القرآن الكريم - الرئيسية -الناشر -دستور المنتدى -صبر للدراسات -المنتديات -صبر-صبرفي اليوتيوب -سجل الزوار -من نحن - الاتصال بنا -دليل المواقع -
اليمن: مخاوف من الانزلاق إلى هاوية التشطير صيغة PDF طباعة أرسل لصديقك
عام - من أقوال الصحف
نشرها صبرنيوز - SBR NEWS   
الخميس, 11 يونيو 2009 08:03
وصالح يوصّل رسائل سياسية عبر تفقد أوضاع 'المعسكرات'
صوت الجنوب/2009-06-11
عدن ـ 'القدس العربي'ـ من خالد الحمادي: 'ثورة، ثورة، يا جنوب'، 'برّع، برّع يا استعمار'،'لا شمالي بعد اليوم..الجنوبي صحّ النوم'، كانت أبرز الشعارات التي رددها متظاهرون جنوبيون في مناطق ردفان بمحافظة لحج اليمنية الاثنين الماضي، ويرددونها في كل مظاهرة تقام هنا أو هناك،
وإن كانت قاسية الدلالة فإنها تظل أخفّ لهجة من بقية الشعارات التي رُدّدت، حيث هناك الكثير من الشعارات الأخرى التي لا تليق بالنشر ولا تقبلها أخلاقيات المهنة.
شعارات وإن كانت في نظر البعض، مجرد ثرثرة وفاقدة للمضمون، لعدم وجود قوة تساندها، إلا أنها تظل 'شوكة تؤرق النظام واليمنيين المحبّين للوحدة' في نظر الكثيرين، من قبيل أن كل ثورة بدايتها شرارة صغيرة، خاصة ما تحمله منطقة ردفان من دلالة ثورية، حيث انطلقت منها الشرارة الأولى للثورة الجنوبية ضد الاستعمار البريطاني مطلع الستينات.
المظاهرات والمسيرات المناهضة للسلطة والمطالبة بانفصال الجنوب أصبحت شبه يومية في المحافظات الجنوبية وبالذات في مناطق ردفان التابعة لمحافظة لحج، القريبة من عدن، عاصمة الجنوب سابقا، ولا تخلو كل مظاهرة من سقوط ضحايا، وكل ضحية تقود إلى مسيرات جديدة ومتجددة، ضمن دوّامة مفرغة من موجات العنف التي لا أول لها ولا آخر.
سالم سعيد، مواطن من ردفان بمحافظة لحج قال لـ'القدس العربي' عقب سقوط بعض القتلى في مظاهرة ردفان قبل يومين 'كلما قتل النظام أحد أبناء الجنوب كلما تضاعفت النقمة عليه، فنحن شعب جنوبي لدينا مشروع ولن نتراجع عنه، مهما قتل منّا من أشخاص، مائة مائتين، ألف ألفين، مليون، لن نتراجع أبدا عن مشروعنا، وعن مبدأنا، مبدأ جنوبي، جنوبي، جنوبي، ومستعدون لأن نضحّي بمليون شخص لكي تعيش البقية حياة كريمة'.
نظرة سوداوية للأوضاع اليمنية في الجنوب، لكنها لن تكون أقل قتامة من الشعور العام السائد في البلاد بالقلق البالغ والمخاوف المتزايدة كل يوم من أن تصل الأمور إلى درجة يصعب معالجتها، ويكون حينها من الصعوبة بمكان الحفاظ على الوحدة اليمنية التي تعد المنجز الأكبر لليمن الحديث، والتي طالما كانت ولا تزال حلم اليمنيين جميعا دون استثناء بمن فيهم أبناء الجنوب.
حالة التوتّر أصبحت سيد الموقف في العديد من المحافظات الجنوبية اليمنية، وهي ما دفعت بالرئيس علي عبد الله صالح إلى زيارة عدن أمس الأول لأول مرة في صيفها الحار، بينما كانت مقصده غالبا في موسم الشتاء المعتدل طقسا، وعاصمته الشتوية، ضمن تقاسم الأدوار السياسية لعاصمتي شطري اليمن السابقين صنعاء وعدن.
ودشّن صالح جولته الميدانية للمحافظات بزيارات متكررة لمعسكرات الجيش، حيث زار خلال الأيام الثلاثة الأيام الماضية على التوالي معسكر الجند بمحافظة تعز القريبة من عدن، ثم معسكر العند في لحج، ثم معسكر بدر بعدن، في مهمة قرأها البعض بأنها تتضمن رسائل سياسية للداخل والخارج بأن 'الوحدة تجاوزت عنق الزجاجة'، وأن 'القوات العسكرية صمام أمان للوحدة'، في حين طالب القادة العسكريين في هذه المعسكرات بمضاعفة الجهود للتدريب ورفع وتيرة اليقظة، في إشارة إلى أي طارئ قد يواجه البلد. وفي ظل هكذا وضع، يعيش اليمن حالة من الارتباك السياسي على صعيدي السلطة والمعارضة السياسية على حد سواء، فيما تجني تيارات الحراك الجنوبي، ذات التوجه الانفصالي، نتائج ذلك الارتباك مستغلة تردّي الأوضاع السياسية والاقتصادية والأمنية في اليمن.
وأسهمت هذه الأوضاع في تصاعد حدة المخاوف الحقيقية من الدفع بالبلد إلى هاوية الانزلاق نحو التشطير من جديد، بعد 19 عاما من وحدة شطري اليمن الجنوبي والشمالي سابقا، بسبب التعامي الرسمي عما يعتمل في العديد من المناطق الجنوبية وبسبب عدم اتخاذ خطوات جادة باتجاه حسم القضية الجنوبية التي تزداد لهيبا يوما بعد يوم.

97


القدس العربي




آخر تحديث الخميس, 11 يونيو 2009 08:03