قلـــــــــــــــــــــــــــم .. مأجور !!

[شعيفان]

تسعة وعشرون يوماً مضت في رمضان وأنا أنتظر اتصالاً هاتفياً معيناً فقط ,,
أو في أسوأ الأحوال رسالة على الجوال ,, أو حتى على الإيميل ,, بدون فائدة !!
وصلة ( الشاحن ) لم تفارق بيت ( الشحن ) في الجوال طوال فترة مكوثي بالمنزل ,,
وحتى لاينطفيء الجوالين في جيبي وأنا خارج المنزل ,, وجدت نفسي مضطراً
لشراء بطاريات ( استيبني ) فإذا فرغت إحدى البطاريتين استبدلتها بسرعة فائقة
بأختها المركونة في دكة الاحتياط وأحياناً كنت أستلف جوالات أصحابي ,,
لإبقاء أرقامي ( online ) فيما لو نسيت أخذ بطاريات الاحتياط قبل نزولي!!

أصبحت أجيب على جميع المكالمات المرغوبة وغير المرغوبة ,, لعل إحداها
تحمل لي بشارة الخير التي أنتظرها ,, حتى تلك المكالمات من الأرقام المشفرة
والتي أتجاهلها في الغالب ,, لم أتردد لحظة في الرد عليها ,, بل إنني لم أتردد في الرد
حتى على ذلك المصري الغريب الذي ظل يتصل بي يومياً ,, ويتأسف في كل مرة
على الخطأ غير المقصود , كنت أحاول أن أمنحه فرصة للحديث وأوهم نفسي
بأنه كان متردداً في المرة السابقة أو أنه كان يمهد لفتح باب التعارف أولاً !!
وعندما تأتيني بعض رسائل خدمة ( Off-Line ) والمزودة بأرقام من اتصلوا
والجهاز خارج التغطية بسبب ضعف الشبكة أحياناً .. كنت أسارع دائماً إلى الاتصال
بالأرقام المتصلة حتى لو لم أكن أعرف أصحابها, بمجرد وصول تلك الرسائل,,

لم أشعر بالقرف أبداً من موقفي وموقف الكثيرين أمثالي ممن ينتظرون رنة الهاتف
وأنا أرى أمامي طيف الشخصية الوهمية الشهيرة التي اخترعتها الصحافة المصرية
"عبده مشتاق" وهو قابع بجانب الهاتف ينتظر خبر توزيره في الحكومة الجديدة ,,

لم أكن أدري ما الفرق بيني وبين من طالتهم عطايا الرئيس الكريم في الشهر الكريم,,
فأصبحوا من أصحاب البنكينغ أكاونتس والماستركاردز .. والمحافظ الممتلئة
التي أنفقوها في حفلات البذخ ومجالس القات , و بعض البارات في صنعاء وعدن !!

عرفت الآن فقط أنني أخطأت خطئاً فادحاً عندما لم أزاحم على الميكرفونات
وعندما بقيت أرفض حشر اسمي مع ( الناشطين ) أسفل بيانات تشكيل الفصائل ,,
فلايوجد الآن سبب واحد للاتصال بي من ( ميونخ ) وطلب إنزال بيان تشكيل جديد
و ( حشر ) أكبر عدد ممكن من الأسماء لنيل عطايا الرئيس الكريم في الشهر الكريم ,,
مع أنني مازلت على استعداد لإنزال البيان الذي يريده فخامته ,, وبالأسماء التي يريدها
وإن شاء أضفنا قيادات هيئات الدفاع عن الوحدة واتحاد شباب اليمن فوق البيعة مجاناً !!

سأظل أراهن على مسيرتي في خطى فيصل جلول , وخير الله خير الله ,
و نزار العبادي , و صقر مريسي , ونصر طه مصطفى , وبقية الأقلام المأجورة ,
بل إنني أعتقد جازماً أنني أفضل منهم جميعاً لأنني خالي من الترسبات الأيديولوجية
وصاحب سجل نظيف سيعطي لقلمي سعراً أغلى ,, وقد يحقق لي هدفي في الحصول
على منحة للدراسة في الخارج , بعد أن استولى على فرصتي أحد أبناء ( الواصلين )
ووجدت نفسي بعدها مرمياً في أحد المقاعد المهترئة بواحدة من كليات جامعة عدن ,,
في الوقت الذي يدرس فيه بالخارج زملاء أقل مني مرتبة ً و ذكاءً
و يتقاطر الغباء من رؤوسهم كما يتقاطر العرق من بني البشر !!


لم يعد هناك متسع من الوقت .. ولن تظل الأسعار كما هي إن أرادوا الشراء ,,
وماداموا يعلموننا يومياً أن السياسة "لعبة قذرة" لامكان للنظيف فيها ..
فإن الضرب تحت الحزام سيكون وسيلتنا الأكثر قذارة !!
وربما الأسرع في الوصول للهدف !!



قلم مأجور

الأحد - 27/9/2009


[فقط الأعضاء المسجلين والمفعلين يمكنهم رؤية الوصلات . إضغط هنا للتسجيل]