8 قتلى باضطرابات أمنية وقصف في عدن وشبوة عع جريدة الاتحاد

[%الوحيد%]

تاريخ النشر: السبت 31 مارس 2012

عقيل الحـلالي (صنعاء) - قُتل مدنيان وأصيب ثلاثة آخرون، بينهم جندي، في استمرار الاضطرابات الأمنية التي تشهدها مدينة عدن، فيما قتل 5 متشددين ومدني مساء أمس بقصف صاروخي استهدف نقطة تفتيش تابعة لتنظيم القاعدة في محافظة شبوة.

وقال شهود عيان لـ(الاتحاد) إن مسلحين يعتقد بانتمائهما إلى جماعة “أنصار الشريعة”، المتشددة والمرتبطة بتنظيم القاعدة، أطلقا وابلا من الرصاص على شابين، من أسرة “آل عشال”، التي تساند القوات الحكومية في معاركها ضد المتطرفين في محافظة أبين الجنوبية. وأوضحوا أن المسلحين أطلقا نيران أسلحتهما على الشابين عبدالله ناصر عشال وخالد جمال عشال، أثناء خروجهما من صلاة الجمعة في مسجد بمديرية الشيخ عثمان، وسط عدن، ما أدى إلى مصرعهما على الفور.ورفض النائب في البرلمان اليمني، علي عشال، في تصريح لـ”الاتحاد”، اتهام تنظيم القاعدة بالوقوف وراء مقتل قريبيه، لكنه قال: “يبدو أن جميع الأطراف تحالفت في ذلك”، في إشارة إلى أطراف مسلحة تعارضها أسرة عشال، على رأسها قوى “الحراك الجنوبي” الانفصالي، وتنظيم القاعدة المتطرف، الذي بدأ مؤخرا في نشر مقاتليه داخل أحياء سكنية في عدن، خصوصا في منطقة “المعلا”، المطلة على الميناء التجاري بالمدينة، والتي شهدت قبل أسبوع مواجهات بين القوات الأمنية ومتطرفين. وأصيب مدنيان، أمس الجمعة، في تبادل إطلاق نار بين قوات عسكرية في عدن، التي تشهد انفلاتا أمنيا غير مسبوق، ومسلحين كانوا يرافقون جنازة شاب قُتل الأسبوع الماضي في مواجهات المعلا، حسب مصادر محلية. كما أُصيب جندي، أمس الجمعة، بتبادل إطلاق نار بين جنود ومسلحين ملثمين هاجموا نقطة تفتيش، في مديرية “المنصورة”، واحدة من معاقل المسلحين الانفصاليين في عدن. وتضاربت الأنباء حول ما إذا كان المهاجمون ينتمون إلى فصيل مسلح انفصالي أو تنظيم القاعدة، الذي يسيطر منذ أواخر مايو، على أغلب مناطق محافظة أبين، المجاورة لعدن. وفشلت عملية واسعة للجيش اليمني، متواصلة منذ يوليو في تحرير محافظة أبين الساحلية من المسلحين المتشددين.

وفي وقت لاحق مساء أمس قُتل خمسة مسلحين متشددين ومدني، مساء أمس الجمعة، في قصف صاروخي، لمقاتلة يعتقد أنها أميركية، استهدف نقطة تفتيش تابعة لتنظيم القاعدة في محافظة شبوة، جنوب شرق اليمن. وقالت مصادر محلية لـ”الاتحاد” إن صاروخا أطلقته مقاتلة حربية استهدف سيارة عسكرية مرابطة في نقطة تفتيش تابعة لـ”القاعدة”، في منطقة “مفرق الحوطة”، في بلدة “عزان”، جنوب شبوة، التي يُعتقد بأنها المعقل الرئيس ل”تنظيم القاعدة في جزيرة العرب”. وأشارت المصادر إلى أن القصف الصاروخي أسفر عن مقتل مدني وخمسة من المسلحين المتشددين وتدمير السيارة العسكرية بالكامل. وأكد مصدر طبي بمستشفى في بلدة “عزان”، لـ”الاتحاد” مقتل مدني في هذا القصف. كما أكد مصدر مقرب من التنظيم المتطرف، “قصف مقاتلة أميركية نقطة التفتيش في مفرق الحوطة”، لكنه رفض الإفصاح عن الخسائر البشرية والمادية التي خلفها القصف.

من جانب آخر قال زعيم قبلي محلي لـ”الاتحاد” إن اللواء العسكري 63، المرابط في “جبل الصمع” في أرحب، قصف، أمس الجمعة، بالمدفعية والأسلحة الرشاشة الثقيلة قريتي “شراع” و”الأبوه”، وسط منطقة أرحب، مشيرا إلى أن هذا القصف مستمر منذ الأربعاء، حسب قوله. وأشار الشيخ محمد الهزمي إلى أن مدنيا قتل وأصيب أربعة آخرون، الخميس، بقذائف اللواء 63، التابع لقوات “الحرس الجمهوري”، الفصيل الأقوى تسليحا داخل الجيش اليمني، والذي يقوده منذ أكثر من عشر سنوات، نجل الرئيس السابق، العميد الركن أحمد علي صالح.

وتشهد منطقة أرحب، منذ مايو، اشتباكات متقطعة بين ثلاثة ألوية تابع للحرس الجمهوري، ومسلحين قبليين مؤيدين لموجة الاحتجاجات الشعبية التي أطاحت بالرئيس السابق صالح، أواخر الشهر الفائت.

إلا أن الشيخ الهزمي نفى مهاجمة المسلحين القبليين، مؤخرا، ألوية “الحرس الجمهوري”، قائلا إن “رجال القبائل ملتزمون بهدنة لوقف إطلاق النار”، معمول بها منذ انتخاب نائب الرئيس السابق، عبدربه منصور هادي، يوم 21 فبراير المنصرم، رئيسا انتقاليا لمدة عامين، بموجب اتفاق لنقل السلطة ترعاه دول مجلس التعاون الخليجي، بهدف منع انزلاق اليمن إلى أتون حرب أهلية، على خلفية الاحتجاجات المؤيدة والمناهضة لصالح، والمتواصلة منذ منتصف يناير من العام الماضي. لكن مصدرا قبليا آخر أكد لـ(الاتحاد) اندلاع مواجهات مسلحة، منذ الأربعاء، بين قوات “الحرس الجمهوري”، ومن وصفهم بـ”المسلحين الثوار”. كما نفى الهزمي، وهو أحد الزعامات القبلية الموالية لحزب الإصلاح الإسلامي، أبرز مكونات ائتلاف “اللقاء المشترك”، الأنباء التي تحدثت عن اندلاع مواجهات، أمس، بين قوات نجل صالح “ومسلحين مفترضين من تنظيم “القاعدة” في منطقة أرحب”. وقال: “ لا توجد عندنا قاعدة.. والحديث عن وجود هذا التنظيم في أرحب مجرد أكاذيب”.

وكان مجلس الأمن الدولي حذر، الخميس، من انهيار التسوية بين أطراف النزاع في اليمن، داعياً الجميع إلى الشروع في تنفيذ المرحلة الثانية من عملية نقل السلطة، التي تنظمها “المبادرة الخليجية”، خلال عامين.