ابدعه من نظام للجنوب ولعدن ونحن نشاهد ضابط الامن يطلق النار ويقتل المواطن السوكة وهو يحتضن طفله الرضيع بين يديه وهو واقف على عتبة المحكمة العليا بكريتر عدن في وضح النهار. ولا يزال القاتل طليقا حتى اللحظة؟؟؟

ثم كيف له ان يقنعنا بقبول الامر الواقع ونحن نشاهد احد ضباط الحرس الجمهوري التابع لنجله احمد يقتل المواطن العدني الجنوبي نبيل الصبيحي باطلاق النار عليه وفي مشهد تراجيدي قل نظيره في العالم اجمع يطلبون محاكمة المجني عليه (الشهيد) والجاني مطلق السراح حتى اللحظة؟؟؟

كيف لنا ان نقتنع ان قتل الشاب منتصر فريد في محافظة لحج من قبل جنود وضباط من معسكر العند نهارا جهارا وفي السوق ويتم تهريب الجناة والى هذه اللحظة ترفض الجهات الرسمية ان تتخذ اجراءاتها لاحضار الجاني وتقديمه الى المحاكمة؟؟؟

كيف لنا ان نقتنع بقتل الزامكي ومسعود في خورمكسر من قبل ضابط استخبارات عسكرية لم يقتص منه القضاء حتى اللحظة؟؟؟

اي مساواة واي عدل واي امن وامان واي مجد الذي تحدث عنه الرئيس؟؟؟

كيف نقبل الامر الواقع وان افضل منه لا يوجد ونحن نرى ان صنعاء تأمر ان يتم توظيف اكثر من مائة من محافظات شمالية في محافظة شبوة النفطية ولا تقبل توظيف ربع هذا العدد من ابناء شبوة في نفس المحافظة؟؟؟

هل هي من علامات الرخاء وافضال الوحدة ان يصبح الجنوب الراسية كل محافظاته على البحر خال من الاسماك في الوقت الذي كانت الثروة السمكية هي مصدر الدخل الرئيسي لدولة الجنوب قبل النفط في 1990؟؟؟ وهل من علامات الرخاء الذي صاحب الوحدة ان يرتفع سعر هذه المادة الغذائية الرئيسية لسكان الجنوب من عشرين ريالا (1990) للكيلو الى 1200 ريال لنفس السلعة؟؟؟ بينما يتم بيع نفس النوعية والمنتجة من الجنوب في مدن صنعاء بنصف القيمة...؟؟؟

كيف لنا ان نقتنع بقرار يلغي تسمية تلفزيون عدن وهو الصرح الذي تباهي به عدن يوم كان اول تلفزيون في الجزيرة والخليج كما ان المدينة التي يحمل اسمها هي منارة المدنية والتحديث منذ القرن التاسع عشر ؟؟؟وهي عاصمة الجنوب قبل هذا وذاك.
كيف لنا ان نتقبل تنزيل رتب ضباط جنوبيين في الامن السياسي وهو ما نشرته صحيفة الثوري في عددها الاخير وفي صفحتها الاولى؟؟؟ الاسبوع الماضي (ديسمبر 2005).
كيف لنا ان نقبل بتسريح عشرات الآلاف من ابناء الجنوب وهم صغار السن ولم يستكملوا احد الاجلين من القوات المسلحة والامن بينما يبقون على من هم في سن ابائهم في تلك القوات من المحافظات الشمالية؟؟؟ بل ان قوات الحرس الجمهوري والقوات الخاصة تكاد تكون خالية من اي جنوبي...

هل من علامات المدنية ودولة القانون ان يتم استئجار سيارات الشرطة ودفع مقابل مالي كبير حتى يقوم مركز الامن بواجبه او بالحركة التي يتطلبها القانون...؟؟؟
ان من يلاحظ كيف يتم ردم البحر ومصادرة الاملاك وتد مير الثروة السمكية والبحرية ومن يلاحظ كيف يجري الحفر العشوائي للآبار حول عدن (1200 بئر) وكيف يتم هدر احتياطيات عدن ولحج من المياه العذبة يشكك في المرامي والاهداف...

هل يمكن بتلك الاجابات ان يقنع الرئيس محاوره والقارئ العربي والخليجي ان ليس هناك شيء يسمى الجنوب وانه لم يعد هناك اتفاق بين دولتين وان ما تم بالحرب قد انهى كل الحقوق؟؟؟

ان الرئيس لم يزد في اجاباته سوى التأكيد على ان الازمة الناجمة عن حرب 1994 ما زالت بل وتتفاقم وتزداد تعقيدا مع ازدياد الرفض من قبله بالاعتراف بان هناك ازمة طاحنة في اليمن و في الجوهر منها بل وحلقتها المركزية هي ازمة الجنوب.

وفي تقديري الشخصي ان المعالجات التي تختزل ازمة النظام اليمني في الفساد على ما له من دور (اي الفساد) وتحاول ان تقدم معالجات بمشاريع اصلاح سياسية لن يحالفها النجاح وسيكون حظها مثل سابقاتها التي تعالج النتائج ولا تعالج السبب.

وما لم يجر الاعتراف بان ما هو حاصل في الجنوب ليس له علاقة بالوحدة او التوحد. وما لم نعترف بان التركيبة الحالية للنظام السياسي وتحالفاته الراهنة لا تمتلك الامكانية وليست مؤهلة لاقامة دولة القانون والنظام وان ما يجري للجنوب لا يخدم على المستوى البعيد اي مشروع حضاري متقدم بل يعرقل تلك الامكانية ويزيد الازمة تعقيدا ويطيل ليل الظلم والظلام.

ان اختزال الازمة المستفحلة الراهنة والخطيرة ومحاولة تسطيحها وتبسيطها واعتبار ان تنفيذ بعض الاصلاحات السياسية هنا او هناك سينهي تلك الازمة هو ترقيع وعملية تجميل للفساد وهو مع الاسف الشديد ما تحاول القيادات الحزبية والسيا سية لاحزاب المعارضة ان تقنعنا به معتقدة ان مشاركتها في الحكم او تغيير هذا القانون او تلك اللائحة كفيل بتجنيب اليمن السقوط في الهاوية التي يدفعه اليها الحزب الحاكم وسياساته.

ان الشواهد التاريخية والسياسية تثبت ان ليس بالقوة وفرض الامر الواقع يمكن تغيير الحقائق وانه مهما طال امد مثل ذلك التزييف للحقائق فان مصيره الزوال ولنا عبرة في ما يجري في العالم.

ألا يثير قلق القيادة السياسية في اليمن ما يحصل اليوم في العراق؟؟؟

ان الخلاصة النهائية التي نستخلصها من مقابلة السيد احمد الجار الله لرئيس الجمهورية اليمنية والمنشورة في صحيفة السياسة الكويتية و باختصار شديد هي اننا امام حالة مكررة من نظام عسكري قبلي يدعي المدنية ويستخدم الفاظ وتعابير الدولة المدنية وشعارات الحقبة الزمنية الراهنة التي تجتاح العالم في تناقض صارخ بين الواقع الملموس وبين الادعاء.

ويمكن القول ان ردود الرئيس التي نشرتها صحيفة السياسة الكويتية الاسبوع الماضي تعكس حالة الحاكم في البلدان التي تغيب عنها الديمقراطية الحقيقية حيث يجري تمجيد وتأليه الحاكم واعتبار اخطائه والكوارث التي تنجم عن سياساته منجزات تاريخيه وعلى شعبه ان يحمد الخالق على منحه هذا القائد الفذ ونموذج القائد المهيب والملهم صدام حسين خير مثال على ما ألت اليه الامور في العراق الشقيق. وما يمكن ان نصبح عليه في اليمن.

أتى هذا المقال من صحيفة الوسط اليمنية

آخر تحديث السبت, 12 أغسطس 2006 18:52